بعد الأجزاء الماضية أصل معكم للجزء الثالث والأخير ... فلا يمكن أن تنظر للحرب الأهلية السورية أو للصراع الدولي هناك على أنه مخطط سياسي أو مؤامرة سياسية ... بل هو عمل أحمق وجريمة سياسية وإنسانية وأخلاقية قامت بها دولا وحكومات في صراع الأقطاب للدول العظمى بمخطط للحرب على الإسلام ... وآلة إعلامية عملاقة سرقت العقول ووجهة وجهات النظر ومن باب الأمانة حتى أنا شخصيا تم تظليلي لكن الأيام تكشف لك الحقائق والوقت كفيل بكشف الحقائق والتي كشفتها لكم اليوم بشكل مختصر جدا ... لأنك من المستحيل أن تسرد وتنشر كوارث 12 سنة لا في كتاب ولا في 100 كتاب لأن الأحداث والأسماء والصور والتسجيلات والوثائق أكبر من أن يتم حصرها ونشرها ... والسؤال المنطقي : لماذا وقف دعم محور أمريكا والخليج عاجزا أمام محور إيران وروسيا في سوريا ؟ ... الإجابة ببساطة : أُنهكت خزائن الخليج وحتى لعبة النفط لكسر روسيا في سوريا فشل المخطط الخليجي الأمريكي فيها ؟
ما بعد جائحة كورونا وتحديدا في 9-11-2021 وصل وزير خارجية الإمارات "عبدالله بن زايد" إلى سوريا لأول مرة منذ سنة 2011 ... وهذه الزيارة سبقتها سلسلة اتصالات بين إيران والإمارات من جهة وبين الإمارات والسعودية من جهة أخرى ... سبب كل هذا أن دول الخليج أدركت وكعادتها "بشكل متأخر" أنها لن تستطيع هزيمة إيران في أي مكان وفي أي معركة "بشكل مباشر أو غير مباشر" ... فقد هزمت "السعودية - الإمارات - قطر" في مواقع نزال سياسية وعسكرية عديدة وتحديدا في "اليمن - سوريا - العراق - ليبيا - تونس - مصر" ... وحتى فيما بينهم وتحديدا في الأزمة الخليجية التي اندلعت في 2017 هزمت سياسيا "السعودية والإمارات ومصر والبحرين" ... وبعد الأزمة الخليجية بل وأثنائها ظهر للجميع أن هناك خطرا أكبر مما لم يحسبوا له حسابا مطلقا وتحديا تجاوز حتى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وليس فقط الدول الخليجية المعنية في الأزمة ... وهو التهديد المباشر والعلني والصريح من قبل إيران وتركيا لدول الخليج بأنهم لن يسمحوا مطلقا بالمساس بالسيادة القطرية ... الأمر الذي نتج عنه بفضل المغامرات الخليجية وكعادتها بردود أفعال غير محسوبة العواقب وتقديم خدمات مجانية جراء الخسائر السياسية ونتيجة لذلك ... قامت تركيا بموافقة قطر بإنشاء قاعدة عسكرية هدفها الأول هو حماية النظام القطري والدفاع عن قطر وشعبها وبذلك عادت تركيا أتاتورك لأول مرة منذ سقوط الخلافة العثمانية إلى الجزيرة العربية ... وبسبب تلك الأزمة أيضا نشطت الصادرات الإيرانية بشكل حتى إيران لم تتوقعه من جراء الأرباح والمكاسب الاقتصادية التي تكسبت من ورائها ... وعلى الجانب الأخر تنامت بل وبات من الواضع تطور القوة العسكرية للميليشيات الحوثية في اليمن ومدى كفائتها والتي بعثرت السعودية بشكل دراماتيكي وباتت مكشوفة عسكريا أمام هجمات الحوثيين ... وفي الوقت الذي وقفت أمريكا متفرجة وبريطانيا تندد وفرنسا تشجب لكن لا أحد منهم مطلقا رد الهجمات عن السعودية ولا أحد منهم قدم المساعدات والبدائل الفعالة لردع الهجمات الحوثية ... الأمر الذي تلقائيا نفسره وفسره غيرنا أن هناك تعمد واضح بصناعة هزيمة عسكرية سعودية وكشف حقيقة حجم ضعفها العسكري والإستخباراتي أمام العالم ... هي ذات الحالة التي أظن وأعتقد أن أصحاب القرار في السعودية أدركوا واقعيا وعمليا وفعليا أن أمريكا لم تعد الحليف الموثوق فيه ولا أوروبا يمكن الإعتماد عليها ... فقامت برد فعل معاكسة بالإنفتاح على الصين ردا على التخاذل الأمريكي والصين التي تعني صمام أمان لإيران وتعني أنها طوق إيران بيد الصين وروسيا بل الصين أكثر من روسيا خصوصا بعد اتفاقية ربع قرن 25 سنة التي وقعتها الصين مع إيران في 2020 ... وليس الموضوع مجال للسرد فقد سردت التحليل في موضوع : هُزمت السعوديـة فاشترت أمنها من إيـران .. الأسباب ... والمنشور على المدونة بتاريخ 11-4-2023 ؟
عودة رئيس مافيا سوريا الدون والإرهابي "بشار الأسد" لم تكن إلا بأوامر مباشرة صريحة من إيران حتى ولو كانت مجرد نصيحة إيرانية ... ليس هذا فحسب بل كان من المفترض أن يتم اجتماع يجمع بين قادة عدة دول عربية في قمة رباعية أو خماسية تعقد في الجزائر حليفة سوريا وإيران وروسيا ... لكن إيران هي من أصرت على أن رئيس مافيا سوريا يحضر إلى القمة العربية في جدة السعودية وبين من حاربوه ومن أرادوا إسقاطه ليكون حضوره أكثر وجعا إيلاما لهم وهو قادم بحضور المنتصر لقمة فيها من المهزومين الكثر ... وبرسالة سياسية إيرانية ضمنية تقول للجميع "أنا هنا وأنا المنتصرة وأنا من أفرض شروطي وأنا من أفرض أدواتي فهل من معترض" ؟ ... وأيضا الكلمة التي ألقاها طاغية سوريا خالفت ما اتفق عليه مسبقا فقد اتفق معه بعض وزراء خارجية الدول العربية على أن يأسف على ما حدث للشعب السوري وأنه منفتح على الإصلاحات السياسية وإيجاد البدائل الإقتصادية الناجحة والسعي لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين وطي صفحة الماضي ... لكنه لم يذكر مما أرادوا بل دخل متحديا وفي كلمته أيضا متحديا منتقدا وكأنه كان خطاب المنتصر !!! ... ورفض ترك إيران ورفض فرض أي شروط سياسية عليه ورفض الخضوع لأمريكا وشروط أوروبا وكل مطالب حتى الوسطاء الخليجيين ... أما سياسيا فلا يوجد أي تفسير من كل ما حدث سوى أنها هزيمة خليجية أخرى تسجل لصالح طهران لأنك لن تستفيد من مجرم سوريا أي شيء ولن تحقق من وراءه أي مكاسب سياسية بالمطلق وهو أصلا منبوذ دوليا ... بل بالعكس تماما الإرهابي الطاغية هو من يحتاجك لإعادة إعمار سوريا وهو من يحتاج لإعادته إلى الحاضنة الدولية ... لأنك من الأساس الحاضنة العربية هي مجرد شكل سياسي عام أما فعليا ووقعيا جامعة الدول العربية ومنظمة دول مجلس التعاون ليس لهم أي قيمة أو وزن سياسي على مستوى العالم أو القرارات السياسية العليا في العالم وبدليل أنك هـــش هو أنه لا وجود لك بين الخمس الكبار في مجلس الأمن الدولي الذين يملكون حق "النقض الفيتو" ... يا رجل حتى صحف أوروبا وأمريكا سخرت من حضور لص ومجرم سوريا وتسائلت : كيف يحظى رئيس سوريا بكل هذه الحفاوة والإستقبال وهو قاتل مجرم لمئات الآلاف من الضحايا وهو من دمر سوريا وشعبها وشرد الملايين !!!
وفي الجهة الأخرى تناقلت وسائل إسلام دولية وعربية أن من أسباب عودة العلاقات السورية الخليجية هو كم شحنات المخدرات السورية التي غزت دول الخليج ... وبالتأكيد تلك حجة لا منطقية نهائيا وكل تحليل سياسي يرفض تماما سطحية مثل هذه الأعذار ... وعندما تتحدث أو نتحدث سياسيا يعني أن أشهر قاتل ومجرم على وجه الأرض من المفترض على أقل تقدير أن تكون لديك مصلحة ولو بسيطة معه أو مع دولته التي عادت للقرون الوسطى بفعل الحرب والدمار ... لكن لا أنت بحاجة له ولا لمساعدته ولن تستفيد منه في أي شيء ولا هو أصلا يملك اقتصاد وعليه كل عقوبات العالم ومنبوذ من المجتمع الدولي وووو ... بل بالعكس مجرد لقائك به هو أشعل الصحافة العالمية ضدك ووجه لك صفات لا أخلاقية ووضعك في خانة الشبهات والتاريخ يسجل ويوثق ... أما على الجانب الأخر فهناك وجه أخر ورأي أخر لدينك وشريعة ربك لا حاجة للتذكير بها لأنها واضحة وضوح الشمس لطاغية جعل الناس تقدسه وتجعله شريكا لله والعياذ بالله ... أي في كل اتجاه لا فائدة نهائيا من عودة العلاقات مع هذا المجرم بل بالعكس عودته هو انتصارا له واعتراف بالهزيمة وإقرار بشرعية الإرهابي والفاسد والقاتل وانتهاك صارخ لظلم الملايين والمشردين والإستخفاف بمشاعر وآلام اللاجئين وتحقيرا للشعوب العربية ... ولا تحلم أي دولة خليجية أعيد وأكرر لا تحلموا أن تجنوا شيئا من عبد إيران وخادم روسيا الوفي بل سيتلاعب بكم ويسرق أموالكم ويبتزكم ويهينكم ولن يرحمكم مهما كان دينكم وملتكم ... وتذكروا أن هذا الطاغية يحمل في جوفه غريزة الإنتقام لم ولن يتخلى عن الإنتقام منكم ولو منحتموه المليارات سيخونكم وسيغدر بكم والأيام بيننا ... عاد طاغية سوريا منتصرا متحديا وهزم الخليجيين وخان العرب بعضهم بعضا كعادتهم وتلاعبت أمريكا بالجميع وضحكت إسرائيل على الجميع ... وراح الملايين ضحايا لعبة دولية وعربية ومارس المجتمع الدولي أكبر مسرحية لحقوق الإنسان فمن جهة كان يتباكى ويندد ومن جهة أخرى كانوا يبيعون الأسلحة والذخائر ... ولم يأسف أحد ولن يعتذر أحد من كل الدول التي تواطئت ودمرت سوريا وقبلهم الكــــــافر الإرهابي طاغية العصر "بشار الأسد" وزبانيته الأنجاس ... والله وأقسم بالله ورب الكعبة لن تفلتوا من الله لا في الدنيا ولا في الأخرة { فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا } ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم