2018-10-29

تقوله رب العالمين يقولك الرسول !!!


يجب أن نعترف أننا أمة العرب فقط وحصريا من فطرتنا أننا إذا عشقنا ذهبنا بعشقنا إلى أقصى مدى ولو أدى ذلك العشق إلى أن نعادي الدنيا ومن عليها في سبيل من نحب ونعشق ... وقد نصنع عداوات شديدة القسوة وقد تصل إلى القطيعة إلى يوم القيامة وقد نخوض حروبا دموية لا وصف لفظاعتها كل ذلك قد يتم وقد تم بالفعل في تاريخ العرب ... تاريخ يمتزج بكم من التناقضات ما يصيبك بالجنون لولا رحمة الله ولطفه بك من هول ما تقرأ من قصص العداء والعشق والهوى وفعل النساء بالرجل من فعل محاسهن ... تلك هي خصلة كانت ولا تزال قائمة في أمة العرب نراها ونسمعها ونشاهدها في حياتنا من خلال حب المرأة ماذا يفعل بالرجل وكيف يدخل في صراعات عنيفة في بيئته من أجل من يعشق ... والعكس صحيح لكنه من النوادر أن نجد إمرأة تخوض حربا "أسرية" من أجل الإنتصار لحبها والتي اليوم بفعل عوامل الزمن وتطور الحداثة وجنون التكنولوجيا قليلا ما تصمد تلك العلاقات بالإستمرار بشكل عام ... ما سبق كانت نبذة مختصرة جدا عن طبيعة العرب وفطرتهم وخلاصتها : العرب قوم إن عشقوا لا شيء على وجه الأرض يغير ما يعتقدونه وإن كرهوا حتى ملائكة السماء لن تستطيع أن تزيل هذا الكره "إلا من رحم ربي" ... وتلك طبيعة نابعة من قسوة حياة الصحراء وتفاعل الجينات وتوارث العادات والتقاليد ؟
 
يخيّـل لبعض المسلمين أن لا أحد سواهم يعشق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مثل عشقهم وهيمانهم به ومن فرط عشقهم برسولنا فإنهم لا ينظرون إلى غالبية الناس سوى أن إيمانهم ناقص ... كيف ناقص ؟ لأنهم لم يتبعوا سنة الرسول ومن لا يتبع سنة الرسول فهو على ظلال وفاجر وكل وصف سيء على وجه الأرض قابل أن يطلق عليك ... وكأن حبيبنا ورسولنا محمد نزل على هؤلاء فقط وحصريا وكأنهم يتمتعون بأخلاق المصطفى صلوات ربي عليه !!! ... وهذا نوع من أنواع الحب الأعمى الذي لا يعرف وسطا ولا تعقلا ولا فهما متوازنا فإما أقصى اليمين أو أقصى الشمال ... والتاريخ يخبرنا أن مثل هذا الغلو لم يؤدي في نهاية كل فرقة أو تنظيم إلا إلى كارثة مؤكدة وما التنظيمات الإسلامية التي وثقها التاريخ الحديث منذ عشرينات القرن الماضي إلا دليلا فاضحا ... دليلا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن كل التنظيمات الإسلامية كافة ودون أي استثناء ما هم سوى تجـــــار دين ومرتزقة مال وأطفال تلعب بهم أنامل السياسة والسياسيين ... ولذلك حتى تكون هناك مشروعية لجرائمهم وفظائعهم تجدهم دائما وأبدا والحجة القاطعة يرمونها على سنة رسولنا وحادثة رسولنا وفعل رسولنا وقول رسولنا وقول أو فعل الخليفة الفلاني أو العلاني ... والحقيقة أنها كلها تعليل سفلة زنادقة خوارج استخذوا الدين ستارا لتبرير جرائمهم وتجرؤا بالتقول على أشرفنا وأطهرنا عليه الصلاة والسلام ... وما كان إسلامنا هكذا وما هو ديننا ذلك وما أقوالهم إلا افتراء على الله ورسوله وما تعليلهم إلا حجة باطلة وما أفعالهم إلا متطابقة كأفعال الكفار والمنافقين ... ومن عجائب الزمان أن بالرغم مما فعلته التنظيمات الإسلامية كافــــة تخيلوا وتصوروا أنه إلى يومنا هذا لم تتم مراجعة مواقفهم وكتبهم وفتاويهم أبدا ومطلقا !!! ... وكأن ما فعلته التنظيمات المارقة كانت مجرد نزهة وأخطاء فردية وأمورا عابرة وأحداثا يمكن تجاوزها والملايين التي قتلت وتشردت وهجرت لا قيمة لهم !!! ... كل ما سبق هو ناتج عن تعمد مقصود لعدم فهم دين رب العالمين والبعض ذهب إلى تقديم سنة رسولنا على كتاب الله واتخذ بعضهم أحداثا جرت في زمن الخلفاء والخلافة الإسلامية مرجعا قطعيا ثابتا بجواز الأمر ... وكل ذلك لم يأمرنا به رب العالمين وسيحاسبون عليه لا شك مطلقا بعدالة محكمة العدل السماوية ؟
 
إن المذاهب الإسلامية هي صناعة بشرية 100% فلم يكن رسولنا لا سنيا ولا شيعيا ولا أباضيا ولا صوفيا ولا أي شيء لم يكن إلا عربيا مسلما فقط لا غير ... ولذلك تجد السوم في صراع المذاهب نظرة التعالي والإستحقار فيما بينها وكل ينظر للأخر على أنه هو فقط من على الحق والإيمان والصواب وما دونه هم على باطلا وظلالا ... والحقيقة القطعية هي أن الجميع على خطأ في الفهم والإعتقاد وليس شكا بإسلامهم إنما بمعتقداتهم ... والحقيقة الثابتة التي من العيب ومن قلة الحياء أن تجادل فيها هي قول الحق سبحانه وتعالى في سورة الجاثية { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم } ... إنها يا سادة آية الفصل في القول لا بعده قول ولا تفسير ولا جدال ولا تنظير فأي حديث يعلوا حديث ربكم وأي مرجعا هو الحق غير ربكم وأي هوى شيطان يبعدكم عن كتاب ربكم ؟ ... تبصروا في من أعان وجمع عليكم كل أعداء الإسلام لنصبح اليوم لا قيمة لنا تستباح أراضينا وتصادر إرادتنا وتهب ثرواتنا ... تبصروا بكم العرب الذي هم يخونون دينكم وإسلامكم وتمنوا أن تسلب أعراضكم من هول كفرهم البواح { ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون } التوبة ... تأدبوا مع ربكم ووقروا رسولكم واحترموا إيمانكم فلا قول قبل أو بعد قول الحق سبحانه وتعالى ولعن الله من تقوّل أو افترى كذبا على رسولنا ... وأفيقوا من سباتكم فقد اقترب شر مستطير أراه قريبا وترونه بعيدا ما كان ليكون لولا أن تجار الدين عاثوا فسادا ما بعده فسادا بدينكم وعقولكم ... فلا مرجع ولا مرد ولا رحمة لكم وبكم سوى ربكم وبإذنه سبحانه وتعالى سيريكم بأم أعينكم يوم القيامة جزاء من افترى على رسولنا كذبا وزورا وبهتانا ... إيـــــــه وربي ليفعلها ربي حقا وإن ربي لا يعجزه شيء في السماء والأرض وإن ربي لا يخلف ميعاده ولا يرجع بعهده ... عشقكم لرسولنا لا يعمي بصائركم عن ربكم وكتابه العربي المفصل الذي لا بعده كتاب ولا قول ؟ 

تقوله رب العالمين يقولك الرسول !! تقوله الرسول يقولك الخليفة الفلاني !! قبّـح الله جهلكم إلى ماذا أوصلكم ؟





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم