المصطلح الغربي المسمى بدول الغرب هو مفهوم قديم لكنه مصطلح دارج عند
العرب ويتمثل في أمريكا وأوروبا حصريا ... والغرب الذي ألبس الرجال النقابات
النسائية وأنبت شعرا وأصبح للنساء شوارب أي استغفلنا وضحك علينا منذ أكثر من 70
سنة ... نعم منذ عقود وهو قد تحصل "تقديريا" على أكثر من 2 تريليون
دينار = 6.6 تريليون دولار موزعة ما بين هبات وقروض واستثمارات واستيراد تجاري
وغذائي وشراء أسلحة وتنشيط سياحة ... ويكفي اليوم ووفق أخر إحصائيات الغير رسمية
ووفق مصادر متعددة فإنه تبلغ قيمة الإستثمارات العربية في أوروبا وأمريكا بأكثر
من 1 تريليون دولار = 333 مليار دينار كويتي ... ويكفي أن نعلم أن دول الخليج في
2017 أبرمت عدد صفقات شراء أسلحة من عدة دول بقيمة إجمالية تتجاوز 180 مليار دولار
= 53 مليار دينار كويتي ... ففي عام 2016 كانت المبيعات الأمريكية والأوروبية والروسية والصينية
من الأسلحة لجميع دول العالم قد تجاوزت أكثر من 375 مليار دولار ... وفي عام 2017
حققت ارتفاع تجاوز 400 مليار بفضل الأزمة الخليجية كانت السعودية ملكت نصيب الأسد
منها بـ 110 مليار دولار ؟
أكبر شركات العالم لتصنيع الأسلحة
1- لوكهيد مارتن Lockheed
Martin
2- بوينج Boeing
3- بي أيه إي سيستميز BAE Systems
4- رايثيون Raytheon
5- نورثوب جرومان Northup
Grumman
6- جنرال ديناميكس General
Dynamics
7- إي إيه دي إس ، ايرباص جروب EADS, Airbus Group
8- يونايتد تكنولوجيز كوربوريشن United Technologies Corporation
9- فينميكانيكا Finmeccanica
10- ثاليس Thales
تخيل الإستهتار بالعالم والبشرية والإنسانية أن أصبحوا يقيمون معارض
لبيع الأسلحة التي تقتل البشر ... معارض بغطاء الإنفتاح التجاري والإستثمارات
المجزية لقتل الإنسان وهلاك الأوطان وتدمير الإقتصاديات ... هل رأيتم إلى أين وصل
الإنسان بوقاحته وجرائمه العلنية باسم القانون !!! القاتل رسمي وباسم الحداثة المجرم بريء
وباسم الإستثمار تتم توقيع أكبر صفقات شراء الأسلحة دون ذكر أسماء وأعداد الضحايا
الأبرياء ... فأي عالم قذر وصلوا إليه أسياد الإجرام وأي دول إرهابية أصبحت تتفاخر
بمعارض السفاحين القتلة ... ثم يسأل الجهلة والمغفلين : من أين جاء الإرهاب ومن
صنع الإرهابيين !!! ... أنا أصنع الإرهاب وأبيع الأسلحة وأنا نفس الشخص ونفس
الدولة أحارب الإرهاب وأبيع الأسلحة في الحالتين المجرم واحد والمغفل الغبي أيضا
واحد ؟
تلك أرقام الأموال المرعبة التي تنفق على شراء الأسلحة لو مجنون حللها لاكتشف أن تلك الأموال لو
تم استثمارها في داخل أوطاننا العربية لجعلنا أمة الغرب بأكملها تعمل لدينا وتحت
إمرتنا ووفق قوانيننا ... ولأصبحت الصحراء العربية جنة الله في الأرض ولملكنا أخطر
العقول الباهرة وأمهر الأيدي العاملة وأجود أنواع الصناعات المختلفة ... هذا ناهيك
عن الإكتفاء الذاتي ووفرة الطعام المختلف وضمان الأمن الغذائي وصناعة الطفرة
المائية ... يا سادة لقد كانت لدينا فرص لا تعد ولا تحصى بأن نكون أسياد العالم
فكرا وثقافة وعلما وصناعة وخلقا وأدبا فعلا لا قولا برهانا لا حديث مجانين ... لكن
المؤامرات ضد الإسلام والمسلمين وأمة العرب منذ الأزل قائمة ودائمة ومستمرة ...
فلو أردت أن أعدد الأسباب والحجج وقصص المؤامرات التي بلع طعمها العرب فإني لن
أنتهي ولا بعدد 20 جزء من تاريخنا العربي الفاضح ... عالم سهل أن توقعه في أتفه
المشاكل وأتفه الصراعات ولأتفه الأسباب وأمة من شدة حماقتها شعب يكره شعب دون أن
يعرفوا بعضهم شخصيا ودون تبيان لأي حقيقة مؤكدة فقط القليل من إعلام المرتزقة كفيل أن يقوم بكل شيء ... أمة تكره بعضها البعض بسرعة
البرق وتدمر نفسها بنفسها بسرعة الضوء وتحرق كل مدخراتها من أجل النصر الواهــــم
؟
إن الغرب بكل شعاراته الحرية والعدل والمساواة وسيادة القانون
والإنسانية وحرية الإنسان والمعتقدات ومحاربة ومكافحة الإرهاب وما غير ذلك كلها
مجرد أكاذيب ... نعم أكاذيب علنية لا يصدقها سوى سفهاء العقول والحقيقة أن تلك
المبادئ هي تطبق حصريا في أوطانهم ويغضون البصر عنها خارجيا ... بمعنى لو كنت دولة
غنية ثرية أو دولة لها استثمارات ضخمة لديهم أو دولة ذات مشتريات أسلحة ضخمة
المبالغ فإن الغرب يمكن أن يغض الطرف عن كل جرائمك وانتهاكاتك ... ادفع لنا وحقق
لنا فرص عمل لأبنائنا في مصانعنا وأملأ خزائننا وأنت افعل ما يحلوا لك في دولتك
بشعبك تعذيب قتل تشريد تجويع اضطهاد عنصرية طائفية قبلية دكتاتورية قبضة أمنية
مجرمة إعلام مرتزقة مأجور افعل ما تشاء وافتك بمن تشاء ... أليس هذا ما حدث مع
طغاة حكام العرب صدام والقذافي وبن علي وصالح ومبارك وبعض ممن هم لا يزالون جاثمين
على صدور شعوبهم ؟
الحرب الأهلية السورية التي تجري منذ 7 سنوات بأكثر من 2.500 يوم
وحصدت مئات آلاف القتلى وأكثر من 9 ملايين لاجئ ومشرد وانتهاكات إنسانية
وجرائم حرب تجري من كل الأطراف القذرة وعلنا ... أليس تلك حقيقة لا تخفيها الشمس على مدى
قــــذارة المؤامرات الغربية ومدى سهولة الإيقاع بالعرب بشتى أنواع الفخاخ والحفر
والمآزق ؟ ... أليس مأزق العرب واستمتاع الغرب بأكبر مجزرة عرفتها البشرية في
تاريخها الحديث دليل صارخ على جرائم الغرب وكذب إنسانيتها ودجل شعاراتها ؟ أليس
إيواء الغرب وتوفير الحماية والحصانة لأكثر من 80% من معارضة الدول العربية ومنها
: السعودية والإمارات والبحرين وقطر والمغرب وتونس ومصر والجزائر وليبيا والسودان
أليس ذاك ضربا صريحا للدول العربية وصناعة بعيدة المدى لأزمات داخلية وكروت سياسية
احتياط لاستخدامها مستقبلا ؟ ... أليس قمع الحريات في الدول العربية وإقامة
المعتقلات والخطف والإختفاء القسري وممارسات التعذيب الوحشي وفساد القضاء في
"بعض" الدول العربية أليس ذلك ضوء أخضر غربي صريح ؟ ... أيها السيدات
والسادة إن كانت اليوم "بعض" الدول العربية دول ظلم وطغاة فإن الغرب هم رأس
الشر وأسياد الدماء وهم الطغاة الحقيقيين ... لأننا ببساطة لم نعرف قيمة ما نملك
من ثروات وطاقات وإمكانيات كالسفيه الذي أجلسوه على خزائن الأرض فنسي الناس وصنع
مدينة ملاهي لنفسه فقط ... وإن كنتم تعتقدون أن لكم قيمة في هذا العالم فأنتم تحتاجون إلى طبيب نفسي بأسرع وقت ممكن ... لقد ضيعنا أنفسنا ودمرنا أوطاننا وأصبحنا مطية للغرب وانتهى أمرنا والكل ينتظر دوره فيما هو قادم قريبا ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم