لا أعرف حقيقة ما هي خطط الطوارئ التي وضعت للكويت في حال وقوع أو
نشوب حرب أو كارثة ... لكن مما قرأته ومما رأيته ومما علمته بالإضافة إلى عامل
المنطق العقلي والذي أميل له يقول لي هناك خللا أو عدم وجود بعد نظر بعيد المدى
... وهذه المدونة من مبادئها عندما تسرد خللا ما أو مشكلة ما لا بد أن توضع الحلول
والبدائل لأي مشكلة حتى يكون الطرح موضوعي وواقعي ومطابق للواقع وربما تفوق نتائجه
أكثر مما هو متوقع ؟
سأفترض أن هناك أمرا ما وحالة طوارئ لسبب ما والمصابين ما يقارب
10.000 شخص 10 ولم أقل 20 أو 50 ألف كلا فقط 10 ألاف فإن كل مستشفيات الكويت قدرتها
الإستيعابية لا تستوعب هذا العدد + الحالات الحرجة والخطيرة والعمليات التي هي
أصلا موجودة في المستشفيات فهذا يعني أنه في حالة الطوارئ الطاقة الإستيعابية
للمستشفيات لو ضغطتها فلن توفر لك سوى 30% على أحسن تقدير و 70% هي حالات خروجها
سيشكل خطورة على حياتها ... وبالتالي أرى وأعتقد أن خطط الطوارئ وما كتب فيها
يرفضها الواقع العملي والعقل المنطقي لن يأخذ إلا ما هو قابل للتطبيق والتصديق
الفعلي الواقعي على الأرض ؟
سأقول أنه ضربت محطات الكهرباء والماء أو تعرضت للتخريب فإنك كل
قدراتك الحاليــــــة لن تستطيع إعادة الكهرباء إلا بعد أسبوع هذا إن كانت مخازنكم
مضمونة وصيانتكم خطيرة ... وفي مثل تلك الكوارث الكهرباء لن تعود 100% مستحيل
فأفضل نسبة يمكن أن تغطيها هي 40% ومن ثم تتصاعد النسبة لتحقيق كمالها والوصول إلى
100% ... وأما إن ضربت مرة أخرى فالجميع سيكون في ورطة حقيقة وكارثة لا تقبل الشك
على الإطلاق لأن البدائل استنفذت ... وأما الماء فإن المضخات لن تعمل دون كهرباء
حتى وإن توفر المخزون الإستراتيجي من المياه ... وماذا لو ضربت المضخات الرئيسية
فما هي البدائل إن كان الضرر قد وصل إلى كل المحطات الرئيسية ؟
خطــــة الطوارئ
1- تقوم الكويت بشكل عاجل بشراء مولدات كهربائية جديدة عملاقة لا تقل قوة
المولد عن "2.500 KVA Minimum
Rating –" تولد طاقة كهربائية من 220 إلى 13.800 فولت بعدد مولدات لا يقل عن 400 مولد عملاق
توزع على جميع مناطق الكويت ويتم عمل مخازن خصيصة ومكيفة لها في كل منطقة مع أهمية
وضع كاميرات مراقبة على كل مخزن ويتم تغليف المولدات تغليف محكم منعا للغبار ولأي
تلف ... ويتم اختيار ما لا يقل عن 50 مواطن من سكان كل منطقة يتم تدريبهم على عمل
المولدات وتوصيلها بالمحولات الكهربائية وطريقة صيانتها بالشكل السليم .
2- تنشأ أبار "تحت الأرض" في كل منطقة
تكون المخزون الإستراتيجي لكل منطقة ويتم عملها كعمل محطات نقل المياه
"التناكر" بعمق 50 × 50 بعدد 3 أبار عملاقة يتم إغلاقها تماما وعمل كل
ما يحتاج لحمايتها من مبنى وسور وكاميرات مراقبة .
3- تقوم الحكومة بشراء ما لا يقل عن 5 سفن
عملاقة وظيفتها تحلية مياه البحر وتحويلها إلى مياه عذبة توزع بالقرب من المضخات
المركزية في الدولة أو تنشأ لها شبكة خاصة .
4- تقوم الحكومة بشراء ما لا يقل عن 300 باص طبي
مكيف من الشركات العالمية الموثوق فيها كل باص يكون مجهز بنسبة 100% من جميع
المستلزمات الطبية بحيث يمكن تقديم الرعاية الطبية في هذه الباصات وصولا حتى
لإجراء العمليات الجراحية بكافة أشكالها وأنواعها ... ويتم تخزين تلك الباصات في
كل محافظة بعد أن يتم توزيعها على المحافظات والتخزين يكون بإحكام وباهتمام بالغ
لحساسية تلك الباصات وأجهزتها في مكان مغلق وسط مراقبة الكاميرات + يتم شراء
وتجهيز مستشفيات ميدانية ذات التركيب السريع وتكون مكيفة ومجهزة بكل المستلزمات
الطبية .
5- التأكيد والحرص الدائم على مراعاة توفير مخزون استراتيجي من الغذاء
والدواء للبلاد بما لا يقل عن سنتين مع الحرص الشديد على الجودة والنوعية
والصلاحية .
6- التأكيد المكرر دائما والذي كتبت عنه كثيرا
بأهمية وسرعة صناعة شبكة مراقبة في الكويت في جميع مناطقها وشوارعها لرصد أي حالة
فوضى أو أي إخلال بالأمن في وقت الأزمات وتسجيل وتوثيق الأشخاص الذين يستغلون فوضى
الدولة لتحقيق أهداف خبيثة وهؤلاء يطلق عليهم "تجار الأزمات" الذين
يسرقون وينهبون ويمارسون أعمالا خارجة عن القانون والتأخير بصناعة هذه الشبكة
يعتبر فشلا أمنيا فاضحا وإهمالا جسيما ومغامرة بأمن الكويت .
7- يصرف مبلغ من 750 إلى ألف دينار في حال
استشعار الحكومة بكارثة قادمة "حرب - زلزال - إغلاق الحدود" وهذا
المبلغ يصرف لمرة واحدة فقط حتى يتمكن الناس من شراء ما يمكن معاونتهم على تحمل
الأزمة مما يؤدي إلى ثقة المواطن بالدولة ويعزز الوحدة لوطنية وتكاتف أبنائها
لاستشعارهم أن الدولة تقف معهم ولم تتخلى عنهم .
8- ينشأ رقم هاتف واحد في غرفة عمليات واحدة تشكل من : وزارة الداخلية
والدفاع والحرس الوطني والمطافئ والصحة والتجارة والبلدية ومجلس الوزراء والإعلام
أي صناعة خط ساخن موحد بين الجميع لقيادة حالة البلاد في فريق عمل واحد ويرفع
تقرير كتابي وشفي مسجل وموثق لكل ساعتين من اليوم إلى القيادة السياسية لاتخاذ ما
تراه مناسبا .
إن ما سبق يعتبر اجتهاد وليست فلسفة بل أمر واقعي في ظروف حتما
وبالتأكيد لا أتمنى أن يصيب الكويت إلا كل خير لكن العمل بالأسباب أمر مطلوب
والحذر واجب ... فسويسرا منذ 50 سنة وهي تحرص كل الحرص وتجبر كل سكان البلاد بقوة
القانون على تخزين كافة الإحتياطات من الغذاء والماء وأجهزة فلترة
الهواء بالإضافة إلى معدات الإسعاف والاتصال وكل ذلك تحسبا لأي حرب نووية أو كارثة
طبيعية ربما قد تقع ... وأن كل ما سقته لكم يعتبر من أساسيات الأمن القومي للكويت وأن
التكلفة إن تجاوزت مليار أو 3 مليار دينار كويتي فإنها الكويت وأهلها وأمنها
واستقرارها أهم من 20 جسر و 20 مشروع يقام حاليا ... وليس الأمر فيه إعجاز أو
صعوبة بل سهل تحقيق كل ما سبق إن توفرت الإرادة وقوة القرار لتجهيز ما يمنع عنا أي
ضر وشر وضيق وهم ... طالعوا بعيد وراجعوا خطط الطوارئ بعناية فائقة حتما ستكتشفون
أنكم وقت الكارثة سيضربكم الشلل والعجز والناس وقت المصائب يصبحون حمقى وبلا عقول ؟
قودوا الدولة بقوة وبفن واحتراف ولا تجعلوا الشعب هو من يقودكم وقت
الأزمات
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم