2020-03-03

الفــــراغ الفني الكارثي الذي أوقعوا الكويت فيه ؟


في أي دولة وفي أي شعب إن أردت أن تعرفه بسرعة تلقائيا يجب أن تنظر إلى مستوى الثقافة والفنون فيه كالرياضة والمسرح والغناء وفن الرسم والنحت ومن هم أدباء الدولة ومفكريها ... تلك هي المقاييس الأولى والمهمة التي تحدد هوية ومستوى أي شعب على وجه الأرض من الناحية الاجتماعية بالتأكيد ثم ترمي النظر إلى صناعاتهم وإنجازاتهم ومدى وحجم اكتفائهم الذاتي ... وبعد أن تنتهي من كل ما سبق والذي لن يأخذ منك عملية بحث أكثر من 18 ساعة كأبعد تقدير للتقييم لتصل إلى نتيجة أولية لفهم الفكر السياسي الذي يحكم هذه الدولة وهذا الشعب ... وفي الكويت الرياضة ماتت وكل ما نراه وما نعيشه لا يمت للرياضة بأي صلة فقد تحولت إلى مستوى الشوارع من الوضاعة والجهل والإنحطاط الرياضي ... وكل من يقول أن في الكويت رياضة فهو كذاب ثم كذاب ولو كان القائل وزيرا على رأس عمله الرياضة الكويتية انتهت للأبد ولن تعود ولا حتى بعد 50 سنة قادمة ... أما فنون الرسم والنحت وهي من الفنون ذات الفكر العالي المستوى والمهارة النادرة فهي في الكويت ولدت ميتة أصلا وكل ما رأيناه كانت كلها ودون أي استثناء محاولات شخصية صرفة ... لأن الفكر المجتمعي واقع تحت تأثير السطوة الدينية التي هيمنت على كل مناحي الحياة في الكويت حتى وصلت إلى قوة التأثير على القرار السياسي ... ولأن الرسم ونحت التماثيل والمجسمات في فكر وفهم تجار الدين هي أعمالا شيطانية محرمة فتلقائيا نتفهم شعور من خاضوا صراع الوجود مع فنونهم على أرض خاضعة تحت السطوة الإسلامية وليست المدنية الدستورية ؟
 
أما في المجال الفني والغنائي فأشكر الفنانين "الشيـــّـاب" عبدالله عبدالرحمن الرويشد ونوال ظاهر زيد ونبيل سليمان المطيري ومحمد نوح المسباح الذين احتكروا الساحة الفنية الكويتية لأكثر من 15 سنة ... وشكرا لوزارة الإعلام التي دمرت الفن الكويتي وحولته من سلاح قومي وثقافي إلى بعوضة لا قيمة لها فاختفت الهوية الكويتية تماما وضاعت البصمة الكويتية وسحقوا كل إنجازات عظماء الفن الكويتي ... فأستطيع أن أقول لكم أن الفن الكويتي قد مـــــــات وانتهى للأبد ... وأشكر الأخ طارق العلي والأخ حسن البلام الذين دمروا المسرح الكويتي الذي بدأ عملاقا وانتهى إلى قاع القاع بالرغم من وجود مواهب جديدة جديرة بالإهتمام والإحترام لكنهم ظلموا في مسارح القاع والمهزلة الفكرية ... كما لا يفتني أن أشكر عمالقة الفن الكويتي أمثال الأستاذة القديرة سعاد عبدالله والأستاذة القديرة حياة الفهد اللواتي تحولن إلى تجار فن فلم أعد أشتاق إلى أعمالهن بل منذ عدة سنوات احترمت نفسي ولم أعد أشاهد الأعمال الدرامية الكويتية إلا ما قل وندر ... جميعكم شكرا لكم دمرتم الفن الكويتي عن بكرة أبيه وحرقتموه حرقا مقززا وبسبب صراع المال وعشقكم له صنعتم أمجادكم الشخصية على حساب إسم وسمعة الكويت ... "وإذا كان رب الدار بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص" ورب الدار هو كل وزير إعلام وكل قيادي في هذه الوزارة الفاسدة التعيسة وأهل البيت هو أنتم ... فيا عيبــــــاه ويا لا الخزي والعار بما فعلتموه من تدمير لإرث عريق إرث كنا نرفع الهامات به عزا وفخرا به واليوم نطأطأ الرؤوس بما صنعتموه من خزعبلات ومهازل أصبحت تحاكي جيوب البسطاء لأنها فشلت أن تقارع العقول ... تركضون خلف الأموال وتفكرون بالأموال والمقاييس أصبحت من الأعلى أجرا ومن الأكثر امتلاء بالصالات لكن نسيتم أنكم صنعتم جيلا لا يفقه شيئا بالفن ... ويظن الكثير من الشباب أنهم يشاهدون فنا ويستمعون إلى فنا وما هو بذلك بل كل فنونكم هي أوتار نشاز وأراكوزات في سيرك يدغدغ الجمهور بالقهقهات لا أكثر ولا أقل ... 30 حلقة من المسلسلات حشو في كلام فاضي وتافه والقصة الحقيقية لا تستغرق أكثر من 60 دقيقة وأغنية ذات مقام موسيقي واحد أو اثنين بلحن يؤذي الأذن وكأنه صنع في حمام عمومي وكلمات سطحية ومسرحا نصه محترما لكن تطبيقه تطبيق ملاهي الرقص الوضيع الذي يفسد العقول ويحلق عاليا في الغرائز من كثرة الإيحاءات الجنسية ... والشباب المسكين يصفق بحرارة وبإعجاب ظنا منهم بأن ما تقدمونه هو الفن الحقيقي !!! ... وكيف لا يحدث كل هذا وأنتم تحت مظلة وزارة إعلام وقائمين الكويت وطنهم هو أخر همهم لأنهم مشغولين في لعبة صراع الكراسي ؟ 

ماتت حياة الفهد وسعاد عبدالله وهدى حسين وعبدالله الرويشد ونبيل شعيل ونوال ومحمد المسباح فمن بديلهم ؟ لا أحد ... لماذا لا يوجد لديهم بديل ؟ ... لأن الساحة الفنية الكويتية محتكرة ومغلقة ... وأنتم أيها المستعين والمشاهدين في يوم ما وقريب ستعرفون عن ماذا كنت أتحدث وعن ماذا كنت أكتب وأعرف مسبقا أن حديثي هذا لن يعجب الكثيرين لأن البصيرة غائية عنهم ولا يستطيعون الرؤية ... شكرا لوزراء الإعلام وشكرا لقياديي الإعلام لقد أديتم مهمتكم على أكمل وجه فانتهت الرياضة وانتهى الفن الكويتي برمته فأصبح الفن الكويتي كتاجر الشنطة الذي يتجول في الشوارع والأزقة ليعرض بضاعته البالية الرخيصة بأسعار زهيدة لكن البائع حلو اللسان منمق الكلام فيبيع بضاعته على كل عقل مسكين ... ورحم الله من سبقونا فقد كانوا نعم الفنانين أوصلوا اسم الكويت واللهجة الكويتية في كل دولة عربية لأنه كانت لدينا في الماضي حكومات محترمة وطنية عالية الإحساس بالمسؤلية بعكس حكومات اليوم التي أصلا لا تعرف معنى الهوية الوطنية وليست كفؤا لأن تعرف أهمية سلاح الإعلام والفن والثقافة ... فاسألهم أين فرقة الإذاعة الموسيقية وأين فرقة التلفزيون وما أخبار عظماء المسرح وأين عباقرة النصوص وأستاذة التلحين ولا تسأل عن الأموات حتى لا تصيبك لعناتهم ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2020-03-01

الشخصانية في الفكر والتحليل والفعل ؟


الشخصانية أو "Personalism" هو مصطلح في الفلسفة يختص بتحليل شخصية الإنسان وكيفية التعامل مع محيطه وبيئته ... والغرب بشكل عام لو راجعت اكتشافاتهم وأبحاثهم وما وصلوا إليه فعليا من تقدم ونهضة أكبر حتى من نهضة الفراعنة والآشوريين والبابليين والروم والإمبراطورية الصينية وبلاد الأندلس وزمن العباسيين وغيرها ... هؤلاء الغرب قبل 100 سنة بدؤوا فعليا بالتقدم وحصدوا نتائج نجاح أبحاثهم وتجاربهم حتى أصبحت اليوم كل البشرية تقلدهم أو تعتمد عليهم ... لكن لا أحد بحث في الغرب أنفسهم كيف فكروا وكيف يفكرون فلديهم عقول ولدينا عقول وبدنيا نحن وهم متساوون وعقليا نفس الخلق لكننا هنا مختلفون فهم استخدموا عقولهم ونحن كرهنا أن نزعج عقولنا ... يا سادة الغرب عندما يريد أن يفكر في مسألة في التاريخ فإنه يركن كل تربيته وبيئته وعلمه ومعتقداته وأديانه وينقل نفسه إلى عالم الماضي ويبرمج عقله كأنه أحد أفراد تلك الأمم ... لأن الأمر ببساطة ما تراه أنت محرما في الماضي كان مباحا وما تراه أنت غير ممكنا ففي الماضي كان ممكن وما اظنه أنت مستحيلا ربما كان في الماضي واقعا ... وهذه مشكلتنا أننا عندما نريد أن نفكر نفكر بمنظورنا نحن وبعقليتنا نحن وبمعتقدنا نحن وبشخصيتنا نحن لا بعقل وشخصية الآخرين ولذلك ليس أمرا مستغربا على الإطلاق أن نرى علماء الطب النفسي في الغرب يفوقون كل أطباء علم النفس العرب بسنوات ضوئية ... والمسألة أيضا لا تحتاج إلى عبقرية في فهم الأسباب وأقلها أن علماء طب النفس وتحليل الشخصية يواكبون ويتطورون ويطورون ويبحثون ويحللون وإن كانت بمجهودات شخصية فردية دون دعم حكومي ... مما أدى ذلك إلى وجود صورة أكثر من رائعة في علم النفس في الدول الغربية أجبر مراكز الأبحاث والممولين في القطاع الخاص و الحكومي من أن يدخلوا في تلك الأبحاث وانتقاء أفضل عقول علماء في هذا المجال ؟ 

في الكويت أقرأ الكثير والكثير جدا فلا أجد إلا الشخصانية الصرفة في التعاطي مع الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي ... شخصانية واضحة لا تقبل الشك أو اللبس مما يدل على أن العقول غائبة والحقائق محجوبة عنها لأنها أصيبت برمد الشخصانية فحجب الحقيقة عن الرؤية فأصبحت ضبابية ... وعندما تتسيد الشخصانية فوق الرؤوس فمن الطبيعي أن ترى التخبط في الفكر في القرارات في التوجهات لتحدث الفوضى التي يشاهدها الجميع اليوم ... وعلى سبيل المثال عندما تجلس مع مجموعة وتطلق رأيك في مسألة ما فيسخرون منك أو يحتجون على رأيك فإنهم يتوقعون منك فورا أن تبادلهم نفس السخرية ونفس الإحتجاج ... لكن لو قلت لهم "حسنا هذا رأيكم وأتقبله وأحترمه لكني لا أتوافق معه" هنا وكأنك فجرت بالون هواء في وجوههم لأنهم تعودوا أن يرفضون وترفض ولغة الجدال التي تستنبطها عقول الآخرين بانعكاس الشخصية تلقائيا ... بمعنى لو دخلت في جدال أو نقاش في مسألة ما تلقائيا يجب أن تكون مستعدا للتهم المسبقة التجهيز لك "جاهل - ليبرالي - شيعي - سني - ملحد - إلخ" لماذا ؟ لأن المجتمع تعود على الشخصانية في الفكر والفهم والتحليل ... مجتمع وبيئة لم تتعود أن ينسلخ أحد أفرادها من محيطه ليصنع فكرا جديدا وغير مألوفا عليهم فهم تعودوا أن المحيط شبه متوافق فإن استنكر الكبير يجب أنت أن تستنكر وهذه الجهالة بعينها ... وما أتحدث عنه هو أحد أسباب "صراع الأجيال" بمعنى والدك أو والدتك لا تستطيع أن تفهم طبيعة الإبن أو الإبنة لأن حدث تغير في تطور الحياة واكبه الشباب وجلس الكبار ينظرون إليه وينتقدونه لأنه لم يعجبهم ... والإنتقاد تلقائيا يجب أن نفهمه أنه انتقاد شخصاني صرف لأن لا الكبار ولا الشباب من أبنائهم كان لهم يدا في هذه التكنولوجيا المجنونة لكن هناك من واكبها وفهمها وهناك من رفضها أو رفض بعضها ... وبالتالي نسقط كل ما سبق على واقع كارثي الكل يعرفه عز المعرفة وهو أن البيئة والمجتمع يرفضون تصديق أن الإنسان يمكن أن يتغير وقابل للتغيير الحقيقي وقابل للتطور ... مثل رجلا كان عربيدا منحرفا لكن هداه الله وعندما يستنكر أمرا يجد من يذكره بماضيه عندما كان سكيرا وزير نساء مع أن الماضي ليس له دخل في المسألة لكن الشخصانية دائما ما تكون حاضرة ؟

ليس لك الحق بالحكم على الآخرين وليس لك سلطة جلب الماضي ووضع الحساب والعقاب على الآخرين لأنك أنت لديك ماضي وكل منا له ماضي ... ومن يعيش في ذكريات الماضي ويتندر عليها تلقائيا يجب أن تفهموا أنه لا يعرف كيف يعيش الحاضر وسوف يتيه توهان الضياع في المستقبل ... ولذلك لا يجب أن تدخل في نقاش مع كائنا من يكون وأنت بطبيعتك تستلذ بالشخصانية ولن تستطيع فهم مدركات ما يحدث وأنت قلبك وعقلك مملوئين بالأحقاد والجهل وستفشل فشلا مؤكدا لا يقبل الشك أو اللبس في محاولة فهم أي حقيقة كانت ... فالغرب عندما يعملون ويفكروا ويبحثون ويتقدمون ليس من عجائب الدنيا هم فقط ركلوا الشخصانية ولا يعنيهم ما هو دينك أو عقيدتك أو توجهك الجنسي أو ميولك الفكرية فهم فقط ينظرون ماذا ستصنع وماذا ستقدم أما حياتك الشخصية فهي ملكك وحقك لا أحد له أي حق بأن يسأل أو يتدخل وحياة العالم الألماني الأمريكي اليهودي "ألبرت أينشتاين" مثالا واقعيا على ما أتحدث عنه ... وافهموا أنكم من سابع المستحيلات أن تنشط عقولكم وتفكر بالشكل الصحيح طالما الشخصانية أنتم خاضعون لها كالعبيد فهي مرض نفسي يأكل صاحبه دون أن يشعر ويصنع منه السخرية دون أن يعي ... وسيجني عداوات ليس لها أي ضرورة إلا أن الرجل أو المرأة الشخصانيين هم حمقى يتجولون بيننا يتحدثون بجهل ويثرثرون بسفاهة وسيموتون دون أن يتركوا أي أثر طيب ودون أي بصمة تستحق الذكر ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم





2020-02-21

أعـــداء العبيــــد الحقيقيين ؟


التاريخ يحدثنا عن تاريخ العبيد والذي يتجاوز أكثر من 7.000 سنة قبل الميلاد مع الألفية الثانية فنحن نتحدث عن أكثر من 9.000 سنة من التاريخ البشري ... ويظن الكثيرون أن مجتمعات العبيد بنفس نمط وشكل المجتمعات الطبيعية لكن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق مثل أيامكم هذه فإن حياة السجون تختلف كليا عن الحياة خارجه وحياة فاحشين الثراء تختلف عن حياة الحكام وموائد البسطاء تختلف تماما عن موائد السلاطين ... فإذا كنتم أنتم تضعون على مائدتكم الطبق الرئيسي فاعلموا أن هناك من الأثرياء من يضعون ما لا يقل عن 3 أطباق رئيسية وأيضا هناك من لا يجد أي طبق رئيسي وهم الفقراء نسأله سبحانه وتعالى أن يرحم حالهم ويرفع عنهم ... إذن لكل ظرف حياة ولكل فئة حياة وهذه هي الطبيعة البشرية التي مزقها الطمع باسم الطموح ... والعبيد هم امتداد تلقائي لحالة البشر في أيامنا هذه لكن العبيد أصحاب البشرة السمراء تحديدا هم أكثر جنس بشري تعرض للإضطهاد على مر آلاف السنين ظنا وجهلا بالتأكيد بأن هذا الخلق دلالة على أن السماء أو الآلهة خلقتهم حتى يخدمون الأسياد أي خلق السود حتى يخدموا البيض ... لكن من المفارقات العجيبة والغريبة في فئة العبيد قديما أنهم فيما بينهم كانوا يكرهون بعضهم بعضا بشكل متوحش لدرجة القتل والأمر الأخر الأغرب أن هؤلاء العبيد صنعوا مقامات فيما بينهم الأعلى مستوى والرعاع !!! ... فالعبد الذي يعمل لدى سيد من الطبقة العليا ينظر إلى العبد الذي يعمل لدى سيد عادي بنظرة ازدراء واستحقار وهذا وذاك يترفعون ويستحقرون العبيد الذين يعملون في المزارع والمصانع وفي الموانئ ... والثقافة السائدة آنذاك كانت تعني أن إهانة العبيد الرعاع البسطاء للعبيد الذين يعملون عند علية القوم يعني أن هذا الأمر فيه تطاول وجرأة على السيد الأبيض نفسه ... وببساطة كبيرة قد تصل الأمور إلى قتل العبيد البسيط جهارا نهارا أو يحبس في حفرة لمدة شهر أو أكثر أي أن العبد هو عدو العبد ؟
 
في فلم "Django Unchained" والذي أنتج في 2012 من تمثيل العمالقة "Leonardo DiCaprio" و "Jamie Foxx" ... تطرق الفلم إلى حقيقة ما كان يحدث في أوساط العبيد في نطاق ضيق بالتأكيد لكنه كشف عن واقع أسقطه على الكم الذي لن يستوعبه العقل البشري الحالي من كم الظلم الذي تعرض له العبيد ... وبكل أسف فإن واقع الفلم كان موجودا وحقيقيا قبل سنوات قليلة في مصر وتحديدا قبل سنة 1953 أي في أيام حكم الملكية فكانت مصر تطبق العبودية بأدق تفاصيلها بالرغم من إسلام شعبها ... ومن هذا الذي ينكر تاريخ العبيد في دول الخليج والعراق وأمريكا وبريطانيا والهند والعالم بأسره ... لكن الإسقاط في موضوعنا هم العبيد كيف كانوا في صراعات شديدة العنف وبالغة الكره والحقد فيما بينهم بالرغم من أنهم عبيد ملكيتهم تابعه لسيدهم وإن مات سيدهم تنتقل ملكيتهم إلى الإبن وإذا أنجبوا فإن ابن العبد تلقائيا يصبح عبدا ... فالعبيد مخلصون للغاية ولأقصى درجة لأسيادهم من الأثرياء وأصحاب السلطة ويعتقدون أن ضعف سيدهم هو ضعف لهم وبخسارته هي خسارة لهم ويقاومون بكل ما أتوا من قوة حتى يحافظون على مكانة سيدهم ... فإفلاس سيدهم يعني أن ملكيتهم ستنتقل لسيد آخر أو سوف يتم بيعهم في الأسواق وبالتالي ستسقط هيبتهم وتنكسر شوكتهم ليكون تلقائيا سخرية للعبيد الفقراء مع عدم استبعاد حالة الإنتقام ؟
 
يتساءل الكثيرون كيف العبيد السود دخل عليهم العبيد من ذوي البشرات المختلفة ؟ ... الحالة الزمنية والتي قدرناها بأكثر من 9.000 سنة هي السبب الأول كمد زمني كان كافيا بأن ينتج مئات الملايين من العبيد عبر الأزمنة بالوان مختلفة ... والسبب بتنوع شكل وألوان العبيد هم البيض بالتأكيد فقد كان السيد ينكح العبدة الخادمة لديها فإن أنجبت ولدا أو بنتا لا يعترف بها ويتم طردها وبيعها في الأسواق وهذا الأمر كان أمرا بديهيا جدا ... وهذا العرف كان سائدا بين كل أمم الأرض بكيفية التعامل مع العبيد والممالك أي المملوكين ينح الأبض سمراء فتنجب أبيض أو أسمر فاتح ومع مرور السنوات الطويلة إنجاب وإنجاب ثم إنجاب فيظهر نسل جديد من أصل عبيد لكنه أبيض البشرة ... وهذا الأمر ينطبق حتى في سنوات الخلافة الإسلامية "الأموية والعباسية والعثمانية" بدليل وجود ملايين الجاريات والجارية جاز لسيدها أن ينكحها أي بمثابة كالعبدة وإن كانت بنتا بكرا ... ولذلك فلتان الأبناء من آبائهم كان بسبب أمهاتهم بأنهن من نسل العبيد ومن العار أن أصيل النسب يتزوج بعبدة أو حتى يعترف بابنه أو ابنته بسبب أمه وما "عنتر ابن شداد" إلا واقعا وشاهدا لا يقبل الشك في واقعية وموضوعية الماضي المؤسف ... والحمدلله أن ظهر وعيا وقوانين منحت سمر البشر حقوقهم الطبيعية والتي طال أمدها منذ قرون طويلة لتصبح اليوم العنصرية أمرا مقيتا لا تخرج إلا من أنفس قذرة مريضة ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2020-02-17

الناس لا تصدق إلا الحمقى ؟


تظن الملايين من الشعوب العربية أن الإنسان صعب أن يتغير ولو تغير فإن لعنة السماء ستصيبه بالحوبة والعقاب والويل والثبور وعظائم الأمور إن سولت لك نفسك أن تخرج من عباءة العادات والتقاليد ... لكن الحقيقة ليست كذلك على الإطلاق وخصوصا في زماننا هذا والتي تؤكد آلاف الأدلة والبراهين أن التغيير ممكنا وأن التخويف بسلاح الدين والشريعة هو سلاح تجار الدين ... وأن الإنسلاخ من جاهلية العادات والتقاليد هو حق لكل فردا والتهديد بسلاحها ما هي سوى ترهات لا تغني ولا تسمن من جوع ... بتجارة الدين استعبدوا المجتمعات وبسلاح العادات والتقاليد صنعوا مجتمعات من الأطفال والقصر من العيب أن تخرج عنهم وعليهم وما بذلك بعيب على الإطلاق ... ومن يبغض العنصرية والتفرقة في غالبهم هم أنفسهم عنصريون لدرجة التطرف وما هذا الحال وذاك الإعوجاج إلا أن الأمة مليئة بالأمراض النفسية فهم يمثلون بصدق ويكذبون بصدق ويحتالون بصدق "إلا من رحم ربي" ... وكلكم بالتأكيد سمعتم وتتذكرون حكاية الأب أو الأم عندما أحد منهما يقول لابنه أو ابنته : لو تزوجت من فلانة أو تزوجتي من فلان فإن قلبي وربي غاضبون عليك حتى يوم القيامة !!! ... وتلك الجملة من الجهل في دين الله سبحانه والتطاول على شريعته ولا وجود لها أصلا في أي سطر من شريعة الله إلا كون أنها من جهالة العادات والتقاليد لا أقل ولا أكثر وبالتالي لا قيمة لها على الإطلاق ؟
 
يسيطر الفاسدون في كل دولة عربية على مناحي الإقتصاد يزداد الناس فقرا وديونا تكثر الخزعبلات بين ساعة وأخرى يخوف رجال الدين الناس بمؤلفاتهم وبافتراءاتهم ... وماذا كانت النتيجة ؟ شعوب من العبيد أو أمواج من مسلوبي التفكير والإرادة !!! ... وانظر بأم عينيك واحكم بضميرك واسأل نفسك كم شخص في مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد حكومته ودولته ؟ الإجابة التلقائية عشرات الآلاف ... وهل عشرات الآلاف هؤلاء أقاموا الشكاوي والدعاوي القضائية في أوطانهم ضد الفساد والفاسدين ؟ الإجابة الواقعية كلا ... فما السبب ؟ السبب ببساطة أن الشعوب العربية هي شعوب ثرثارة ببيعون الوهم لأنفسهم أولا ثم للآخرين ويعيشون وهــــم الحق وما هو بالحق أبدا لأنه في حقيقة الأمر هناك من صنع الفعل ووضع الجميع في ردة الفعل وهو يسخر منهم ... ونتيجة لذلك يعيش الغالبية منكم في تفاهات وعقله الباطن المسكين يصور تلك التفاهات على أنها من عظائم الأمور ... وكمثال واقعي من يتحدث عن سرقة المال العام ونهب ثروات الدولة كلام جميل لكنه فاقدا للدليل بشكل جعل صاحبه يثرثر دون دليل وإن ملك الدليل سوّقه لنفسه طمعا بالشهرة الزائفة لا أن ينتصر لوطنه ولأموال دولته ويقدم الشكاوي والتهم ... حالة مرضية صرفة لا أعرف توصيفها العلمي الحقيقي لكن أطباء علم النفس بالتأكيد لهم توصيف مثل هذه التناقضات الصارخة ... وبالتالي مثل هؤلاء عشاق الثرثرة مصيرهم الزوال وسيموتون بشكل له ألف معنى وألف عظة لكن لا أحد ينتبه واسأل نفسك كم يوم أو كم ساعة وستنسى ميت أهلك حتى تتأثر بالغريب عنك ؟ ... تلك حقائق يتم إسقاطها على العقل المتخشب الذي لا يريد أن يفهم ولا يريد أن يحلل ولا يريد أن يبحث ولا يريد أن يتعب على أي حقيقة مجرد أنه يريد أن يسمع ويثق بمن يسمع فقط ... فهل هكذا تؤخذ الأمور وتقاس بمدى حقيقتها وجدية فاعليتها !!!
 
إن أعمالك الصالحة لنفسك لأنها حجتك وميزانك عند ربك يوم تلقى وجهه الكريم سبحانه وأما أفعالك السيئة فهي عليك في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصاها ... لكن موضوعنا هو من أنت في دنياك ؟ وما قيمتك ؟ وما هي بصمتك وأثرك بعد أن تنتقل إلى الملكوت الأعلى ؟ ... هذه الأسئلة هي التي يجب أن تفهمها وتعيها بحقيقة عظيمة التحليل عميقة الفهم حقيقة الإدراك عل وعسى أن ترى ما هي صورتك بعد 10 سنوات ثم صورتك بعد 20 سنة ... يا سادة ربكم لم يخلقكم حتى تكبروا ثم تتزوجوا ثم تنجبوا ثم تحسنوا تربية أبنائكم ثم تتقاعدون من عملكم ثم تذهبون إلى قبوركم ولو كان فهمكم لهذه الحياة وحياتكم بهذه السطحية فالموت لكم رحمة بالتأكيد ... الحياة قيم مبادئ وخطوط حمراء وخطوط خضراء وإبداع في الفكر والفهم وتطور في السلوك وانتقال في الفكر أكبر من المراحل العمرية وسباق مع السنوات لا الأيام وبصيرة ثاقبة للمستقبل وأجندة أهداف عديدة ... الحياة ليست أموال ولا أولاد ولا تكونوا كالسفهاء ممن يعملون ليل نهار في وظيفتين ويجمعون المال ثم سرقتهم الأيام ولم يعرفوا معنى السعادة على الإطلاق ليكتشفوا أنهم كانوا يجهلون معنى الحياة ... فظلوا يلهثون كالكلاب خلف المال وكأن قبورهم فاخرة أو بيدهم أن يختاروا في أي أرض يموتون وكالفقراء الذين يفرون من الفقر كأنها النار المستعرة التي تطارهم ... فلا هذا عرف طعم السعادة ولا ذلك فهم الحياة والسبب هو العقل والفكر فهذا عنيد وذاك متحجر وهذا لم يفهم وذاك لا يريد أن يفهم وكل عاشق لعقله وكل ساخط من رزقه ... ولو قرأ الكثير منهم لفهموا كنوزا من الحكم والعبر ومفاتيح لا تعد ولا تحصى من أبواب الخير والسعادة وكيف يحدث هذا وكل عاشق عقله ورايات الغرور والنرجسية ترفرف فوق رأسه وكأنه هارون الرشيد في زمانه ... وسبحان الله الذي صابر على جهل وحماقة عباده أقزاما ويحسبون أنفسهم عمالقة رعاع ويحسبون أنفسهم سلاطين ألا لعنة على حماقة الإنسان ترميه إلى التهلكة ولا يتعظ غيره مما رأته بؤبؤة عينه وكأن في رأسه تراب ليس عقلا لا يقدر بثمن ... وتبقى الحقيقة الأزلية أن الناس لا تتبع إلا الحمقى ومن يسوقهم سوق لنعاج فقط لأنهم لا يريدون أن يفكروا بعمق ولذلك كانت وما زالت وستبقى الشعوب العربية مطية لكل خبيث العقل والدهاء يركبها ويسوقها سوق النعاج ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم





2020-02-11

الرجال المتصابين عشاق الصغيرات ؟


أطلق عليهم "المتصابين أو المتشببون" وهي صفة شملت النساء والرجال لكن في المجتمعات العربية ذات العادات والتقاليد المتشددة والتي يكثر فيها الجهل وضع الرجل وحده في قفص الإتهام ... ومن مواصفات هذا الأمر أن الرجل يكون ما بين الـ 40 سنة وحتى الـ 60 سنة هم الفئة المستهدفة في تهمة "المتصابين" ... والمتصابي هو رجلا من متوسط العمر وكبير يقع في علاقة حقيقية مع فتاة ما بين 18 و 25 سنة أي هناك فرق بين الطرفين يتراوح ما بين 25 سنة إلى 35 سنة ... وهذه الحالة ليست نادرة بل هي شائعة في كل مجتمع عربي فكانت مسرحية العملاق الراحل "عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية "مراهق في الخمسين" دلاله حقيقية وواقعية على وجود هذه الشريحة ... وفي هذا الشأن خرجت عشرات الأراء ومئات التحاليل النفسية التي تحاول فهم وتفسير هذا السلوك الذي يتقبله البعض ويرفضه الكثيرون لكن الحقيقة كانت هي الصدمة التي لم يعلم بها الكثيرون منكم بل وفاجأت حتى المتخصصين ... فكانت النتيجة الصادمة أن تلك العلاقات ذات الفارق العمري الكبير بينهما هي علاقات طبيعية ومنطقية ولا يوجد عليها أي علامة استفهام وأن التوافق الفكري أو النفسي لا يسبب أي خلل في العلاقة ... وعن نفسي وأستطيع أن أؤكد لكم أن مثل تلك العلاقات شكليا هي غير منطقية لفارق السن وعلى ذلك أستدل بأمرين الأول هو زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من السيدة خديجة رضي الله عنها وهو في عمر 25 وهي في عمر 40 أي الفرق بينهما 15 سنة ... وزواج أشرفنا علينا الصلاة والسلام من السيدة عائشة وهي في عمر 9 سنوات وهو في عمر 51 ودخل بها بعد بلوغها أي الفرق بينهما 42 عاما وكانت السيدة عائشة هي البنت البكر الوحيدة من بين زوجات الرسول ؟
 
المنطق الحديث يتحدث أن المعاشرة بين كبير السن وبين الصغيرة تثري حياة الرجل بالشيء الكثير وتحقق له متعه يصعب جمال وصفها ... لكن ما بعد الفراش هنا تنفجر التساؤلات حيث أن فارق العمر الكبير يحدث تضارب بين من له تجارب كثيرة في الحياة وبين الفتاة التي لا خبرة لها ولا مقارنة حتى ... وعلى الجانب الأخر ذهب الباحثون والمحللين النفسيين إلى إسقاط المقارنات بين المثليين الجنسيين في شذوذهم الوضيع والمحرم فكان الأمر عبارة عن توافق فكري وجنسي فقط ولم يكن توافق في العمر على الإطلاق ... وفي زمان آبائنا وأجدادنا ومن سبقونا فقد جرى العرف بينهم أن الرجل "في الغالب" لا يتزوج إلا الصغيرة بفارق لا يقل عن 10 سنوات ويصل حتى إلى 25 سنة مما دل وأثبت الأيام نجاح تلك الزيجات ... بل بالعكس في أيامنا هذه أن نصبة الطلاق بين المتقاربين في العمر تكون مرتفعة بعكس الزيجات التي يوجد فيها فارق كبير فإنها تكون الأكثر استقرارا ... وبالتالي ليس بالضرورة أن تقارب العمر يحقق نجاح العلاقة وليس بالضرورة أن فارق العمر يحقق نجاح العلاقة فالتحليلات أثبتت أن فارق العمر ليس هو المشكلة بقدر حالة الإنجذاب والتوافق بين الطرفين ... لكن الحقيقة الصادمة التي ترفضها المجتمعات العربية تحديدا وحصريا هي من صنعت سيف التنمر والإنتقاد وصولا إلى السخرية من فارق العمر بين أي اثنين ... ومثل هذه العلاقات أو الزيجات أطلق عليها بـ "الحب المتطرف" أي أنك يجب أن تحذر بشدة من أن تتدخل فيها لأن الطرفين المعنيين في العلاقة قد اختاروا المواجهة مع كائن من يكون للدفاع عن علاقتهما وحبهما مهما كان الثمن ؟

أسباب مغامرة الرجال المتصابين ؟
أول سبب سلط عليه الضوء في المجتمعات العربية هو سخرية الناس من الكبير في العمر وبمعنى أدق لو رجى في عمر الـ 60 أراد أن يتزوج فتاة أو مطلقة في عمر الـ 30 ... فإن مثل هذه الجمل "أنت في عمر والدي – رجلك في القبر وتبحث عن امرأة – اخجل من نفسك واحترم سنك – لو تزوجتني ماذا أناديك يا بابا" ... وتلك من المفارقات العجيبة التي لا تحبط الرجل بل بالعكس ترتفع وتيرة تحدي الأمر بشكل غريب وكأن هناك من ضخ فيه "الأدرينالين" فيتفتق ذهنه ويبحث عن البدائل عنادا ونكاية بمن أهان رغباته ... وبالتالي تتجه أنظاره إلى الدول الفقيرة والناس البسطاء التي من طبيعتهم ومن عاداتهم أن ترتبط الفتاة الصغيرة بالكبيرة وتدخل معه في علاقة أو تتزوجه وتنجب منه بتكاليف صادمة ... وأتذكر أني كتبت موضوعا عن مغالاة المهر في دولنا مقارنة مع الدول العربية الأخرى فكان الفرق شاسعا وكبيرا لدرجة الصدمة من حجم المغالاة المجنون وكأن الزواج أصبح تجارة وليس مودة ورحمة ... ولا تستغربوا لو قلت لكم أن مهر الزواج في بعض الدول العربية من فتاة باهرة الجمال والقوام لا يتجاوز 300 دينار كويتي = 984 دولار ولو حدث مغالاة مع كل التكاليف الأخرى فإنه لن يصل ولن يتجاوز 1.500 دينار = 4.900 دولار ... ولذلك من الجهل في مجتمعاتنا وبين أوساطنا الأسرية أنهم من أسرع من يرمي التهم ويسخر من مثل تلك الزيجات معللا بنرجسيتهم المعتادة بأن الرجل قد تم سحره أو البنت طامعة به أو هدفها الجنسية ... وتناسى الجميع أن هناك الكثير من أبناء الأسرة الحاكمة والتجار والمواطنين والوزراء وكبار مسؤلي الدولة أمهاتهم ليس كويتيات لكنهن أنجبن نعم النسل ونعم الرجال والأخلاق ... وهناك زيجات من أجنبيات كانت فاشلة وطامعة ووضيعة مثلها مثل أي زيجة تحدث لكن الحقيقة أن سخرية البيئة المحيطة بالرجل وتهميشه وعدم فهمه هم السبب الأول لأن يتفتق ذهب الرجل ليحث عن صناعة مرحلة جديدة من حياته ... ومن الأسباب الأخرى لزواج الرجل من فتاة صغرى ربما تكون بسبب شخصية زوجته القوية والتي نجحت بفرضها عليه مما أدى إلى وجود سطوة شديدة في المنزل وتهميش الرجل وشخصيته كما أن هناك أسباب أخرى كمثل المرأة كثيرة التطلب وكثيرة الإنتقاد والتململ والرغبة بالتجديد والتغيير ؟
 
بعدما سبق فإن هناك واقع يحدث بينكم وتخجلون من الحديث عنه بإسقاطكم صفة العيب فيه وما هو بعيب ولو كان بعيب أو بخجل فمن منكم يستطيع أن يعيب برسوله عليه أفضل صلوات ربي وتسليما ؟ ومن يستطيع أن يعيب على حكاما وملوك تزوجوا صغيرات السن ؟ ... لكن لأنه رسولنا لا أحد يجرؤ على أن ينتقده لأنه الإستثناء في كل شيء وذاك لأنه حاكما أو أميرا لا أحد ينتقده لأن الرعب من القبضة الأمنية لا شك فيها ... لكن عندما يحدث الأمر مع الإنسان العادي تنطلق الألسنة إلى عنان السماء نقدا وذما وتنمرا عليه والحقيقة قطعية الثبوت أن لا أحد بالمطلق يعرف حقيقة العلاقة بين اثنين إلا الإثنين أنفسهم ... فكل علاقة ولها أسرارها التي لا يعلمها غيرهما ورب العالمين سبحانه وما أكثر الناس كبيرات السن اللاتي ارتبطن أو تزوجن بشباب أصغر منهن بـ 20 و 30 عاما ... وفي النهاية يجب التسليم المطلق والتام أن كل حالة ارتباط أو زواج هو أمر مقدر من ربكم كتب على ابن آدم من قبل أن يخلق ولا يوجد شيء يحدث بين البشر بمحض الصدفة بل هي أقدار كتبت بدقة تفوق العقل البشري فهما وقدرة وتنظيما ... وطالما الأمر سار بين الإثنين ويسير بالتراضي وبالشكل الرسمي والقانوني وبمكاشفة ومصارحة مطلقة ولم يحدث كذب أو خداع أو ابتزاز فالأمر منتهي ... ورأيك أنت أو رأيي أو رأيك أنتي لا قيمة له ولا حتى 1% فلا رزقك علي ولا عافيتك مني ولا أنتي ستكونين شفيعة لهم يوم القيامة وبالتالي من تدخل فيما لا يعنيه ليس كونها إلا ثرثرة الجهل التي لا قيمة لها ولا تأثير على أي علاقة بين اثنين ... فدعوا الخلق للخالق عل وعسى أن يرحمكم ربكم في الدنيا والآخرة ويرزقكم سبل الحكمة والبصيرة والرشاد ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2020-02-09

ما يضيع الناس إلا الناس ؟


الناس أنواع فهناك المترددون أي حتى لو فتحت له أبواب الجنة سيتردد ويفكر كثيرا ... وهناك القساة لا تعرف الطيبة إلى قلبه مكانا ويظن أن خلق الناس خطأ وأن كثرتهم خطأ وأن الأرض يجب أن تتطهر منهم وأن الناس لا ينفع معهم إلا العصا ... وهناك المعارضون يصنع سوادا في كل شيء وحتى لو كان خيرا فإنه يبدع بإيجاد السوء مثل المعارضين أو "البطرانين" في الكويت مهما كان هناك جمالا في وطنهم فإنهم لا يرونه إلا قبيحا ... وهناك سلحفاة الناس أي البارد أو البطيء وهذا نوع لو وجد نفسه في وسط زلزال فإنه لن يتحرك لأنه يفكر كثيرا ويستوعب قليلا ... وهناك الهادئون وهم فئة تكثر الصمت يفكرون بهدوء وينفذون بهدوء وحياتهم كلها هدوء بهدوء حتى لما يموتون فإنهم يموتون بهدون دون ضجيج ... وهناك الثرثارون وهم فئة تميل إلى النفاق في كل شيء يتحدثون وفي كل مجلس تجدهم جالسون فم قوم حديث وأول من يهرب من كل وأي مواجهة ... والناس منذ آلاف السنين هي هي نفس الناس لم تتغير ولن تتغير لكن مع اختلاف الأيام والزمان حدث تطور الناس في حياتهم الطبيعية فتطور السكن والنقل وتنوعت الأطعمة وتفرعت الألبسة وكثرت اللهجات واللغات ورغم ذلك بقيت الناس هي نفس الناس نقل وكذب وصدق وثرثرة ومتعة في الفضائح ... ولذلك في أيامكم هذه لو سألت أي أحد من عشاق الفضائح : ماذا كانت أخر فضية قبل أسبوع أو الشهر الماضي ؟ ... لن يتذكر ولن يعرف والسبب أن الفضيحة بطبيعتها تنفجر كالقنبلة وتخمد بسرعة كما تخمد النار بالماء ؟ ... وما أكثر ما يهلك الناس في جهنم يوم القيامة إلا لسانهم وثرثرتهم وشدة كرههم لبعضهم بعضا ونميمتهم وطعنهم للأعراض والغافلين ؟ 

لو سألت رجلا أو امرأة ممن يحسبون ألف حساب للناس : يا سادة من ينفق عليكم هل أنفسكم أم الناس ؟ وصحتكم وعافيتكم بيد ربكم أم بيد الناس ؟ ويوم ولدتم حفاة عراة ويوم تموتون من كان معكم ومن سيكون شفيعا ونصيرا لكم يوم القيامة ؟ لا أحد ولن يكون هناك أحدا ... بل الجهل في الناس صفة ثابتة لا تقبل الشك أو اللبس وكأن الجهل وباء أو فايروس لم يتوقف يوما واحدا في ضرب صميم الناس ... وكل من نجا من الجهل فقد نجا بنفسه وأدرك أن علاج داء الجهل هو الإبتعاد والتنحي عن محيط الجاهلين ولما ابتعد عرف وأدرك نعمة الإبتعاد عن ثرثرة السفهاء وتيقن من غيمة الجهل ... ومن المؤسف حقا أن ضحايا الناس هم بملايين والمليارات ليس لشيء فقط الأمر هناك من سلم روحه وعقله وجسده للناس وبإرادته اختار أن يكون عبدا وضيعا فتحول من كائن يمكن أن يكون له شأنا عظيما إلى مجرد رقم لا قيمة له في أي معادلة حسابية ... والناس بطبيعتهم ثرثارون وبطبيعتهم الإختلاف وعدم الإتفاق بدليل اختلاف أمم الأرض كلها على وحول أنبائهم ورسلهم فقد كان رسولنا هو الصادق الأمين ولما جاء قومه بالرسالة أصبح الكذاب الساحر والمجنون ... هي طبيعة الناس أنهم لا يتفقون على طعام واحد أي مختلفة ومتعددة أذواقهم وأفكارهم مختلفة وتوجهاتهم مختلفة وبصماتهم مختلفة ورغباتهم وأحلامهم وأمنياتهم مختلفة ... فإن كنت ترى وتعيش بين كل هذا الإختلاف وبين كل هذه التناقضات فكيف تخضع أو خضعت إلى ترهات مجانين لم يتفقوا على أمرا واحدا قط في كل تاريخهم البشري !!! ... وكذب ثم كذب من يقول أن الناس في تاريخها قد اتفقت على أمرا واحدا بل حتى ربهم وخالقهم اختلفوا فيه تخيلوا اختلفوا في من خلقهم ورزقهم ... فهل الناس بعد كل حروبهم وجرائمهم وفسادهم وسرقاتهم وظلمهم وافتراءاتهم يستحقون أن تتبعهم أو أن تخضع لهم أو حتى أن تتماشى معهم ؟ ... وتلك حقيقة لن يفهمها ويعرف معانيها سوى الصالحون ومن حادوا عن طريق الناس وسلكوا طريقا خاصا بهم وبحياتهم ولما فعلوا ذلك اطمأنت قلوبهم واستقرت حياتهم فوجدوا السلام والطمئنينة في حياتهم ؟
 
الحكومات في أيامكم هذه فهمت ألاعيب الناس وأدركت أن التفاهة قد تغلغلت إلى عقول معظم الناس ولو كنتم تتذكرون قبل 3 أو 4 سنوات كيف كانت "الهاشتاغ" في "تويتر" كان له قيمة وتأثير كبير وأما اليوم فلن يستمر أقوى وأكبر "هاشتاغ" أكثر من 24 أو 48 ساعة وينتهي ويختفي وتنسى القصة أو القضة ... ومن المفارقات العجيبة أن اختلاف الناس في أيامكم هذه أدى إلى هشاشة القضايا وتراجع القضايا الأساسية المستحقة لكل أمة مثل "الأمن والحريات والتعليم والعلاج ومكافحة الفساد" لتحتل قضايا فردية متناقضة الحوادث لتحتل الصدارة !!! ... هو نفس الأمر ونفس الدليل عندما تشاهد سفهاء الناس يحصلون على ملايين المتابعين وحسابات العقلاء وحسابات الحكم والتاريخ لا يقارعون حسابات التافهة والسفيه ... هنا تضيء في فضاء عقلك حقيقة أنك تعيش في زمن ووقت يتسيّد الجهل فوق كل شيء وأن الحمقى بينكم كثر وأن العقلاء نادرون ... وبعد كل ما سبق فلا يصدق الناس إلا المعتوه لأن المعلومة أصلا تركع تحت قدميه فلا يكلف نفسه عناء النظر إليها لأنه يعشق السمع لا القراءة ولا اليقين ... ولا يرتعب من الناس إلا الجبان ولا يخضع للناس إلا العبد فلا تلتفتوا إلى كلام الناس فما أكثر حديثهم وما أقل أفعالهم والناس كلاب مصالحهم "إلا من رحم ربي" ... وصدق من قال : لا تحاول تحسين صورتك لأحد كلنا عاديون جدا في نظر من لا يعرفنا مغرورون في نظر من يكرهنا جيدون في نظر من يعرفنا رائعون في نظر من يبادلنا الحب .




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2020-02-02

تغيير الشخص ممكن أم مستحيل ؟


أظن وأعتقد أن أكبر نعمة خلقها ربنا سبحانه في خلق آدم وذريته من البشر أن سبحانه لم يطلع الإنسان على علم الغيب ولا ما تخفيه الصدور ... ولو كان البشر يقرؤون ما تخفيه الصدور لفسدت الأرض ولفنيت البشرية عن بكرة أبيها ووفق تقديري لو الإنسان خلق وهو يرى أو يقرأ ما في نفس الشخص المقابل ... أظن أننا في 2020 يمكن أن يكون تعداد البشرية لا يتجاوز مليارين نسمة كأفضل تقدير وليس أكثر من 7.5 مليار نسمة بسبب كم القتل والعداء والحروب ... ولذلك الإنسان حياته تتضارب ما بين التعود وما بين التعلم وصولا إلى التغيير وأمر التغيير هذا يتوقف على الشخص نفسه والذي تتحكم به عوامل عديدة ... مثل التربية والثقافة ونسبة الوعي وقوة الإدراك بالإضافة إلى التأثير المجتمعي السائد في دولته ... فلو كنت أعرف صديقة مطلقة وصديقة أخرى عانسا وكتبت ونشرت موضوعا عن العوانس والمطلقات فهل هما المقصودتين في الأمر ؟ ... الإجابة العقلانية والمنطقية يجب أن تكون كلا وأبدا لأن التعميم جهالة والحقيقة المطلقة غائبة تماما بمعنى يستحيل أن تضع ميزان العدل في المسائل الشخصية بشكل عام وتفرض تعميمها على الجميع ... ولأننا بشرا نصيب ونخطئ فلا يجب أن نعمم كل مسألة ولا كل أمر لكن هناك تخصيص وهناك غالبية لكن الجمع هو الخطأ والجهالة بعينها ؟ 

التغيير الذي يصيب الإنسان هما نوعان تغيير إيجابي وتغيير سلبي ومن المفارقات الغريبة والعجيبة أن التغيير السلبي والإيجابي لا يحدثان في حياة الإنسان إلا نتيجة صدمة مزلزلة ضربت صميم قلب وعقل الشخص ... بمعنى أدق كذب ثم كذب من يقول أنه تغير هكذا دون داعي فقط من باب التغيير لا يمكن تقبل هذه الحجة بالمطلق فالطبيعة البشرية لا ترتدع إلا بأمر ما يسبب الضرر وصولا إلى الضرر القاتل ... وبتفصيل أدق لو لم تكن هناك عقوبة للقتل العمد تصل إلى الإعدام شنقا لرأيت القتل في الشوارع كالسلام عليكم ولو لم يرى الناس العصا لعاشوا في ظل الطبلة ولو لم يروا هلاك الأمم لما اعتبرت البشرية ممن سبقها ... بدليل ارسال ربكم للأنبياء والمرسلين لقومهم ومن بينهم حتى يعلموهم وينذرونهم وبالتالي التغيير لا يحدث إلا من خلال كشف حقيقة صادمة أو تعرض الشخص لكارثة في حياته أو أنه قد رأى مصيبة فاتعظ منها ... ولذلك يبدأ التغيير في العقل أولا لأنه المركز الأول والرئيسي للإدراك ثم ينتقل إلى القلب الذي يدخل في صراع تلقائي مع العقل وكأنها مفاوضات على أمر ما بين طرفين ينتهي المطاف في النهاية إلى خوض التجربة ... فإن كانت إيجابية فهناك منتصر وهناك مهزوم إما القلب أو العقل وبعد تجارب ونكسات ونجاحات عديدة ترجح كفة الميزان من الأكثر رؤية ثاقبة والأكثر ثقة هل العقل أم القلب فيميل الإنسان إلى الأكثر ثقة حتى يرمي ثقته عليه في المستقبل ... والأهم من كل ما سبق أن التغيير يستحيل أن يحدث إلا بتغيير ما لا يقل عن 50% من الفكر والطباع وإنكار ما تعود عليه وما كان يقلده في حياته أو بما يعرف بـ "العادات والتقاليد" ... فعندما قرأت الإنجيل والتوراة وبعض تفاسيرهما هل كنت أريد أن أعتنق هذه الديانات ؟ كلا وأبدا بل كنت أود أن أعرف ما هذه الديانات وكيف آمن بها الملايين والمليارات وموطن الحجة والمنطق فيها ... ودخلت عالم الجنس وعبدة الشيطان والملحدين فهل كنت واحدا منهم ؟ { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } لكن كنت أريد أن أفهم العقلية التي آمنت واقتنعت بهذه الممارسات والإعتقادات ... ومسالة الفهم مع السنوات سترى فيها عجائب ما صنع ربك في خلقه وستصل إلى اليقين الحقيقي لمعنى وصف أطلقه ربنا على نفسه "الصبـــــور" كيف يصبر على زلل وأخطاء وجهل وجنون وشطح وكفر وشرك الكثير من عباده ومع ذلك برزقهم جميعا ولا يبخص أحدا حقه في الرزق ؟
 
التغيير في الناس يجب أن نعلم بأنه أمرا نادرا جدا في عالمنا لكنه واقع ويحدث لأن هناك نوعية من الناس تكره الجهل وتكره أن تكون كالحجارة وكأن الله ما خلق لها عقولا ... فتجد هذه النوعية هم الأكثر قراءة والأكثر فهما من محيطهم الأسري وسبحان الله جميعهم يعيشون في شقاء بسبب محيطهم وبيئتهم فتجدهم منعزلين أو محاربين ... منعزلين لا يريدون الدخول في أي نقاش ليقينهم بعدم استيعاب المحيطين بهم لمعنى الحديث الذي سينطلق وبعدها يأتي اللوم والعتاب وصولا إلى سطوة الرجال في المجتمعات العربية وما قد تصل به الأمور إلى العقاب ... أما النوع الآخر وهم المحاربين فهم يعرفون جيدا متى يطلقون العنان لأنفسهم ليصولوا ويجولوا في حديثهم في محاولة للتغيير ومحاربة الجهل وبالحجة ... وهذا أو ذاك كلها تبقى محاولات لصناعة أدنى قدر من التغيير لأنهم يوقنون أكثر من جيد أن لا أحد يستطيع أن يغير كل البشرية لكن بضعة أفراد من البشر هذا أمر ممكن ... فالتغيير أمر ممكن في الإنسان لكنه ليس تعميم وليس بالمطلق إنما التغيير هو أمر استثنائي قد ينجح وقد يفشل لكن من المهم كثيرا أن تصنع ثورة التساؤلات في عقل الغير ... ومن يقرأ ليس كمن يسمع ومن يسمع ليس كمن رأى ولذلك لا تبني صورة عن الشخصية التي تقرأ لها ولا تعقد عليها أي آمال لأنك لا تعرفه بحقيقته ... والصورة الحقيقية لا تظهر ولا تكتمل إلا بالجلوس مع الشخص المطلوب وهنا تكمن خبرتك في الحياة مع الإحساس عند وجود اليقين وقتها يصدر الإنطباع السائد وأيضا بشكل عام ... فتغيروا للأحسن وللأفضل لأن العالم تقدم وبشكل جنوني فليكن تقدمك بذكاء وبدهاء وبحذر حتى لا تكون ضحية لهذا التقدم فتكتشف أنك كنت مجرد تابع كمن لا عقل له ... والإنسان لو عرف قيمة العقل بأنه أغلى جوهرة منحها ربنا سبحانه للجميع لفكر مليون مرة قبل أن يكون تابعا لكائن من يكون ... وحتى رسولنا عليه الصلاة والسلام لا يجوز أن تكون تابعا له لأنه بشرا ورسولا بل تتبع رسالته أي تتبع وتأخذ رسالة ربك سبحانه منه إليك لكن انتبه يجب أن تكون نصيرا وصنديدا لرسولك لأن ربك لا يختار رسله عبثا بل بعناية تفوق العقل البشري فهما وإدراكا ... وهذا التغيير المقصود في موضوعي هذا هو أن يتغير فكرك ويتغير تحليلك للأمور وأن تفكر بطريقة مختلفة كليا لدرجة أن تصدمك أنت شخصيا كيف فكرت بهذه الطريقة وبهذا البعد ... وكنوا على يقين أن حياتكم ما هي إلا مرة واحدة فلا تسمحوا لمخلوق أن يسلبها منكم إلا بالحق وبالتوافق وبالرضا وإلا عشتم باقي حياتكم تعساء والعلاقة بين البشر ما هي إلا وجهات نظر وإقناع وتعاملات بالرضا والناس أمانات ... واحذر من نفسك أولا فلا تسمح للخبث أن يتسلل إليها فيرميك إلى التهلكة وإلى الندم العظيم فاحكم على الناس من خلال تصرفاتهم معك شخصيا وليس مع غيرك ولا تحكم على ظنونهم لأنك لا تعلم ما تخفيه الصدور ... فما أكثر كذب الناس وما أكثر افتراءاتهم وفكروا كيف تغيرت البشرية منذ عشرات آلاف السنين هل كانت صدفة أو بفعل أسباب وظروف كان الإنسان هو سببا فيها ؟

التغيير ممكن وليس مستحيلا فلا ترتعبوا من التغيير





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2020-01-26

احذروا ... الإحصائيات الكاذبة والتقارير المزورة ؟


منذ ما يلامس الثلاث سنوات بدأت علامات الإستفهام تلمع في عقلي وأنا أقرأ التقارير الدولية وإحصائياتها بالإضافة إلى الإحصائيات التي تصدرها المواقع الإلكترونية والصحف الإخبارية ... ومصدر علامات الإستفهام تلك هي أني رجل مطلع بشكل أكثر من اللازم فوجدت تضارب كبير جدا بين التقارير والواقع وبين الأرقام التي تدرج في الإحصائيات ... فتوصلت إلى أن هناك مال فاسد داخل في معظم تلك التقارير الصحفية ولا أستبعد مطلقا حتى التقارير الدولية ولذلك قررت أن أكتب هذا الموضوع لتوعية القراء لحقيقة هم في الغالب مخدوعين فيها ... ولأبدأ أولا بأكثر وأقوى جهة دولية وعالمية يعتقد أنها موثوق فيها ألا وهي المنظمة الدولية والتي تسمى "هيئة الأمم المتحدة" ومقرها نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية ... فهذه المنظمة الدولية وما يتفرع منها من منظمات عديدة يستحيل أن تستبعد عنها فرضية الفساد وبالمطلق لأنها مؤسسة تعتمد على المركزية أولا وثانيا تعتمد على المال بشكل أساسي ... فمركزيتها تتمحور حول الفيتو في نظامها الأساسي عندما تم إنشاءها في 1945 فجعلت مصير العالم بأسره بيد 5 دول فقط هي من تحدد ما يصلح وما لا يصلح للبشرية في قضاياها ... وهي "أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين" فقط لا غير وهذه المركزية هي من عززت بل ودعمت كل الفوضى التي ترونها حول العالم بشكل عام وفي المنطقة العربية بشكل خاص وبالتالي فمن العيب أن تلك المنظمة تلبس ثياب النزاهة ... أما فيما يخص المنظمات التابعة لها فأيضا كلها تقع تحت الشبهات وذلك من خلال تقاريرها التي كلها ومنذ 75 عاما لم تستطع أن تحسم قضايا كثيرة وعديدة ولم تستطع أن توقف العربدة التي يمارسها الكيان الصهيوني النجس ... وثقوا أن المنظمة الدولية وما تتبعه من منظمات تنطوي تحت مظلتها قد انتهى دورها فعليا لكنها تمارس دورها من باب الشكل العام فقط لا أكثر وهي منظمة ميتة إكلينيكيا ... وتمارس دورها من باب الشكل العام لا أكثر ولا أقل ولو قلت لها علنا "اخرسوا" فسيخرسوا تماما إلا لو حركها أحد الأسياد الـ 5 من يملكون حق النقض الفيتو وما دونهم فالكل سيخرس وهذه حقيقة يجب على الجميع أن يتعامل مع هذا الواقع وهذه المسرحية السخيفة ؟
 
في مسألة الإحصائيات التي تنشرها الصحف والمواقع الإلكترونية فيجب على الجميع أن لا يأخذ تلك الإحصائيات على محمل الجد ... فمبلغ 3.000 دولار سيكون أكثر من كافي لو قدمته كرشوة لصحفي فاسد سيكون كفيلا بعد 3 أيام أن يصمم وينشر لك الإحصائية المطلوبة ... وهذا الفساد ضارب في جميع صعف العالم دون أي استثناء فلا يستغفلكم أحد ويعلق ثوب الشرف على أي صحيفة ولذلك في هوايتي تعودت أن أفلتر الأخبار الحقيقية وفصلها عن الأخبار الكاذبة أو المبالغ في تقديراتها ... ولذلك يجب أن يفهم ويعي الجميع أن ليس كل ما ينشر في الصحف هي حقائق وثقوا أن الصحفيين من أهل الحق لا يعملون في مقرات الصحف لأنهم أصلا مطرودين بسبب جرأتهم وأمانتهم الصحفية ... وهناك من يعمل في مجال الصحافة مضطرا لهذا العمل بسبب الراتب مع منحه مساحة محددة كافية لنفسه وهناك صحفيين ما هم سوى عبيد لا ذمة ولا ضمير لديهم ... ولذلك في أي إحصائيات تنشرها الصحف هنا وضعت أنت في اختبار لثقافتك ومستوى عقلك وخبرتك فإما أن تصدق أو لا تصدق فهذا أفضل ممن تلقائيا يصدقون وهم عميان ؟ 

لقد ضقت بمنظمة الشفافية الدولية وما تنشره من خزعبلات وفي كل سنة تهز الدول والشعوب الخفيفة التي تعيش وكأنها قشة في بحر متلاطم الأمواج ... فما أن تنشر تقريرها السنوي حتى تنفجر المواقع الإخبارية والإلكترونية بمحتوى التقرير والذي تتعمد تلك الصحف أن تحجب 90% منه وتعرض عليك 10% منه فقط ... مع أن الأمانة الصحفية تقول لك انشر ما تريده من التقرير ثم الفت عناية القارئ بأن ينظر لكامل التقرير فإن لم يصدق ما نشرته الصحيفة فلديه التقرير كاملا مرفق برابط مباشر أو تنشر التقرير كاملا على صفحتها ... ومنظمة الشفافية الدولية تعتمد على مراقبة ورصد الفساد في العمل السياسي والإقتصادي والإجتماعي وقد احتلت الكويت في المرتبة الأخيرة "خليجيـــا" ... ومع كل الإحترام والتقدير لجميع دول الخليج لكن من يصدق هذا التصنيف فهو إنسان بلا عقل ولا يملك من الثقافة والوعي إلا سطحيتها ... فالصندوق السيادي الكويتي قوته ومتانته "وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية" الدولي أكد في شهر 11-2019 أن الصندوق السيادي الكويتي هو الأول في الوطن العربي وقد تجاوز السعودية والإمارات وقطر ... وقدرت وكالة فيتش أصول الهيئة العامة للاستثمار الكويتية بما يزيد على 560 مليار دولار كما قدرت الاصول الأجنبية لهيئة ابوظبي للاستثمار بـ 500 مليار دولار و230  مليار دولار لهيئة الاستثمار القطرية بينما انخفض الصندوق السيادي السعودي إلى 400 مليار دولار ... ومن هذا المجنون الذي يصدق أن النظام السياسي وشفافيته جعلت الكويت في المركز الأخير وقفز بالدول المركزية إلى قمة التصنيف ؟ وأي عقل يصدق أن النظام القضائي في دول الخليج هو أفضل من النظام القضائي في الكويت فإن لم تكن تعلم عن الحقائق يقينا فلا تصدق وإلا أوقعوك في فـــخ التدليس والإفتراء ... وأي مختل عقليا هذا الذي يعلمنا كيف تدار اقتصاديات دول الخليج ؟ أم السذج صدقوا بكم يوم تستخرج رخصة أو بمصطلح "سهولة الأعمال" ... وللمرة الميار أقولها : لا توجد دولة ملائكية على وجه الأرض ويوجد لدينا فساد ورشاوي لكن ليس بالصورة التي يتصورها البعض وثقوا بمن رفع سبع سموات لو أفتح فساد دول الخليج وبالأدلة لأقاموا علي عشرات القضايا فقط لأني نشرت الحقائق وبالأسماء ... فاحترموا عقولكم ولا تصدقوا كل ما ينشر فالكذب والتلفيق في النشر أكثر من الحقائق ... وفكروا لو وضعت 5 من كبار رؤوس الفساد في الكويت في السجن بمحاكمات قانونية فهل الفساد سيختفي من الكويت بنسبة 100% أو حتى 50% ؟ الإجابة : كلا وأبدا بل سيأتي من بعدهم العشرات ... ولماذا ؟ لأنها نزعة شيطانية في البشر كما نزعتهم في الخير + فساد التشريعات والقوانين فكلما ظهر قانون لمكافحة الفساد خرج من يتفنن من يتحايل عليه ... ويجب أن يعلم الجميع أنهم يعيشون في عصر سلاح التكنولوجيا وثورة مواقع التواصل الاجتماعي بمعنى أن تصنع وتفبرك المعلومة لهي أسهل من نطق "السلام عليكم" والمسألة باتت مرتبطة 100% بضمير وأخلاقيات الإنسان فقط ؟
اسألوا أنفسكم كيف لمنظمة الشفافية الدولية استطاعت أن تصدر تقاريرها عن كل دولة هل كانوا يقيمون بينهم أو وصل فريق منهم ودخل الوزارات والهيئات وكشف على القضاء واستطلع أراء مواطني كل دولة ؟ ... بالتأكيد كلا ... يا سادة 90% من التقارير الدولية تعتمد على إفادات وشهود من داخل الدول وعليه يتم فلترة تلك الإفادات والشهود من خلال لجنة يعتقد أنها نزيهة فتضع التقييم على تلك الدولة ... مثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" وهي منظمة مرتزقة بامتياز كلاهما يتعاملون بخشونة مع العالم وبنعومة مع الكيان الصهيوني وأمريكا فأفيقوا لما يجري حولكم فوقكم ... مثل التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية والذي يحدث إرباكا في بعض الدول حتى تحسن صورتها أمام أمريكا وهذا تصرف أحمق لأن صورتك من المفترض أن تتحسن أمام المنظمة الدولية وليس أمام دولة واحدة ... وكأن أمريكا هي فقط وحصريا سيدة الشرف والنزاهة في العالم والكل على يقين مطلق بأنها دولة لصوص بامتياز وتناست سيدة الشرف أن لديها أكثر من 46 مليون أمريكي في فقر ساحق منهم أكثر من 13 مليون طفل أمريكي صنف دوليا في 2019 بأنهم تحت خط الفقر ... وكأننا أمام عالم جديد لكنه عالم فاسد يستغل ويضرب من يشاء والكل يعلم علم اليقين من هي الحكومات المجرمة في كل أنحاء العالم لكن الغالبية يغلقون أفواههم خوفا منها ... لكن لو كانت دولة صغيرة مسالمة ويصدر عليها تقرير غبي فالتصديق التصديق وإلا وكأنك كفرت بما أنزل على "موسى وعيسى ومحمد" ... شغل مخك وضع ضميرك محل عقلك وابحث جيدا قبل أن تصدر حكمك على دولة وشعب حتى تفهم الحقائق كما هي لا كما يريدون هم فتصبح من المغفلين الذين تركوا عقولهم مطية للآخرين يسوقنها كما تساق البهائم فما أعظم الكنز الذي وهبه ربك لك واسمه العقــــــل ... وأن تولد كويتيا فهذا نعمة لو كنتم تعقلون فأنتم تعيشون في عالم اليوم مليء بالأكاذيب وأمامك خيارين إما أن تبحث بصدق وضمير عن الحقائق أو أن لا تلتفت إلى ما يسيء لنعمة وطنك ... ولا يوجد خطر على الكويت أكثر من بعض أبنائها إما بسب أحقادهم المريضة أو بسبب جهلهم وسفاهتهم أو بسبب فسادهم ؟

إقرأ : هذه حقيقة المرتزقة منظمة هيومن رايتس وتش ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2020-01-21

بنـوك الكــويت ... المتخلفــة ؟


في عام 1942 افتتح أول بنك في الكويت وهو "بنك الشاي البريطاني" الذي تأسس في سنة 1882 في بريطانيا ... وكان موقعه في السوق الداخلي مقابل بناية "عبدالله السالم" ثم انتقل من مكانه إلى "ساحة الصفاة" وكان أول مدير له المستر "مثيسان MATHESAN" الذي نقل إلى الكويت قادما من فرع البنك في العراق - البصرة "المصدر : موقع تاريخ الكويت" ... ثم في سنة 1952 افتتح أول بنك بملكية كويتية 100% وهو "بنك الكويت الوطني" ثم توالت البنوك المحلية ثم دخلت بنوك عربية وأجنبية لتفتح لها أفرع في الكويت ... مثل بنك الراجحي وبنك أبوظبي وبنك قطر الدولي وبنك Citi Bank وبنك HSBC وبنك BNP Paribas وغيرها ... وبنوك الكويت كلها مرتبطة بشكل رئيسي مع بنك الكويت المركزي ولا أحد يستطيع أن يخرج من مظلته لأنه الجهة الرئيسية لإصدار أي تراخيص مزاولة الأعمال المالية والمصرفية في البلاد ... والبنك المركزي لا شك أن لديه سلطة مطلقة على أعمال البنوك بكافة أشكالها وأنواعها وهو الذي يراقب ويرصد وهو من يحدد أسعار الفائدة وهو بالنهاية من يحافظ على قوة ومتانة الدينار الكويتي ... وهو من يحرص على تعزيز مكانة الكويت المالية والمصرفية في العالم وهو من يسعى دائما بالحفاظ على ضمان أعلى تصنيف ائتماني دولي لمصلحة الكويت من خلال حسن السمعة والعمل وفق منظومة مالية على أعلى المقاييس الدولية ... إذن البنوك في الكويت مقيدة بضوابط ومسار خطوط مالية ومصرفية واقتصادية لا أحد بالمطلق من أي بنك في الكويت يستطيع أن يخرج حتى لو بالخطأ عن هذا المسار ... بل في شهر 12 من العام الماضي 2019 ذهب البنك المركزي بالتشدد أكثر عندما طلب وأمر كافة البنوك الكويتية دون أي استثناء بأن تزوده تلك البنوك بكشوفات دوية دائمة ... عن ملاك البنوك بشخوصهم وبصفاتهم ومن يملك 1% إلى 5% ومن يملك 5% وأكثر على أن يتم إعداد تلك التقارير في قوائم منفصلة دائمة ترسل بشكل سري إلى بنك الكويت المركزي ... ولا يملك أي بنك في الكويت أن يرفض أو يعترض أو حتى يتباطآ أو يهمل في أي أمر يخص بنك الكويت المركزي لأنه يملك لوائح عقوبات تبدأ من الغرامات إلى لفت النظر إلى الإنذار وصولا إلى سحب الرخصة وإغلاق البنك وكافة فروعه ؟
 
وفق ثورة المعلومات والتطور التكنولوجي المرعب حول العالم ووفق النمو السكاني لو أردنا أن نضع تقييم للبنوك الكويتية فإن النتيجة لن تتجاوز 50% ... وذلك نتيجة عدم فهم البنوك الكويتية لمتطلبات السوق والمجتمع الكويتي ودون أدنى شك أن ملاك البنوك الكويتية هم تجار بالتأكيد ... والعامل الأكثر تأثيرا أن البنوك الكويتية وملاكها يعتبرون محظوظين بشكل خرافي مهول فقط لأنهم يعملون في دولة صغيرة وثرية جدا وبالتالي الإتكالية لا شك ولا ريب فيها ... ولذلك البنوك المحلية في واقع الأمر في محل سخرية في الخارج بسبب تفاهة أرباحهم السنوية التي تجملها الصحف التي هم يملكونها أو لهم تأثير واسع عليها ... فيكفي أن نعرف أن قيمة الودائع الحكومية أي الأموال العامة في البنوك المحلية تجاوزت أكثر من 7 مليار دينار = 23 مليار دولار ... وتبلغ قيمة الودائع القطاع الخاص في البنوك المحلية للشركات والأفراد بأكثر من 34 مليار دينار = 112 مليار دولار لعام 2019 ... أي أن البنوك المحلية والتي لا تتجاوز 11 بنك هبطت عليهم ودائع نقدية بقيمة إجمالية = 41 مليار دينار = 135 مليار دولار ... وهذا مبلغ = حجم الودائع في مصر وتونس والمغرب والجزائر مجتمعين "إن لم تخني الحسابات" وبالتالي بنوك الكويت هي بنوك مترفين يظنون أنهم عباقرة وأنهم دهاة في العمل المالي والمصرفي وفي حقيقة الأمر ما هم بذلك على الإطلاق ... بل أستطيع أن أصفهم بأنهم الطفل المدلل انكبت عليه مليارات في دولة صغيرة وشعب قليل فأغلقت العقول عن الإبداع الاقتصادي والإحتراف المصرفي فعاش الجميع في وهــــم العمالقة وما هم إلا أقزام يتحركون أبطأ من السلحفاة ... ولو انتبه عباقرة البنوك لعرفوا أن هناك أكثر من 5 مليار دينار = 16.4 مليار دولار تمر من فوقهم ومن تحت سنويا دون أن يشعروا فيها وتمر عليهم مرور الكرام بصافي ربح لا يقل عن 1.5 مليار دينار = 4.9 مليار دولار ... لكن إياك ثم إياك أن تتحدث عن العباقرة فإن الكويت لم تنجب أحدا مثلهم من قبل قط ... ومن أنت وما هو تخصصك حتى تتحدث في أمور لا تفقه فيها فأوقعتك بحماقتك !!! ... هذا الحديث معروف مسبقا وتلك أقوال من لا يفقهون شيئا بل والمنفصلين عن الواقع بسبب نرجسيتهم بهدف إضفاء صورة وردية عن من يديرون المصارف وملاكها وما هي بذلك على الإطلاق ... فليخبرنا أحد الجهابذة ماذا كانت شهادة الخوارزمي ؟ وأي شهادة كان يحملها عمر الخيام ؟ ومن هذا البيروني ومن ذاك ابن سينا حتى يقارعكم وأنتم أهل الشهادات ؟ ... ومن الأحمق الذي يقول أن ابن خلدون مؤسس علم الاقتصاد أفضل منكم ؟ ... أعتذر يا سادة فلا أراكم إلا كما أسلفت مترفين ولدوا فوجدوا الملايين ثم صنعوا شراكة ثم هبطت عليهم المليارات فأين الإعجاز ؟ وأين عبقريتكم في أزمة سوق المناخ ألم يضربكم الشلل التام وظلت أعناقكم تلهج بالدعاء لعنان السماء بأن تتدخل الحكومة وتنقذكم من ورطتكم أو من مغامرتكم وقد فعلت ماما الحكومة وما خفي كان أعظم ... وفي النهاية ديدنكم الطمع والجشع ولستم محترفين ومن العيب أن نطلق مثل هذا الوصف على المدللين ... وسبحان الله من أعماكم عن فرص لا تقدر بثمن وأرباح بالمليارات فأصبحتم تتفاخرون ببضع ملايين مضحكة تجار الخضروات والفاكهة أرباحهم أعلى منها يا عيبــــــــاه ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم