لو أخذت من وقتك مدة زمنية أقلها 3 أشهر وأقصاها 6 أهر لجرد التصريحات
الحكومية في الكويت غبر 20 و 40 سنة لن تصل إلا إلى حقيقة واحدة ثابتة عليها ألف
دليل وهي أن : الحكومة الكويتية لا يمكن الوثوق بوعودها ... وعدم الثقة نتيجة
تصريحات جوفاء حمقاء تتعامل مع الأمور بسطحية فاضحة مما ينم عن غياب للوعي والفكر
السياسي الحقيقي ولما شعرت الحكومة أنها فقدت ثقة مواطنيها فيها لجأت إلى مجلس
الأمة ... والذي من خلاله أرادت عون لإعادة كسب الثقة فاكتشف الشعب أن عون هو
فرعون فأصبحنا نعيش بين قطبين فاسدين مصالحهما الشخصية أهم من الوطن والشعب
ومستقبل أبنائه ... وأعرف أن مثل هذا الحديث مزعج للسلطتين لكن ما بيدي أي حيلة
إلا أن الحقيقة يجب أن تقرأ كما هي والحكم للناس ... فلو دققت في حياة ومستقبل
الشباب الكويتيين "ذكور - إناث" لن تجد سوى التفاهة وضياع الوقت وسطحية
الفكر وتخبط الوعي والتوهان وسط ضباب الرؤية ... وكل ما هو ناقد أو ناقم أو ناقد
على أبنائنا فلنشهد بالحق حتى على أنفسنا ونقول أن جيل أبنائنا ليس لهم أي ذنب في
كل هذه التفاهة ... وتتحمل الحكومة المسؤلية 100% وكفى جهلا أن نرمي عيوب ومشاكل
الجيل على الأسرة أو البيئة فهذا تنصل مجحف للمشكلة ... ولو أننا أدخلنا الأسرة
كطرف مباشر ورئيسي فأنت تعطي صك البرائة للحكومة وكأن الشعب هو من يقود الحكومة
وليس العكس المنطقي والحقيقي ولواقعي بأن الحكومات هي من تقود الشعوب وتدير شؤون
وأمور الدولة ... مثل قول الفاشلين عندما يخرجون ويقولون هل أضع شرطي خلف كل مواطن
!!! وهذا قول يريد الوزير أو مساعديه أن يتنصلوا من مسؤلياتهم ... لا يا سادة
المواطن في كل وأي دولة في كل زمان ومكان الحكومة هي المسؤلة عن إنحطاط أو رفعة
شعوبها ثقافتهم أو جهلهم تقدمهن أو تخلفهم ونحمد الله سبحانه وتعالى أننا دولة
صغيرة وثرية وإلا كأصبح ثلث الشعب عمال وخدما في الخارج بسبب حكومات تدمر ولا تعمر
تهدم ولا تبني ... مع الإنتباه أن عملية البناء والنهضة لتي تعيشها الكويت في
أيامنا هذه هو الأمر الطبيعي لأننا في الماضي كنا نعيش في عهد ما هو غير طبيعي ...
والطبيعي عندما تكون دولة صغيرة وثرية أن تبني وتعمر وتتوسع وتطور وتسابق وتواكب
العصر بكافة أشكاله التكنولوجية والعمرانية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها ؟
كيف نهضت ماليزيا وكانت تضم أجهل وأحقر شعب وعصابات مافيا ومملكة
إقطاعيات وحكومات فاسدة وارتفاع معدلات الجريمة والإنحرافات ... كل ما في الأمر أن
جائهم رئيس حكومة "مهاتير محمد" وطبق المنطق الحقيقي ونفذ المفترض فشنوا
ضده حربا شعواء لم يتركوا منه شيئا إلا وخاضوا فيه ... خاضوا في ذمته في عرضه في
شرفه لكن الشرفاء في وطنه وشعبه انتروا له وهو الذي صنع ماليزيا الحديثة لم يفعل
شيئا أسطوريا خارقا للعادة هو فقط وضع حدا للفساد ونظر نظرة ثاقبة للمستقبل فنظر
للأجيال ... وموضوعنا هذا هو عن الأجيال أي أبنائي وأبنائكم وأحفادي وأحفادكم ومن
سيأتي من بعدهم كيف هكذا وبهذه السهولة يتم تهميشهم وبعثرة طاقاتهم ؟ ... كيف
أصبحنا ننتج أجيال تافهة ذات روتين ممل وقاتل "بيت دوام ديوانية كافيه مطعم
بيت" !!! أي العمل أي الثقافة أي صناعة الفكر أين بناء المستقبل أين الإستثمار
والإدخار ؟ ... شبابا في عمر الزهو وفي قمة عطائهم وبأكمل قوة طاقاتهم نرميهم في
توافه الحياة دون أن يشعر أحد بهم ... فإن تحدثوا في السياسة عنفوا أو سجنوا وإن
خاضوا في الأمور الإجتماعية رفعت ضدهم القضايا وإن أرادوا الزواج فهم غير قادرين
وإن أرادوا العمل فأبواب المنع العديدة في وجودههم مغلقة ... وإن أرادوا التجارة
والإستثمار فالدولة مغلقة تماما لا سياحة ولا حركة اقتصادية باستثناء بطانة التجار
المتحالفة مع الحكومة التي تعمل من أجل مصالح أفرادها وليس لمجد الوطن ... فأي
جريمة ارتكبتموها بحق شباب وشابات الكويت !!! وما هو الذنب الذي اقترفوه حتى يجدوا
كل هذا الجفاء الغير مبرر على الإطلاق ؟
من حق ابني وابنك ابنتي وابنتك أن يشقوا طريقهم وحقنا على الدولة أن
ترعى أهم جيل من شعبها ألا وهو جيل الشباب ... وسطوة التجار آن الأوان أن يعاد
لتفكير بهذا التحالف المسخ الذي تطاول وتمادى إلى درجات لا يمكن السكوت عنها وأن
الحكومة يجب أن تعمل من أجل مواطنيها وليس من أجل تنمية ثروات شرذمة لا رب لها إلا
دينارها ... فماذا تفعل الحكومة بأكثر من 288 ألف كويتي وكويتية يعملون لديها ؟
وماذا يفعل 102 ألف وافد يعملون أيضا لديها 70% إداريين ... والتكنولوجيا تقول لك
أن الكويت يمكن إدارتها بكل هيئاتها ووزراتها بعدد لا يتجاوز 50 ألف موظف فقط فأي
سياسة حمقاء تحرق أموال النفط دون إيجاد مصادر بديلة عنه ؟!!!؟ ... وإن كانت
لحكومة تتحدث عن إيجاد بدائل عن لنفط فهي هرطقات وزراء وتصريحات تحصيل حاصل وهذا
ليس اتهام بالمناسبة فتاريخ تصريحات الحكومات مليء بالأكاذيب والوعود الغير حقيقية
... أرجوكم وكل من قلبه على الكويت يرجوكم غيروا نهجكم وسياستكم فأنت أيها المسؤل
اليوم في نرجسية منصبك وغدا لن يترك منك دود القبر شيئا ... فاعمل لأجيال لا ذنب
لها سوى أنك قدرا أسودا جلس في يوم من الأيام على كرسي القرار فظلم دون أن يعلم
وارتكب جرائم دون أن يشعر وظلم دولته وشعبه وأجيالهم وهو يظن أنه مخلص وما هو
بمخلص أبدا ... فاتحوا الكويت للسياحة النظيفة وادعموا الشباب وأحيلوا للتقاعد
"سكاريب" القيادات وارفعوا الشباب إلى الأعلى فالأمر ليس يخص أحدا من
أبنائي على الإطلاق لكن يخص كل أبناء وبنات الكويت الذين لا نريد أن نورثهم إلا كل
خير ... وليس ديوانية وكافيه وأكل ونوم حرام والله العظيم ما يحدث لهم حرام أن لا
نستغل كل هذه الطاقات ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم