2018-10-20

السعودية .. هل استغلتنا أم استغلت حبنـا لهـا ؟


كلمة واحدة وقولا واحدا هل نحب السعودية ؟ نعم وبالتأكيد لا شك ولا جدال في ذلك ... هل نكرهها ونسعى للنيل منها ؟ كلا وأبدا بل وليس من مصلحتنا أصلا ... فهي دولة عربية شقيقة تربطنا معها علاقات سياسية تاريخية قديمة تمتد لأكثر من 120 سنة وعلاقات اجتماعية تمتد لأكثر من 200 سنة ... أي علاقاتنا معها حتى من قبل أن تكون دولة ويطلق عليها السعودية منذ أن كانت أرض نجد والحجاز وأرض الجزيرة العربية ... أما الفهم والتفسير الخاطئ في عدم القدرة لفهمنا أو استيعاب وجهة نظرنا فهذا الأمر لسنا مسؤلين عنه ... لكننا مسؤلين أننا عندما نحب شخصا أو له وجودا في قلوبنا أن ننصحه ونعاتبه وصولا حتى إلى الغضب منه والصراخ عليه لأن فقده سيجرحنا وفراقه سيحزننا ... ومن عجائب عقول هذا الزمان أن النقد أصبح عداوة والنصيحة أصبحت حسدا وكرها وكشف الحقائق أصبحت خيانة وعمالة للخارج ... وإذ أتذكر أني قلت في مرة أثناء توجيه حديثي لـ "بعض" السعوديين الذين يشتمون الكويت ورموزها وشعبها ليل نهار : من يظن أو يعتقد أننا نخاف منكم فهذا يحتاج إلى طبيب نفسي بأسرع وقت ممكن ... أقول ما سبق وأنا أرى غيمة سوداء وعاصفة قادمة على السعودية لا تبقى ولا تذر وقد قلت في نفسي سابقا أني لن أكتب عن السعودية أي موضوع بعد أخر موضوع وجهت فيه النصائح للسعودية ... لكن قضية اغتيال "جمال خاشقجي" أوقعت السعودية في ورطة يظنون أنها ستحل من خلال عقد الصفقات السياسية "الوقتية" والتضحية بكم "طرطور" لكن الأمر هذه المرة مختلف كليا ... ولذلك ومن باب المحبة والأخوة والنصح والدين وإبراء الذمة أمام الجميع حتى لا يأتي يوم الندم العظيم وتقولون الكويت والكويتيين لم يقف أحد معنا خانونا وغدروا بنا وسيكون هذا فصل الخطاب بيننا وبينكم ... فلا تستغل محبتي لك ولا تستغل خوفي عليك فإن كنت تريد التهلكة فهو قرارك لكن لا ترمي أخطائك وعثراتك علي لتشتري سببا واهيا وحجة كاذبة ؟
 
{ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين } الحجرات ... غزو اليمن كان قراركم وفشلتم وحصار قطر كان قراركم وفشلتم وافتعال الأزمات مع "لبنان وألمانيا وكندا والمغرب وإيران وسوريا والعراق" كان قراركم وفشلتم واغتيال جمال خاشقجي مع سبق الإصرار والترصد كان قراركم وفشلتم بل كانت فضيحة عالمية ... ثم أطلقتم ذبابكم الإلكتروني الذي لم يترك شرفا أو عرضا ولا دولة ورئيسها ولا شعبا وحكومته إلا ونالته سياط الشتائم والسب والقذف والطعن العلني في الأنساب والذمم والتحريض "الرسمي والشعبي" العلني على قلب أنظمة الحكم في "العراق وسوريا وقطر ولبنان واليمن" وأيضا كان هذا قراركم ... كتب لكم الآلاف وعشرات الآلاف من الناصحين فسخرتم منهم تحدث معكم الكثيرين من السياسيين خلف الأبواب المغلقة بلغة الناصح الأمين ولم تنصتوا لهم ... طلبوا منكم التهدئة وإبعاد الشعوب عن الخلافات السياسية فزدتم في غيكم وبهتانكم عبر مواقع التواصل الإجتماعي الطعن ورفع وتيرة التهديدات ... وكلما صرخ الناصحون المحبون لكم كلما ارتفعت حملاتكم الإعلامية ساخرة ضاحكة من هؤلاء البسطاء السذج !!! ... وانتبهوا فإن كلامي هذا عليه أدلة مسجلة ومصورة موجودة في أرشيفي لن أنشرها حتى يكون الموضوع صادقا أخويا وليس موضوع دعائي كما ألفتموه عندما استمرأتم الباطل وأصبحت عادة سيئة وثقافة وضيعة فيكم ... والسؤال : أليس كل ما سبق هو فعلكم وبقراركم وبإرادتكم أم كل هذا افتراء وتجني ؟ أم تحسبونا كما تحسبون القطيع الذي يصدقونكم وتريدون تفصيل كل حالة على حده حتى يكون الموضوع قميص يوسف ودم كذب وحجة باطلة وجدال قوم موسى في بقرتهم ؟ ... فهي أفعالكم وهي أعمالكم فهل تريدون كل الشعوب العربية التي عاديتموها والتي لم تعادوها تصفق وتخضع لكم وتقدس وتسبح بحمدكم ومهما فعلتم فلا عاصي لأمركم !!! ... إني أحذركم كتحذير الأخ لأخيه أن غروركم قد أعماكم وبصيرتكم قد تاهت عن طريق الحق وأن استخدام المصطلحات المبالغ فيها ما هي إلى مهلكة وتهلكة لكم بعدما جمعتم حولكم أكثر منافقين الأرض الطامعين بكم الكارهين لكم دون أن تشعروا ... ومن باع المواطن السعودي الشريف المخلص العفيف عليه أن يدفع ثمن ذلك البيع فما سقطت الدول والحكومات إلا على يد البطانة الفاسدة وشرذمة المنافقين والطبالين وعديمي الشرف ... وما أبلغ من سند ودليل وارتكاز وحجة لقولي وحجتي إلا كتاب ربكم الكريم وآياته الحكيمة التي قص علينا وعليكم ربكم أخبار أمم الأولين وأقوال وندم الآخرين فارجعوا لها إن كنتم غير مصدقين ولا أبهين لتكون عليكم حجة ويقين ؟

دولة الحرمين إلى متى ؟
دولة تحتضن أقدس مكانين للمسلمين على وجه الأرض أيتناسب مع مكانتها وعظمتها المستمدة من قدسية الحرمين الشريفين أن تحمل كل هذا العداء في عدة جبهات دولية ؟!!!؟ ... أيعقل أن يصدر من شعب الحرمين الشريفين أقذر الألفاظ والشتائم التي لم يسلم منها عرض مسلم ولا شرف مسلمة ولا رموز دول ولا كرامة شعوب وحكومات !!! ... من يطبل لنا ويناصرنا فهو الشريف العفيف ومن يعارضنا أو ينتقدنا فهو الخائن الإيراني العميل القطري الزنديق الإخواني !!! أي ثقافة قذرة أدخلوها عليكم وأي جهل ألصقوه بكم وأي تهلكه يأخذونكم إليها ألا تدركون كم خسائركم وإفلاس رصيد شعبيتكم وسمعتكم التي أحرقها سفهائكم في الخارج ؟ ... ألا تتقون ربكم في أشرف الناس لديكم وأكثرهم خلقا وأديا ورفعة حيث إسائتكم للخارج تسيء لهم وتجرح كراماتهم ؟ أم تحسبون أن السعودية خالية من الشرفاء وأهل الكرامة والنخوة ولا أحد فيها سواكم بكل القبح الذي تنشرونه !!! ... أهذا تشريف الحريمين لكم أهذا قدر الحرمين عندكم أهذه أخلاق الحرمين الشريفين بنظركم !!! ... أفيقوا من غفلتكم وانفضوا غبار جهلكم فأنتم دون الحرمين الشريفين لا شيء فمن يكابر بهذه الحقيقة تلقائيا يستخف بقوة ومكانة الحرمين الشرفين لدى مسلمين الأرض ... فأدركوا ثم أدركوا ثم أدركوا تشريف ربكم لكم بمكانة الحرمين الشريفين تحت رعايتكم وكونوا قوما أهلا لها عملا وخلقا فعلا لا قولا أدبا لا سفاهة ؟
 
الصحافة العالمية والعربية ؟
لقد نالتكم سياط الصحافة العالمية وقنواتهم الفضائية ليس بمجرد نقد بناء أو موضوعي أو حتى لاذع بل نالتكم بهجوم كاسح طاعن متجاوزا كل الخطوط الحمراء وإذا بكم "صم بكم عمي" ... أنتجوا عليكم أفلام وثائقية طاعنة بصميم نظام حكمكم ومشككا في مجتمعكم وإذا بكم كالقردة الثلاثة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" ... ثم قفز الإعلام الغربي فوصلت بهم الجرأة إلى الحديث عن تغيير السعودية ككل دولة ومجتمع وحكم وإذ أنتم وكأن الأمر لا يعنيكم !!! ... ولما يخرج عربي واحد ناقدا لكم تقوم قيامتكم عليه ولا تقعد تثور ثائرتكم عليه ولا تهدأ ... فأخبرونا هل أنتم نفس القوم هنا وهناك أم الأمر ذكر وأنثى أم الأمر قوة وضعف أم أنتم أوهن من بيت العنكبوت أم أنتم ماذا أخبرونا وهذا سؤال علني صريح وليس انتقادا فحسب ؟ ... لأني في حيرة من أمري وصدمة من عقلي كيف تصمتون أمام فظائع ما يكتب وينشر ويبث ضدكم في الخارج وتتراكضون وتتزاحمون في الدول العربية على كتابة التقارير الأمنية ضد الكاتب الفلاني والمغرد العلاني لأنه انتقدكم !!! ... وأقولها بصدق وأمانة لو كتب الإعلام الغربي عن الكويت مثلما كتب ضدكم لانتفضت ضدهم بسلسلة مواضيع موضوعية بالغة النقد وشديدة القسوة ضدهم لكن بفضل من المولى عز وجل سياسة الكويت تختلف عن سياستكم جملة وتفصيلا ... ولن أسرد الحلول لكم لأنكم أصلا تعرفونها لكن أيضا هو قراركم ؟

جريمة اغتيال جمال خاشقجي
مهما بلغ النفاق السياسي لكم ومهما بلغت لغة المصالح بينكم ومهما بلغت الصفقات السياسية مداها لكن الحقيقة لها وجه واحد لا وجهان ... فهي جريمة اغتيال مكتملة الأركان مع سبق الإصرار والترصد لا شك ولا لبس فيها + أن العالم سجلها على أنها أفشل قضية اغتيال سياسي في التاريخ كشف أمرها خلال 10 ساعات فقط ... وهذه القضية ليست شأن سعوديا داخليا صرفا على الإطلاق فمنذ يومها الأول تم تدويلها وأصبحت شأنا دوليا وعالميا شأن أصبحت كل صحف العالم الخارجية تتناولها وبقوة ... فكان "غزو اليمن + حصار قطر + اغتيال جمال خاشقجي" النهاية لتدمير سمعة السعودية خارجيا تدميرا كاملا وعن بكرة أبيها ... وخذوها مني وسجلوها علي : ستحتاج المملكة 10 سنوات قادمة وأكثر حتى تعيد الثقة مرة أخرى لسمعتها الخارجية التي دمرتموها بسوء خلقكم في مواقع التواصل الإجتماعي وأفعالكم المتمثلة في سوء وأخطاء السياسة الخارجية ... أتقتلون رجلا ويُيتم أبناؤه وبناته فقط لأنه اختلف معكم في الرأي أو حتى عارضكم !!! ... أمجرد رأي وقلم كتابة ونشر يهزكم ويسبب لكم أزمة وتستنفرون وتستدرجونه لقتله وإزهاق النفس التي حرمها ربكم !!! ... في أي عصر وزمن أنتم تعيشون وأي عقل يسيركم فتسيرون !!! ... عموما اعترافكم بمقتل خاشقجي يعتبر تحصيل حاصل لأنكم أجبرتم عليه بعد إنكاركم الكاذب أصلا لوجوده داخل القنصلية لمدة 15 يوم من الإنكار الحاسم والموضوع يا سادة الأمر خرج من أيديكم ولا تحسبون أنه بأيديكم ... لأنه أصبح شأن صحافة عالمية أصبح يترجف منها كبار السياسيين الذين هم بالأساس يحتاجون تلك الصحافة في انتخاباتهم الرئاسية والقضية الآن قد بدأت ومسكين من يعتقد أنها قد انتهت ؟

جنون قطر وإيران والإخوان
أصبتم مرض "متلازمة وعقدة" قطر وإيران والإخوان ... فهناك من وجهكم بأن وراء اختطاف وقتل "جمال خاشقجي" قطر وغيرها فأي عقل لديكم حتى تفكرون بهذه السذاجة وأي فهم أحمق حتى تصدقوا إعلام الكذب والتدليس ؟ ... رجل دخل برجليه إلى مبنى القنصلية ولم يخرج فهل يحتاج الأمر إلى تأويل وتفكير أم يحتاج إلى دليل ويقين !!! ... ماذا جرى لكم حتى يصبح حالكم يبعث على الشفقة أن كل أمر يحدث لكم تقف خلفه قطر أو إيران أو تنظيم الإخوان !!! ... فها هي جريمة اغتيال خاشقجي وباعتراف دولتكم الكريمة أعلنت ورسميا أن وراء تلك الجريمة 18 سعوديا تم اعتقالهم وهم رهن التحقيق ... فماذا ستقولون عن قطر وإيران والإخوان هل ستعتذرون أم ستستمر مسرحيتكم التي أضحكت عليكم العالم العربي بتفاهة تفكيركم !!! ... أم اليوم مسرحيتكم الجديدة ستتمحور خلف نتيجة التحقيقات والعدالة وخزعبلات التحليل بعدما أصبحت الحقيقة ساطعة كالشمس في صباحها الباكر ... عودوا إلى رشدكم وأفيقوا من سباتكم فإن جريمة اغتيال خاشقجي فتحت عليكم كل أبواب شياطين الأرض فقد سلمتم رقابكم لمن وثقتم بهم فكان الصيق الخبيث والحليف الخائن ... الذي غدر بكم وخانكم وطعنكم من الخلف بسرد النصيحة السامة والفكرة الشيطانية فصدقتم الوهم فأصبحتم على مصيبة وكارثة بارتكاب أول جريمة قتل تجري داخل قنصلية دولية في التاريخ الحديث ... واستعدوا لعاصفة قادمة كان الله في عون شرفائكم والمخلصين منكم لوطنهم وستكون لعنة على عديمي الشرف والمروءة ... وأسأله سبحانه أن يحفظ السعودية وأهلها من الشرفاء والوطنيين والمصلحين والمخلصين منهم وأن يلهم العزيز الحكيم قيادتها الرأي السديد والحكمة البالغة التي تنجيهم من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن تعبر سفينة المملكة هذه المحنة بالذات على خير وسلام ؟      

الكبير كبير بخبرته وحكمته وبصيرته بأخلاقه وتواضعه وترفعه عن توافه الأمور وعدم النظر لسفلة القوم ... ما أوصيكم اتهموني إني عميل قطري أو إيراني أو إخواني أفلامكم حفظناها !!!





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم