2018-11-01

شعوب العالم VS عسكريين العالم ؟


أمة "يأجوج ومأجوج" الذين ذكروا في القرآن الكريم { قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا } الكهف { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } الأنبياء ... وفي الإنجيل ذكر يأجوج ومأجوج في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي في الإصحاح العشرين في الآية 8 { ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر } ... وفي اليهودية  سفر حزقيال - إصحاح 38 الآية 2 { يا ابن آدم اجعل وجهك على جوج أرض ماجوج رئيس روش ماشك وتوبال وتنبأ عليه } وأيضا يسمى يأجوج ومأجوج لديهم بـ "كوك وماكوك" ... فقمت وصنعت مشهدا في خيالي عن عددهم والذي لا يعرف لهم عددا بدقة تفصيلية ولا بإثبات مادي لكن تضاربت الروايات حولهم أن أعدادهم بعشرات ومئات المليارات ... وهناك من ذهب بخياله لعدد 20 تريليون نسمة وهذا الرقم ضربا من الخيال لأنه ببساطة مساحة الأرض ظاهرها وباطنها لا يستوعب هذا العدد المبالغ فيه ... وبالعودة لمشهد خيالي فسألت نفسي : أي قوة عسكرية مهما كانت وأي قوة أسلحة تدميرية تستطيع القضاء عليهم ؟ ... فلو رأيت حشودا بالملايين تأتي نحوك مسرعة فماذا ستكون ردة الفعل فإن كان فردا أو مجموعة أفراد يسبون توجسا أو رعبا في نفسك بارتفاع مضطرد لـ "الأندريالين" فماذا أنت فاعل أمام الملايين وعشرات الملايين !!! ... هذا بالإضافة إلى أن موعد خروجهم "المتوقع المنتظر" سيكون بعد حدوث "الحرب العالمية الثالثة" والتي ستستهلك البشرية أكثر 80% من كافة أسلحتها الثقيلة والفتاكة ... وبالتالي ماذا سينفع مسدس ذوو 10 أو 15 طلقة أمام ألف مجنون لا يعقل ولا يفهم ولا لغته أو فهمه كطابق لك والأدهى أنهم ليسوا بشرا أي لا ينتمون للجنس البشري لا عقلا ولا فهما ولا نطقا { وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا } الكهف أي لا يفهمون ما تقولون من قول أو إشارة ؟ ... وبالتالي هزيمتك وسقوطك أمر مؤكد لا شك ولا لبس في ذلك لكثرة الأعداد + لعدم القهم + عدم وجود فطرة الخوف + قوتهم التي تفوق قوة الإنسان ؟

لو جمعت قوات الأمن "الجيش - الشرطة - الحرس الوطني - الأمن الخاص - قوات الإحتياط" لكل دول العالم فإن أعدادهم مجتمعين فإن أقصى عدد وبالمبالغة أيضل لن يتجاوز 200 مليون عسكري ... 200 مليون في مقابل سكان الأرض والذي وفق إحصائية اليوم وتاريخ هذا الموضوع 7.660.654.000 مليار نسمة وبالتالي 200 مليون عسكري رقم لا وجود له في مقابل أكثر من 7.6 مليار نسمة ... وما أردت أن أوصله لكم هو أن البشرية بطبيعتها تريد الإستقرار والسلام لأنها بذلك ستضمن أمنها الشخصي وتضمن أمن ومستقبل أبنائها ... والمجرمين بين الجنس البشري هم "الخارجون على القانون" وهؤلاء يمثلون استراتيجية "الذئاب المنفردة" أي كل في اتجاه يرتكب جريمته وليسوا موحدين في مكان واحد ... ضف على ذلك أن العقلية الأمنية هي غبية بطبيعتها بالرغم من كل ما نتصوره من تقدم وتكنولوجيا مما اضطرها إلى أن يتحول العمل الأمني إلى علم ودراسة وبحوث وتجارب نظرية وعملية ... والقوة الأمنية بالرغم من تقدمها فكريا وثقافيا وعلميا في الدول "المحترمة" إلا أن العقل السياسي هو من يقودها ويأمرها وتخضع له خضوعا مطلقا ... ولذلك يستحيل في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا أن يصدر قرار تحرك عسكري إلا بقرار سياسي مؤكد وإلا اعتبر التحرك العسكري تمردا وخيانة وخروجا على النظام العام ؟

ابتكر العلم الأمني استراتيجيات أثبت نجاحها والتي أدت إلى صحة نظرية "القلة تغلب الكثرة والضعيف يغلب القوي" ... عندما توجد مظاهرة بعدد 10 آلاف متظاهر فإن الأمن لن يجلب لك 10 آلاف رجل أمن لأنهم يعرفون مسبقا أن هذا التجمع سهل أن يتم تفكيكه عبر عدة طرق منها : المفاوضات - الترغيب والترهيب -  رش الماء - إطلاق الغازات مختلفة الإستخدامات - إطلاق الكلاب - إطلاق النار بطلقات مطاطية - الخطف من بين المتظاهرين دون شعور الآخرين - الإعتقال العلني للمتظاهرين - اعتقال قادة التظاهرة ... وهناك اليوم غازات تسبب حالة من التخدير الجزئي أو الكلي فتجل الشخص غير قادر على الهرب أو الجري أو المقاومة لكن تلك الغازات لم تستخدم بعد عمليا في أي مكان وهناك سيارات مزودة بإطلاق صوت شديد القوة قادر على إصابة المتظاهرين فقد السمع "الوقتي أو الكلي" وأيضا لم تستخدم هذه السيارة أبدا ... كل ما سبق يثبت أن الضعيف كسر القوي بيد الضعيف لكن الواقع يقول لك أن لو توحد شعب ما ونزل على قلب رجل واحد فإن القوة العسكرية أيا ومهما كانت ستنهار وستسقط تماما كما حدث في مصر وليبيا واليمن وغيرها ... لكن هناك "استراتيجية الردع" وهي استراتيجية تولدت وتوالت منذ أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد عبر الحضارات المتعددة ... والتي تعتمد تماما على "العبرة" والتي تؤدي رسالتها على أكمل وجه وهي تعذيب النفس البشرية وإخضاعها بقوة ومستوى ودرجات التعذيب ... وبالتالي تمزيق رجل واحد يمكن أن يغير حسابات الآلاف وتعذيب الآلاف يمكن أن تخضع لك الملايين لأن النفس البشرية بفطرتها هي تحب الحياة وتخاف الموت ولا تقوى على الألم ... ولذلك لا تزال "استراتيجية الردع" قائمة إلى يومنا هذا وحتى قيام الساعة وكلما تطور الزمن تطورت أساليب التعذيب المرتبطة بـ "الردع" تحت مسميات الوطن الوطنية حماية المجتمع حماية الملك أو لحاكم محاربة أعداء الوطن ... تعددت الأسباب والموت واحد كلها عمليات أمنية لا تعرف الإنسانية ولا الرحمة وغالبا ما تكون المعطيات والإستنتاجات خاطئة بمعنى مصدر المعلومة غير صحيح كيدي أو تظليل ... وفي أحيان كثيرة يكون مصدر لمعلومة للإيقاع بالجلاد نفسه أو انتقام منه أو كرها بالمتهم "البريء" ولذلك كم الأبرياء تلقائيا يجب أن نعرف أنه يساوي 10 أضعاف عن المتهم الحقيقي ... ومع تطور الزمان وتغير الأمم تطورت أساليب التحقق واليقين فتحسن مستوى الإدراك الأمني كثيرا في الدول "المحترمة" فقط وليس في دول الطغاة الذي يعيش الحاكم وكأنه إله مقدس ... كل ما سبق وكل ذلك يعتبر عمل أو أعمال فردية بمعنى القلة من الشعب يجرمون أو يخطؤون فتتم السهولة بحسم أمره بعكس ثورة الشعوب التي 90% من تاريخ الأمم نجحت ثوراتهم وانهار أمنهم ولذلك لا يمكن مواجهة شعب لكن يمكن سحق جزء منه ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم