منذ نزول أبونا أدم وأمنا حواء عليهما السلام إلى الأرض وصولا إلى سيدنا نوح عليه السلام بينهما 11 أب ... ووفق أعمار تلك البشرية التي كانت تتجاوز 700 و 900 سنة حتى الثابت إلى 950 سنة فإننا نتحدث عن 10 آلاف سنة من أبونا آدم إلى سيدنا نوح ... ولا يوجد تاريخ واحد حقيقي يؤكد حقبة أبونا آدم وصولا إلى حفيده الـ 12 نوح بل كلها تقديرات في تقديرات والتي تتحدث أن نوح ولد في سنة 3900 قبل الميلاد ... وهذا التقدير بالتأكيد غير صحيح إذا ما قارنا حضارة بابل وسبأ والفراعنة وغيرها التي هي أقدم من هذا التاريخ ... والعلماء في التاريخ البشري وفي علم الإجتماع التاريخي قدروا تعداد سكان البشرية في سنة 10 آلاف سنة قبل الميلاد ما بين 4 - 5 ملايين نسمة "كولين ماكيفدي - ريتشارد جونز" والبعض بالغ فرمى بالرقم 10 ملايين نسمة "رالف توملينسون" ... حتى وصلت البشرية إلى عصر نبي الله لـــوط عليه السلام في سنة 1861 قبل الميلاد ... ومنذ أبونا أدم وصولا إلى زمن لوط لم تعرف البشرية قط المثلية الجنسية بين أفراد الجنس الواحد ... لكن النقوش التي على الأثار التاريخية تتحدث عن أن المثلية الجنسية كانت موجودة فعليا بين البشر حتى قبل قوم لوط في الالفية الميلادية الثانية والثالثة ... والثابت الأخر أن المثلية بين "الأنثى والأنثى" كان أمرا بديهيا طبيعيا في الكثير من المجتمعات والحضارات البائدة لكن ليس جهرا ... والشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية كانت ولا تزال صفة منبوذة في كل المجتمعات الطبيعية ونفس المجتمعات الطبيعية لا يعنيها ماذا يحدث في الخفاء أو خلف جدران المنازل ... لأن طالما الأمر بقي محصورا في الخفاء فتلك من خصوصية المنازل وأسرارها لا يحق لأحد الإطلاع عليها من باب تحريم التجسس وكشف المستور ؟
الثابت لدينا أن التوراة هو أول كتاب سماوي نزل على البشرية من خلال رسول الله "موسى ابن عمران" عليه السلام ثم الإنجيل الذي نزل على رسول الله "عيسى ابن مريم" عليهما السلام ... ونزل تحريم المثلية الجنسية فيهما { وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ إِنَّهُ رِجْسٌ } سفر اللاويين 18: 22 ... { وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا } سفر اللاويين 20: 13 ... أما في القرآن الكريم فلم يأتي ذكر تحريم المثلية الجنسية نصا صريحا واضحا لكنه جاء بأكبر وأقوى منه بسرد "قصة قوم لوط" التي ذكرت في "سورة هود" وكانت هذه القصة بمثابة تحريم قطعي الثبوت اتعاظا لأمة انتهكت وشاعت واستمرأت المحرمات فكان العقاب ليس بشريا بل عقاب مباشر من رب العالمين ... كما انتشرت "الشبقية الجنسية" في الأشعار بزمن الجاهلية والأموية والعباسية والفارسية ... وظلت المثلية الجنسية مرعبة لدرجة تحقير المجتمعات لأصحابها طوال قرون من الزمان وصلت إلى درجة قطع الأعضاء الذكرية أو تعييبها وصولا للإعدام العلني حتى دخلت البشرية في القرن العشرين ... وهو زمن الإنفتاح والتطور في الصناعات والتكنولوجيا وصولا إلى جنون اليوم وأول ما فشلت فيه الديمقراطيات فشلت بمنع "المثلية الجنسية للنساء" ... وذلك عندما فشلت بريطانيا محاولة لجعل المثلية بين النساء "غير قانوني" لأول مرة في تاريخ إنجلترا في سنة 1921 ... ومنذ ذلك الوقت عاشت الدول والأمم ومجتمعاتها في صراع ما بين سرية المثلية الجنسية وما بين علنيتها وقانونيتها وحمايتها ... حتى خرج كتاب "السلوك الجنسي في الأنثى البشرية - Sexual Behavior in the Human Female" الذي ألفه المجنون الشاذ "ألفريد تشارلز كينزي - Alfred Charles Kinsey" والذي كسر كل قواعد البشرية وفطرتها السليمة في سنة 1953 ... ثم بعدها بأشهر قليلة خرجت أول مجلة إباحية مصورة "بلاي بوي – Play boy" التي أسسها "هيو مارستن هيفنر - Hugh Marston Hefner" ... كلاهما انفجرا في نفس السنة 1953 فبعد نجاح الكاتب الشاذ تبعه ببضعة أشهر المجلة الإباحية ... وما أن دخلت البشرية في ستينات القرن الماضي حتى انتشرت الإباحية بشكل مجنون بعد أن كانت "نوعا ما" في حال انضباط في سنة 1920 كما كان يحدث في فرنسا وأمريكا ... أما في سبعينات القرن الماضي فالأمر دخل فعليا بالمثلية الجنسية وتسويقها إعلاميا بشكل لم يسبق له مثيلا في كل التاريخ البشري ... وفي الثمانينات بدأت الإعلانات الرسمية يتم إشهارها في المحاكم الأمريكية والأوروبية وثم تعيين قضاة ومستشارين وإعلاميين ومشاهير بشكل علني على أنهم من أصحاب ميول "المثلية الجنسية" ... وفي تسعينات القرن الماضي بدأت دول بأسرها تعلن بشكل رسمي عن حقوق المثليين ... حتى وصلنا اليوم أن أصبحت المثلية الجنسية واقعا فرض نفسه نقبله أو لا نقبله فهذا لا يلغي الواقع بدليل ما تنشره شركات الإنتاج السينمائية ... وما تبثه الشبكات التلفزيونية الرقمية مثل "نتفليكس" من دعم وتشجيع على المثلية الجنسية ... أما في المدارس الأمريكية والأوروبية فحدث ولا حرج ؟
ما لا تعرفونه عن المثلية الجنسية
يجب أن نقر ونعترف أولا بأن المثلية الجنسية موجودة في كل دول العالم اليهودي والمسيحي والإسلامي ... ويجب أن نفرق كليا بين المثلية الجنسية كشذوذ صارخ للفطرة البشرية وبين جنون أو شذوذ الجنس أثناء المعاشرة أو الممارسة ... فالمثلية مرض وشذوذ نفسي بنسبة 100% وليس مرضا عضويا مطلقا أما الممارسة الجنسية الشاذة المجنونة سموها ما شئتم فإنها حالة من "غياب ألا وعي اللحظي" للإستمتاع الجنسي فحسب وسرعان ما ينتهي كليا لحظة انتهاء الرغبة الجنسية ... وغياب ألا وعي هذا ربما يتحول إلى مرض نفسي خطير إن لم يتحكم صاحبه فيه وهذه الحالة سهل معرفتها ودرجاتها لكن هذا ليس موضعنا الأن ... والمثليين تجمعهم كيمياء الميول النفسي والعقلي ثم توافق الطباع ثم الإندماج العقلي ثم تحدث المعاشرة الأولى والـ 100 ثم تأسيس المنزل ثم قرار الزواج الرسمي سواء بين "الذكرين أو الأنثتين" ... وتواجههم مشكلة مع مرور الوقت والحياة السعيدة "حسب اعتقادهم" ثم يدخلون في شطح العقول ويدخل موضوع إنشاء أسرة متكاملة أي مسألة الإنجاب ... وكيف يحدث الإنجاب بين "الذكرين أو الأنثتين" !!! ومن هنا يتجلى شطح العقول كما أسلفت فتبدأ عملية "شراء الأرحام" للمثليين الذكور و "شراء العضو الذكري أو شراء المني" للمثليين من النساء ... ففي حالة المثليين من الذكور يبحثون عن امرأة جميلة يتفق عليها المثليين من الذكرين بمواصفات معينة وعندما يتفقون معها ... أول ما تفعله هو إجراء فحص طبي شامل تثبت خلوها من أي أمراض أو عيوب عضوية ثم يتفقون معها بعقد رسمي قانوني 100% على مسألة الإنجاب منها وبيعها للطفل والتخلي كليا عنه مقابل مبلغ مالي كبير يتم الاتفاق عليه مسبقا ... وبعد الفحص وتوقيع الإتفاق يشترط على المرأة أن تبيت معهم في منزلهم طيلة فترة الحمل لمراقبتها ومتابعتها ومنعا للمعاشرة الجنسية خارجيا ... وخلال هذه الفترة أيا من المثليين الذكرين يعاشرها أمام الأخر أو كلاهما "جنس ثلاثي" فلا توجد أي مشكلة ... وعندما تضع مولودها يتم تسليمها باقي المبلغ وكل يمضي في طريقه إلا لو حدث اتفاق أخر على فترة الرضاعة بمقابل مادي بالتأكيد ... وهذا فعليا يحدث في "المكسيك وأمريكا وفرنسا وتايلاند والنمسا وبلجيكا" وغيرها من الكثير من البلدان ... أما المثليين من النساء فإنهما إن قررا بناء أسرة فإن المسألة إما أن تتم من خلال معاشرة رجل حسب المواصفات المطلوبة حتى يتم الحمل ثم يقبض ماله ويمضي وكأن شيئا لم يكن ... أو أن يتم استئجار المني من رجل معين وتتم عملية "التخصيب الصناعي" وفي كل الأحوال سواء للمثليين من الرجال أو النساء فإن الطفل رسميا يتم تسجيله على أحد أسماء أسرة المثليين ... وكل ما سبق هي سياسة لصناعة تغيير أجيال الجنس البشري لتخرج أجيالا قادمة من المثليين ... وأيضا كل ما سبق هو ضربا صريحا بالفطرة البشرية وفي كل الكتب والأديان السماوية خصوصا إذا ما علمتم أن 95% من للمثليين هم من فئة "ألا ديني - ملحد" و 5% هم من المسيحيين المثليين بل وخصصت لهم كنائس رسمية لهم وفي حال كانوا مسلمين فتلقائيا يتم تصنيفهم في خانة الكافرين دون أدنى شك ولا حتى تفكير ... وبالمناسبة غالبية المثليين لا يتزوجون بشكل رسمي قانوني خوفا من الإنفصال ثم حدوث الصراع القضائي فيما بينهم ثم الحكم بوضع اليد على المنزل أو المال أو الممتلكات الأخرى حاله كحال الزواج الطبيعي بين الرجل والمرأة ؟
رفض المثلية الجنسية في الدول العربية
في دول "أوروبا وأمريكا ومعظم دول شرق أسيا ودول أمريكا الجنوبية وكندا وصولا إلى أستراليا ونيوزيلندا" كلها دول توفر الأمن والحماية والقانون والرعاية المطلقة للمثليين ... ونفس تلك الدول نسافر لها للدراسة للعلاج للعمل للسياحة وتلقائيا نحترم مجتمعاتهم وقوانينهم وإن كانت غير مألوفة أو غير مقبولة لدينا ... وعلى الطرف الأخر من المثليين أيضا عليهم أن يحترموا المجتمعات العربية وخصوصيتها كما نحترم المجتمعات في أي دولة في العالم ... وعلى المثليين من العرب الذي هم بطبيعة الحال سقطت عنهم صفة الإسلام فعليهم أن يغادروا أوطاننا ويستقروا في أكثر من 120 دولة تسمح لهم بالمثلية العلنية وتوفر لهم كافة الخدمات بضمانة أمنية وقانونية 100% ... وبالتالي عدم احترامك للمجتمعات العربية والإسلامية وخصوصيتهم يسقط عنك تلقائيا حقوقك التي تتمنى أن تتحقق على أرض الواقع في المجتمعات الإسلامية والعربية التي أصلا ترفض رفضا قاطعا لا نقاش ولا جدال فيها من أن تتواجدوا على تلك الأراضي ... وأنتم أيها المثليين ترون الأمر أنها حقوق طبيعية وهذا حقكم ونحن من حقنا أننا نرى أنكم شواذ الفطرة الخارجين عن كل الكتب السماوية ... فلا أجادلك في حقك ولا تجادلني في حقي فمن خلقك هو من سيتكفل بك وسيحاسبك وأنا من خلقني ربي سيتكفل بي وسيحاسبني ... لكن مجتمعي يرفضك جملة وتفصيلا في نفس الوقت الذي هناك مجتمعات تناديك للعيش فيها علنا بأمان وأمان وسلام ... والإصرار على العيش بيننا لا يعني لنا إلا أنك جزء أو طرف أو أداة من مخطط خبيث ملعون لتغيير الهوية الإسلامية في المجتمعات العربية والتي بالتالي لا لوم عليها إن تطرّفت وتخشّبت بموقفها الرافضة المتشددة تجاه المثليين وحتى من عاونهم أو ناصرهم ولو رأيا ... وظاهرة "حجاب المثليين" وإن كانوا مسلمات يدافعن عن الحقوق المشروعة للمثليين "حسب اعتقادهم" فإنها ممارسة أظن وأعتقد أن أصحابها جهلة في دينهم سفهاء برسالتهم ولا يعلمون أن مثل تلك الممارسة تبطل إسلامهم جملة وتفصيلا ... سامحهم الله وغفر لهم وهداهم لما فيه خيرا لهم وأسأله أن يتوبوا من حماقاتهم قبل موتهم وقيامتهم ؟
إقــــرأ
المثليين العرب والخليجيين والشذوذ الجنسي ؟
https://q8-2009.blogspot.com/2017/10/blog-post_20.html
الذكــــور المخنثـــــون ؟
https://q8-2009.blogspot.com/2020/01/blog-post_17.html
ما لا تعرفونه عن الجنس الثالث والمثليين ؟
https://q8-2009.blogspot.com/2020/06/blog-post_16.html
دمتم بود ...