من يعيش على كوكب الأرض من الجنس البشري يدرك حقيقة الكم المهول من التناقضات والفظائع التي يعيشها الجنس البشري ... فقد خلق الإنسان لنفسه معتقدات وفلسفة وقيم ومبادئ ونظريات والقوانين تتضارب بين بعضها البعض في حالة من الفوضى التي تصادمت مع الفطرة البشرية ... لترى ما يقارب 90% من البشرية غير راضين عن مستوى معيشتهم ولا حياتهم الاجتماعية ولا حكوماتهم ولا حكامهم ولا قوانينهم ... وهذه الحالة نتيجة الإضطهاد وفق النظام العالمي الذي يتغير كل ما يناهز الــ 100 عام وأكثر بقليل فكل 100 عام يتطور العالم ليس بفعل الطبيعة البشرية بل وفق صناعة الإنسان التي لا تخلو من رغبة السيطرة والإستبداد ... وفي كل التاريخ البشري لم يصل الإنسان إلى حالة من الجنون والجشع والغرور ألا محدود مثلما وصل إليه اليوم في أيامنا هذه ... كبرياء وغرور وتفاخر بالقدرات والإمكانيات وأمة تسخر من أمة وتنمر وعنصرية وحالة من الإستبداد بالشعوب وقهرها وسرقة ثرواتها واستباحة أعراضها وإهانة أديانها ... كلها حالات مصدرها من يملك أكبر اقتصادا وأكثر انتشارا عسكريا وأقوى سيطرة على عالم الإنترنت المخفي والعلني ... حتى أصبحت كل أسرارنا وبياناتنا وخصوصياتنا بيد الغير وليس دون أن نعلم بل نعلم والكل يعلم أنه مراقب ويعرف جيدا أن كل مواقع التواصل الاجتماعي التي تهيمن على أكثر من 7.5 مليار نسمة أصبحت بيد تلك المواقع ... ويكفي أن ينهار موقع تواصل واحد مثل "سناب شات" وتنشر صوره وبياناته وفيدواته للعلن حتى أن تدرك بسهولة مطلقة أن هذا الإنهيار سيجر خلفه خلال أقل من شهر واحد أكثر من 50 مليون حالة طلاق وأكثر من 200 مليون حالة انفصال في علاقات مختلفة هذا فقط خلال شهر واحد ؟
إن كل هذا الغرور الأعمى والكبرياء الأحمق مصدره جهل الإنسان وجهل فاضح لدرجة لو أدركته وحللته بعناية فلن تأسف على أي حالة أو وضع يضر البشرية ... مثل جائحة كورونا التي ضربت العالم بأسره فإن العقل والمنطق لا يسمحان لك بالأسف على الحال التي وصل إليها الاقتصاد العالمي ... بل كل هذا الرعب والذعر في حقيقته لم يكن سوى أقل من 1% من تعداد البشرية وهذا الرقم في لغة حساب الأرقام لا يستحق الإهتمام ولا يوضع له أي اعتبار ... لكن جائحة كورونا كانت بمثابة رسالة تنبيه وإنذار لكل البشرية بأن تراجع نفسها من جيد وتعيد تقييم حياتها من جديد ... لكن ما حدث العكس تماما فلم يتعظ الناس ولم يفهم الغالبية رسالة التنبيه والتحذير بل زادت مشاهد التمرد على المجتمع وزادت مشاهد الإغراء والعري وكأن الأمر الجميع يريد أن يعوض ما فاته ... إنهم يدفنون موتاهم ولا يتقون ويصيب أقربائهم الداء والكوارث ولا يفهمون وتضرب الزلازل شعوبا أخرين وهم يشمتون وبالأنساب كما الجاهلية يتفاخرون ... وبالمال الغالبية خاضعون وبالإفك والكذب يستمتعون وبالفضائح يترقبون والكره والبغضاء للناصحون وللأفاقون والمنافقون مرحبون وبمآسي الآخرين يضحكون كثير منكم ومنهم لا يتقون ولا يعقلون ولا يعون ... حتى في كتاب ربهم يكابرون ويصلون وهم كذابون ويسجدون وهم سارقون ويسبحون وهم فاسدون ومن شدة وقاحتهم يدعون أنهم مظلومون إنهم فعلا ممثلون باهرون لكن عند ربهم سبحانه لا يخفى عليه شيئا ويعلم مكرهم وما يمكرون ؟
هل تعلم أيها الإنسان التافه أن برغم كل ما تملكه من علم وأجهزة ومعدات وقدرات أنك لا تزال وسوف تبقى عاجزا عن معرفة كم عمق المحيطات ؟ ... هل تعلم أيها الجاهل أن كل البشرية لم تستخدم يابستها على كوكب الأرض إلا بمقدار لا يتجاوز 30% فقط والباقي جبال وسهول وصحاري وأراضي خالية ؟ ... هل تعلم أيها المغرور المريض أن كل طاقة الدول والبشرية أي إضائتها كلها لا تغطي إلا مساحة = أقل من 15% من يابسة كوكب الأرض بينما الشمس تغطي كامل مساحة كوكب الأرض ببحرها ويابستها في دورة الأرض ؟ ... هل تعلم أيها العنصري المريض المعقد أن كوكب الأرض الذي ملأتموه نجاسة وعفنا وأمراضا وأوبئة وتلوثا = كحبة البطيخ في مجرتنا السماوية "درب التبانة" ؟ ... هل تعلم لو انقطعت الكهرباء أي الطاقة في بلدك لمدة سنة واحدة فإنك رغما عن أنفسك ستعود 100 سنة إلى الوراء ؟ ... هل تعلم أيها التافه الصغير أن زلزالا بدرجة 8 على مقياس ريختر ولمدة 10 ثواني فقط وليس دقيقة بل 10 ثواني كافي أن يعيدك للوراء 20 سنة ... هل تعلم أيها الغافل لو انقطع عنك الإنترنت لمدة شهر واحد فقط تضرب الفوضى بلادك ؟ ... هل تعلم أيها المتكبر الفاجر لو ضربت الأقمار الصناعية وتوقفت عن العمل فإنك تعود للوراء لمدة 50 سنة فلا إذاعة ولا تلفزيون ولا طائرات ولا سفن ولا جيوش الكل سيكون أعمى ؟ ... هل تعلم كم مرة ينجينا ربكم من أن يضربنا نيزك من السماء الذي لو ضربنا لدمرنا تدميرا شاملا لن ننهض منه ولا بعد 20 عاما ؟ ... هل تعلم أيها الطائفي لو اشتعلت الحرب في منطقتنا فستدفع ثمن طائفيتك من عرضك وشرفك غاليا جدا لأنك لم تتعظ مما جرى في العراق وسوريا ولبنان وغيرها ولن تتعظ حتى ترى العذاب وتذوقه بنفسك ؟ ... المؤمنين والصالحين وأهل البصيرة هم فقط من يدركون لطف الله سبحانه وتعالى بنا وأنه سبحانه منع عنا وعنكم مصائب وكوارث لا تعد ولا تحصى وقليل منكم من يحمده ويشكره سبحانه فعلى ماذا كل هذا الغرور أيها التافه اللعين ؟ ... يا ابن آدم أنت ضعيف وأتفه مما تظن وتعتقد لكن شيطانك نفخ فيك وصور لك بأنك شيئا عظيما وفي الحقيقة أنت كالطفل أمام المرض والخروف أمام الموت هو أنت نعم هو أنت كالكلب المسعور أمام الدينار ... لا تعرف الحق وتنكره وتبحث عمن ترمي أخطائك عليه فقط حتى تقنع نفسك المريضة بأنك المظلوم وعلى حق فاخدع المغفلين كما تشاء وأوهم السذج كيفما شئت لكنك لن تفلت من حساب وعقاب ربكم يوم القيامة لن تفلت ولو ملكت ذكاء كل البشرية ودهاء الشيطان فلن تفلت ولن تنجو ... والسلام على الصالحين والمؤمنين ولعنة الله على الظالمين ؟
دمتم بود ...