خلال
الـ 10 سنوات الماضية وتحديدا من 2010 إلى 2020 تكبدت دول الخليج والدول العربية
خسائر تتجاوز أكثر من 2 ترليون دولار = 2.000 مليار دولار ... وهذا مبلغ خرافي حُرِق
على الربيع العربي ودمار سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر والمغامرات الصبيانية
في لعبة النفط ... أكثر من 2 تريليون دولار كانت أكثر من كافية من تسدد ديون كل
الدول العربية وصنع مشاريع ونهضة لم يسبق لها مثيلا في كل التاريخ العربي ... ثم
كنا نحن والعالم على موعد هو الأول من نوعه في كل التاريخ البشري أن يضرب البشرية
وباء كورونا الذي ضرب أكثر من 100 دولة حول العالم وأصاب أكثر من 23 مليون نسمة
سبب وفاة أكثر من 800 ألف نسمة وقدر صندوق النقد الدولي خسائر الإقتصاد العالمي
بسبب كورونا بـ 9 تريليون دولار ... ثم من غير موعد وفجأة دون سابق إنذار ضرب العاصمة
اللبنانية بيروت انفجار تساوت قوته بربع القنبلة الذرية التي ضربت "هيروشيما
وناكازاكي" اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية ... وفي كل حدث
كارثي مما سبق صال وجال العامة والمحللين والإقتصاديين والسياسيين بالتحليلات وسرد
النظريات عل وعسى يجد أحد منهم ضالته لفهم أسباب ما حدث كل حسب اجتهاده ... وإني
لأرى أنها علامات من ربكم فيها رسالات تحذير للجميع باستدلال سورة السجدة في قوله
سبحانه { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب
الأكبر لعلّهـُـــم يرجعون } والعذاب
الأدنى هي المصائب والكوارث قبل العذاب الأكبر أي يوم القيامة ... ولو تفحصتم
الكوارث التي وقعت بعد حدوثها فبالتأكيد قد وصلتكم رسالاتها ومضمونها التي دلّت
وأثبتت حالة من العجز ضربكم جميعا بمعنى تشهدون كوارث العراق وسوريا واليمن وليبيا
ولا تستطيعون فعل شيء ... ثم ضرب العالم فيروس كورونا فضربكم شلل مطلق في كل
حياتكم حتى أن أكثركم لم تتهيأ نفسيته لتقبل عودة الحياة لدرجة أن أصحاب المال
والثراء في لحظة اكتشفوا أن أموالهم لا قيمة لها ووقفت عاجزة من أن تفعل أي شيء فتساوى
الغني والفقير في وضع غريب استثنائي لم يحدث مثله من قبل ... ثم جاء انفجار
العاصمة اللبنانية فكانت رسالة وصلت لكل البشرية في كل دول العالم لدرجة أن هناك
الملايين لا يعرفون أين لبنان على الخريطة فعرفوها من الإنفجار فكان انتشار الخبر
هي الرسالة ؟
عاد
الكثيرين في العالم بعد كورونا إلى مفاسدهم وعاد الأشرار إلى مزاولة أعمالهم في
كيفية تعويض الخسائر وإن كان مالا حرام وإن كان على حساب الأبرياء ... وعاد
السياسيين لأكاذيبهم وجرائمهم مثلما عادت عاهرات المراقص وبيوت الدعارة لمزاولة
نشاطهم مثلما عاد تجار المخدرات لتجارتهم وكالعادة مثلما يتجاهل العالم الفقراء
والمحتاجين ... فهل اتعظ أحدا من الحروب ؟ كلا ... وهل من اتعظ من كورونا ؟ كلا
... وهل من فهم العبرة من انفجار بيروت ؟ كلا ... وهل هناك من شعر بألم من فقدوا
وظائفهم ومن انتكست أحوالهم المالية بسبب كورونا ؟ كلا ... وهل توقف المنافقين عن
نفاقهم وأكاذيبهم ؟ كلا ... كلا وكلا ثم كلا وكلا ... انظروا إلى فرحة عشاق كرة
القدم بسبب عودة النشاط الرياضي وكأن لم يحدث شيئا !!! وانظروا إلى لهفة عشاق
السفر والسياحة وكأن لم يحدث شيئا !!! ... لقد كان عذرهم الحياة تستمر ولا تتوقف وهذه
مقولة صحيحة لكن ليس في حالة وباء كورونا الذي لم يسبق له مثيلا في كل التاريخ
البشري ... فعليك أن تتوقف وتفهم وتراجع نفسك فإن ربكم في تدبيره لتسيير الكواكب
والأرض ومن عليها من كائنات نعرفها وما لا نعرفها لا يحدث أمرا إلا لسبب ولهدف
وبشرط الحدث لا يحدث إلا بعلمه وبأمره سبحانه وتعالى ... فحالة الحرب بين الدول أو
بين أبناء الوطن الواحد قد نتفهمها وقد حدثت والثورات الشعبية وسقوط أنظمة الحكم
أيضا نتفهمها وقد حدثت لكن دول وشعوب وقارات يضربها الشلل الكامل فهذا ما لم يحدث نهائيا
في التاريخ ... ثم انفجار بيروت الذي بعده بأيام وأسابيع انتشرت مئات الفيديوهات التي
صورتها كاميرات المراقبة في الطرق والشوارع والمحلات والأماكن العامة والمستشفيات لم
تكن أفلام سينمائية من وحي المؤلف والمخرج ... بل كانت رسالة ذات مغزى عظيم لتنظر
بأم عينيك بأنك آمن بسبب الله وحده لا شريك له وبفضله وبحفظه وفق أقداره وأنك يا
ابن آدم لا يصور لك غرورك وشيطانك بأنك تملك الأسباب ... واعلم يا ابن آدم أنك إن
خرجت من دارك وعدت إليه سالما فهو بفضل من خالقك لا بسببك ولا بذكائك ولا بدهائك فأنت
أتفه من تفهم حتى موازين الخالق عز وجل مهما كان منصبك ومهما ملكت من المال ومهما
بلغت من العلم ... وإن ما يحدث في عالمكم ومجتمعاتكم من "المجــــاهرة
بالمعاصي" لهو أمر عظيم وبلاء كبير حل علينا من خلال التطبيقات ومواقع
التواصل الاجتماعي "تفسخ وعري وإغراء واعتداءات وقتل وسرقات" ... إنها
حالة من الإنفلات الأخلاقي الذي ضرب البشرية دون النظر للدين أيا كان وبلا أي
استثناء في كل دول العالم أي في كل مجتمع وفي كل دولة أصبح المجاهرة وكأنها قوة
وفخر ... أنا وأنت وأنتي ونحن وهم كلنا نصيب ونخطئ وتصل درجة الخطأ إلى درجة
الإنحراف لكن لا تصل إلى المجاهرة بالأفعال حتى وصلنا إلى وقت وزمن أصبح اللص يكذب
دون حياء والفاسد يستشهد بكلام الله والمنافق يهدم مجتمع ثم يستغفر وينام وكأن الله
غفر له ... وطالما البشرية بكل أديانها لم تفهم تلك الرسائل ولم تتقي الله فارتقبوا
ما هو قادم ولا يلومن الناس إلا أنفسهم فقد عـُـــذِر ربّـكم فيكم منذ وقت طويل
فما لتماديكم وغروركم وغيّـكم إلا عقاب ونوازل ومصائب الدنيا وخزي الأخرة
"إلا من رحم ربي" ... والقادم لا يسر ولن يسر المجرمين والظالمين
والمستهزئين والجاهلين { يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويُضل الله الظالمين ويَفعل الله ما يشاء } إبراهيم ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم