الحاكم في الوطن العربي يملك سلطة مطلقة والمطلق هنا لا يعني أن تفهمها بشكل خاطئ ... مطلقة بمعنى يملك صلاحيات لا يملكها وزيرا ولا مواطنا ولا تاجرا بمعنى وعلى سبيل المثال يمكن لأي حاكم أن يجعل من يوم عيد ميلاده عطلة رسمية وقد حدث ... ويمكن لحاكم أن يعجب بأحد رعيته وفي اليوم الثاني هذا الفرد يمكن أن يصبح مستشارا للحاكم وفي ديوانه أو وزيرا في حكومته ... ويمكن وبمزاجية الحاكم أن يأخذك أنت ويعينك دبلوماسيا في دولة شهيرة بالسياحة ويمكن ويمكن وخذ وقس على ذلك ... وهذه المزاجية وهذه السلطة مصدرها الطبيعة الإجتماعية في الوطن العربي ومن هنا ومن هذه النقطة غاب عن أغلب أستاذة الجامعة والمعلمين فهم مكنون الطبيعة البشرية بحقيقتها ... فالشعوب العربية تختلف عن شعوب أوروبا تختلف عن شعوب أمريكا الجنوبية تختلف عن شعوب شرق أسيا ... بمعنى أن ربك ما خلقنا سواسية في مدركات العقل والثقافة والرغبات والإحتياجات والعادات والتقاليد والمعتقدات والأديان ... هناك أساسيات وهناك أفرع والأفرع هي من لم يفهمها الكثير منكم فظن الكثير منكم أن الكويتي مثل الألماني والأمريكي مثل السعودي والصيني مثل المصري والياباني مثل الكولومبي وهكذا ... مما يدل على ذلك هو وجود آلاف الثقافات البشرية التي لا تزال قائمة منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا ... كل ما سبق يعكس لك حقيقة الفرق ما بين حاكم الكويت وحاكم هولندا وحاكم أندونيسيا وحاكم الهند وسياسة كندا وسياسة البرازيل وسياسة ونظام الحكم في سويسرا مقابل نظام الحكم في سوريا ... تلك الإختلافات الشاسعة والمهولة ما بين الأمم والشعوب والحكام وأنظمة الحكم هي من تمنعك بالمقارنات بالمطلق ... لكنها تسمح لك بالقياس وباقتباس الإيجابيات التي تناسبك وترك ما لا يناسبك وهذا الجهل الفاضح الذي يقع فيه أغلب أساتذة الجامعة بإسقاطهم الحالة المعيشية والدراسية في الخارج على واقعهم في أوطانهم ... بمعنى أستاذ جامعي يشرح لطلبته كيف كانت كندا رائعة ونظامها السياسي والإجتماعي مدهش والشعب ودود دون الفهم بالفروقات الطبيعية التلقائية التي بين كل شعوب الأرض سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فتضرب الحسرة صدور الطلبة دون شك ؟
مشكلة السياسيين في الكويت تتمثل بأن مفهوم السلطة لدى الغالبية أصبح مفهوما مطاطا ساعد في ذلك حالة الفساد والإستغلال الوظيفي ... وعلى الجانب الأخر تدخل السلطة التشريعية بأعمال السلطة التنفيذية وضعف الحكومة التي أدت إلى أن أصبح ولاء الكثير من قيادات الدولة للنائب وليس للدولة وليس للحكومة وليس للوزير ... لأنهم شاهدوا بأعينهم عشرات الأدلة التي النائب يسقط وزيرا ووزراء وحكومة وحكومات وسنة بعد سنة أدرك الموظف أن النائب هو السلطة الأقوى ... مع أن النائب سلطته محدودة وليست مطلقة لكن الجهل الذي يصنع نمورا من ورق والذي لا يحدث بطبيعة الحال إلا في المجتمعات الجاهلة أو التي يغلب عليها الجهل والحماقة ... فيتحول النائب إلى شخصية وطنية والشخصية الوطنية فيما بعد تتحول إلى رمزية سياسية وكما أسلفت لا يحدث هذا إلى في ظل تعليم فاسد وإدارة تعليمية فاسدة وفاشلة ... والحقيقة أن النائب ذوو سلطة محدودة عرّفها ونظمها دستور البلاد لكن ولأن النائب قد اخترق كل أدوات الحكومة فالشعب يصفق لبطولة النائب وعائلته تبارك لولدهم الوطني والقبيلة تصفق لابنهم البار والطائفة تسجد لله حمد وشكرا على هذا الصادق الأمين ... والحقيقة تبكي وتصرخ بأن ما هؤلاء إلا شرذمة فاسدين كذابين فاشلين فاسدين وتستصرخ لمن يسمع ويعي ويعقل فلا من مجيب !!! ... وحتى تستمر تلك المسرحية وحتى يضمن أفسد نواب الأمة بديمومة مسيرتهم الساقطة فإنهم قبل بضعة سنوات وتحديدا في 2018 وبعد أكثر من 50 سنة للتو أخرجوا قانون "تعارض المصالح" ... أي القانون الذي يعاقب نائب الأمة أنه لا يجوز أن يعمل في أي عمل خاص أو شريكا بأي شكل من الأشكال ... وبالتأكيد لا يمكن أن ينهض شرفاء الأمة من النواب ويطالبوا بإصرار بتغيير المدة الزمنية لنواب مجلس الأمة لأنهم مستفيدين من ذلك ... بمعنى النائب يستطيع أن يحاسب أي وزير أي مسؤل أي قيادي في الدولة خلال 24 ساعة لكن لا يوجد من يحاسب النائب طيلة 4 سنوات ... وهذا ما نوهت عنه وتكتبت ونشرت فيه بأنه يجب تعديل الدستور بأن يحق للناخبين في كل سنة من مدة عضوية النواب الـ 4 سنوات حقهم بإسقاط عضوية من انتخبوه بتوكيلات رسمية من وزارة العدل بعدد يتجاوز عدد الأصوات التي حصل عليها النائب أثناء فوزه في الإنتخابات ... والواقع الذي أساء للديمقراطية الكويتية واستغلها الكثيرين أبشع استغلال أنه لا يوجد من يحاسب النائب إلا بعد 4 سنوات أو أن يتفضل سمو أمير البلاد ويعلن حل البرلمان حلا دستوريا أو يصدر حكم من المحكمة الدستورية العليا ببطلان عمل مجلس الأمة ؟
ما سبق كلها تراكمات هي نتيجة صراعات تحدث أمام أعين الجميع من خلال صراعات قبلية وطائفية وعنصرية ... زاد عليها مخططات الربيع العربي الذي كان يستهدف إسقاط أنظمة حكم عربية ومنها الكويت بالتأكيد نتيجة لذلك أدى إلى اقتراحات بتعديلات دستورية في 2011 ذهبت مباشرة لتحجيم صلاحيات أمير البلاد وتمنح صلاحيات أكثر وأكبر لأعضاء مجلس الأمة ... لكن الحقيقة التي غيبوها عنكم وعن الجميع أن القبائل في الكويت كل القبائل هي بريئة كليا مما يحدث والحقيقة أن هناك فاشلين ساقطين مجرمين أقحموا القبيلة وزجوا بسمعة القبائل في مراهقتهم السياسية وتاريخ من الفشل السياسي ... فما دخل الطيب والمهندس والشرطي والضابط والمفكر والمتعلم إلخ القبلي بما أُقحِموا به فهم لا ناقة لهم فيما حدث ويحدث ولا جمل ولا هم أصحاب مصالح ولا هم حتى مستفيدين من التخلف الذي أُلصِق بهم ... وأهل الطائفة الفلانية والمذهب العلاني أيضا ليس لهم دخل فيما حدث ويحدث هذا إذا ما فهمنا مسبقا أن الكويت هي عبارة عن 80% من أصول قبلية فانقسمت تلك النسبة إلى 50% لا يزالون قبائل و 30% تحولوا إلى حضر ... أضف على ذلك أن الكويت فشلت في تجربتها الديمقراطية وهذا الفشل لا يزال مستمرا والجميع يتحمل مسؤلية هذا الفشل نظام حكم وحكام وحكومات ومجالس أمة وناخبين ومؤسسات مجتمع مدني الكل يتحمل مسؤلية هذا الفشل ... لأن لا أحد صرخ مناديا لتعديل وتطوير وتنقيح الدستور بما يعزز مزيدا من الشفافية ومن أدوات الرقابة ومزيدا من العدالة الإجتماعية ومزيدا من دعم الوحدة الوطنية وتفكيك المجاميع الضارة ... وثمن ذلك الجميع يراه انتخابات مجانين وأصوات مجانين ومرشحين كوميديين وناخبين يلعبون لعبة الحظ وناخبين أخرين فاسدين وناخبين مرتشين بيع أصواتهم بثمن بخس ... فأصبح الناخب يدلي بصوته حسب المزاج لا حسب الكفاءة حسب العنصرية والمذهبية والطائفية والقبلية لا حسب البرنامج الوطني للمرشح ... كل ذلك هو نتاج طبيعي لتعليم فاسد وجامعات فاسدة ودراسات عليا فاسدة وتلقائيا ستكون لديك انتخابات فاسدة وأعضاء مجالس أمة فاسدين ... بدليل أستاذة قانون وأعضاء في مجالس الأمة كانوا فاشلين في أرائهم القانونية والدستورية وعودوا لأحكام المحكمة الدستورية العليا واحسبوا كم صفعة صفعتها على وجه أصحاب الشهادات القانونية وأستاذة القانون فقط لتعلم هشاشة ومستوى وثقافة القانون لديك ؟
بالتأكيد كل ما سبق ليس له أي دخل ولا أصل مطلقا في فن العمل السياسي الحقيقي سواء المتقدم أو المحترف لكنه حالات واضطرابات غاب عنها علم الاجتماع لم يرصدها لم يتطرق إليها لم يحللها لم يخرج بالأسباب والنتائج ولا الحلول ... وكلها انحرافات صبيانية غلفت بطابع سياسي وتُرجمت بمصطلحات شوارعية سوقية لشحن المجاميع الشعبية التي أثبتت فيما بعد أنها مجاميع من شرذمة الغوغاء ... لتتحقق الرؤيا وفرض أمر الواقع أن الفاشل السياسي هو سياسي حقيقي وأن السفيه السياسي هو رمز وطني ... يأتي هذا بعدما فشل مراهق السياسة في مساعيه الضيقة فزج بأنصاره في غياهب الظلام لإشعال فتن شيطانية بزعم الإصلاح الوطني وما هذا إلا أكاذيب ساقها كل فاشل ومراهق سياسة ... وحتى لما أدرك الجميع حقيقة ما حدث لم يتعظ إلا القليل ولم يتعلم إلا القليل لتتكون قناعة لدى أصحاب الفكر والحكمة بأن المجتمع يعاني فعليا وحقيقة وواقعيا من مرض "عدم الوعي - عدم الإدراك - سطحية الثقافة - ضعف الذاكرة - عدم الحرص على مصالح وطنه" ... ومما زاد الطين بلة أن الرؤيا السياسية والتحليل السياسي وبعد النظر السياسي جميعهم أجمعوا أن الحكومات لم تتعلم من دروس الماضي ومن كوارث ومآسي الماضي وعادت من جديد للضعف والإستهتار بمكونات المجتمع دون النظر إلى تبعات وثمن ذلك ودون العظة مما سبق باستهتار مؤسف ومخجل بقيمة وعامل الوقت ... الأمر الذي يأخذني أنا شخصيا كراصد ومتابع عام بأني أصبحت أقول في نفسي "دام هذا مجلسنا وهذي حكومتنا فالله يستر علينا من القادم" خصوصا ونحن ربما على أعتاب بضعة أسابيع وربما أياما وربما أشهرا لكن الأكيد ليس سنوات من اندلاع الحرب العالمية الثالثة والحرب النووية العالمية ... أضف فوق هذا أن الكثير من الشعوب العربية التي أصبحت تسخر منا في الكويت بسبب أزمات صبيانية ومشاكل تافهة مقارنة مع كوارثهم ومآسيهم وآلامهم وأوجاعهم سواء الإقتصادية أو المعيشية أو القبضة الأمنية الطاغية والمتوحشة عليهم ... فهل مراهقي السياسة لدينا "حكومة ومجلس" أصلا يعرفون معنى الخجل والحياء والإستحياء ؟
هناك جانب أخر لا أحد يريد أن يتحدث أو يخوض فيه خوفا أو اتقاء لشر الغضب مع أنه أمرا طبيعيا وبديهيا وهو موضوع "الصفوف السياسية في نظام الحكم" ... فلو سألت أي سياسي حاليا من هم رجال الصف الثالث والرابع والخامس من هم رجالاته ؟ ... لا توجد إجابة !!! ,,, السبب ؟ لأنه أصلا لا يوجد صف ثالث إنما تركت المسألة للوقت مع أن الفكر والعقل السياسي لا يسمحان للوقت أو للظروف بأن تتحكم في نظام الحكم أو حتى في عميق منظومته ... والصف السياسي أي من سيتولى مسند الإمارة أي حكم البلاد "مستقبلا" ومن هم مستشاريه وما هي رؤيته ولأي مدرسة سياسية ينتمي وما هو مستوى ثقافته وقراءاته ... وبمعنى أكثر تفصيلا عرفنا من الحاكم ومن ولي عهده "بارك الله في أعمارهما" فمن سيأتي من بعدهم وفق التسلسل في مدرسة بيت الحكم ومن صفوة مستشاريهم ؟ ومن هم مجلس الأسرة الحاكمة وما هو نظامهم الداخلي وعلى أي أساس وكيف يدار ؟ ... ولو كان هناك صف ثالث ورابع لانتهت بل ولقمعت كل صراعات أبناء الأسرة الحاكمة التي أساءت إلى الكويت وشعبها وكثيرا جدا ... ومما ساعد في ذلك هو وجود مجالس أمة التي لا تنظر أبعد من أرنبة أنوفها لأن النواب بغالبيتهم أو معظمهم اهتمامهم الرئيسي هو تصنيفهم الشعبي الذي يعزز تلقائيا تصنيفهم الإنتخابي والكويت كدولة وشعب هي أخر اهتماماتهم وهم بالمناسبة ممثلين باهرين بمسرحيات الوطنية الكاذبة ... بدليل لا حكومة ولا مجلس ولا سياسيين ولا مؤسسات مجتمع مدني ولا أساتذة العلوم السياسية ولا أساتذة علم الإجتماع لا أحد بالمطلق تطرق وبحث في أسباب عزوف ثلث الناخبين الكويتيين عن الإدلاء بأصواتهم كأسباب وبالتأكيد بلا حلول على الرغم من أنها فعليا تعتبر كارثة وطنية حقيقية ... ولم يأبه أحد ولم يناقش ولم يبحث أحدا في أسباب إلى متى يتم حرمان ثلث الكويتيين من حتى الإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات البرلمانية والبلدية بسبب مادة جنسيتهم على الرغم أن ذلك ضربا صريحا واضحا مباشرا بولائهم الوطني ... ولأن النزعة العنصرية والقبلية والمذهبية يقفون بالمرصاد لكل من يتجرأ ويطرح طرحا وطنيا وسياسيا عالي المستوى إلى هذه الدرجة فمن البديهي يتم تسفيه شريحة واسعة من الكويتيين بقوة القانون والجنسية ... بدليل أننا مجتمع يشتهر بالتنمر والسخرية ونفس هذا المجتمع سليط اللسان هو نفسه نفسه نفسه يخاف من رجال السلطة ورجال القضاء ويرتعب من أبناء الأسرة الحاكمة ويتوسل حتى لا تُرفع القضايا ضده بسبب سوء استخدام مواقع التواصل الإجتماعية ... وهذه حالة اجتماعية بحته أيضا لم يتطرق لها أحدا بالمطلق بما فيهم المتخصصين في علم الإجتماع لدينا ... وبالتالي تتكون لدينا القناعة بأن المجتمع الذي يخاف أن يطرح مشاكله بهدف علاجها وإصلاحها وتطويره هو مجتمع جبان وتلقائيا تتعزز فيه حالة الكذب ويستشري فيه النفاق الإجتماعي وبالتالي لا يمكن الوثوق برجاحة عقل المجتمع وإن كان كذلك فتلقائيا لا يمكن الوثوق بمخرجاته الإنتخابية بالمطلق ... وفي توصيف أخر يمكن تصنيفه "قانونيا" على أنه مجتمع "فاقد أو ناقص الأهلية" ولا أرى توصيفا حقيقا أكثر من ذلك إلا لو خرج أحد علي ليعطيني توصيفا أكثر حقيقة ودقة وموضوعية وبالتأكيد مع تمنياتي دون نفاق اجتماعي ؟
أقول ما سبق سواء فهم حديثي بالشكل الصحيح أو بشكل خاطئ لكني أدرك أن وقت الأزمات والكوارث الكويت وأي وطن عربي لن يبقى فيه إلا من يحبون الوطن والأرض فعلا لا قولا ... والتاريخ السياسي والإجتماعي كلاهما يخبرونكم أن وقت الأزمات يفر الأوغاد خارج أرضهم بعدما استمتعوا فيها ولما اشتعلت النار فيها أداروا ظهورهم لأرضهم فذهبوا لأرض أخرى واستقروا فيها ... وعلم السياسة الحديث يخبرك بأن الشعوب تُقاد ولا تَقود وأكبر كذبة عاشتها الشعوب العربية والشعب الكويتي هي كذبة "الأمة مصدر السلطات" ... نعم هذه كذبة بل وكذبة وقحة ورب الكعبة إنها كذبة وأقسم بعزة الله وجلاله أنها كذبة تم تظليلكم بها بشكل خُرافي ... فهاتوا لي أمة واحدة على وجه الأرض اليوم أو من التاريخ اتفقت على رأيا واحدا بنسبة ليس 100% فهذا من المحال بل 80% ؟ ... فإن كانت الأمة العربية لم تتفق على دينكم الإسلامي ومزقوه طوائف ومذاهب فكيف تتفق الأمة سياسيا فهل أنتم مجانين أم النفاق وصل بكم إلى درجة عمى البصيرة !!! ... وباقي أمم الأرض أخبروني هل اتفقت على الديانة اليهودية والمسيحية ؟ لا بل انظروا في كل دولة تنوع مكوناتها الشعبية كأعراق ومذاهب وطوائف وأجناس فكيف تتفق البشرية على أمورا اجتماعيا وسياسية ولا تتفق على أمور سماوية !!! ... وللعلم وفقط للتذكير فإن اليوم عدد الملحدين وعدد ألا دينيين يتجاوزون أكثر من 3.5 إلى 4 مليار نسمة ... ولا يتحدث بلسان الشعب إلا كل كذاب ومنافق وجاهل وسفيه وأحمقا لأن الشعوب لا أحد يملك أن يتحدث باسمها إلا حكامها أو من ينوب عنهم دستوريا أو قانونيا أو شرعيا فقط لا غير ... فعندما ترى أحدا في مواقع التواصل الإجتماعية أو في الصحافة والإعلام من يتحدث بلسان الشعب فاعلم أنه سفيه كذاب ومنافق أو مرتزق ومأجور ... ومثالا واقعيا حقيقيا كما حدث في الكويت مؤخرا في الإنتخابات البرلمانية هناك من خرج وقال جملته "الشعب قال كلمته" !!! ... فصفق الغوغاء والجهلة والمنافقين لهذه المقولة الكاذبة لأن ثلث الناخبين بأكثر من 250 ألف لم يدلوا بأصواتهم وأنا واحدا منهم بالمناسبة و 20% من الكويتيين محرومين من حق التصويت والترشح بسبب مادة جنسيتهم فأي شعب هذا الذي قال كلمته !!! ؟ !!! ... ويقول لكم ربكم سبحانه وقالها جل جلاله منذ 1400 سنة في سورة الرعد { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ... اتقوا ربكم أولا في أنفسكم ثم في وطنكم وتوقفوا عن الكذب والنفاق والتزلف والتدليس ... يا سادة لقد قتلكم النفاق الإجتماعي وعشق الدنيا وضيعكم فقر الثقافة وأعمت بصائركم الوجاهة الإجتماعية الكاذبة ... نتيجة لذلك أصبح المحلل السياسي مظلل وكذاب وأستاذ العلوم السياسية سطحي في علمه وثقافته وتقاتلون من أجل الواسطة في التعليم والتدريس والوظائف فوصل إلى مجلسكم كل مراهق سياسة وهاوي سياسة وفاشل سياسة وكذاب سياسة ... لتتربع فوق رؤوسكم حكومات جبانه فاشلة ضعيفة ومجالس أمة من شرذمة المراهقين والمأجورين والكذابين ... فلوموا أنفسكم ولا تلوموا الكويت التي ابتليت بغالبيتكم من فرط النعم والخيرات وقليلا منكم من يشكرون ويتقون ويخافون الله في أنفسهم وفي وطنهم ... لكني أسأل الله لكم الهداية والبصيرة في وقت الكوارث القادمة أن تعظوا بأسنانكم على أرضكم ووطنكم وأن تقفوا صفا واحدا خلف القيادة السياسية عل وعسى يبارك الله فيكم فيكون جزائكم النجاة من أمر عظيم قادم باتجاهنا واتجاه غيرنا ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم