السياسة لغة المصالح ... لا توجد عداءات دائمة ولا صداقات دائمة لكن توجد مصالح دائمة ... علم السياسة الذي يقوم بدراسة الحكومات والمؤسسات ... السياسة هي علم توزيع السلطة وإدارة المجتمع وحقوق الأفراد والدولة ... ... هكذا قيل وهكذا قرأنا والكثير الكثير من الأقوال والحكم السياسية كلها أقنعت الكثيرين من الأمم والشعوب لكن في حقيقتها كلها نظريات لا أساس لها من الصحة فعليا وواقعيا ... ولا يوجد تعريف رسمي أو علمي متفق عليه في كل المدارس السياسية وفي كل العلوم السياسية بل كل العلوم السياسية عبارة عن تقليد مناهج واستخلاص عبر من أنظمة حكم قديمة وحديثة ... بمعنى بعدما ينتهي نظام حكم ويأتي أخر فيتم تحليل نظام الحكم البائد "بعد عقود من الزمن" والبحث عن أكثر من كان فيهم ذكاء ودهاء سياسيي ثم يصبح مثالا يحتذى به في إدارة الدولة وسياستها الداخلية والخارجية ... علم السياسة وفق ما هو مكتوب ومنشور كلها تعتبر تعريفات ومصطلحات ونظريات ربما كانت تناسب وتتطابق مع الماضي ... لكن بعد ثورة أو حضارة التكنولوجيا التي نعيش فيها وهي بالفعل حضارة خُرافية لا تساوي حضارات "المصرية والبابلية والسومرية والإغريقية والصينية" وغيرها بل أعظم منهم بكثير جدا ... ولا أحد يريد أن يفهم أن الفكر السياسي والمدارس السياسية والتعامل والإنخراط السياسي قد تغير وسيتغير وهو عرضة للتغير وليس هناك شيئا مقدسا في علم السياسة أو مسلمات إنما هي نظريات لا تتوافق ولا تتطابق مع الظروف والحقائق والوقائع على أرض الأرض لكن هناك أدبيات وهناك أخلاق وفروسية الصراع ... بمعنى لو أردت أن تطبق السياسة الفرعونية على مصر اليوم فستنهار مصر وسيثور الشعب مع أنهم من نفس الأرض ... ولو أردت أن تطبق السياسة البابلية وقانون وشريعة "حمورابي" على أهل العراق لأحرقوا الشريعة وقوانينها ولثار أهل العراق عليه ... وهذا دليل أن السياسة متغيرة وليست ثابتة بفعل تطور الحياة البشرية وظروف الأمم وتطور سيكولوجيتها ولو راجعت التاريخ البشري ستكتشف بكل أريحية أن الشعوب والأمم تتغير كل 100 - 120 سنة ... تغيير حقيقي في السلوك في اللبس في اللهجة واللغة في العادات والتقاليد وحتى في الأشكال الهندسية في البناء والعمارة وتطور الآلات والمستلزمات البشرية في الوظائف في الخدمات كل شي يتغير ... فهل يتغير كل شيء وتبقى السياسة ثابتة بالتأكيد كلا إذا السياسة متغيرة وسنعرف أصل السياسة التي بطبيعة الحال أستاذة العلوم السياسية لم يكلف أحدا نفسه عناء التفكير والبحث العميق في الأمر ... والسياسة الداخلية تختلف كثيرا جدا عن السياسة الخارجية والإختلاف يتحكم به موقع الدولة الجغرافي وحجم اقتصادها وكم ثرواتها الطبيعية ونوعية جيرانها سياسيا ؟
السياسة في حقيقتها هي سلوك اجتماعي والسياسة أو ساس لم يكن لها علما متخصصا ولا كليات ولا معاهد ولا جامعات إلا ما قبل 100 أو 200 سنة "إن لم تخني ذاكرتي" ... وما كان قبل ذلك كان علم الإجتماع ومنطوق الفلاسفة مثل الدهاة العباقرة "أفلاطون - أرسطو - ابن خلدون - ابن الهيثم - الفارابي" وغيرهم ... هؤلاء كانوا يختصون بفكر التحليل الإجتماعي ورصد السلوك البشري والمجتمعي ومن ثم وضع المقارنات ما بين المجتمع وما بين الحكام والحكومات بوزرائها مع تحليل كل مكون اجتماعي في الدولة والمدينة "بدو - قبائل - حضر - وافدين - زائرين - تجار وأثرياء - عبيد" إلخ ... وصولا إلى تفسير وتحليل التعاطي البشري مع فروقات المناصب والوظائف والمهن والحرف والألوان البشرية وصولا إلى العبودية بكافة أشكالها وأنواعها وكلها وفق مفهومنا اليوم تسمى سياسة أو إدارة الدولة أو إدارة شؤون الحكم ... ومن المهم بالعودة إلى الوراء كثيرا لإثبات أن الفطرة البشرية قديما وحديثا هي واحدة لم تتغير ولم تتأثر لأنها فطرة وهي الأهم بالتأكيد ... فالفطرة ثابتة لا تتغير مهما ولدت أجيال ومهما بادت أمما وشعوبا تبقى الفطرة البشرية ثابتة ... والفطرة أنواع ودرجات مثل "الحاجة - الخوف - القوة - الطعام - الأمن والأمان" تلك الأساسيات هي بالأساس عبارة عن "مجموعة غرائز" التي لا تتغير مهما تطور الزمان ومهما تقدمت البشرية وحتى تعرف أن الفطرة كانت سياسة وفق مفهومكم اليوم ... ففي علم المال والإقتصاد والذي يتحدث عن تطور العملة وتداولها بين العامة يعود بك بالتاريخ القديم أن البيع والشراء لم يكن له وجودا في التاريخ البشري أصلا بل بدأت المسألة بالتتقايض أو المقايضة فيما بينهم ... بمعنى تعطيني لبنا أعطيك شعيرا تعطيني جلودا أعطيك حنطة وقمحا تعطيني أسلحة أعطيك قطيع من الأغنام أو الأبقار وهكذا وتلك كانت سياسة وفق علم السياسة أي فن التفاوض ... وفن التفاوض لا أحد باهرا فيه أكثر من التجار منذ آلاف السنين فهم أهل مال ونفس طويل وصبر شديد وفي نفس الوقت أصحاب أطماع ودسائس وخبائث للحفاظ على مصالحهم ومناطق نفوذهم التجارية ... لا بل التاريخ يخبرنا أن الكثير من حكام الأمم والشعوب وصلوا إلى الحكم بفضل التجار وأموال التجار ودعم التجار وهذه بلا شك يتم تصنيفها على أنها سياســــة ... ولذلك علم الإجتماع لا يستطيع أن يفصل ما بين السياسة والإقتصاد لأنك إن فصلت أحدا عن الأخر سقط الحاكم وثارت الرعية على وزراءه وجاعت الأمة وهجرت أراضيها إلى أراضي أخرى ... والتعامل مع صديقك مع الناس مع موظفين الدولة مع زوجتك مع صديقتك وصولا إلى البيع والشراء الطبيعي لكل منكم كلها ممارسات لا يمكن تصنيفها إلا كونها سياسة مصدرها فن التعامل وفن التفاوض وفن الممكن سواء بشكل ناجح أو فاشل ؟
إن السياسة هي فن الممكن ولعبة المصالح دون النظر للأشخاص كسياسيين كحكام كمستشارين كأعضاء كوزراء إلخ ... لكن هناك العبرة التي تستخلصها النتائج جراء كل أمر سياسي موجها للخصوم السياسيين أو حتى في إدارة الدولة وحجم ونوع وشكل التحكم بالشعب أو الأمة ونوع وشكل نظام الحكم وتفرعاته وقوانينه ومرجعياته ... وعلى سبيل المثال لا الحصر في الكويت منذ أن خلقت وأنا كمواطن لا أرى في وطني إلا سياسة في الدولة في الصحف في المجلات في التلفزيون في المنزل في الديوانية ... وهذا يعني أن الدولة هي أساسا صنعت بإرادتها شعبا سياسيا وهنا تصنيف سياسي في "أمور الحكم وشؤون الدولة" وفي علم الإجتماع بالتأكيد سيصنف هذه الدولة على أن نظامها السياسي نظام أحمــــــق بأن صنع شعبا سياسيا دون تنوع ودون أن تفكيك وتشتيت للرأي الشعبي العام السياسي وتصريفه وتوزيعة في اتجاهات مختلفة ومتنوعة ... وكان من المفترض أن تصنع شعبا علميا صناعيا اقتصاديا ثقافيا سياحيا رياضيا متنوع الدخل لأنك إن حولت الدولة إلى توجه واحد "السياســــة" فهذا يعني أن الشعب سيكون سياسي وسيكون شريكا رئيسيا في قرارات الحاكم والحكومة وسيظل في صراع ما بين العداء وما بين الولاء وما بين الخلافات وهذه بالتأكيد علاقة عاطفية في غاية السخافة والسذاجة في علم الإجتماع وحتى في علم السياسة الحديث ... والسياسة تخبرك أنه ليس مطلوبا منك أن تحب الحاكم أو تكرهه ولا مطلوب منك أن تحب الوزير هذا أو تكرهه وصولا إلى قياديين الدولة وإلى أعضاء البرلمان وإلى الموالاة والمعارضة بل مطلوبا ومفروضا أن تكون هناك حدودا واحتراما سياسيا خاليا من أي فجور الشخصانية ... بمعنى كل عمل سياسي هو منفصلا كليا عن العاطفة الشخصية ومنسلخا كليا عن طبيعتك الإجتماعية بتصنيفك الاجتماعي "حضري - بدوي - قبلي - مذهبي - تاجر - بسيط وفقير" إلخ ... ومتى ما ذهبت إلى عالم السياسة وفي داخلك نزعاتك الأسرية أو العنصرية أو القبلية أو المذهبية فأنت لست بسياسي ولن تحقق نجاحا في السياسة بدليل إن فشلت في أمر أو شعرت بالضعف أو الهزيمة تلقائيا تستنجد وتستصرخ قبيلتك طائفتك عائلتك لنجدتك ... وهم بطبيعة الأحوال لا يفقهون "أ ب ت ث" في علم السياسة ولا يريدون أن يفهموا بأنك تافه سياسة وفاشل سياسة فيهبوا لنصرتك بدافع الطائفية والقبلية والعنصرية لا أكثر ولا أقل وهذا الأمر تلقائيا ينطبق عليه مصطلح "الغوغائية" التي تتجلى بالدفاع الأعمى والذهاب إلى المجهول بلا عقل بلا قائد بلا اقتناع بلا هدف ؟
لو رصدت سوء الكفاءة في الجهاز الطبي فهذا يعني أنه إما الوزارة فاسدة ولا يقودها إلا أسوأ الكفاءات وأكثرهم فسادا أو أن كلية الطب نفسها متخلفة في مناهجها وفي مستوى نوعية الأساتذة ... نفس هذا الأمر ينطبق على وزارة الداخلية عندما ترى سفاهة من شرطي وجهلا من ضابطا فهذا يعني أن الجهاز الأمني فاسد وأن مناهج كلية الشرطة وكلية الضباط متخلفة وفاسدة ... وخذ وقس على ذلك وصولا إلى مخرجات كلية العلوم الأساسية في جامعة الكويت عندما ترى الطلبة والخريجين وحتى الأستاذة ترصد طرحهم السياسي وتحليلهم السياسي فتجده دون المستوى ... تلقائيا تصل إلى استنتاج واحد أن هذه الكلية فاسدة ومناهجها فاسدة أو اساتذتها من أضعف المستويات والمُفسّر لا يُفسّر والشاهد لا يحتاج مشهود ... ناهيك أن الثقافة المجتمعية والتي تراجعت وانحدر مستواها إلى مستويات كارثية بكل المقاييس كارثية حقا فأول من يتحمل مسؤليتها هم أستاذة علم الإجتماع الأفاضل الذي يتحملون مسؤلية عدم التحليل وعدم التفسير لأسباب تراجع الوعي والإدراك الإجتماعي والسياسي والإقتصادي في الكويت وفي غيرها وهذه علامة بالغة بأن الرصد العلمي لا وجود له ... بل كيف اختفى الدول الثقافي وكيف تلاشى الإبداع الفني ووصل إلى الحضيض وكيف اختفى الفن الموسيقي بإبداعاته وكيف انتهت الرياضة الكويتية فأصبحت مجرد أضغاث أحلام وكيف اختفت الصحافة المحترمة لتحل مكانها صحافة المرتزقة وإعلام المرتزق ... كلها وقائع غابت عن علم الإجتماع ولم يفصلها ويحللها ويستنتج أسبابها فترك المجتمع والشعب كل يفسر حسب رأيه واجتهاده وحسب مستوى ثقافته كل فرد حكيما كان أم سفيها وكل حسب توجهه وولائه وخضوعه الإجتماعي !!! ... وقد نتفهم أسباب ذلك في الدول القمعية ذات الدكتاتوريات وأدوات القمع الوحشية لكننا لا نتفهم ذلك في الدول التي لديها مساحات واسعة من حرية الرأي مثل الكويت ... مع أن المسألة في حقيقتها ليست مساسا بالحاكم بقدر ما هي مساسا مباشرا في صميم المجتمع والأفراد والدولة مجتمعين وتأثيرا مباشرا على المستقبل المنظور ... مما تأخذنا التحليلات والتفسيرات أن القائمين اليوم على علم الإجتماع في غالبيتهم هم الفشلة والعقول التي من المفترض أن تكون عقولا عبقرية والتي تحولت بفعل الزمان إلى عقول متخشبة موظفين يتقاضون أجرا مقابل عمل والعمل هو عمل "البغبغاء" تردد ما لا تعقل وما تجهل وحديث مكرر وبالتالي ضياع الطلبة ... أو أن التغلغل القبلي أو الطائفي أو العنصري قد تفشى في الكليات وأيا منهم يطغى على الأخر في العدد يعني طغيان تلقائي في النهج الفاسد الأمر الذي ينسحب على فساد مطلق في عموم الإدارة والكلية والجامعة وبالتالي السقوط المهني الفاضح وفساد العلم والتعليم ... ولذلك منذ سنوات طرأت سذاجة التعليم سواء في الدورات الخاصة أو العامة أو الحكومية فتجد الأستاذ يأتي لا ليشرح المنهج أو المقرر بمهنية وحرفية بل يقتطع جزء من وقت المحاضرة ليتحدث عن نفسه عن مواقف شخصية ثم يُجيّر الأمور الشخصية الخارجة عن المنهج لتعظيم مذهبه أو قبيلته أو عائلته بتركيز موجه لشخصيته وتسويق سيرته وذاته وكأنه أحد العظماء !!!
كل ما سبق كان ضحيته الأجيال والطلبة "الخريجين" الذين سنة بعد سنة تسربوا إلى المجتمع لتتكون شريحة واسعة اليوم من الجهلة التي منحت شهادات علمية تم تفريغها من محتواها العلمي لتتحول الشهادة العلمية إلى شهادة وظيفية ووجاهة اجتماعية لا أكثر ولا أقل "لدى السواد الأعظم" ... الأمر الذي أدى إلى فساد تعليمي ومن ثم فساد مجتمعي ومن ثم سطحية اجتماعية وسياسية واقتصادية واسعة النطاق ... وعلى الجانب الأخر هناك حالة من تنامي القبلية والعنصرية والمذهبية وهذا التنامي بلا شك أنه خطر على أي مجتمع لأن كل مجتمع هو عبارة عن مجموعة مكونات عرقية ومذهبية ودينية وتنوع بشري أخر ... ومتى ما قفز مكون على مكون أخر فهذا يعني أولا ثم أولا ثم أولا أن التعليم فاسد وفاشل ثم بالدرجة الثانية أن مؤسسات المجتمع المدني هشة وسطحية وضعيفة ثم أخيرا هناك حكومة فاسدة وضعيفة ... ووضعنا الحكومة في أخر درجة لأن الحكومة ذات الطغيان يمكن أن تحل بالمرتبة الأولى لأنها تفرض أوامرها بالقوة القهرية مهما كان نوع وشكل التوجه صحيحا كان أم خاطئا ولو حتى كارثيا لكن في الحكومات الطبيعية المعتدلة هي ليست الأب والأم والأسرة بل هي إدارة لمؤسسات الدولة ذات أهداف وطموح ورؤيا تحاكي المستقبل ... فالدولة الطبيعية تدير مؤسسات ولا تدير أفراد والمصلحة العليا لديها هي مصلحة أمة وشعب وليست مصلحة بضعة أفراد أي الشمولية العامة هي المسؤلية المباشرة لأي حكومة طبيعية ... ولذلك عندما يفسد التعليم يفسد المجتمع وعندما تفسد الأسرة التي هي نواة المجتمع أيضا يفسد المجتمع وحتى غدا ستجد وزراء تقلدوا مناصبهم من خلال تعليم فاشل وفاسد وبالتالي ستتحكم بك حكومة من الأغبياء وربما حتى من الساقطين أخلاقيا ... ولا ينفع تعليم متطور مع أسرة جاهلة متخلفة رجعية لأن التعليم سيصلح من جهة والأسرة ستدمر من جهة أخرى ولذلك هنا يأتي دور القوانين والتشريعات التي تمارس منطقية الجبر والإكراه المحمود أي الإصلاح الإجباري ومن هنا يأتي دور الإعلام المحترم ومؤسسات المجتمع المدني ذات الأفق العالي المستوى وأنت لا تملك اليوم أيا منهم ... كل ما سبق له تداعيات سياسية في غاية الأهمية وفي غاية الخطورة لأن أي سياسي لا بل أي حتى مراهق سياسي يستطيع بكل أريحية أن يتلاعب بالمجتمع الجاهل وبالأسرة المتخلفة ... وثمن هذا التلاعب هو تحقيق مكاسب سياسية لمحتال سياسي استغل جهلك أنت واستغل عدم وعيك أنت واستغل عدم ثقافتك أنت وعندما يصل إلى المشاركة السياسية فإنه يوظفها دائما وأبدا لصالحه لضمان ديمومة تواجده السياسي رغما عن أنفك لأنك ببساطة مسلوب الإرادة مغيب العقل ... ليتحول المحتال والمراهق السياسي فيما بعد إلى رمز يجب تعظيمه وتعظيم تاريخه السياسي مع أنه محتال فعلا وتافه وفاشل سياسيا حقا لكن في نظر المجتمع الجاهل يستحيل أن يكون إلا رمزا وذوو شأن عظيم وصاحب تاريخ لا يشق له غبارا لا بل ويمكن تقديم أفضلية هذا المحتال على الحاكم نفسه ... ولذلك تتجلى صدق مقولة الأديب والمفكر الإيرلندي "جورج برنارد شو" عندما قال : إن الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل لأن أغلبية من الحمير ستحدد مصيرك ؟
يتبع الجزء الثاني
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم