هذا ليس موضوع بسيط وليست نكتة بل
حقيقة ... ففي ولاية سان فرانسيسكو الأمريكية والتي هي أكبر من الكويت والبحرين
وقطر مجتمعين ... خرجت أمنية طفل يطلق عليه ميلز سكوت ( Scout ) مصاب بسرطان الدم ( Leucémie en anglais ) منذ أن كان عمره 18 شهرا ويبلغ من العمر 5 سنوات ... وأمنيته
تمثلت بأن يكون هو الرجل الوطواط الشهير بـ ( BATMAN ) كي يحارب الأشرار ويطهر
المدينة منهم ؟
طارت أمنيته الطفل المريض سكوت إلى مؤسسة ميكْ أَوِّيشْ ( Make a wish ) وهي مؤسسة غير ربحية
مهتمة بتحقيق الأمنيات تأسست في عام 1977م ... وما هي إلا أسابيع قليلة حتى
استنفرت ولاية سان فرانسيسكو عن بكرة أبيها متعاطفة بشكل إنساني رهيب مع هذا الطفل
... فأعدوا له ما يتمناه ؟
المهم أنه تم حشد أكثر من 12 ألف متطوع
بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف شرطي وعلى رأسهم رئيس شرطة سان فرانسيسكو شاركوا بهذا
الحفل الكبير ... وتم تصميم مجسمات مطابقة لأفلام باتمان باستثناء السيارة
الحقيقية التي تم استبدالها بسيارة لامبرغيني سوداء اللون ... وسلم مفتاح المدينة
من قبل المحافظ تقديرا لشجاعته في مقاومة هذا المرض اللعين ... هذا بالإضافة إلى
تسجيل رسالة فيديو خاصة من الرئيس الأمريكي شخصيا للطفل نفسه ... وأقيم الحفل له
وكان الطفل في فرحة وابتهاج واسع وكبير .
إلى هذا الحد وأكتفي عن سرد التفاصيل .
لكن ؟
توقفت لبرهة أتفكر ماذا لو طفل عربي من أي
دولة عربية كانت له أمنية وبالطبع كل الأطفال لهم أمانيهم ... لكن هل ستستنفر
منطقته أو محافظة دولته ومحافظها أو رئيس دولته لتلبية أمنية هذا الطفل ؟؟؟
الإجابة طبعا واضحة ومعروفه بكلا وأبدا
ومستحيل ... بل غالبية الدول العربية تعتقد أنها تقدم أفضل رعاية للأطفال بحكم
أنهم أجيال المستقبل ... والحقيقة أنهم يقدمون أسوأ الخدمات وأسوأ أنواع الرعاية
وأسوأ المناهج التربوية ... بل حتى على الصعيد الإجتماعي هناك تجاهل حاد وتام
وكبير وتفاعل سيء للغاية من قبل المواطنين أنفسهم من أي تفاعل إنساني ؟
يا لا جمال وروعة إنسانيتهم ويا لا خزي
وعار إنسانيتنا
لو غرق مسلم وكافر في النهر وكان الكافر
يعرف السباحة والمسلم لا يعرف السباحة فإن المسلم سيموت والكافر سينجو ... لا شأن
بالديانة والإعتقاد بهذا الأمر لأنه برمته مرتبط بالعمل بالأسباب ؟
طهروا قلوبكم من سوادها ونظفوا ألسنتكم من
لوثها ورمموا عقولكم من صدئها حتى تكتمل إنسانيتكم وقتها قد تستحقون من يتعاطف مع معاناتكم الإنسانية بشكل لن تتخيلوه .
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم