يعتقد بعض المسؤلين في الدول العربية أنهم بجلوسهم على كرسي المسؤلية
والسلطة والنفوذ يعني أرواح الأمة أو المراجعين بيده وأنهم الحاكم بأمر الله ...
ويظن جهلا وسفاهة بأن بوصوله إلى كرسي السلطة يعني أنه قد وصل إلى حقه الطبيعي وذلك
من خلال فرط أمانته وكم عبقريته وخيّـل له شيطانه وصور له بأن لا أحد في دولته
يجرؤ أن يقارعه بالدهاء ... فيظله الله سبحانه ويعمي بصيرته فيتصور الواهم بأن كل
من حوليه هم عشاقه ومخلصيه وما هم بذلك إلا أنهم شرذمة من المنافقين والأفاقين
ربهم كل من يجلس على كرسي المسؤلية الحكومية ... ويمارس الأفراد في الحكومات
أعمالهم ظنا منهم بأن الله ما خلق لأبناء وطنهم عيونا ... وفي وطني الكويت يعتقد
من لا يعرف في خصوصيات الشأن الكويتي بأننا لا نعي ما تفضل به علينا ربنا سبحانه
وتعالى ... كلا وأبدا نحن نعرف أكثر من جيد بل الغرباء لا يعلمون حجم من يرفعون
أياديهم إلى عنان السماء لتتلمس الحمد والشكر من الخالق عز وجل ... لكننا غاضبون
مستاؤون من تأخرنا في مجالات عديدة ونحن تحت أيدينا كل النعم التي سخرها لنا ربنا
من أجل التقدم والإزدهار بمعنى ربك ساق إليك نعمة تستغلها أو تستهزئ بها ؟ ... هو
هذا الأمر النعم التي بأيدينا يجب أن تستغل بأقصى درجة وعلى أوسع نطاق لكننا لا
نزال نعيش في أضيق النطاق بسبب مسؤلين يتقاتلون من أجل صناعة مجدهم الشخصي وليس
مجد وطنهم ؟
فكروا كيف يصنعون صندوق لتمويل الدول والشعوب الخارجية وتجاهلوا أزمات
المواطنين ... يهبون لنصرة ومساعدة المحتاجين والمنكوبين في الخارج بشتى الطرق
والوسائل ويديرون ظهورهم لأبناء وطنهم ... دولة منذ أكثر من 60 عام وكبار مسؤليها
وقياديها كأنهم ملائكة الله في الأرض منزهين من أي خطأ أو زلل بدليل لم يسجن مسؤل
واحد وهو على رأس عمله ... ومن تتم محاسبتهم بضعة أفراد وبعد خروجهم من مناصبهم
وحفظ قضاياهم هو الأمر المعتاد ... كفاءات وطنية يتم تحقيرها ويهبط فوق رؤوسهم
أفشل العقليات والأكثر نفاقا ودجلا بسبب الواسطة والمحسوبية وليس بسبب الكفائة ...
مئات المليارات تم حرقها على دول العالم منذ سنة 1950 إلى 1990 ولم يستفيد المواطن
الكويتي أي شيء ... ومئات الملايين الأخرى تم صرفها وحرقها أيضا مرة أخرة منذ سنة
1990 إلى 2019 ولم يستفد المواطن أي شيء ... 42 مليار دولار صرفتها الكويت على الخارج من سنة 1991 إلى 2014 - 102 دولة استفادت بشكل مباشر من المساعدات الكويتية - 80 دولة حصلت على قروض مباشرة من الكويت - 184 منحة ومعونة قدمتها الكويت لمختلف أصقاع الأرض - 974 قرض قدمتها الكويت بقيمة تجاوزت أكثر من 6.3 مليار دينــــار ... تنفذ مشاريع ضخمه وواسعة في الأوطان
العربية ثم تساعدهم في مشكلة البطالة وتوظفهم لديك فتصبح قنوات الصرف متعددة "مساعدات
- وظائف - علاج - خدمات - مساعدات - إعادة إعمار - تحويل أموال" ... ليستفيق المواطن على أكبر خدعة وكذبة
مارستها كل حكوماته وكل مجالس نوابه بأن الكويتيين لا يشكلون سوى 30% من كل شيء في
وطنهم ... وتصرخ الأرقام الإقتصادية بأدلتها الصارخة بالحقيقة بأن الكويتيين لا
يتمتعون من كل خيراتهم إلا أقل من 50% من إيراداتها الإقتصادية وخدماتها ومشاريعها
واستثماراتها الخارجية ... فخرج أسياد الكذب في حكوماتنا بأن "الصندوق
الكويتي للتنمية الإقتصادية" هو فقط وحصريا من قدم القروض والمساعدات للدول
لخارجية بعدد يتجاوز أكثر من 106 دولة حول العالم ... ولو سألت هؤلاء الأفاقين
وماذا عن المؤتمرات الدولية التي عقدت في الكويت وتطاير المليارات للمساعدات
والمعونات لبهتوا وكأن على رؤوسهم الطير ... ولا تخف عليهم فهم لم يصلوا إلى
مناصبهم إلا لأنهم الأفضل بإبداع الحجج والمبررات لمواجهة ؟
الإقتصاد الكويتي ليس ضعيفا وليس هشا بل الإقتصاد الكويتي ضخم وبأرقام
تريليونيه لكنه يعاني من إدارة فاسدة فاشلة وهناك من أخرس كل الجهات الرقابية في
الدولة ... ومن أخرسهم هو من يجب أن يخرس ويجب أن يوقف عند حده ويجب أن يقدم إلى
القضاء لأنه عندما وقع الغزو فر وهرب من يظن اليوم بأنه رجلا من ظهر رجلا يوم نحن
من صمدنا عشقا لتراب أرضنا ... فلا يرعبكم شرذمة جبناء خانوا وطنهم وأبناء شعبهم
عندما استباحوا المال العام وكأنه مال ورثوه عن أباءهم فصدق اللصوص بأنهم أصحاب حق
لأن أصحاب الحق جبناء صامتون حتى بالرأي العاجز لا ينطقون ... فيمارس المحتالون
مؤامراتهم وكأن الله ما خلق لنا عقولا ... ولا أكثر من المهزلة والكارثة الأخلاقية
عندما يتهم نائب في مجلس الأمة زميله النائب الأخر بأنه لص وفاسد ومرتشي تحت نظر
وسمع رئيس مجلس الأمة فيلبس قناع القردة الثلاثة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم"
... ولا يكلف نفسه الوقوف على الأمر وتشكيل لجنة تحقيق في المزاعم التي ذكرت بل
يطمطم على الأمر ويرفع إلى الأعلى جدول الجلسة ليعدي هذه الفضيحة فتمر الجلسة وكأن
شيئا لم يكن ... ورئيس الحكومة يعيش في وادي والشعب في وادي أخر بل لو سألت رئيس
الحكومة كم منطقة في المحافظة الفلانية وما هي أسمائهم سيكون رائعا إن عرف 5 مناطق
من المحافظة ... وقوى سياسية لم تتعظ من خزيها وعارها في 2011-2012 فانفضح أمرها
وقتها بأنها كانت قوى من رياض الأطفال في الشأن السياسي ومراهقين لم يبلغوا سياسيا
بعد ... ولما وصلنا إلى 2019 أي بعد أكثر من 7 ظننا بأنهم استوعبوا العبر والدروس
وتعلموا مما حدث لكن اكتشفنا أننا أمام مرضى نفسيين مختلين عقليا ... ولا عزاء
للفقراء والبسطاء الذين تقيدهم كراماتهم وعزة أنفسهم وهم يرون فساد اللصوص وصراع
المراهقين وبعثرة أموال الشعب على دول طيلة أكثر من 70 سنة وأموال الكويت تصب فوق
رؤوسهم صبا ... ومليارات التبرعات التي تجمع من أهل الخير في الكويت طيلة سنوات
طويلة ذهبت إلى الأحزاب الدينية مرتزقة إيران في العراق وإلى الحركات الجهادية
الإرهابية السنية الوضيعة ... والكويتية عليها 15 الف دينار اسجنوها وفرقوها عن أبنائها
والكويتي عليه 20 الف اسجنوه ولا ترحموه ولتذهب أسرته إلى الجحيم ... وامطار خير
تكشف فساد وفضيحة شوارعنا لتغرق الحكومة في فضائحها ولم ولن تعرف أي حياء أمام
شعبها ... ورؤوس الشياطين متى ما شعروا بأن الخير قد اقترب من المواطنين خرجوا على
المنابر وبكل ما أوتوا من قوة بثوا سمومهم لمنع أي خير ورزق قد يصب المواطنين ...
وقضايا يمكن حسمها في سنة واحدة تأخذ سنوات طويلة دون أي إحساس بالمسؤلية وأهميتها
وأهمية المال العام ... وعصابات من الكويتيين السفلة مع الوافدين المجرمين كل فريق
يهيمن على سوق من الأسواق التي تمثل أهمية قصوى للأمن القومي الغذائي فسلمت الحكومات
الفاسدة أمنها القومي للصوص بغباء منقطع النظير ... كل هذا يحدث ويجري ويظن
الفاسدين واللصوص كأن الله ما خلق لنا عقولا ... والخلاصة : الكويتيين مستائون من السياسة العامة في البلاد التي تمارسها الحكومة
الفاسدة ومجلس الأمة الفاسد الكويتيين غاضبون وغير راضون من تجاهل واستخفاف
حكومتنا للشعب وتحقيره والإستهزاء به ومجلس الأمة لم يعد الممثل الحقيقي الفعلي للمواطنين وهذه حقيقة وهذا واقع على الجميع أن يتعامل معه ويفهم حقيقتة ويحلل ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الإنهيار الكارثي ... ألا هل بلغت اللهم فاشهد ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم