الذباب الإلكتروني خرج فعليا من الولايات المتحدة الأمريكية ما بين
عامي 2004- 2006 في المصدر الأول لهذه الصناعة ... وخرجت لهدف واحد وهي صناعة
عمليات تجسس واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب وإحباط أي أعمال إرهابية قبل وقوعها
خصوصا بعد سقوط العراق وأفغانستان في 2001 - 2003 ... مما أنتج حالة من العداء
لأمريكا آنذاك فشكلت المخابرات الأمريكية وحدة مراقبة خارج نطاق القانون الأمريكي
تستهدف الزائرين والمقيمين الأجانب في أمريكا تراقب إيميلاتهم وهواتفهم وعمليات
البحث في "google"
ومواقع المنتديات آنذاك ما يكتب وينشر فيها ... مع علمهم المسبق أن العالم ذاهب لا
محالة إلى الإنطلاق إلى مواقع التواصل الإجتماعي وبذلك يكون الإنفتاح أكبر وأوسع
وأشمل ولذلك واكبت شركات صناعة أجهزة المراقبة والمتابعة والرصد مراحل تقدم ثورة
التكنولوجيا ... وبالرغم من خروج تشريعات أعادت ضبط الحريات ووقف انتهاكات الأجهزة
الأمنية إلا أن تاريخ المخابرات الأمريكية لا يعرف سوى القذارة في الوقت الذي
التزم الأمن الداخلي الأمريكي الـ FBI بتلك
الحريات إلا أن الـ C.I.A
ظلت تبتكر برامج وتطور استراتيجيات تم تصنيفها "سري للغاية" بعدف
السيطرة على العالم بأكبر قدر ممكن هذا بالإضافة إلى منع أي هجمات إرهابية قد تصل
إلى العمق الأمريكي ... لكن من المهم أن أسجل هنا أن الذباب الإلكتروني الأمريكي
لم تسجل عليه حالة واحدة لتدخله في السياسة الأمريكية الداخلية أو لضرب أو توجيه
الرأي العام الأمريكي في أي قضية كانت ... وما سبق فقط هي نبذة اختصرتها لحضراتكم
لأعطيكم من أين خرج الذباب الإلكتروني ولأي أهداف خرجت تلك الإستراتيجية ؟
انتقال الذباب الإلكتروني من أمريكا إلى
الدول العربية
أول دولة طبقت هذه الإستراتيجية أي الذباب
الإلكتروني هي السعودية عندما تولي الأمير بندر بن سلطان الذي كان سفير المملكة في
أمريكا ثم تم تعيينه رئيسا لجهاز الإستخبارات السعودية في 2012 ... لكنه كان العقل
الأخطبوطي داهية السعودية عندما تم تعيينه مديرا لجهاز الأمن الوطني السعودي في
2005 فنقل كل الإستراتيجية الأمريكية في مجال الذباب الإلكتروني إلى السعودية ...
وقد نجح نجاحا باهرا فعلا بمكافحة الإرهاب وتفكيك الشبكات الإلكترونية المعادية
للسعودية وأحبط أكثر من ألف عملية إرهابية ضد السعودية ... في تلك الفترة بالذات
كانت السعودية تتعرض لموجات إرهابية معادية شديدة العنف وعلى هذا الأساس تم
استدعاء الأمير بندر بن سلطان من الولايات المتحدة الأمريكية وعلى هذا الأساس أنشأ جهاز الأمن الوطني الذي ترأسه
لمدة 7 سنوات ... ثم أسند إليه وظيفة أخرى وهي رئاسة جهاز الإستخبارات السعودي
وكان الرجل الذي أنا شخصيا "معجب به" لأنه كان يعمل بمهنية عالية وعقل داهية
ولم يكن سفيها أو مراهقا أو عدوا لوطنه ومحافظا على أعراض أبناء بلده ... وكان
ينظر أبعد بكثير مما كانت تنظر إليه القيادة السياسية في السعودية التي أبعدته
تماما وجردته كليا من كل مناصبه بسبب مخططه للإطاحة بنظام جحش سوريا بشار الأسد
... وهذه التقنية بعد السعودية انتقلت إلى الأردن والإمارات ومصر والمغرب والجزائر
وعمان بنفس طبيعة العمل وهي استراتيجية وقاية الدولة من أي أعمال إرهابية ومكافحة
عناصر التطرف ومنعها من الوصول إلى الدول ؟
تغير استراتيجية الذباب الإلكتروني
مع خروج مواقع التواصل الإجتماعي بالتزامن مع
مخطط الربيع العربي الذي جاء بمخطط صهيوني أمريكي وكانت قطر وإسرائيل هما غرفتي
العمليات المركزية للربيع العربي الذي ضرب كل من : تونس ومصر وليبيا والبحرين
والكويت والأردن وعمان والعراق وسوريا واليمن ... والتي نجحت بمكافحته والنجاة منه
كل من : الكويت والسعودية والبحرين والأردن وعمان ... تطورت الإستراتيجية عند
العرب فقط فطوروا الأمر إلى التدخل في حريات شعوبهم وخدمتهم الظروف في ذلك بعد
خروج الهواتف الذكية التي سهلت على كل الأجهزة الأمنية في كل دول لعالم من اختراق
أي جهاز لأي مستخدم ... فأصبحوا يسمعون ويرون ويسجلون ويراقبون ما يشاؤون وقتما
يريدون وكيفما شاؤا وتتحدث التقارير أن الكثير من المتهمين وحتى الأبرياء تعرضوا
للإبتزاز بسبب ما يحتويه هاتفه من ممارسات شخصية تم استخدامها لظروف التحقيق وقد
نجحوا في ذلك ... وصولا إلى أيامنا هذه حيث طوروا الإستراتيجية لتصبح توجيه الرأي
العام في الدولة وصناعة "الوهــــم الصادق" ... وهي استراتيجية بجعل
الكذب صدق والتزوير حقيقة والسافل شريف والشريف خائن ... هي اليوم المهازل التي
ترونها بأم أعينكم بتزوير الواقع وقلب الحقائق وتحقيق أقصى درجات هدم المبادئ
والقيم الإجتماعية وتسفيه أصحاب الرأي وإبعاد الحكماء وتقديم أقذر أنواع البشر
وجعلهم في مراكز المسؤلية واتخاذ القرار ... تلك الإستراتيجية أي الوهم الصادق لكن بشكل
بدائي والتي تذكرني بسياسة صدام حسين عفن اللحود الذي كانت يصرف مئات الملايين من
الدولارات على صناعة رأي عام كــــاذب واستغلال جهل العامة واستغفال العقول ...
فاشترى صحف ومجلات وكتاب ودول وإعلام حتى جن جنون الطاغية فنسب نفسه إلى سلالة
رسولنا عليه الصلاة والسلام وأخذ من دمه وكتب القرآن الكريم ففتن به الجهلة وأصبح
أضحوكة من برأسهم عقل ووعي وثقافة ... وبعد سقوطه المذل المهين اختفت كل الأبواق
التي كانت تسبح بحمد الطاغية وذابت كما يذوب الملح بالماء ؟
ما سبق كانت القصة الحقيقية للذباب
الإلكتروني من أين بدأ وإلى أين وصل وكيف تغيرت الاستراتيجيات وكيف لوثت المبادئ
والقيم فأصبحت اليوم الفضيلة عيبا والكرامة عارا ... وصناعة أوهام وأكاذيب حتى
يمررون كل انحطاط سياسي وتوظيف المؤامرات الخارجية الخبيثة لتصبح مصالح سياسية مشروعة ... وكيف اليوم يمهدون بأن تكون إسرائيل صديقا وحليفا لهم حتى وإن كان
الثمن القــــدس وقد فعلوا عندما بدأ الذباب الإلكتروني ومطايا "بعض" دول الخليج يمهدون
للرأي العام في دولهم الواقع المخزي القادم ... وما هي إلا سنوات قليلة بل وأحددها
بأقل من 4 سنوات كل ما تشاهدونه سينتهي تماما وسيذهب العبيد ومطايا الخليج إلى
مزبلة التاريخ وسنجلدهم جلد الكافرين بأسمائهم لكن فقط أنتظر الدعارة السياسية أن
تصبح علنية وبشكل رسمي وقتها لكل حادث حديث ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم