شبه الجزيرة العربية هي أساس العرب مع اليمن ومن هذه الأرض خرج نور الإسلام ومن هذه الأرض الطاهرة تجلى جبريل عليه السلام بمرات لم نعرف عددها وما قبله وما بعده لهي أمور تقشعر لها الأبدان من عظمة الخالق عز وجل ... ومن هذه الأرض توارثها جيل بعد جيل ونظام بعد نظام وحكم بعد حكم إلى أن قدر المولى سبحانه بأن يحكم عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية وتوارث أبناؤه الحكم إلى يومنا هذا بحكم خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز .
وفي ظل التغيرات والأحداث التي فاجأت حتى مخططين السياسات الخارجية للدول العظمى بإطاحة أنظمة عربية منها من انتهى ومنها من هو في الطريق ومنها من هو على قائمة السقوط أو الانهيار .
إلا أنه وما يعنيني أنا شخصيا هي المملكة العربية السعودية والتي فيها تاريخنا وأهلنا وإخواننا وعمقنا الإستراتيجي والتي هي اليوم الدولة التي إن أرادت أن تؤثر فإنها بالفعل تأثيرها يضرب حتى الدول العظمى .
لكن ؟؟؟
لا أمان للسياسة فإنها لعبة قذرة لا صاحب فيها ولا ولاء لها إلا من باب المصلحة ولا شيء غير المصلحة .. وأني لأجد بعد انهيار حكم حسني مبارك بمشهد دراماتيكي أدهشنا كيف لحكمه أن ينهار في 18 يوم فقط في إشارة لخيانة ما والتاريخ السياسي المصري حافل بالمؤامرات والخيانات السياسية وبالتالي لن نفاجأ إذا ما قدر الله سبحانه الحرب مع الكيان الصهيوني أن يسحقنا سحق النعاج لأن أكبر الأنظمة كأنها بطل من ورق ... ثم اتجهت الأنظار باتجاه النظام السوري البعثي العفلقي ( أجلكم الله ) وهو بلا شك كان يشكل ثقل سياسي ومركز جغرافي شديد الحساسية ومن أطفال صغار بدأت شرارة الثورة السورية والتي سوف تنتهي بمجزرة التمثيل بجثث عائلة الأسد وزبانيته ... إذن من هي القوة العربية الكبرى الوحيدة المتبقية ؟؟؟
إنها المملكة العربية السعودية ولا تهونوا ولا تستهينوا ولا تبالغوا بحجم الثقة وفعلا لم يتبقى من قوة عربية وذات وزن وثقل لا يستهان به إلا السعودية فهل ستكون المملكة بعيدة عن أي تغيير ؟؟؟
في السابق كان العراق ومصر يشكلان قوة عسكرية كبيرة والخليج قوة اقتصادية ضخمة ... انتهى العراق فمن بقي ؟ سوريا والسعودية ومصر ليشكلان مثلث عربي قوي ، ومن ثم انسلخت سوريا عن عروبتها ولم يتبقى إلا السعودية ومصر ، واليوم مصر انتهت وسوريا في الطريق ولم يبقى إلا السعودية التي سوف تتجه لها أنظار التغيير ليكتمل مسلسل تفتيت الشرق الأوسط أكثر فأكثر وسوف تولد دولا جديدة على غرار دولة جنوب السودان وهذا ما نخاف منه وما نحسب له ألف حساب ؟؟؟
فإن انتهت الدولة السعودية لا قدر الله فإنه من السهل أن تتلاشى دول صغيرة مثل الكويت والبحرين .
لذا أتمنى على حكماء النظام السعودي أن يفوتوا الفرصة أمام هذا المخطط الشيطاني الذي يتحرك من تحتنا فيرتبوا بيت الحكم بأسرع وقت ممكن وأن يعززوا محبتهم أكثر وأكثر في قلوب شعبهم الكريم وأن يغدقوا عليهم مما أنعم الله عليهم ولا يبخلوا فإنه وربي خير استثمار وخير عمل إن صرفت وأنعمت على الرعية فإنها بإذن الله شاكرة حامدة ثانية على ولاة أمورها والمال والخير هم شركاء فيه ولهم حق فيه ... مع تطوير العمل الاجتماعي والانفتاح أكثر وأكثر بأمور الناس وأطلقوا المساجين وأكرموهم وصبوا الماء البارد على قلوب أهاليهم وأكثروا من تجوالكم بين الرعية وحاوروهم واسمعوا منهم فأنتم أهل كرم ومن بيت كريم وأهل أخلاق مشهودة لها بالحلم وسعة الصدر والصفح ... فإن أصابكم مكروه لن تجدوا على هذه الأرض أأمن من رعيتكم وأجيالهم الذين ترعرعوا بينكم منذ عشرات السنين فأحسنوا إليهم كي يحسنوا إليكم والله الحافظ سبحانه .
واحذروا ممن تعتقدون أنهم أهل ثقة ووفاء مهما كانت أشكالهم فإنهم في وقت الانهيار سيقفون متفرجين بعدما شبعوا وانتفخت كروشهم من السرقات وهم يتباكون بمشهد تمثيلي وقح كأنهم أبرياء وهم يقولون : يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ... صدق الله العظيم .
الخطر القادم على المملكة العربية السعودية إن لم يكن من الداخل فسيأتيه من الخارج وفي كلتا الحالتين نحن لن نقف مكتوفي الأيدي متفرجين على انهيار المملكة العربية السعودية لأن في هلاكها هلاكنا وفي انهيارها انهيارنا فهل أنتم تعون جيدا ما يحدث حولكم أم أن الثقة الزائدة تتملككم ؟؟؟
كلي أمل أن يستفيد أهل القرار في السعودية من انهيارات الأنظمة العربية والقوة والشدة قد تنفع لفترة أو لسنوات ولكنها بالتأكيد لن تنفع أبد الآبدين وما النظام السوري ببعيد عما أقول فهو نظام لا يعرف الرحمة ولا يعرف للإنسان قيمة فيه وسوف نرى عجائب قدرة الجبار المنتقم فيهم عما قريب ؟
اللهم أحفظ السعودية والكويت وخليجنا من كل شر وادم علينا حكامنا وأهدهم إلى طريق الحق ولين قلوبهم وحببنا إلى قلوبهم أكثر وأكثر وارزقهم البطانة الصالحة وأحفظهم من كل عواء نباح ... اللهم آآآمين
دمتم بود .....
وسعوا صدوركم