2024-11-08

مجـــزرة الجنسيــة الكويتيـــة ؟

خلال 6 أشهر من 2024 وتحديدا من شهر 6 وحتى شهر 11 تم سحب وإسقاط أكثر من 10 آلاف جنسية كويتية ذوي مرجعية أكثر من 1.860 ملف صدر فيهم مراسيم سحب وإسقاط الجنسية الكويتية منهم ... بكل تأكيد رقم قياسي لم تشهد الكويت له مثيلا في كل تاريخ قانون الجنسية منذ إصداره في 1959 ... ويقينا أن القيادة السياسية الكريمة المتمثلة بسمو أمير البلاد الشيخ "مشعل الأحمد الصباح" بارك الله في عمر سموه - لا أنا ولا أنتم نملك معرفة الدواعي والحيثيات التي يمتلكها المقام السامي التي أدت بسموه بأن يتخذ قرارا استثنائيا لم يسبق له مثيلا في التاريخ السياسي الكويتي ... قرار تمثل بإطلاق يد وزير الداخلية الشيخ "فهد اليوسف الصباح" ليضع يده على كافة ملفات الجنسية لجميع الكويتيين دون استثناء لتكون تحت البحث والتحليل الدقيق من خلال القائمين في "اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية" ... "هدم عش الدبابير" المتمثل في الهوية الوطنية قد كانت له دواعي كثيرة سلطت "مدونة الكويت ثم الكويت" الضوء عليها بمواضيع كثيرة من خلال تاريخ الجنسية والعبث فيها والتجنيس السياسي وسلوك بعض أعضاء مجالس الأمة والسلوك المجتمعي واختراق الحسابات الإخبارية في مواقع التواصل للجبهة الداخلية الكويتية ... سلوك أثار الشك والريبة بتعظيم مفرط لدول خارجية على حساب الكويت والدفاع المستميت لدول خارجية والوقوف في وجه الكويت ؟

حالة الوجوم والصدمة التي يعيشها الكثير من الكويتيين من قرارات سحب وإسقاط الجنسية الكويتية هو شعور بديهي ... لأنه لم تأتي حكومة في كل تاريخ الجنسية الكويتية وتقتحم أسرارها وتفضح أستارها كما حدث ويحدث اليوم بمثل هذا الشكل المضطرد تصاعدياََ من قرارات السحب ... والكويتيين بطبيعة الحال مخطئين بعدم فهم ما يحدث لأن "اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية" قد أقر شكلها القانوني وبدأت عملها فعليا فمن البديهي أن تتوالى قراراتها تباعا ... وإن كان هناك من قال أو يقول أو سيقول أن ما يحدث في الكويت اليوم هي مجـــــزرة ... فأصحح له الواقع فالمجـــــزرة الحقيقة كانت ليس فقدان الجنسية بل منحهــــا للآلاف ... ففي عهد وزير الداخلية الشيخ "محمد الخالد" تم منح وإصدار أكثر من 7.100 جنسية كويتية وفق المادة "5 - 8" خلال 4 سنوات فقط وتحديدا ما بين 2012 و 2016 ... وفي تصريح في مجلس الأمة نشر في "صحيفة الجريدة" بتاريخ 27-6-2017 أفاد وزير الداخلية "خالد الجراح" أن من بعد تحرير الكويت وحتى 2017 تم تجنيس أكثر من 3.200 أجنبي من أبناء الكويتيات ... هذا ناهيكم عن "التجنيس السياسي" الذي مارسته حكومات عديدة وقُدّمت الجنسية كرشاوي سياسية من أجل تحقيق الإنتصارات السياسية "الوقتية" في البرلمان دون مراعاة لمثل هذا الخطر الكارثي ... ووفق الإحصاء الرسمي للدولة فإن عدد الكويتيين خلال 5 سنوات وتحديدا من سنة 1985 إلى 1990 قفز عدد الكويتيين تحديدا من 470 ألف إلى أكثر من 600 ألف نسمة بفارق وزيادة 130 ألف مواطن ... وفي إحصاء 1995 "بعد التحرير" كان الكويتيين رسميا 653.616  ألف نسمة فأصبحوا بقدرة قادر 860.324 ألف نسمة بفارق وزيادة 243.671 ألف نسمة ... تلك الأرقام "الغير طبيعية وألا منطقية" لا تعبر إلا عن أمر وشيء واحد وهو أن أرقام الفوارق تلك وقفزاتها الكبيرة خلال 5 سنوات بين الأولى والثانية لا يمكن أن تكون إلا نتيجة التجنيس السياسي والفساد السياسي وكم الإختراق المهول في ملف الجنسية وإداراتها وإجرائاتها ... الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات الفساد في البلاد من خلال الواسطة والمحسوبية وانتهاك القانون تجلى مشهدها بشكل واضح وجلي أثناء مظاهرات "كرامة وطن" ... من خلال السب والشتم والتطاول على المقام السامي وتحقير الدولة وضرب مؤسساتها والمساعي ليفقد الشعب ثقته بالقضاء وضرب الروح المعنوية للمواطن والإساءة لسمعة الكويت داخليا وخارجيا وحالات الإعتداء على رجال الأمن والتمادي المفرط بسوء استخدام مواقع التواصل الإجتماعية وسرد أكاذيب بهدف تظليل الرأي العام ... وهذا كله ليس سلوكاَ كويتياََ وطنياََ طبيعياََ أو حتى ساذجاََ ... واستغلال المرشحين في ندواتهم الإنتخابية الخطاب السطحي والمسيء بلغة التحدي والوعيد ثم الفساد البرلماني باستخدام الأدوات الدستورية بغير شكلها ولا وقتها ولا مكانها الصحيح بهدف الإنتقام السياسي ... مما زاد بالأمور إلى الفجور بالخصومة بشكل لم تعهده الحياة البرلمانية حتى وصلت الأمور بالسب والشتم وتعطيل جلسات البرلمان وممارسة الإرهاب الفكري عبر مواقع التواصل الإجتماعية وصناعة وهم الواقع "إن لم تكن معي فأنت ضدي" !!! ... ولا ننسى كيف تراجع الإعلام الكويتي والفن الكويتي وكيف تم تحطيم أدوات "القوة الناعمة في السياسة الكويتية" ... وكيف انهار التعليم لدينا وأين أصبح تصنيف جامعة الكويت دوليا ومستوى مخرجات طلبة الكليات والجامعات إلخ إلخ إلخ ... وهذا ثمن التجنيس السياسي والعبث بالهوية الكويتية حتى ظهرت عوائل لم نسمع لها وجودا من قبل ؟

الصحف الكويتية مليئة بالمزورين بحكايات لا تدخل العقل من فرط بشاعتها والجنسية "السعودية والسورية" هم الأكثر فئة في تزوير الجنسية الكويتية بل وهم الأكثر أيضا بادعاء أنهم بدون وفق الإحصائيات الرسمية لـ "الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية" ... ولذلك على الجميع أن يستوعب صدمات قادمة ويهيأ نفسه لقراءة وسماع حالات لم تكن كفؤا لنيل شرف الجنسية الكويتية ... وعلى النقيض يجب أن لا يرتعب أحد من كون إجراءات السحب قائمة على قدم وساق فالحريات موجودة والإنتقاد الموضوعي قائم ومشروع والحقوق الدستورية محفوظة ومصانة ... بل أسعدني عندما قرأت تصريح لوزير الداخلية الشيخ "فهد اليوسف" أنه تقرر تشكيل "لجنة للتظلمات لكل من فقد الجنسية الكويتية" ... وهذه نقطة مهمة جدا تراعي سمعة الكويت داخليا وخارجيا بأن كل من هو متضرر من مراسيم سحب جنسيته فأبواب "الإدارة العامة للجنسية وجوازات السفر" مفتوحة للجميع ليتقدم بمظلمته ويعاد النظر في ملفه ... وهناك أيضا القضاء من حق كل من تضرر من قرارات السحب أن يلجأ للقضاء ... وطالما فقد أكثر من 1.860 كويتي جنسيته ولم يتظلم أحد منهم ولم ينشر شخص واحد مظلمته على مواقع التواصل الإجتماعية "حتى الأن" فهذا مؤشر دقيق أن لجنة تحقيق الجنسية تقوم بعملها بكفاءة ومهنية وأمانة ووطنية عالية تستحق التقدير والإحترام ... وعلى إثر قرارات السحب الجارية فإني كتبت متوقعا أن هناك أكثر من 30 ألف جنسية وبأكثر 150 ألف ممن يتبعونهم في طور السحب والإسقاط دون النظر لمادة الجنسية ومتوقعا أن تنتهي كثافة السحب والإسقاط مع نهاية 2025 ... وأيضا في 2025 سيتم فتح ملف البدون على مصراعيه وسيدخل حيز التنفيذ الإجباري ليتم حسمه بشكل نهائي في مدة لن تتجاوز نهاية 2025 بمعنى ستدخلون 2026 ولن يكون هناك مصطلح بدون في الكويت ... ريّح راسك الدولة قائمة والإدارات الأمنية والإستخبارية شغاله ويعرفون كل واحد فيكم ويعرفون كل شي عنكم ويعرفون حتى أصولكم وأنسابكم ومصاهراتكم هكذا هي الدولة والدول تدار ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم