هذا
الموضوع هو بحث "سياسي اجتماعي اقتصادي" موسع لتحليل عقلية الفرد وتحليل
سلوك المجتمع لفهم إدارة الدول وإرادة الشعوب لفهم أسباب عدم التطور وعدم
الإنتاجية والفشل المستمر منذ مئات وآلاف السنين وأسباب عشق العرب للجهل وأساب
تمسك الجهل بخزعبلات ما أطلق عليه بـ "العادات والتقاليد" وما نتيجة ذلك
على حياتنا وأسباب استبداد الحاكم والسلطة بالرعية وتحليل تقديس الرعية للحاكم
ورفعة إلى درجة الألوهية في كثير من الأوطان في كثير من صفحات الزمن ... لذا اقتضى
التنويه .
الموضـــــــــــوع
عندما
يولد كل إنسان ذكر أو أنثى من لحظة مولده وحتى سنة وأكثر بقليل فهو لا يفهم ولا يعي
أي شيء وليس له ذاكرة ولا تخزين ذاكرة أي صفر العقل ... وأما تفسير ابتسامة الطفل
أو ضحكاته أو ميوله للأب أو للأم فما هي إلا حالة من التعوّد أي الطفل تعود على
مشاهدة نفس الوجوه فيألفها ويتعاطى معها دون فهم لأنه بلا عقل الذي أصلا لم يأخذ
فرصته بعد بالنمو ... وبعد السنتين يبدأ عقل الطفل بصناعة قاعدة بيانات وقاعدة
تخزين فيعرف من هو بابا ومن هي ماما تحديدا ولا يطلق صفة الأبوين على من حوله حتى
ولو كان عما أو خالة أو أخا أو أختا وهذه من علامات سلامة عقل الطفل أي تمييز
الأشياء ... ولأنه عقل طفل يطلق على الأب والأم أشياء وليست قيمة معنوية ثم يبدأ
شيئا فشيئا يعرف خطورة الحرارة لكنه لا يعرف خطورة السكين لأنها آلة بعيدة عنه لم
يحن الوقت بعد لفهمها ولا يعي مخاطر السقوط من أعلى الدرج ... كلها سلوكيات ترمينا
لفهم كيف قطعة اللحم الصغيرة أصبحت إنسانا والإنسان أصبح عقلا والعقل أصبح كيانا
والكيان سيصبح مستقبلا عضوا فاعلا في المجتمع ... وفي أثناء ذلك وبعد أن يكبر
الطفل ويصبح في عمر الـ 5 سنوات يكون عضوا أساسيا مهما جدا في الأسرة وفي الحقيقة
في هذا العمر أو أقل بقليل هو فعليا بلا خلق بلا دين بلا أي مبادئ وخالي من أي قيم
بنسبة 100% ... وبعد أن يتجاوز الـ 5 سنوات يخضع هذا الكائن إلى عملية غسيل مخ أو
استنساخ أو توظيف الشخصية لتتماشى مع الأسرة بالدرجة الأولى ولا يكون عضوا شاذا عن
من فيها ... ثم يبدأ الأب والأم أو أحد منهما بتحويل الطفل البريء إلى ما يريده
أبويه فيحولانه إلى أي ديانة يعتنقها الأبوين "مسلم مسيحي يهودي" أو
"وثني ملحد هندوسي" أو يتركان طفلهما ليكبر ويقرر هو ما يشاء ...
وأكثر من 95% من كل أمم الأرض هي من تقرر على أي دين أو مذهب أو ملة يجب وفرضا أن
يكون عليها مولودهما الطفل البريء ثم عندما يكبر الطفل ويدخل المدرسة هو في حقيقة
الأمر يخضع لعملية أخرة من غسيل المخ أو عملية الإستنساخ مثل المصانع التي تنتج
مليون علبة بنفس الشكل ونفس الملصق ونفس الحجم ... فيجد مناهج تعليمية جاهزة دون
أي تغيير فتبدأ عملية ضخ المعلومات في عقل الطفل فيصبح بين كماشتين من عملية
الإستنساخ الأولى في المنزل والأخرى في المدرسة ... ويتفاجأ الطفل في بدايات تكوين
صداقاته في محيط الأسرة والمنزل بأن حتى أصدقائه يتشابهون معه في الفهم والإدراك
بنفس المعلومات فيتعرض إلى حالة من "تأكيد الإقناع والقناعة" فتترسخ بداخلة
أولى القيم والمبادئ التي هو أصلا ليس له شأنا فيها ولم يعرف أصلا من مكتشفها ...
وفي عمر العاشرة يتفتق ذهب طفل الأمس ويعي ويفهم ما يدور حوله من أمور فيسمع
نقاشات الوالدين والأسرة ويفهم أسباب الغضب وماذا تعني ضغوط الحياة وقيمة المال
وماذا يفعل وما هو القانون وما هي أهمية رجل الأمن في الشارع ... كلها أمورا
طبيعية لكنه بعد لم يصل بعد إلى المصيبة الأكبر وهي المجتمع والدولة والسياسة
وإدارة الحكومة وإرادة الحاكم واختلاف سياسيات الدول المحيطة به ؟
سيكولوجية
الأب أو الأم أي سلوكهما هو أمر شديد الأهمية والإرتباط بالطفل عندما يكبر وقد
أثبت العلماء أن الأمر مرتبط بالجينات الوراثية التي تتضارب ما بين إمكانية
التأثير أو شذوذ الإنفصال ... بمعنى الأب شديد الذكاء والإبن كثير الغباء فهنا
المرجعية تعود للأم التي هي شديدة الذكاء وليس الأب أو البنت شديدة التدين والأم
ليبرالية والسبب أن الأم غير مقنعة لكن الأب هو شديد الإقناع ... ولذلك من
المستحيل أن تجد الإبن يعشق والديه بنفس الدرجة وذلك يتضح من درجة التأثر بعد وفاة
أحد منهما من ناحية قوة الإرتباط ما بعد الوفاة ... وصحيح كل منا يرى أنه يحب
والديه بنفس الدرجة لكن هذا وهم الحب أي التصور الوهمي لقياس مستوى درجات الحب دون
شعور الفرد نفسه بحقيقة الأمر لكنه يكتشف ذلك بعد فقدان أحد منهما ... تلك
السيكولوجية أي سلوك الفرد التي في الأب والأم صنعت شخصية متطابقة أو متشابهة
معهما في التوجه وفي الفكر وفي الديانة بعد أن أشبعوه ضخ في عقله عن مبادئ وقيم
المجتمع وقوانين الدولة وإفهامه قوانين الدولة ... وعندما يكبر الطفل الصغير من
سنه إلى 5 إلى 10 يصل إلى 16 - 18 ليكتشف الثانوية والجامعة بعد أن تشبع بالصحف
والمجلات والتلفزيون وشطح وجنون كل جيل بما واكبه من تطور ثم يبدأ الصدام الحقيقي
وهو صدام الشخصيات ... فقد سمع طفل الأمس كبير اليوم بما يعرف بالحريات وحقوق
الفرد وقرأ لهذا وذاك وشاهد أفلاما ومسلسلات تحاكي عقله في نقطة الحريات والسياسات
فيبدأ الصراع النفسي الداخلي ... ومن الصراع النفسي الداخلي وقلة الخبرة يبدأ
بتحليل لفهم شخصية وسلوك والديه هل هما يتمتعان بالحريات الإفتراضية أم هناك ما
يخافان منه وما هذا الأمر وليما وأسباب ذلك ... ثم ينتقل إلى مرحلة تحليل المجتمع
السياسي والإجتماعي في مجاولة لفهم قلب ما يحدث فيكتشف أن من في السلطة هم الطبقة
الإستثنائية في المجتمع فهم المنزهين من كل خطأ وزلل والقانون لا يطالهم لا هم ولا
أبنائهم ... ثم يفهم ويستوعب من هو حاكم البلاد وكيف القانون يقف عاجزا أمامه
وأمام أبنائه ويبدأ بالإستيعاب كيف دولة فقيرة وأبناء السلطة أثرياء وكيف دولة
ثرية وأبناء السلطة فاحشي الثراء ... ثم ينتقل للبحث عن "مثل أعلى" حتى يتوافق
ويتناسب مع فكرع إرادته ليتعلق فيه ويتخذه مثالا يأخذ بيده للمستقبل ويقتدي به ؟
ثم في
سن 20 سنة أي في فترة عز الشباب يكتشف طفل الأمس أنه عبــــدا لقوانين ونظريات
وافتراضيات وعادات وتقاليد لا يستطيع أن يخرج منها ولا يستطيع أن يتمرد عليها وإلا
فالقانون له بالمرصاد والتعنيف الأسرة له أمرا حتميا ... فالدين فرض واحترام
القوانين واجب والإعتدال السلوكي أمرا حتميا كل تلك الأوامر والمفترضات التي أسس
عليها تتضارب وتتناقض مع أبناء رجال السلطة الذين هم في نفس المرحلة العمرية معه
وأبناء رجال التجارة والثراء وأيضا في نفس العمر معه ... فيبدأ بالتساؤل لماذا أنا
هكذا ولما هم هكذا من ناحية فرق المعيشة والمال وتناقض القانون الذي يقف أمامه بكل
جسارة وقوة ونفس القانون يقف أمام أبناء رجال السلطة والمال كالكلب المطيع
لأوامرهم ... فيتذكر أنه سأل هذا السؤال لأمه أو أبيه فأجابوه أن الأمر هو من رب
السماء وأن الأقدار بيد الله وأن الأرزاق من عند الله وتلك إجابة خاطئة تودي
بإبنهم إلى التهلكة وتدخله في طريق مختلف أخر كليا وهو طريق التشكيك بعدالة السماء
... فالرب أو إله السماء الذي يمنح هذا مالا ويمنع عن ذلك فهذا ليس إله عادلا وإن
كان غير عادلا فلا يستحق الإيمان به ويجب البحث عن إله غيره أو لماذا أؤمن أصلا
... ومثل نمط هذا التفكير هو كارثي بكل المقاييس بالتأكيد وخطورة هذا التفكير لا
يتحمل وزره الضحية طفل الأمس كبير اليوم بل والديه هما من يتحمل جهل فكرهما وجهل
إجابتهما لأن الأمر ليس كذلك لا من قريب ولا من بعيد ... فكل دولة في تاريخها
القديم والحديث تؤكد حقائق التاريخ أن كل من حكم هذه الدول كان 95% منهم لصوص
وفاسدين كنزوا ثروات لا تعد ولا تحصى وسرقوا أموال شعوبهم سرقة صريحة علنية لا
تقبل الشك ولا 1% ... بينما عدالة السماء وأديان الله سبحانه السماوية جاءت بحلول
لا تعد ولا تحصى وأولها العــــدل بين الحاكم والمحكوم ولو طبق هذا العدل لما وجد
فقيرا واحدا على وجه الأرض ... بدليل أن أقل من 1% من الأفراد حول العالم يملكون ثروة تقدر بـ 900
مليـــار دولار لو قسمتها على سكان الكرة الأرضية حاليا والمقدرة بـ 7.5 مليار
نسمة لأصبح نصيب كل فرد = 120 دولار تخيل أقل من 1% فقط يستطيعون منح كل فرد من
البشرية 120 دولار = 36 دينار كويتي ... إذن يوجد هناك خللا وشبهة وسرقة وإن كان
هناك من يتعلل أن الأمر راجع للنظام الاقتصادي العالمي فهذا نظام فاسد أعده وصنعه
شرذمة لصوص ولا يعني أن كل نظام نصدقه أو نقدس عبقرياته الإقتصادية ... نتج عن ذلك
فقرا والفقر أنتج تشريعات وقوانين غلظّـت عقوبات السرقة التي تنامت تلك السرقات
بسبب ارتفاع نسبة الفقر ونسبة الفقر نتيجة السلطة الفاسدة التي يستحيل أن تكون
هناك سلطة فاسدة إلا بوجود تجار أديان فاسدين ... وما دور رجال الدين بالمال
والسلطة هذا ما سوف نتحدث عنه في الجزء الثاني من الموضوع ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم