2018-02-09

مرض السكري والعجز الجنسي ؟


تشير أغلب الدراسات الطبية العلمية أن ضعف عند الرجال هو عدم القدرة على الحصول أو الحفاظ على الإنتصاب بشكل كاف لممارسة الجنس وهو أمر شائع بين الرجال الذين لديهم مرض السكري ... ويمكن أن تنبع من المشاكل الناجمة عن ضعف السيطرة على نسبة السكر في الدم على المدى الطويل ... الأمر الذي يسيء الأعصاب والأوعية الدموية ويمكن أيضا أن يرتبط ضعف الإنتصاب لظروف أخرى شائعة في الرجال المصابين بداء السكري مثل ارتفاع ضغط الدم والحالة النفسية التي تلعب الدول الأول والمهم والأساسي في أي عملية جنسية ... وهنا يجب أن يعي الجميع أن الحالة النفسية ذات أثر وأهمية بالغة جدا قد تصنع حافز مثير وقد تمنع حتى المشاعر من أي تفاعل أو تصنع تضارب سيكولوجي في الإنسان نفسه ؟

أكثر من يعانون من هذه المشكلة بل المصيبة هم المتزوجين وهنا المسألة هي الأخطر على الإطلاق وتتفرع منها أفرع شديدة التعقيد ... فأوراق الصراع القضائي في أروقة المحاكم الخليجية والعربية تتحدث عن عشرات آلاف القضايا التي تطلب النساء الطلاق بسبب الضعف الجنسي لأزواجهم تحت شعار "أخاف أن لا أقيم حدود الله" أي تخاف أن تنحرف لرجل آخر ... وهنا يجب أن نعرف أن من تسلك مسلك القضاء للحصول على الطلاق أنها إمرأة شهوانية شديدة الجنس وهذا الأمر لا يعيبها على الإطلاق أبدا لأن الفطرة البشرية نسبة وتناسب وقدرات متفاوتة وخبرات مختلفة ومتنوعة ... وأيضا بالنسبة للرجال طلقن نسائهم بسبب الجنس بسبب قوة قدراتهم والأمر من الألف إلى الياء لا عيب فيه طالما يتحرك بالطرق المشروعة ؟ 

الأمر الأهم أن هناك رجال يتمتعون بالصحة والعافية من عمر 40 إلى 60 ويريدون الزواج لكنهم شديدي التردد بسبب أن هناك تفكير منطقي يقول : لو تزوجت بنت أو مطلقة بعمر 25 - 30 سنة فسيأتي اليوم الذي أصاب به بداء السكري اللعين ويضربني الضعف وتكون زوجتي في سن وقمة القوة والقدرة الجنسية فكيف سأواجه هذه المصيبة ؟!!!؟ ... لا نسفه وجهة نظرهم لكن في النهاية نظرتهم حقيقية وليست المسألة "عيشني اليوم وجوعني غدا" بمعنى يجب أن تكون صادقا وأمينا مع نفسك قبل أن تكون مع الغير ... وخصوصا إذا ما ارتبط الأمر بروح وكيان إنسان آخر ولذلك الأمر ليس مدعاة للمغامرة وللمتعة محدودة الوقت ومهما كنت طيب وحسن المعشر فإنك مهما فعلت فإن التصادم قادم ثم قادم لا محالة ... مثل الرجل العقيم الذي يغدق المال على زوجته حتى يعوضها عن أي نقص مال وسيارات وسفرات وكلام حب وغزل لكن في النهاية الأمومــــة ستحضر وستتصادم وتنسى في لحظة كل المال والعطاء ... فماذا ينفع المال والكلام المعسول وحسن المعشر يوم تبلغ المرأة سن الـ 40 وليس لديها ذرية أو طفل يحملها في كبرها ويبر فيها في آخر حياتها ويدعو لها بعد مماتها ؟
 
الرجل المتزوج "العاجز" يرى في عين إمرأته الرغبة الجنسية والقوة الجسدية لذلك هي تريد كل ما هو جديد وغريب ومثير وغير روتيني ... وهي ترى في عين زوجها الضعف والإنكسار وتبريرات الهروب فتعلم الحقيقة فتصمت حتى لا تهين رجولته ولا تجرح مشاعره ... لكن هي "الفطرة البشرية" التي عـــاب بها الكثير من النساء عندما قال "بعضهن" الرجال حيوانات بشرية ... هي نفس الفطرة التي تتمناها "الكثير" من النساء بل ويتمنونها تمني لأقصى حد ... لذلك اليوم هناك مشكلة ومشكلة كبيرة جدا يتستر عليها المجتمع من باب العيب والممنوع وأنا أكره المشروع الذي يصنعون منه محظور ... فهذه المشكلة يجب أن تفتح أبواب النقاش والدراسات الطبية والإجتماعية فيها وعلنا من قبل المختصين وإيجاد حل فعلي واقعي وليس ثرثرة متخصصين لا تأخذ منهم لا حق ولا باطل سوى أنهم يريدون أن يظهروا في أي وسيلة إعلامية على أنهم مهمين ... لا تثرثروا كثيرا واختصروا وأعطوا أهل المشكلة الحل والبديل فكما للرجل حق فأيضا للمرأة حق خصوصا إذا ما كان الأمر مرتبط ومشترك في الفطرة البشرية المشتركة ... والفطرة البشرية لا أنا ولا أنت ولا أنتم لنا يد فيها بل نحن فقط ننظمها بالعقل أما أن نحاربها أو نكافحها أو ننزعها فهذا الجنون بعينه والمستحيل بذاته ؟
هل عرفتم كيف السكري يمزق الأسر ؟ 




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم