تشتهر العمالة العربية بالكذب والخداع وعدم الإنضباط بالمواعيد ناهيك عن الإستهتار وضعف التسويق ... وهذا الأمر مصدره "الثقافة الإجتماعية" أي كل عامل وجنسيته وثقافة مجتمعة وبالتالي بيئته الأسرية ... والأمر لا شأن له بالمطلق بالدين لأن العامل العربي أكثر من يقسم بالله وأكثر من يكذب باسم الله وهو الأشهر في الغش التجاري ... ولأن الدول العربية كلها دون استثناء ليست دول صناعية ولا حتى كفؤا لتكون دول صناعية ... فمن البديهي جدا ومن خلال الثقافة المجتمعية تجد النرجسية مرتفعة جدا لدى العامل والفني والطبيب والمهندس وووو إلخ ... ومن السخرية أنك لو دققت وعاينت جيدا في الصورة العامة لرأيت كل عامل وطبيب ومهندس وفني مهما بلغت شهاداتهم ستكتشف أن كل أدواتهم التي يستخدمونها في أعمالهم "صنعت في الخارج" ... من المفك إلى البرغي إلى أدوات القياس إلى السماعة والأجهزة الطبية إلى الورقة والقلم كل شيء صنع في الخارج ... ليس هذا فحسب بل وحتى العمالة من "الهند وبنغلاديش وباكستان" أصابهم نفس داء العمالة العربية لتتضح الصورة فيما بعد أن الدولة الأكثر فقرا هي أكثر فسادا والدول الأكثر فسادا هي أكثر مخرجات تعليمية كارثية بسطحيتها ... ولذلك من البديهي أن يصل إلينا فساد التعليم بمخطط ممنهج وانتشار واسع النطاق في الغش التجاري ... لأن الطبيعة العربية جشعة دائما بتحقيق الكسب السريع بعكس الطبيعة الأجنبية التي دائما ما تنظر أين سيكون موقعها بعد 10 و 40 سنة قادمة ؟
الشخصية العربية والتي هي محور موضوعنا من طبيعتها تعشق الثرثرة وكثيرة الشكوى وتبدع بالإستعراض السياسي ... بمعنى في وقت العمل تجدهم يثرثرون في الدين في السياسة في كل شيء ناهيك أنهم يتميزون بكثرة الشكوى سواء من العمل أو من المسؤل وصولا إلى فضفضة مشاكلهم الخاصة ... ومشاكلهم الخاصة هذه يتم استخدامها لكسب التعاطف الوظيفي مع مزيج من إقحام الدين في الأمر لزيادة جرعة 3ملم لاستغلال مشاعر الأخرين ... وهذا "السلوك الشاذ" يصنفونه على أنه دهاء ومكر حسن وليس غش واحتيال وفشل وظيفي بدليل أنه وخلال ثواني وربما أقل يسطرون لك الأعذار والتبريرات لسوء أو فشلهم في عملهم ومن النادر أن تجد من يعترف بخطأه حتى لا يضطر لإعادة العمل مرة أخرى وعلى نفقته ... أما على الجانب الأخر وهو بالتأكيد الجانب السياسي والذي أدى إلى إفساد دول وشعوب خليجية التي هي أكبر مستورد للعمالة العربية ... والتي بعد أكثر من 50 سنة أفسدت تلك العمالة المجتمعات الخليجية من خلال نقل ثقافة مجتمعاتهم لمجتمعاتك وهذه بالمناسبة ليست جريمة لأنها من طبيعة البشرية كافة ... فمثلا لو رأيت في "دول شرق أسيا وكندا واستراليا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا" وغيرها فستجد أن المجتمعات العربية قد أسست مجتمع عربي كبير وفي قلب المجتمع العربي تم تأسيس المجتمعات صغيرة "اللبناني والسوري والمصري واليمني والعراقي والجزائري" إلخ ... وكن واثقا مليار% أن العربي أينما استوطن وأينما عمل وسكن فلن يشكر الدولة التي يقيم فيها "إلا من رحم ربي منهم" ... الأمر الذي لا تريد أن تفهمه الحكومات الخليجية والكويتية على الخصوص أن العمالة العربية لم تعد ذات نفع بالمطلق وأن ضررها بات أكبر من نفعها والشعب هو من دفع ثمن الشعارات السياسية الفارغة "العروبة - الأمة العربية" ... فأصبحت حكومتنا تساعد حكوماتهم بالمليارات وتوظف أبنائهم وتمنحهم الهبات والمساعدات وترمي في أحضانهم المليارات من الإستثمارات ... وحكوماتهم حكومات لصوص وتحتل دولهم في كل سنة أسوأ المراكز العالمية في الصحة والتعليم والفساد والجرائم إلخ ؟
أما العمالة الأجنبية فحدث ولا حرج وكيف لا وهم أسياد الصناعات من الإبرة إلى الطائرة من الملابس إلى الأدوية من الأرض إلى الفضاء من القلم والمسطرة إلى البندقية والصواريخ ... ومما لا يعرفه الكثير منكم أن عشرات آلاف من المصانع التي تنتشر في "أمريكا - أوروبا - شرق أسيا - كندا - استراليا" ... بعد أن تستوفي شروط التوظيف والتعيين وفي فترة الإختبار توضع شروط ودورة تأهيلية توصف وتحدد شروط العمل وصرامة التنفيذ والتطبيق ... على سبيل المثال في العمل يمنع الحديث إلا فيما يخص العمل ويمنع منعا قاطعا استخدام هاتفك النقال الشخصي ويمنع التجول في غير المكان المخصص لوظيفتك ويمنع الحديث في الدين في السياسة في العرق وغيرها من الكثير من ضوابط العمل بمعنى أنت في العمل مجرد آلة دقيقة وبعد انتهاء عملك تعود لك بشريتك ... ناهيك أنك في العمل مراقب ومرصود وهناك فريق متخصص وظيفته ضبط جودة العمل وكفاءة الموظفين والعمال ولو كان مديرة إدارة أو رئيس مركز كل شيء يعمل وفق نظام ينافس حتى الساعة من شدة الدقة ... ساعد في ذلك أنهم مجتمعات غير ثرثارة ولا تهتم للشأن السياسي والثقافة المجتمعية التي أسست ثقافة عامة أن العمل مقدس والأمانة أخلاق وإتقان العمل ضمير ... ولذلك لا عجب أن تنجح صناعاتهم نجاحا باهرا ولما ذهبوا للخارج تحكموا بأكثر من 180 دولة وحكومة وشعب وأمة من كافة الأديان ومن مختلف الثقافات بسبب جودة صناعاتهم ودقة مواعيدهم ... فقط ادخل لأي جمعية أو مركز تسوق في أي وطن عربي وانظر بأم عينيك الحقيقة ما لا يقل عن 99% من بضائع الأرفف مستوردة ... وتجول في أسواقهم ومولاتهم وشوارعهم وانظر للصناعات "الألمانية والأمريكية والفرنسية والإيطالية والصينية واليابانية والكورية" ... ولا يزال العربي يزرع وفق الطرق البدائية فيحصد فرحا ما زرعه بعكس الأجنبي الذي يزرع وفق الدراسات والخطط والطرق العلمية الحديثة فيحصد 10 أضعاف لما خطط له مسبقا ... لتكون النتيجة "على سبيل المثال" أن العربي حقق ربح 100 دولار والأجنبي حقق ربح ألف دولار ... العربي وزّع محصوله في الداخل والأجنبي وزّع محصوله في الداخل والخارج ... وسيضل العربي شكّاء ثرثار نمام جاحد وسيظل الأجنبي يعمل بصمت ويبهرنا بصناعاته وسيستمر تحكمه فينا جميعا ... بدليل عزيزي القارئ أنت تقرأ هذا الموضوع من خلال جهاز صناعة أجنبية وشبكة إنترنت صناعة أمريكية 😊
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم