في 27-2-2015 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : عاصفة الحزم وحدت
ما تبقى من العرب ؟ ... وهذا رابط الموضوع
وفي 15-5-2016 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : اعترفوا ... هزمنا في اليمن ؟ ...
وهذا رابط الموضوع
وفي 6-12-2017 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : فطـــس نجس اليمن .. فغضبت السعودية ؟ ...
وهذا رابط الموضوع
الفرق بين الموضوع الأول والثاني هو أننا قد خدعنا ففي الموضوع الأول
ظننا أن السعودية وتحالفها يمتلك معلومات استخباراتية دقيقة لدرجة أن الغالبية ظن
أن حرب اليمن لم تستغرق سوى بضعة أشهر ... أما الموضوع الثاني فقد كان إعلانا
مبكرا مني بأن أعلنت أن التحالف العربي قد هزم في اليمن بدرجة فاضحة مهينة معيبة
... ثم تحولت حرب إعادة الشرعية إلى غزو واضح لا يقبل الشك ثم تحول الغزو إلى
تمزيق اليمن وشطره إلى نصفين ... ثم تهلهل التحالف العربي وأصبح مجرد تحالف على
لسان أبواق مرتزقة الإعلام والمنافقين فلا يوجد تحالف ولا بطيخ إنما فعليا هي
دولتين "السعودية والإمارات" وانفض الجمع من حولهما ... ثم انقلبت
الموازين فتحولت السيطرة السعودية والقرار السعودي إلى سيطرة إمارتية مطلقة على
الجنوب اليمني في عدن وتهميش السعودية ... ثم إنقلاب على الشرعية التي هي في
الأساس ليست شرعية بحكم أن الرئيس "عبدربه منصور هادي" قد قدم استقالته
من منصبه رسميا في 22-1-2015 وأبلغ فيها مجلس الوزراء ومجلس النواب والحزب ... إذن
نحن أمام مشهد مليء بالتضاربات وكثير الضعف وواسع الفشل والأهم من كل ما سبق هو
الضرر الكارثي الفظيع الذي أصاب سمعة "السعودية والإمارات" خارج أوطانهم
إقليميا وعالميا ؟
إن من سوء التدبير وجهالة العقل أن يظن الإنسان أنه مطلق التفكير
وعظيم الذكاء ... ومن الفشل السياسي أن تخطط لأمر ولما تفشل تصر عليه ويتحول العقل
السياسي إلى عقل طفل أو مراهق بمبدأ "إن لم أخذ ما خططت له فإما أخذ نصفه أو
بضعة منه أو أن أدمره وأحرقه" ... ودوائر القرار السياسي في المنطقة والعالم
يعلمون علم اليقين أنه لا يوجد تحالف ولا توجد غير السعودية والإمارات اللتان
تورطتا بمغامرة فاشلة والتصق بالدولتان جرائم حرب مخزية ... ولا يتعلل السفهاء
بجرائم الحرب الذي ارتكبها "جحش سوريا" تحت مبدأ الجحش قتل ولم يتحرك
أحدا ضده فلم أصابع الإتهام توجه فقط ومباشرة إلى السعودية والإمارات !!! ...
والإجابة سهلة للغاية فما حدث في سوريا كانت حربا أهلية ثم تدخل فيها المجتمع
الدولي أو بالأصح تآمر عليها وجحش سوريا لن يفلت ورب الكعبة لن يفلت ... أما في اليمن فقد كان غــــــزوا واضحا صريحا للأراضي
اليمنية وبعد أن فشل الغزو تحول دعم الشرعية إلى تقسيم اليمن ... والكارثة أن
المهاجم تحول إلى مدافع أي المحتل الذي دمر اليمن تحول إلى استراتيجية الدفاع من
الهجمات الحوثية التي أصبحت مشهدا مألوفا تتعرض السعودية يوميا إلى هجمات الحوثيين
... وليس ذلك فحسب بل أصبح الحوثيين يحتلون ويسيطرون على مواقع سعودية ويعلنون ذلك
بالصوت والصورة ... وما ميناء الحديدة إلا مثال عن حجم الفشل الكارثي للسعودية
واليمن والمصيبة الصحف العالمية ومواقع التواصل الإجتماعي تحدثت كثيرا ونصحت كثيرا
وحذرت ونبهت كثيرا لكن لا أحد يسمع أصوات العقل ... والنتيجة أن ملك الحوثيين
تعاطفا خرافيا غائبا عن العقل السياسي وتعاطفا أخر لا يحب الحوثيين لكنه تأثر بما
حدث في اليمن من زيادة في الفقر ولجوع والأمراض ... ولو أردت أن تسأل بعد أكثر من
4 سنوات من الغزو السعودي الإماراتي لليمن : هل انتصرتم في غزوكم ؟ الإجابة
بالتأكيد كلا ... هل قضيتم على الحوثيين أو حتى أضعفتموهم ؟ الإجابة كلا ... هل
قضيتم على الإرهاب كما تزعمون ؟ الإجابة كلا ... هل قضيتم على الفقر والجوع والبؤس
والأمراض في غزوكم ؟ الإجابة كلا ... هل عززتم من وحدة اليمن أم مخططكم بالأصل كان
التقسيم ؟ الإجابة قسمناه ... إذن توفرت كل عوامل واستراتيجيات الغزو فالغزو يدمر
ولا يعمر يفرق ولا يوحد ... والأهم الخسائر البشرية والإقتصادية التي تكبدتها
الإمارات والسعودية والتي تعمدت الدولتان عن حجب خسائرهما في غزوهم لليمن ... لكن
التقارير الصحفية والتوقعات الدولية أشارت إلى مقتل أكثر من 15 ألف جندي وضابط في
صفوف جيش الدولتين والسعودية ملكت أكثر من 80% من القتلى ... أما الخسائر
الإقتصادية فهناك تقرير لمجلة "فوربس" الأمريكية يقول
أنه بعد 6 أشهر من اندلاع الحرب "إن تكلفة الأشهر
الستة بلغت نحو 725 مليار دولار" = 219 مليار دينار كويتي ... وتقدير آخر جاء
في دراسة نشرتها "جامعة هارفارد" الأمريكية أشارت فيها إلى أن تكلفة الحرب
تصل إلى 200 مليون دولار في اليوم الواحد ... وصحيفة "الرياض" السعودية فقدرت
تكلفة تشغيل الطائرات السعودية المشاركة بالحرب بنحو 230 مليون دولار شهريا متضمنة
تشغيل الطائرات والذخائر المستخدمة والاحتياطية وثمن كافة قطع الغيار والصيانة وغيرها
... كما قدر موقع "دويتشيه فيليه" الألماني تكلفة تشغيل الطائرات السعودية
المشاركة بالحرب ويبلغ عددها 100 طائرة بمبلغ 175 مليون دولار شهريا ... إذن
الخسائر جدا عظيمة وبالتأكيد لا تستحق هذه المغامرة الفاشلة التي كشفت فيها كل
مخططاتك واستراتيجياتك وقدراتك العسكرية لإيران ... التي وكالعادة يمنحونها الفرص
بالمجان وتمسك أيضا بالمجان كل ما من شأنه يفيدها حتى أصبح تمزيق دول المنطقة من قبل
إيران أسهل مما يتوهم أهل النرجسية المرتفعة ... ويا ليت هذا المبلغ كان لإعمار
السعودية وازدهار الإمارات أو للقضاء على البطالة والفقر والبطالة في الدولتين وفكر كرب
المسجونين أو لإنقاذ اليمن وتحويله من عدو إلى حليف ... أموال ضخمة مرعبة لو
استثمرت في مكانها الصحيح لحصدوا أكثر مما يتخيلون وأكبر مما يتوقعون لكن البصيرة
غائبة ... والأسئلة المهمة : لماذا الحوثيين يستهدفون السعودية فقط وحصريا ويوميا ولا يستهدفون الإمارات ؟ ما الصفقة التي تمت بين الحوثيين والإماراتيين ؟ من هو الطرف أو الأطراف التي تعلب من وراء السعودية وتطعنها في كل يوم ؟ ومن هو العدو الذي يلبس قناع الصديق امام السعودية ؟
القاعدة وداعش والحوثيين والإخوان
4 تنظيمات لو توحدت واتفقت لسحقت عدن
وجنوبها بكل القوات الموالية للسعودية والإمارات عن بكرة أبيها ولحققوا انتصارات
ماحقة كاملة مضمونة الإنتصار في غضون 6 أشهر ... وما لم يمكن حدوثة طيلة 4 سنوات
فسيمكن حدوثه خلال الأسابيع والأشهر القادمة من تغيير خريطة التحالفات في اليمن
وبعد أن تمكنت الإمارات من سحق النفوذ السعودي هناك على أرض الواقع وأصبحت فعليا
هي من تتحكم في عدن وجنوبه ... فإن المياعة الإعلامية لا تقنع سوى المغفلين والتصريحات
الدبلوماسية لا تستهدف سوى الأغبياء فالجنوب بالكامل أصبح في قبضة الإمارات تماما ...
بل الكارثة أن السعودية لا تملك إصدار أي أمر بعد اليوم في عدن وجنوبه لأن القوات
التي على الأرض كلها في قبضة الإمارات من موالاتها ... وإن كان هناك من يحلم بخط
أنبوب النفط الذي يمر عبر عدن فهو واهم بنسبة 100% فخسائر الحرب أعلى بكثير من
تصدير النفط أي ما تصدره تنفقه على الحرب إن لم يكن معظمه فلن تقل النسبة عن 40%
... وهذه نسبة خرافية بالتأكيد ناهيك عن تغير التحالفات القادمة سترفع من نسبة
الصرف والأهم أن توحيد اليمن ستكون لغة الحوثيين وحزب الإصلاح الرسمية وغير
الرسمية ... وهذه لغة وطنية احذروها فإن مكاسبها مضمونة في داخل وخارج اليمن ستلقى
دعم دولي وإقليمي واسع النطاق ناهيك عن القرار الإيراني الذي أصبح مرجعا في
المنطقة بسبب غزو اليمن وحصار قطر ... أي أنك خضت غزوا في اليمن وحصارا لقطر وعداء
لإيران في نفس الوقت وهذه قوة حتى أمريكا لا تستطيع أن تواجهها ... والأهم اليوم
السعودية والإمارات أصبحت تهدد مصالح سلطنة عمان بنسبة لا يمكن غض البصر عنها ولا
يمكن الإستهانة فيها فهي لا تزال تضمن ولاء الكثير من القبائل اليمنية فزادت تكلفة
على السعودية والإمارات ... فنخرج بالنتيجة التالية : دعم الشرعية ثم غزو اليمن ثم
ضرب حليف إيران "الحوثيين" ثم تقسيم اليمن ثم أنبوب النفط الذي رفضته
الشرعية في اليمن ثم تهديد مصالح سلطنة عمان ... فأي جنون يظن أصحابه أن هذا
الوجود سيستمر !!! ... وكيف تريد جيشك أن يمتلك الروح المعنوية العالية التي هي
أساس أي حرب في العالم وأنت في الداخل غارق في الحفلات والرقص والفعاليات !!! ... وأي
انتصار تحلم به وأنت تمزقك في كل يوم الصحف العالمية على مواقعها وصحفها حتى حرقت
كل شعبيتك وسمعتك في الخارج !!! ... وأي حلم ووهم تحلم به وتتوهم فيه أن تنتصر على
إيران في أي مواجهة مستقبلا وأنت أصلا غارق ومتورط في غزو اليمن !!! فإن كنت تظن وتعتقد أن
الشرذمة الساقطة من سفلة مواقع التواصل الإجتماعي وذبابك
الإلكتروني الوضيع أن هؤلاء هم ميزانك للرأي العام فابشر ثم أبشر بهزائمك وخزيك
وعارك ... فما هلكت الدول إلا بالمنافقين ولا سقطت العروش إلا بسوء المستشارين ولا
تغيرت خرائط العالم إلا بتفاهة العقل السياسي ... وكل من فتح أبواب الشرور لم ينجى
من حرائقها واكتوى بنيران ما صنع ودفع ثمنا كان أكبر منه ومن لا يعتبر لا نأسف
عليه ومن لا ينتصح فلا نحزن عليه وما حياتكم وحياتنا سوى بضعة سنين فاصنع ما شئت فإن
حسابك وعقابك لا يشك فيه سوى الغافلون ... ويل لعبيد يلقون ربهم يوم القيامة وفي
رقابهم دماء وآهات ومعاناة الضعفاء ويل لهم ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم