تابعت مثلما تابع غيري القفزة الكبيرة التي قفز بها خادم الحرمين الشريفين بالمملكة العربية السعودية بإعطائها حق الترشح والانتخاب في انتخابات البلدية القادمة والتعيين في مجلس الشورى ... وقد تريثت كي أرصد ردة الفعل على هذا القرار المفرح في دولة يحكمها رجال سياسة من الطراز الأول ... وقمة الغباء من يظن أن قرار خادم الحرمين الشريفين جاء بناء على ضغوط تعرضت لها المملكة العربية السعودية ؟ فالسعودية من الناحية الخارجية محصنة بل ممسكة برقاب القوى العظمى لكن من الناحية الداخلية فعلا الأمر جدا معقد في بلد غالبيته العظمى من القبائل وبلا شك أن حكم ابن سعود عرف بل واحترف بالتعامل مع الجميع وأهل مكة أدرى بشعابها .
لكن وأنا في فترة رصد ردة الفعل على قرار خادم الحرمين الشريفين صدمت وأنا أقرأ أن هناك حكم شرعي بجلد فتاة لمخالفتها قوانين المرور بقيادتها للسيارة !!! 10 جلدات ؟؟؟ عيل لو سايقه دبابة هالمسكينه جان شسويتوا فيها ؟؟؟ حتى جاء العفو من ولي الأمر كالصفعة على عقليات أصبحت لا تستوعب ما يدور حولها وفي نفس الوقت كإشارة من ولي الأمر للمرأة السعودية بأنه أبا لكم .
أنا على يقين بأن الفتاة والمرأة السعودية سوف تقود السيارة بل وستسافر بها فقط انتظروا .
إخوانا مطاوعة السعودية اللي كله معارضين :
إن الأمر بفتاوى العباد ليس بالأمر الهين ونحن في القرن ال21 رفض الأمر وتصمت لم يعد مقبولا أبدا وفي عصر التكنولوجيا وعجائبها بمختلف أشكالها لا يمكن أن تقول كلا ولا دون سبب ودون توضيح بل أن التوضيح لم يعد مقبولا نهائيا ... الناس والرعية اليوم ترضى وتقتنع في حال الرفض أن توجد البديل أو محاورة العقول بالعقول لإقناعها ولا يخفى على أحد منكم أن المشايخ والدعاة قد سقطت هيبتهم وفضت بكارة وقارهم واحترامهم من جراء عشرات بل مئات من مشايخ العالم العربي الذين أهانوا ديننا الحنيف السمح بفتاويهم المعلبة والتي تضحك حتى الأطفال فجاءت فترة أصيبت الأمة بالارتباك وعدم فهم ما يجري حولهم من كثرة المشايخ الذين يخرجون على القنوات الفضائية حتى اشتهروا أكثر من المطربين والفنانين ... متناسين هؤلاء طلاب الشهرة بأن الشيخ الورع هو من يأخذ على عاتقه تفقيه الأمة والصبر والحلم على الناس وخير الكلام ما قل ودل وإيجاد مخارج شرعية تيسر على الناس أمور حياتهم لا أن تمنع وتصمت وتعارض دون إيجاد البدائل والحلول وفهم واقع الأمور ومتغيرات الحياة التي غيرت مفاهيم كثيرة فتغير أطفال الأمس عن أطفال اليوم ورجال الأمس عن رجال اليوم ونساء الأمس عن نساء اليوم تغيير كبير ومرعب ولولا أن قلوب الأمة الإيمان والإسلام ومن قبلهم رحمة ربي سبحانه ولطفه بنا لكان حالنا لا يعلمه إلا الخالق عز وجل ... فاتركوا المباهاة والتفاخر بالعلم ومن أكثركم شهرة وحب الناس له واتقوا الله في أنفسكم وفي من يتبعوكم ولا تتقلبون على أهوائكم وحسب أمزجتكم ؟
ففي الأمس كانت انتخابات المرأة
( فتح باب الشرور ومن الأفضل إغلاقه )
واليوم ولأن الأمر جاء من ولي الأمر فإن اللغة قد تغيرت وأصبحت اللهجة
( نسأل الله الخير والمنفعة في هذا الأمر ) ؟؟؟ !!!
عهد خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز هو عهد التطورات والقفزات التاريخية في حياة المملكة العربية السعودية بل لو تتصورون فإنه نقل السعودية إلى مرحلة من الانفتاح الذي سيتذكرونه أهل المملكة لعقود قادمة ممتنين لرجل رأى مستقبلا مشرفا تستحقه المرأة السعودية وبجدارة .
أما من يعتقد إلى اليوم بأن المرأة السعودية بأن مكانها المنزل ووظائفه ومتعته الجنسية يشبع منها وقتما يشاء فتذكروا أن حتى هؤلاء سيخضعون هذا إن لم يتم ابتزاز المرأة السعودية كما يتم ابتزاز المرأة الكويتية أثناء الانتخابات بوعود كاذبة وبرشاوى بكافة أشكالها ( مع عدم التعميم ) ؟
على طاري الرجال نصيحة لكل امرأة كويتية أو سعودية أو خليجية أو حتى عربية :
لا تصدقوا أي رجل مرشح للانتخابات سواء بلدية أو مجلس أمة أو غيره لأنه كــــاذب وما أن تنتهي مصلحته حتى يركلكن برجله فاركلوه بأرجلكن وتغدو فيه قبل لا يتعشى فيكم وتذكروا بأن الصوت أمانة فإن لم تجدوا من هو كفؤا فلا تصوتوا أيا يكن أسم هذا الرجل ؟
هنيئا للمرأة السعودية بخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز وهنيأ لهن نيل بعض من حقوقهن .
دمتم بود .....
وسعوا صدوركم