2019-08-17

ما هي حكاية جيوش الفضاء التي أعلن عنها ؟


في 1-8-2015 أعلن وزير الدفاع الروسي "سيرجى شويجو" عن بدأ العمل بقوات الفضاء الروسية العسكرية ودمجها مع سلاح الجو الروسي ... وفي العام الماضي وتحديدا بتاريخ 18-6-2018 أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن إنشاء أول جيش أمريكي في الفضاء الخارجي بميزانية مبدئية قدرها مسؤلي وزارة الدفاع الأمريكية بـ 8 مليار دولار وقيادة من جنرال لا يقل عن 4 نجوم واستحداث منصب جديد بمسمى "مساعد وزير الدفاع العسكري الفضائي" ... وفي هذا العام وبتاريخ 13-7-2019 أعلن الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" عن تشكيل قوة عسكرية فضائية فرنسية ... كلها تطورات مهمة للغاية والأمر في نفس الوقت مبهم فهل ما يحدث هو صراع بين الدول العظمى في الفضاء يهدف لحماية أقمارهم الصناعية أم الأمر يحتوي على سر تم التكتم عليه بشدة ؟ ... كلها فرضيات واحتماليات لا يمكن إبعادها عن طاولة البحث والتحليل ويجب الوصول إلى فهم التصور والإحتمال لمثل هذه الإعلانات التي طرأت فجأة وفي أوقات متقاربة ... ولا يمكن ربط ما يحدث اليوم بما حدث في 1981 من صراع التسلح الفضائي الذي أعلن عنه آنذاك لأنه كان مفهوم التسلح هو إطلاق أكبر قدر ممكن من الأقمار الصناعية ... والذي كان مفهومه أن كثرة ونوعية الأقمار الصناعية يعني تحويل الأقمار الصناعية الفضائية إلى أسلحة عسكرية تهدف إلى دعم القواعد العسكرية الأرضية التي تتخصص بالتعقب والتجسس ... لكن اليوم تغير المفهوم تماما وتحول الأمر من دعم الأقمار الصناعية للقواعد الأرضية إلى صناعة قواعد فضائية وأسلحة فضائية تهدف إلى حماية للأقمار الفضائية ... هذا هو ما هو حاليا يفهم منه ما تم الإعلان عنه حتى الآن وأنه يمكن لأي قوة فضائية أو سلاح فضائي أن يدمر الأقمار الصناعية لأمريكا أو روسيا أو فرنسا أو بريطانيا وبالتالي يفقدها السيطرة على الأرض بنسبة 100% لتصبح قوة عمياء ؟

يوجد في الفضاء أكثر من 13.000 قمرا صناعيا حول الكرة الأرضية لكن العامل منها يصل إلى 3.500 فقط من بينها 976 قمرا تملكها 5 دول ... أمريكا 568 قمرا صناعيا والصين 177 قمرا صناعيا وروسيا 133 قمرا صناعيا واليابان 56 قمرا صناعيا وبريطانيا 42 قمرا صناعيا ... وهذه الأقمار هي من توفر خدمات الإتصالات والتجسس والقنوات الفضائية ومراقبة أحوال الطقس وتنظم الملاحة البحرية والجوية وتوفر خدمة الملاحة للمركبات ومراقبة الأرض كما يراه ويعلمه الجميع عندما أذهلت google العالم بخدمتها "Google Earth" ناهيك عن خدمات الأبحاث العلمية ... ولا يخفى على أحد أن الحروب في أيامنا هذه تعتمد كليا على الأقمار الصناعية التي توفر الصور الدقيقة والبث والمباشر لأراضي الخصم أو العدو وترصد قواته وتحركاته فأصبحت الأقمار الصناعية بمثابة العين التي تنقل الحدث إلى العقل والذي بموجبه يتخذ القرار بعدها ... ولا بأدنى شك أن الإنسان بعدما دمر ولوث الأرض ذهب إلى الفضاء خارج الأرض أيضا ليلوثه عبر ترك أكثر من 9.000 قمر صناعي ميت لا قيمة ولا فائدة منه أي هكذا يسبح في الفضاء الخارجي مجرد مخلفات بشرية ... والسؤال هل الأمر والموضوع موضوع أقمار صناعية وحمايتها أم الأمر أخطر من ذلك بكثير جدا وتحديدا يكمن السبب حول ليس اكتشاف كائنات فضائية فحسب بل البدء بالوقاية منها وحماية الأرض منها ؟

الكائنات الفضائية
مئات الفيديوهات المنتشرة على موقع اليوتيوب وآلاف الصور المنتشرة على غوغل وإعلان وكالة الفضاء الأمريكية ناسا جميعهم يؤكدون ويقرون بالأدلة القاطعة الحاسمة أن الأطباق الطائرة هي حقيقة موثوقة ... وهذه الحقيقة يجب التعامل معها والتحسب لها باهتمام بالغ وبضورة قصوى لأن البشرية اكتشفت أمرا يفوق قوة وقدرة البشرية بآلاف المرات ... وأن الأطباق الطائرة تفوق العلم البشري كله شكلا وقدرات بآلاف المرات ويكفي أن الأطباق الطائرة أنها تمت رؤيتها بالعين المجردة وشاهدها الملايين ... ويكفي أنها دخلت مجالنا الجوي وسط عجز كامل 100% من كل القوات الجوية لأقوى دول العالم ... وتكفي سرعتها التي تساوي "تقريبا" سرعة 100 طائرة حربية مقاتلة وتضاهي سرعة ضعف 100 مركبو فضائية بشرية ... بدليل الفيديو الذي نشرته وكالة الفضائية الأمريكية التي وصفت تحرك "الجسم الغريب" في الفضاء بأنه خارق السرعة ولم يرو مثله قط ... وأتوقع وأظن أن التكتم الإعلامي لروسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين عن الإعتراف الرسمي لوجود الكائنات الفضائية يكمن بأنه صراع فيما بين تلك الدول للوصول إلى تواصل أو تفاهم لغوي أو بالإشارة مع تلك الكائنات ... ومن ينجح في ذلك فقد حقق نصرا بشريا عالميا لا يمكن وصفه أو تخيله ناهيك إن وصل إلى 1% فقط من علومهم فقد يسيطر على العالم بأسره ... ويكفي أن نعلم وتعلموا أن الأطباق الطائرة بالرغم من سرعتها الخارقة أنها لم نرى لها محركات في مركباتها ولم تشكل أي خطر جوي أو بيئي وعندما انطلقت مسرعة للخروج إلى الفضاء لم يحدث اضطراب هوائي جوي لا من قريب ولا من بعيد والأهم أنها مركبات صامتة لا تصدر أي صوت أو ضجيج بنسبة 100% ... كلها بالتأكيد أمورا خارقة للعادة صادمة خرافية مذهلة ولكم أن تتخيلوا ماذا لو ملكت أي دولة في العالم هذا العلم منفردة وكيف ستسيطر على البشرية وكيف ستتحكم فيه وتبتزه ... ولذلك أنا لا أعتقد أن جيوش الفضاء الأمريكية والروسية والفرنسية أنها تهدف لحماية أقمارها الصناعية بل الأمر مرتبط كليا بالكائنات الفضائية وأنهم ربما قد توصلوا لإشارات حللت وفهمت بشكل صحيح أو خاطئ استوجب على تلك الدول العظمى أن تتهيأ للأسوأ والأفضل ... لكني على يقين من أن تلك الكائنات الفضائية تمتلك قوة تفوق كل القوة العسكرية البشرية مجتمعين وما أفلام الخيال العلمي إلا تمهيدا ووضع البشرية في الصورة والحدث ولم تكن تلك الأفلام مجرد صدفة على الإطلاق ... ويبقى الغيب كله عند رب العالمين سبحانه ويبقى المستقبل مرتبط بعمل الإنسان للأسباب فقط اما الأقدار فلا أحد يعلم عنها شيئا سوى من يلطف وألطف بنا سبحانه ونحن الجاهلون ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2019-08-15

من دمّـر الأسلحة الإعلامية الكويتية ؟


في ستينات القرن الماضي لم تكن كل الدول العربية تمتلك تلفزيونها الرسمي وفي السبعينات أصبحت كل الدول العربية تمتلك وزارة إعلام وتلفزيون وإذاعة رسمية ... لكن في تلك الحقبة وتحديدا في الستينات كان هناك دولا كمصر والعراق وسوريا هم أول الدول التي حولت الإعلام إلى سلاح ... وقد نجحوا نجاحا باهرا بالسيطرة على عقول شعوبهم ليس إلا أن تلك الشعوب كان الجهل مسيطرا عليها ناهيك الأهم وهو أن الحاكم قبل ظهور التلفزيون كان لا يرى مباشرة إلا في المناسبات العامة ... أي النظرة إلى الحاكم وفق المعتقد القديم كان من الحظ أن تراه بأم عينيك ولما ظهر التلفزيون أصبح الكل محظوظ فألبس الرعية ثوب القدسية على الحاكم فأصبح منزها وخاليا من أي خطأ أو عيب ... ولذلك كان أي خبر عن فساد أو جريمة يرتكبها الحاكم أو حكومته تلقائيا ودون أدنى تفكير تتهم أنك خائن أو عميل للخارج ... وهكذا استمر الأمر بين دول تستخدم الإعلام كسلاح قذر وبين دول تستخدم الإعلام كسلاح قادر على إثبات وجودها ونشر ثقافتها المختلفة ... وسلاح الإعلام يتكون قديما من : التلفزيون والإذاعة والصحف وكتاب الصحف وكتب المثقفين والفنانين سواء ممثلين أو مطربين أو فنانين الرسم والنحت بالإضافة إلى الرياضة بمختلف أشكالها وأنواعها وتبادل الزيارات لعقد الندوات الثقافية بين المثقفين والفنانين بين الدول ... وفي 2019 توسعت قاعدة الأسلحة الإعلامية فأصبحت بالإضافة إلى ما سبق : مواقع التواصل الإجتماعي والمدونين والمواقع الإلكترونية المختلفة وعالم الإنترنت برمته الذي أصبح يتيح لكائن من كان أن ينشأ موقعه أو إذاعته أو يعبر عن أفكاره مهما كانت ... فتحول الإحتكار الإعلامي إلى بضاعة مجانية رائجة لم تتخيله البشرية قط في كل تاريخها فأصبح الصراع أكثر عنفا وشراسة وقذارة لكن في الجانب الأخر أيضا أصبح أكثر حقيقة وأكثر وضوحا وأشد تأثيرا ... والمعيار بين هذا وذاك هو الإنسان لتتضح الصورة أكثر أن في مقابل كل إنسان وضيع منعدم الضمير يقابله 5 من أصحاب الفكر المستنير والضمير المنير في زمن سجدت المعلومة والحقيقة للجميع لكن هناك من ينظر إليها وهناك لا يريد أن ينحني رأسه إلى قدميه ليراها ويقرأها ؟

بكل أسف وبكل ألم وبكل حزن الكويت فرطت بأسلحتها الإعلامية واستهانت بها وأضعفتها وهلهلتها فأصبحت دولة بلا أي سلاح إعلامي يستحق الإشادة به أو التعويل عليه ... فالتلفزيون والإذاعة مخترقين تماما والصحف أصبحت تافهة كأصحابها التجار الذين يتقاضون دعما حكوميا 100 ألف دينار سنويا وهم لا يستحقونها ... والحسابات الإخبارية في مواقع التواصل الإجتماعي يديرونها البدون وصحفنا يحرر أخبارها البدون والوافدين أيضا ... والممثلين أصبحوا تجار تمثيل في أسواق "المنتج المنفذ" ورفع التلفزيون يده والمطربين "رويشد ونوال وشعيل" الشياب سيطروا ودمروا الساحة الفنية الكويتية ... ومجلة العربي الكويتية التاريخية تم دفنها في مقابر وزارة الإعلام ... والمجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب أصبح تمثالا سخيفا ولا يملك سوى مهرجان القرين السنوي ... والإذاعات الخاصة عبارة عن شرذمة مهرجين ... والرياضة حدث ولا حرج من خزيها وعارها باستثناء بعض الشباب الوطني الكويتي الذين يصنعون مجدهم الشخصي الذي هو انعكاس لمجد وطنهم ... ومواقع التواصل الإجتماعي أصبحت سوقا رائجا عامرا للإبتزاز ورفع الدعاوي بسبب قانون جرائم النشر قانون الخزي والعار ... إذن ماذا تبقى للكويت من أسلحتها الإعلامية ؟ لا شيء ... التلفزيون والإذاعة الرسميين ووزارة الخارجية والدبلوماسية الكويتية جميعهم لا يعتبرون من أسلحة الكويت الإعلامية فهذه قنوات رسمية مراقبة ومرصودة خارجيا لأنها تمثل التوجه الرسمي للدولة ... ولا أكبر من فضيحة حدثت في التاريخ الكويتي الحديث إلا أن يكون المواطنين في مواجهة مباشرة مع السفارات الأجنبية التي تتزاحم على مقاضاتهم وسط صمت حكومي ودبلوماسي مهين ومعيب ... بمعنى نبيع أبنائنا حبا وكرامة لكم لكن أنتم لا تبيعون أبنائكم حتى وإن شتمونا وأهانونا ووضعوا الحذاء في وجوهنا !!! ... دولا خليجية صرفت عشرات المليارات خلال الـ 10 سنوات الماضية ولم تستطيع أن تصنع لها فنا ولا استطاعت أن تضع لها بصمة في خريطة الإعلام العربي والحقيقة أن لا أحد يستطيع أن يجاري عظمة وإبداعات الكويت وأبنائها من الفنانين والموهوبين ... لقد كان استهدافا مباشرا للكويت وإعلامها ومحاولة خطف الأضواء من الكويت التي احتلت وسيطرت على الإعلام الخليجي من الستينات وحتى منتصف التسعينات ثم بدأ التغلغل وبدأت المؤامرة بخيانة وتواطؤ من الداخل الكويتي ؟
 
أعيدوا أسلحتكم الإعلامية لأن التعويل على وطنية الكويتيين يستحيل أن يتم ضبطه لأن مستوى ثقافتي يختلف عن مستوى ثقافة غيري ومستوى أدب فلان يختلف عن مستوى أدب علان ... وما بين هذا وذاك تحدث الفوضى ويرتفع منسوب الإنفلات فيدفع المخلص ثمن دفاعه الوطني لأنه لم يختار نقد الأشخاص بالشكل الصحيح ولا بحسن الأدب في النقد والذم ... وابحثوا واسألوا أنفسكم من دمّر فرقة التلفزيون التي كانت إحدى منارات الكويت ؟ ومن سحق وحرق مجلة العربي التي كانت علما في الوطن العربي للكويت ؟ ... ومن فرّط بالتلفزيون الكويتي الذي كان ينتج سنويا أكثر من 30 مسلسل دون وجود منتج منفذ وكان يتحكم بالخارطة الفنية الكويتية داخليا وخارجيا ؟ ... ومن هم المتواطؤن الذين دمروا الساحة الفنية الكويتية التي كان فيها في السابق ما لا يقل عن 20 و 30 فنانا واليوم أضحت تعيش على 3 فقط ... ومن دمر الرياضة الكويتية بعدما كانت في القمم أصبحت تحت الأقدام من هول مهازلها ونكذب ونجامل بأن الأمل موجود والمنتخب سيعود لكنها أضغاث أحلام ؟ ... ومن دمر الإذاعة وبرامجها العالية المستوى وحولها من منارة للثقافة والمعلومة إلى ديوانية سفهاء يهرطقون ويقهقهون ؟ والمسرح الكويتي الذي كان يخاطب عقولنا أصبح يخاطب جيوبنا ولم يكتفي بذلك بل تحول الكثيرين إلى دور عرض جنسية من كثرة الإيحاءات الجنسية الوضيعة التي يطلقها من يحسبون على الكويت بأنهم فنانين !!! ... وإلى متى ستستمر هذه المهزلة بتدمير حياة كل من دافع عن وطنه باندفاع مبرر ومفهوم هل حتى تضيع حياة ومستقبل الآلاف أم إلى الآن لم تكتفوا بالمئات ؟ ... أعيدوا النظر والتحليل فهناك كويتيين إلى جانبكم وما هم بكويتيين وهناك من يدعي الحرص والوطنية وما هم بذلك إنهم حفنة من الخونة والعملاء أو الجهلة الحمقى الذين دمروا كل أسلحة الكويت الإعلامية ... ولم يبقى لها سوى ردة الفعل الشعبية في مواقع التواصل الإجتماعي التي في الغالب هي من تدفع وتضطر الحكومة للتعاطي معها بإيجابية ليس من قناعة الحكومة بل امتصاصا لردة الفعل الشعبية ... والمهازل التي تعيش فيها وزارة الإعلام حدث ولا حرج وزارة كانت تقود وزارة الإعلام في المنطقة أصبحت وزارة مهمشة وكأنها تقوم بدور الوزير المقال "تصريف العاجل من الأمور" ... لا رؤية لا استراتيجية لا هيكلة محترمة لأن الكويت ليست هي المهمة بل صراع الكراسي هو المهم والمجد الشخصي هو الأهم ... ولذلك ألمنا كبير أن تختفي كل أسلحة الكويت الإعلامية والفيلم المصري الهابط انتهى وصحفنا الحقيقية تجدونها في مقابر الثمانينات فاليوم أصبح من يملك المال يتحكم في دولة ... وكأن الشعب شرذمة مرتزقة وكأن الكويت ليست دولتنا ونحن لسنا شعبها وأبنائها ... لا تستطيع أن تتخيل وضعك يوم أن تضربك أزمة أقليمية كبيرة هل ستعتمد على ردة الفعل الشعبية الهوجاء ؟ بالتأكيد نعم لأنك فاقد لجميع أسلحتك الإعلامية التي أنت بيديك دمرتها ومكنت الغريب من التغلغل بيننا ولم تكتفي بذلك بل سحقت كل عظائم إنجازات من صنعوا مجدا وفخرا للكويت وشعبها داخليا وخارجيا ... أنت لا تحتاج إلى تطوير فحسب نحن بحاجة إلى تطهير الكويت من أوساخها وعفنها وإعادة صناعة الأسلحة الإعلامية الكويتية من جديد ومن الصفر بعدما دمروها خونة وأنجاس الكويت ... ويوم أن تصنع وتنهض تلك الأسلحة سترغم العالم العربي بأسره ورغما عن أنفه أن يرى ويستمع للصوت الكويت خبرا وحقيقة ومصداقية وشفافية وفنا وثقافة ورياضة وطربا ... وتخدمك الأقدار السماوية في ذلك بأنك تمتلك المال والعقول والطاقات والقدرات والإمكانيات فلا يعجزك بعد ذلك إلا أن تكون خسيسا كمن نراهم في وقتنا الحاضر سلموا أسلحتنا للغير وهم أتفه وأضعف منا بكثير وكثير جدا فخيّل للسفهاء بأننا نحن الأضعف وهم الأقوى ... وما أكثر السفهاء في وطني وما أكثر بلاغة "مهاتما غاندي" عندما قال : ليس هناك أكثر خطرا على الهند أكثر من خونتها من الهنود ... وهذا بالضبط ما نعاني منه في الكويت "الكويتيين الخونة والسفهاء وكلاب المال" وما أكثر كلاب المال في وطني فهم أسهل من تشتري نسائهم وشرفهم وإن أقسموا على القرآن الكريم ... لعن الله لعنة تصعد إلى عنان السماء ولا تنزل إلى يوم القيامة كل من دمر أسلحتنا الإعلامية التي كانت ترعب دولا كثيرة وأنظمة حكم عديدة فأصبحنا مطية لمن صنعناهم وعلمناهم ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2019-08-13

التحالف المزعوم المهزوم في اليمن ونهايته ؟


في 27-2-2015 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : عاصفة الحزم وحدت ما تبقى من العرب ؟ ... وهذا رابط الموضوع

وفي 15-5-2016 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : اعترفوا ... هزمنا في اليمن ؟ ... وهذا رابط الموضوع

وفي 6-12-2017 كتبت ونشرت موضوع بعنوان : فطـــس نجس اليمن .. فغضبت السعودية ؟ ... وهذا رابط الموضوع


الفرق بين الموضوع الأول والثاني هو أننا قد خدعنا ففي الموضوع الأول ظننا أن السعودية وتحالفها يمتلك معلومات استخباراتية دقيقة لدرجة أن الغالبية ظن أن حرب اليمن لم تستغرق سوى بضعة أشهر ... أما الموضوع الثاني فقد كان إعلانا مبكرا مني بأن أعلنت أن التحالف العربي قد هزم في اليمن بدرجة فاضحة مهينة معيبة ... ثم تحولت حرب إعادة الشرعية إلى غزو واضح لا يقبل الشك ثم تحول الغزو إلى تمزيق اليمن وشطره إلى نصفين ... ثم تهلهل التحالف العربي وأصبح مجرد تحالف على لسان أبواق مرتزقة الإعلام والمنافقين فلا يوجد تحالف ولا بطيخ إنما فعليا هي دولتين "السعودية والإمارات" وانفض الجمع من حولهما ... ثم انقلبت الموازين فتحولت السيطرة السعودية والقرار السعودي إلى سيطرة إمارتية مطلقة على الجنوب اليمني في عدن وتهميش السعودية ... ثم إنقلاب على الشرعية التي هي في الأساس ليست شرعية بحكم أن الرئيس "عبدربه منصور هادي" قد قدم استقالته من منصبه رسميا في 22-1-2015 وأبلغ فيها مجلس الوزراء ومجلس النواب والحزب ... إذن نحن أمام مشهد مليء بالتضاربات وكثير الضعف وواسع الفشل والأهم من كل ما سبق هو الضرر الكارثي الفظيع الذي أصاب سمعة "السعودية والإمارات" خارج أوطانهم إقليميا وعالميا ؟ 

إن من سوء التدبير وجهالة العقل أن يظن الإنسان أنه مطلق التفكير وعظيم الذكاء ... ومن الفشل السياسي أن تخطط لأمر ولما تفشل تصر عليه ويتحول العقل السياسي إلى عقل طفل أو مراهق بمبدأ "إن لم أخذ ما خططت له فإما أخذ نصفه أو بضعة منه أو أن أدمره وأحرقه" ... ودوائر القرار السياسي في المنطقة والعالم يعلمون علم اليقين أنه لا يوجد تحالف ولا توجد غير السعودية والإمارات اللتان تورطتا بمغامرة فاشلة والتصق بالدولتان جرائم حرب مخزية ... ولا يتعلل السفهاء بجرائم الحرب الذي ارتكبها "جحش سوريا" تحت مبدأ الجحش قتل ولم يتحرك أحدا ضده فلم أصابع الإتهام توجه فقط ومباشرة إلى السعودية والإمارات !!! ... والإجابة سهلة للغاية فما حدث في سوريا كانت حربا أهلية ثم تدخل فيها المجتمع الدولي أو بالأصح تآمر عليها وجحش سوريا لن يفلت ورب الكعبة لن يفلت ... أما في اليمن فقد كان غــــــزوا واضحا صريحا للأراضي اليمنية وبعد أن فشل الغزو تحول دعم الشرعية إلى تقسيم اليمن ... والكارثة أن المهاجم تحول إلى مدافع أي المحتل الذي دمر اليمن تحول إلى استراتيجية الدفاع من الهجمات الحوثية التي أصبحت مشهدا مألوفا تتعرض السعودية يوميا إلى هجمات الحوثيين ... وليس ذلك فحسب بل أصبح الحوثيين يحتلون ويسيطرون على مواقع سعودية ويعلنون ذلك بالصوت والصورة ... وما ميناء الحديدة إلا مثال عن حجم الفشل الكارثي للسعودية واليمن والمصيبة الصحف العالمية ومواقع التواصل الإجتماعي تحدثت كثيرا ونصحت كثيرا وحذرت ونبهت كثيرا لكن لا أحد يسمع أصوات العقل ... والنتيجة أن ملك الحوثيين تعاطفا خرافيا غائبا عن العقل السياسي وتعاطفا أخر لا يحب الحوثيين لكنه تأثر بما حدث في اليمن من زيادة في الفقر ولجوع والأمراض ... ولو أردت أن تسأل بعد أكثر من 4 سنوات من الغزو السعودي الإماراتي لليمن : هل انتصرتم في غزوكم ؟ الإجابة بالتأكيد كلا ... هل قضيتم على الحوثيين أو حتى أضعفتموهم ؟ الإجابة كلا ... هل قضيتم على الإرهاب كما تزعمون ؟ الإجابة كلا ... هل قضيتم على الفقر والجوع والبؤس والأمراض في غزوكم ؟ الإجابة كلا ... هل عززتم من وحدة اليمن أم مخططكم بالأصل كان التقسيم ؟ الإجابة قسمناه ... إذن توفرت كل عوامل واستراتيجيات الغزو فالغزو يدمر ولا يعمر يفرق ولا يوحد ... والأهم الخسائر البشرية والإقتصادية التي تكبدتها الإمارات والسعودية والتي تعمدت الدولتان عن حجب خسائرهما في غزوهم لليمن ... لكن التقارير الصحفية والتوقعات الدولية أشارت إلى مقتل أكثر من 15 ألف جندي وضابط في صفوف جيش الدولتين والسعودية ملكت أكثر من 80% من القتلى ... أما الخسائر الإقتصادية فهناك تقرير لمجلة "فوربس" الأمريكية يقول أنه بعد 6 أشهر من اندلاع الحرب "إن تكلفة الأشهر الستة بلغت نحو 725 مليار دولار" = 219 مليار دينار كويتي ... وتقدير آخر جاء في دراسة نشرتها "جامعة هارفارد" الأمريكية أشارت فيها إلى أن تكلفة الحرب تصل إلى 200 مليون دولار في اليوم الواحد ... وصحيفة "الرياض" السعودية فقدرت تكلفة تشغيل الطائرات السعودية المشاركة بالحرب بنحو 230 مليون دولار شهريا متضمنة تشغيل الطائرات والذخائر المستخدمة والاحتياطية وثمن كافة قطع الغيار والصيانة وغيرها ... كما قدر موقع "دويتشيه فيليه" الألماني تكلفة تشغيل الطائرات السعودية المشاركة بالحرب ويبلغ عددها 100 طائرة بمبلغ 175 مليون دولار شهريا ... إذن الخسائر جدا عظيمة وبالتأكيد لا تستحق هذه المغامرة الفاشلة التي كشفت فيها كل مخططاتك واستراتيجياتك وقدراتك العسكرية لإيران ... التي وكالعادة يمنحونها الفرص بالمجان وتمسك أيضا بالمجان كل ما من شأنه يفيدها حتى أصبح تمزيق دول المنطقة من قبل إيران أسهل مما يتوهم أهل النرجسية المرتفعة ... ويا ليت هذا المبلغ كان لإعمار السعودية وازدهار الإمارات أو للقضاء على البطالة والفقر والبطالة في الدولتين وفكر كرب المسجونين أو لإنقاذ اليمن وتحويله من عدو إلى حليف ... أموال ضخمة مرعبة لو استثمرت في مكانها الصحيح لحصدوا أكثر مما يتخيلون وأكبر مما يتوقعون لكن البصيرة غائبة ... والأسئلة المهمة : لماذا الحوثيين يستهدفون السعودية فقط وحصريا ويوميا ولا يستهدفون الإمارات ؟ ما الصفقة التي تمت بين الحوثيين والإماراتيين ؟ من هو الطرف أو الأطراف التي تعلب من وراء السعودية وتطعنها في كل يوم ؟ ومن هو العدو الذي يلبس قناع الصديق امام السعودية ؟
 
القاعدة وداعش والحوثيين والإخوان
4 تنظيمات لو توحدت واتفقت لسحقت عدن وجنوبها بكل القوات الموالية للسعودية والإمارات عن بكرة أبيها ولحققوا انتصارات ماحقة كاملة مضمونة الإنتصار في غضون 6 أشهر ... وما لم يمكن حدوثة طيلة 4 سنوات فسيمكن حدوثه خلال الأسابيع والأشهر القادمة من تغيير خريطة التحالفات في اليمن وبعد أن تمكنت الإمارات من سحق النفوذ السعودي هناك على أرض الواقع وأصبحت فعليا هي من تتحكم في عدن وجنوبه ... فإن المياعة الإعلامية لا تقنع سوى المغفلين والتصريحات الدبلوماسية لا تستهدف سوى الأغبياء فالجنوب بالكامل أصبح في قبضة الإمارات تماما ... بل الكارثة أن السعودية لا تملك إصدار أي أمر بعد اليوم في عدن وجنوبه لأن القوات التي على الأرض كلها في قبضة الإمارات من موالاتها ... وإن كان هناك من يحلم بخط أنبوب النفط الذي يمر عبر عدن فهو واهم بنسبة 100% فخسائر الحرب أعلى بكثير من تصدير النفط أي ما تصدره تنفقه على الحرب إن لم يكن معظمه فلن تقل النسبة عن 40% ... وهذه نسبة خرافية بالتأكيد ناهيك عن تغير التحالفات القادمة سترفع من نسبة الصرف والأهم أن توحيد اليمن ستكون لغة الحوثيين وحزب الإصلاح الرسمية وغير الرسمية ... وهذه لغة وطنية احذروها فإن مكاسبها مضمونة في داخل وخارج اليمن ستلقى دعم دولي وإقليمي واسع النطاق ناهيك عن القرار الإيراني الذي أصبح مرجعا في المنطقة بسبب غزو اليمن وحصار قطر ... أي أنك خضت غزوا في اليمن وحصارا لقطر وعداء لإيران في نفس الوقت وهذه قوة حتى أمريكا لا تستطيع أن تواجهها ... والأهم اليوم السعودية والإمارات أصبحت تهدد مصالح سلطنة عمان بنسبة لا يمكن غض البصر عنها ولا يمكن الإستهانة فيها فهي لا تزال تضمن ولاء الكثير من القبائل اليمنية فزادت تكلفة على السعودية والإمارات ... فنخرج بالنتيجة التالية : دعم الشرعية ثم غزو اليمن ثم ضرب حليف إيران "الحوثيين" ثم تقسيم اليمن ثم أنبوب النفط الذي رفضته الشرعية في اليمن ثم تهديد مصالح سلطنة عمان ... فأي جنون يظن أصحابه أن هذا الوجود سيستمر !!! ... وكيف تريد جيشك أن يمتلك الروح المعنوية العالية التي هي أساس أي حرب في العالم وأنت في الداخل غارق في الحفلات والرقص والفعاليات !!! ... وأي انتصار تحلم به وأنت تمزقك في كل يوم الصحف العالمية على مواقعها وصحفها حتى حرقت كل شعبيتك وسمعتك في الخارج !!! ... وأي حلم ووهم تحلم به وتتوهم فيه أن تنتصر على إيران في أي مواجهة مستقبلا وأنت أصلا غارق ومتورط في غزو اليمن !!! فإن كنت تظن وتعتقد أن الشرذمة الساقطة من سفلة مواقع التواصل الإجتماعي وذبابك الإلكتروني الوضيع أن هؤلاء هم ميزانك للرأي العام فابشر ثم أبشر بهزائمك وخزيك وعارك ... فما هلكت الدول إلا بالمنافقين ولا سقطت العروش إلا بسوء المستشارين ولا تغيرت خرائط العالم إلا بتفاهة العقل السياسي ... وكل من فتح أبواب الشرور لم ينجى من حرائقها واكتوى بنيران ما صنع ودفع ثمنا كان أكبر منه ومن لا يعتبر لا نأسف عليه ومن لا ينتصح فلا نحزن عليه وما حياتكم وحياتنا سوى بضعة سنين فاصنع ما شئت فإن حسابك وعقابك لا يشك فيه سوى الغافلون ... ويل لعبيد يلقون ربهم يوم القيامة وفي رقابهم دماء وآهات ومعاناة الضعفاء ويل لهم ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم





2019-08-08

النفــــاق الوظيـــفي ؟


لو رصدت طريقة إدارة الشركات والوزارات في الدول المتقدمة كالصين وأوروبا وأمريكا وغيرها ستكتشف أمورا مذهلة في طريقة إدارتهم أدت إلى نجاحهم وتسيدهم على العالم ... والمدهش لديهم أن الموظف عندما تتم ترقيته والمسؤل الذي يصل إلى المناصب التنفيذية العليا والوزير لن تجد أي زحام ولن تجد طوابير تبارك له منصبه الجديد ولا حتى يرسل أحد له بطاقة تهنئه ... بل لن تجد سوى إدارة مكتبه الجديد أي بضعة أفراد وفي أول اجتماع له سيحضر المدراء لاجتماعهم بشكل طبيعي ويدخلون من فورهم في صلب إجتماعهم وأعمالهم ... لماذا هذه الثقافة ومن صنعها وكيف استمرت ولم تهتز ؟ فقط لأنهم يعتقدون أن المنصب مسؤلية وأي كرسي قيادة يعني التقدم إلى الأمام وأن المسؤل لن يستمر طويلا فإما أن يفشل فيقال أو ينجح فيتقدم في المناصب العليا ... والمدهش أيضا في فكر الإدارة في الدول المتقدمة أن الإقالة أي الفصل من العمل سمة دارجة على القيادات العليا ولأنهم ناجحين فمن يصل إلى نهاية عقده ويحصل على كامل مستحقاته هم كثر ... فلا هناك نفاق لأنهم ليسوا مرضى لكن يوجد بينهم من يحمل الخبث والجشع والفساد وهذه صفة في بعض البشر وليست تأصيلا وإجماعا ؟ 

لو بحثت وحللت في سياسة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لماذا إدارته فاشلة بدليل مغادرة إدارته أكثر من 30 مسؤلا من مختلف كبار قيادات أمريكا ... فلن تجد الإجابة صعبة وستكتشف بسهولة أن الرئيس الأمريكي الحالي يبحث عن المنافقين من يدينون له بالولاء الشخصي وليس بالولاء لأمريكا ولمؤسساتها الدستورية ... وبالتالي كل من يخالف رأي الرئيس فهو ليس له ولاء وكل من يعارض سياسته فعليه سريعا أن يقدم استقالته أو تتم إقالته وطرده من البيت الأبيض ... وهذا المرض العقلي والنفسي هو نفسه موجود في الدول العربية فتجد أسباب الفشل العربي والخليجي تتمحور حول مسألة النفاق فأيهما أكثر نفاق تجده أكثر قربا وأكثرهم فسادا أكثرهم ترقية ... وانتشر هذا المرض فأصبح كالوباء أو الفايروس الذي انتشر في المجتمعات العربية فأصبح النفاق يمشي بيننا وكأنه رجلا صالحا و "النفاق يعني الكذب" أو "قول ما ليس صحيحا" ... وحتى لو كنت صالحا أو عبقريا فإن الإفراط في مدحك يعتبر استهجانا وليس استحسانا فما بالكم ونحن نعيش في بقعة الرياء والنفاق إسمها "الوطن العربي" !!! ... ولذلك لا عجب أن نكتشف أن الولاء في معظمه للأفراد وليس للدولة للجماعات وليس لمؤسسات الدولة بدليل كلما سقط قطب كبير تهاوى بالسقوط معه زبانيته ... ولذلك الدول العربية تعيش دائما في فوضى التغيير لا يستمرون على خط واحد مدروس وليست لهم رؤية ثاقبة بعيدة النظر وكل مسؤل يلعن من سبقه ويغير وينسف كل إنجازاته ويجري تغييرات في قيادات مكتبه وإدارته وكأنه تغيير جند بجند المقياس والمعيار هو الولاء الشخصي لا للدولة ومؤسساتها ... ولذلك تجد القبضة الأمنية شديدة البطش والناس مراقبون دائما ليس لأمن الوطن والمواطنين ولا للدولة ومؤسساتها بل لحماية الرئيس أو الوزير فقط لا غير ... أما قصص الوطن والوطنية والقيم والمبادئ الرفيعة فهذه تركت للشعوب العبيطة التي تساق كما تساق البهائم لا حول لها ولا قوة عندما قبلت ورضت وخافت وجبنت من أول سياط نزل على ظهر بريء منهم ... فتحول المجتمع من مجموعات أفراد ومجتمع إلى كتلة من النفاق الشعبي فيتحول العمل إلى شعارات والمجالس إلى شعارات وحتى المنازل غرقت في الشعارات ليس لشيء فقط لأن النفاق أصبح يجري مجرى الدم في عروق معظم الشعب ؟

في حقيقة الأمر ليس مطلوبا منك أن تنافق مسؤلك إلا إن كنت أنت عبد وضيع وإن قبلك مسؤلك نفاقك فهو كائن سفيه مريض تافه الشخصية لا يصلح للقيادة ... فالقيادة لا تحتاج إلى منافقين لأن نجاح القيادة في أعمالها هي من ستتحدث عن القيادة ومدى إخلاصها ووطنيتها لأرضها وشعبها ... وفي الأمور التنظيمية وفي زمن اللوائح والقوانين والدساتير والقضاء من المؤسف أن ترتفع وتيرة النفاق والجهل والرياء والتزلف للمسؤل التافه هذا أو المسؤل الفاسد ذاك ... فأصبح الوضع أن تتسول حقوقك من أفراد وضعوا من أجل خدمتك ويتقاضون رواتبهم من المال العام أي مالك أنت والشعب ومع ذلك تجد من يتزلف ويتذلل حتى ينال حقه الطبيعي ... والفساد وصل إلى أقصى درجاته في زماننا هذا بسبب الرياء والنفاق ومسؤل يتستر على مسؤل وموظف يتستر على موظف فأصبح "بعض" رجال الأمن موظفين لدى القيادات وليسوا موظفين لأجل أمن الدولة وحماية حقوق الشعب ... والطبيب فاسد والمدرس فاسد والمهندس فاسد والمحامي فاسد وكل يصنع فساده بطريقته ويستحيل أن يجتمع أو يتكون الفساد إلا بنواة وبذرة النفاق ... فإن وجدت البذرة من يزرعها ثم وجدت من يسقيها ثم وجدت من يعتني بها طالت وتفرعت أغصانها حت تستظل الدولة بأكملها تحت شجرة الفساد وما كان الفساد لولا النفاق ,,, وما كان النفاق لولا توافه القيادات وهشاشة شخصياتهم وسهولة التحكم بهم لدرجة مطية ظهورهم وهم يبتسمون ... ومع شديد الأسف أن النفاق من صفات العرب المتأصلة المتجذرة في تاريخهم وأول من ابتدع النفاق في مجالس الدولة كان خلفاء المسلمين في الدولة الأموية ثم العباسية ثم العثمانية ثم بعد تقسيم بريطانيا للدول العربية بعد 1924 استمر النفاق في مجالس مشيخة الخليج وبين ملوك العرب ... وبالتالي مسألة تصحيح أو محاربة النفاق في مجتمعاتنا ودولنا هي مثار سخرية بل وضربا من الخيال فلا أنتم انتهيتم من عيبكم ولا أنتم انتصرتم لكراماتكم وحقوقكم والكل مستسلم لواقع مريض ومعظمكم أصبح يستظل تحت شجرة النفاق ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2019-08-04

الكويت ... حكم الصباح وما بعد حكمهم ؟


هذا التحليل السياسي شديد العمق وواسع النظرة الثاقبة للمستقبل لا يصلح إلا لذوي العقول التي تقاتل من أجل الإستدلال على المستقبل ... والمستقبل يعني الإطمئنان على الأجيال القادمة والأهم من الأجيال هو مصير وطن وكيان وأرض وشعب وسمعة وتاريخ طويل وعريق من الشرفاء والمخلصين الذين ساهموا ببناء الكويت في كافة أشكال وأنواع المجالات ... لذا يرجى قرائة الموضوع بتأني وبروية وبتفهم عميق وببعد نظر حكيم حتى تصل فكرة الموضوع والهدف المنشود عل وعسى أن يعي أصحاب القرار المشهد والتحليل والصورة للكويت مستقبلا ... وإني أخاطب الجميع في هذا الموضوع وليس فردا ولا مجموعة ولا مؤسسة بعيدا عن أي شخصانية وأي تجريح وأي استخفاف ... هذا وقد اقتضى التنويه . 

الموضــــــــــوع
يظن كل الشعب وبكل أطيافهم الإجتماعية والفكرية أن وظيفة الحاكم سهلة ويعتقد الكثيرون أن الحاكم منعم مترف وأنه إنسان ذوو حظ عظيم !!! ... لكن الحقيقة مختلفة كليا وتماما وبشكل سترون وستكتشفون كم هو مرعب لدرجة تجعل كل منكم لا يتمنى أن يكون في بلاء الحاكم ... فأنت وأنا وأنتي وهذه هل تعتقدون أنكم في بيوتكم ومساكنكم وأعمالكم ذهابا وإياب رقودا نائمين أو في أسواقكم وشوارعكم سائرين أن هذه مجرد صدفة ؟ ... هل تظنون أنكم منعمين فقط بفضل نعمة من رب العالمين أم ربكم سبب لكم الأسباب وهيأ لكم من الأمر رشدا ؟ ... الأسباب تكمن بحاكم البلاد نعم أمير البلاد وحاكمها هو أول سبب للأمان سخره لكم ربكم سبحانه فالحاكم هو من يصنع هيكلة الدولة وينظمها ولو جاء ووجد دولة منظمة فإنه يطورها أو يستمر بنظام مسؤسساتها ... والحاكم الطبيعي العاقل هو من لا يعرف الراحة لأنه يحمل أمن وأمان دولته وشعبه وتوفير كل سبل الأمن والراحة لهم ولو تولى الحكم مراهق أو معتوه أو فاجرا طائشا لسقط حكمه ببضع سنوات وانتهى أو لافترسه أعدائه من جيرانه ... وفي الكويت قدرنا أن يكون موقعنا الجغرافي بين 3 دول كبيرة المساحة مختلفة فكريا وعقائديا وأيدلوجيا فيما بينهم ونقع نحن الشعب الصغير والدولة الصغيرة بين العمالقة الثلاثة ... إذن مسؤلية حكام الكويت ورجالات الدولة مسؤلية استثنائية غير عادية على الإطلاق أن تسير دولتك وترعى مصالحا دون أي إزعاج أو عداء بين العمالقة الثلاثة المحيطين بك بتوازن حذر ... وبالتالي وضعنا حساس للغاية والأمن والأمان للكويت لم يأتي مجانا بل كان عبر جهد جهيد وتعب مرير لرجالات الكويت من السياسيين والإقتصاديين والوطنيين دون أن يشعر به أحدا من الشعب الثرثار ... ولأن المسؤلية لا يتحملها إلا أهلها فلا عجب أن نجد المهمات الصعبة تتم بهدوء وسرية بعيدا عن الإعلام وبعيدا عن ثرثرة الشعب العاقل والجاهل والمثقف الحكيم والسفيه الأحمق ... ولو قارنت حياتك الشخصية أو الوظيفية بحياة الحاكم أو المسؤل الرفيع لسجدت لربك طويلا حمدا وشكرا على ما أنت فيه من نعم لا تعد ولا تحصى ... ولا تقول لي أنهم أثرياء ونحن فقراء أو بسطاء فبالنهاية الغني والفقير الثري والمعدم سينزل لقبره خالي لا يحمل معه لا درهما ولا دينارا سوى عمله وقبرك مثل قبر حاكم البلاد تماما كفن وحفرة ولحد وتراب ... ولذلك يجب أن تخرجوا من التفكير التقليدي إلى التفكير الإستثنائي إن كنتم حريصين على وطنكم وأجيالكم القادمة ... والنظر إلى ما بعد سمو الأمير الحالي / صباح الأحمد الجابر الصباح بارك الله في عمر سموه والنظر إلى ما بعد سمو ولي العهد الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ... نظرة لا تعتمد على الأشخاص بل تعتمد على دولة المؤسسات والأهداف فما تاريخ بريطانيا إلا شيئا مقاربا لنا فهي قد تأسست رسميا في 1927 لكنها ذات وجود واتحاد منذ سنة 1707م ... وصباح بن جابر أول حاكم للكويت كان في 1752م فكيف تقارب السنوات بيننا وبين بريطانيا لكن اختلفت الآليات كليا ؟ 

بعد تحرير الكويت كانت كل أسباب سقوط الحكم في الكويت مهيأة ومتوفرة فدولة للتو خرجت من الإحتلال وكم أسلحة منتشرة ومبعثرة في كل مكان كافية أن تقيم فيها حربا تحصد مئات الآلاف من الأرواح ولا توجد دولة مؤسسات ولا قانون ولا قضاء ولا أمن ولا أمان كلها مقومات تعطي الأفضلية لأي تمرد أو انشقاق سواء كان غبيا أو ذكيا فبكلا الأمرين ستنجح أي ثورة وأي انقلاب أو انشقاق ... لكن لا أحد من الكويتيين من الصامدين كان يفكر إلا بشيء واحد فقط وهو عودة الكويت وحكم شيوخ الكويت من الصباح فقط وتلك فضيلة وخصلة حسنة تثبت لك أن هذا الشعب شعب مخلص ووفي وطيب كثيرا لدولته ولحكامه ... لا أحد من الكويتيين يستطيع تصور أن الكويت يحكمها غير الأسرة الحاكمة الصبــــاح وعدم التصور هذا نابع من القناعة المطلقة بأفضليتهم المطلقة ... وهذه الأفضلية لم تأتي صدفة ولم تكن ظروف عابرة أدت إلى حكم أسرة لدولة وشعب لأكثر من 300 سنة متواصلة ... إنما هذه القناعة جاءت عبر عشرات العقود و 3 قرون من الزمان وأكثر من 9 أجيال توالت على الكويت "الجيل 33 سنة" ... وقد سمعنا من أهالينا وممن قبلنا ومن كتب التاريخ الكويتي الروايات والقصص والأحداث بخيرها وشرها بحسنها وسيئها عن الأسرة الحاكمة وعن أفراد المجتمع وعن تجار الكويت ... كلها إشارات وأدلة وقرائن لا تقبل الشك أو اليقين بأن لا أحد بالمطلق ونهائيا يصلح لحكم الكويت إلا أسرة الحكم الحالية الصبـــــاح ... بدليل أنه منذ قرون وعقود لا توجد أي أسرة كويتية منافسة للوصول لحكم الكويت ولا حتى 1% بمعنى لا توجد أي أسرة في الكويت لها سلطة أو نفوذ أو شعبية تمكنها من الوصول إلى حكم الكويت ... ليس لطغيان أو جبروت نظام الحكم في الكويت كلا وأبدا بل لأن الشعب الكويتي بالمطلق يرفض كائنا من كان أن يحكم الكويت إلا الصبـــــاح ... وتأكيد أخر أن هذه القناعة لم تأتي بالترهيب والترغيب ولا بالفرض ولا بالإستغلال والإبتزاز كما هو حال الكثير من أنظمة الحكم في الشرق الأوسط وأفريقيا ... بل جاءت بالحب والمودة والتعاضد والتراحم والتواصل والقرب والتقرب بين الحاكم والمحكوم بين الرعية وأسرة الحكم ... لا أحد من أسرة الحكم يجرؤ أن يمشي بين المواطنين كالطاووس لا أحد منهم يخطئ بحق مواطن أو موظف دون محاسبة وما قولي هذا إلا والأحكام القضائية والسجن شاهدة على ما أقول ... إذن النقطة الأولى في فقرتنا الأولى أسرة الحكم تحكم بقناعة مطلقة من الشعب ولن نسمح بالمساس بها أو تهديدها لأن استقرار أسرة الحكم هو استقرار لنظام الحكم واستقرار نظام الحكم يعني استقرار للكويت داخليا وخارجيا ... والحب والمحبة لا تباع ولا تشترى إنما هي نعمة وهبة يهبها رب العالمين لمن يشاء ... وبالتالي أنا كاتب هذا الموضوع حكم الصباح لا نقاش ولا جدال فيها بالمطلق قطعا وحسما في الأمر أنهم هم الأصلح والأقدر على حكم الكويت ؟

حكم الصباح للكويت هو مثل حكم بني أمية وبني العباس والعثمانيين أي أن حكمهم سجل ووثق في كتب التاريخ ولن يستطيع الزمان أن يشطب أو يمحو إسمهم من التاريخ حتى قيام الساعة ... بمعنى حكم الأمويين ثم جاء العباسيين ولم يستطيعوا أن يمحوا تاريخ الحكم الأموي بالرغم من ضراوة العداوة بينهما والسبب أنه تاريخ حقيقي ... والكويت تاريخ وكيان وحكم الصباح حقيقة قاطعة الثبوت وبالتالي أصبح إسم الصباح مرتبط تماما بأرض الكويت وتاريخ الكويت القديم والحديث وحتى في المستقبل ... ومن المهم أن نفكر وندعو أصحاب القرار والمهتمين أيضا للتفكير العميق والعميق جدا أيضا بأمور قد يراها البعض أنها من الجنون والبعض قد يراها من المبالغة لكني أراها من الأهمية بأن توضع على طاولة البحث والتحليل الوطني الصرف مثل 
1- ما شكل الكويت بعد 20 سنة ؟
2- ما وضع الكويت بعد 50 سنة ؟
3- أين موضع الكويت بعد 100 سنة ؟
4- أين ستصل الكويت بعد 10 سنوات ؟
5- ما هو وضع الكويت في الحروب القادمة ؟
6- هل حكم الأسرة الحاكمة سيستمر أم سينتهي ؟
7- من سيحكم الكويت من بعد أسرة الحكم الحالية ؟
8- ما هي أهدافنا السياسية والإقتصادية بعد 30 سنة ؟  
9- كيف سيكون شكل المجتمع الكويتي بعد 60 سنة ؟
10- من هم حكام الكويت مستقبلا يقينا أو حتى توقعا ؟
11- كيف سيتقبل الشعب ذلك أم لن يتقبل وكم الضحايا ؟
12- هل ستستمر ديمقراطيتنا بشكلها الحالي أم تنتهي أم تتطور ؟
أسئلة كثيرة تستوجب أن نفكر فيها ونستحضرها كمواطنين وحتى كأبناء أسرة حاكمة فهم في النهاية مواطنين وأبناء هذه الأرض وما يجري علينا يجري عليهم ... يجب أن نفكر في المستقبل ونعمل من أجل وضع أفضل الخطط لأسوأ وأفضل الإحتمالات ونعمل عليها عملا ممنهجا ذوو نظرة وطنية حريصة دقيقة ... ولا يخرج علي أحدا من المجانين ويقول أن حكم الصباح خالدا في الكويت إلى قيام الساعة فلا أحد يعلم الغيب سوى رب العالمين سبحانه لكن سنة الله في خلقه أن التغيير أمر مؤكد لا نقاش ولا جدال فيه بين خلقه وأممه ... وما قصص رب العالمين لنا في كتابه الكريم وما كتب التاريخ إلا استحضار لما ينتظرنا ويحمله لنا المستقبل لنا ولأجيالنا القادمة ... هذه هي مسؤليتنا ووطنيتنا الحقيقية مواطنين ومسؤلين حكاما ومحكومين هي أن نفكر بالغد والمستقبل وبأرضنا ودولتنا وبأجيالنا القادمة ماذا سيكون مصيرهم ؟ وما هي احتماليات الحرب والفوضى ؟ وما مدى تأثيرها مستقبلا على الكويت وشعبها ؟ وماذا أعددنا وجهزنا لهم سواء كنا أحياء أو أمواتا ؟ وهل سنوصل الأمانة لمن بعدنا بكفاءة ووطنية ونزاهة أم سنسلمها خربا وفسادا وبكاء على قبور الأموات ؟ 

إن علينا أن نفكر جميعا في الكويت كيانا ودولة وشعبا تحسبا لكل احتماليات المنطقة والمستقبل بخطط وطنية موضوعية عملية دقيقة لدرجة الدهشة مؤكدة النتائج لدرجة الصدمة ... نعم فإن لانت لنا الدنيا بخيراتها اليوم فلا أحد يضمن غدا ماذا يحمل لنا وماذا سيحل بوطننا وأبنائنا في المستقبل ... ولتكن لدينا العبرة من أمما سبقتنا بكوارثها ومآسيها كيف كانت تحت الصفر وكيف نهضت وأصبحت اليوم من الدول المتقدمة ... ولذلك يجب أن يتغير الفكر السياسي ويغير الفكر والثقافة الإجتماعية وتحويل الطاقة الخاملة من الشعب إلى وقود جبار للعمل أي تحويل الترف إلى قوة وتحويل الخمول إلى عمل ... تساعدنا بذلك نسبة الأعداد العمرية من الشعب والتي تتحدث عن 60% من الشعب هم من فئة الشباب لكن لا يمكن حدوث ذلك إلا بتغيير الفكر السياسي لنظام الحكم نفسه سواء الحالي أو المستقبلي ... بمعنى مركزية القرار يجب أن تتحول وتتوزع إلى مركزية المؤسسات ومركزية المؤسسات ستضمن لك تناسق وقوة وفاعلية العمل الجماعي شرط وجود أهداف حقيقية ونوايا وطنية مخلصة ... وهذا لن يحدث إلا بتطوير العمل السياسي الذي لن يعرف التطور إلا بتغيير الفكر السياسي وتحويله من المكاسب الشخصية إلى مكاسب الدولة ومن العظمة الشخصية إلى عظمة المؤسسات ... وهذا ما يحدث بالضبط حاليا في أمريكا التي هي دولة مؤسسات وليست دولة مركزية لحكم الفرد بدليل استقالة أكثر من 30 مسؤل رفيع في البيت الأبيض والحكومة الأمريكية ... والسبب أن الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" عقلية مركزية مستبدة تتضارب مع دولة المؤسسات فيحدث تصادم كثير ومتكرر بين فترة وأخرى ... وما أتحدث عنه هي الكويت التي يجب أن تستمر لعقود وقرون بفضل دولة المؤسسات وليست مركزية القرار وتغيير الفكر السياسي وتحويل المكاسب الشخصية إلى إنجازات وطنية وتطوير الديمقراطية المريضة إلى ديمقراطية صحية ... ومن يحكم الكويت هي أسرة الحكم الصباح أو غيرهم الكويت باقية وشعبها باقي ومؤسساتها فاعلة ومستمرة ... قامت حرب أو حروب صغيرة أو كبيرة الكويت وحكامها الصباح وشعبها بخير وأمان ... حل الجفاف في العالم أو انهار الإقتصاد المحلي أو نضب النفط أو توقف تصديره أو انهار الإقتصاد العالمي أو قصفت محطاتنا الكهربائية والمائية يجب بدائلنا كلها أن موجودة ومتوفرة خلال ساعات وليس أيام ؟ ... وأنا هنا أتحدث عن عقليات جبارة وطاقات وطنية مدهشة ولا أتحدث عن مسؤل حياته معلقة بالهاتف ينتظر القرار من الأعلى ويصور هذا المسؤل بأنه صاحب قرار وما هو بذلك ... أي نريد مسؤلين يملكون حرية القرارات ومطلق الصلاحيات وفق أهداف واستراتيجيات أقرت مسبقا على خططها ... مع كف يد بل وضرب كل أيادي أعضاء مجالس الأمة الحالية والمستقبلية من أي تدخل في أداء وعمل وخطط الحكومة لأنه ثبت أن فساد المجالس أكبر من نفعها على الشعب ؟
 
أكثر من 28 سنة منذ تحرير الكويت من الغزو العراقي وحتى يومنا هذا لو حسبت ميزانية الكويت بواقع 20 مليار دينار سنويا وخلال الـ 28 سنة لخرجت برقم لن يقل عن 560 مليــــار دينار كويتي = 1.8 تريليون دولار ... رقم مرعب مزلزل رقم كافي أن يشطب ويمحي كل ديون الدول العربية مجتمعين فماذا فعلنا بهذا الرقم الخرافي ؟ وهل ما تم صرفه بهذا الرقم الفلكي = ما تم إنجازه على أرض الواقع ؟ ... لا تقولوا مشاريع ونهضة فالكويت لم تعرف المشاريع الحقيقية إلا قبل 8 سنوات فقط فلم ننجز شيئا ولم نحقق هدفا يستحق أن تنحني له الهامات وكأن الكويت أرض مؤقتة وكأن الكويتيين شعب مؤقت !!! ... فقد كان أغلبها رواتب ودعوم وهبات وقروض خارجية والشيء اليسير من المشاريع فأي جريمة هذه التي ارتكبتموها بحق الكويت !!! وأي فشل حكومي فاضح ابتلينا فيه !!! وأي شعب نائم الضمير لا يشعر في المهزلة التي يعيش فيها !!! ... تبلدت المشاعر وماتت الأحاسيس والغالبية أصبح يقول نفسي نفسي وكأن الكويت لا تعنيهم وكأنها ليست وطن وكيان وشرف وكرامة ... فهل غيرنا فِكر المجتمع وثقافة الشارع وطورنا التعليم وصنعنا الإنسان الكويتي وصنعنا اكتفاء ذاتي من الغذاء والدواء والماء والكهرباء ... هل وضعنا أهداف للكويت في سنة 2025 و 2030 و 2050 وكويت 2070 أهداف سياسية واجتماعية واقتصادية ؟ ... هل هناك خططا لتطوير الديموقراطية وتنقيح الدستور وتطوير الثقافة البرلمانية والرقي بها ؟ هل هناك خططا لصناعة قطاع خاص حقيقي وتوسعته وإجبار المواطنين على الإستقلالية الإقتصادية ؟ ... أم يجب على المواطنين أن يكونوا عبيدا للوظيفة وراتبها ثم عبيدا مقيدين بالقروض ؟ ... هل فكرنا متى نتوقف عن صناعة مجتمع سياسي وعندما يشطح مراهقي السياسية نجرهم إلى القضاء والسجون وندمر حياتهم ؟ ... هل فكرنا كيف نحول المواطن الكويتي من عقل سياسي إلى عقل اقتصادي أو عنصر فاعل في مؤسسات المجتمع المدني ؟ ... متى نفكر أن مصلحة الوطن بشعبه وليس بتجاره وأمنه بمواطنيه وليس بعبيد الدينار مع حسن الظن بالشرفاء من بعض تجار وأثرياء الكويت ... ومتى تستوعبون أن الفاسدين هم خونة الأوطان وهم أول السيوف التي تخون وتطعن أنظمة الحكم ومالكم لا تقرؤون تاريخ أسلافكم ممن سبقكم ومن حولكم ؟ ... ومتى يتحول الفكر السياسي من الإنتصارات والمكاسب والصراعات الشخصية إلى الإنجازات مؤسسات ونجاح دولة وشعب ؟ ... ومتى تتحول دولة المؤسسات إلى مؤسسات حقيقية تقتص من القريب قبل البعيد وتنتصر للكويت وليس للمنصب ومتى يكون الولاء للدولة وليس للأفراد ؟ ... متى تعون وتستوعبون أن المناصب زائلة والكويت باقية ومتى تدركون أن الفساد نهايته نهاية الكويت وكيانها ؟ ... ومتى تفهمون أن كل وأي تحالف داخلي يعني تآمر وخيانة للكويت وشعبها فدولة المؤسسات لا تعرف نهج التحالفات ولا تفهم لغة المصالح ؟ ... والأهم متى تعالجون صمم آذانكم وتصلحون أقفال عقولكم وتدركون من أن الشعب الكويتي محبط كثيرا وغير راض عن ما يحدث من إهمال وفساد وشبهات وفقدان الولاء للدولة ؟
 
إني آمن على نفسي وعيالي في الكويت وهي تحت حكم الصباح لكني لا آمن على نفسي ولا على أبنائي إن حكمها غير الصباح ... هذا لب الموضوع وهذا أساس هدف الموضوع وهو كيف نعمل لاستمرار هذا الحكم ونحافظ عليه ويحافظ علينا ؟ ... لا نريد أن يضربنا الندم ولا أحد يريد أن يبكي إن حل شرا أو ضرا أو مكروه بالكويت وشعبها ... نحن اليوم تخدمنا ظروف الحياة ولدينا كل مقومات ذلك وبجدارة "دولة صغيرة وشعب صغير وإمكانيات مالية عملاقة وطاقة شبابية جبارة" ... فما الذي يمنعك من أن تعمل للغد وتطور وتتحسب للمستقبل ؟ ... فلو حللت كل مشاكل الكويت الحالية مقارنة مع تصور الغد والمستقبل ستكتشف بسهولة أن ما أنت غارق فيه اليوم هي ألاعيب الصبية وممارسة المراهقين ... فالدولة مسؤلية والمسؤلية أمانة والوطنية حساب يوم القيامة سواء كنت حاكم أو محكوم الكل مسؤل عن الكويت ولذلك لا عذر لنا اليوم من عدم التفكير بالغد وأن نسلم أمانتنا للأجيال القادمة وهي فخورة بنا ... طوروا الديموقراطية المريضة المعاقة وغيروا النهج والسياسة إلى أفاق أكبر مما يفكر فيه الفاسدين والسفهاء من الشعب ... واضربوا الفسادين مهما كانت أسمائهم ومناصبهم وحولوا الشعب المترف إلى شعب يعمل وافتحوا العمل للكويتيين في وظيفتين ... وابنوا المخازن العملاقة والسرية ووفروا بدائل الكهرباء والماء والغذاء والدواء بأكثر من 5 خطط وبدائل بخطط سرية للغاية ... وأبعدوا الوافدين عن مراكز القرار مهما كانت خبراتهم ومهما بلغت أهميتهم وأعيدوا الهيبة للدولة داخليا وخارجيا وحولوا السلحفاة التي استمتعتم بها إلى غزال يقفز قفزات مدهشة ... وحولوا اعتمادكم الكلي على الخارج باعتمادكم الكلي على الداخل فمعظم ما نستورده نستطيع أن نصنعه في الداخل وعلى الأقل انقلوا بعض المصانع الأجنبية إلى الكويت ... وأبطلوا وأوقفوا فساد الإنتخابات وحولوا الكويت إلى "صوت واحد ودائرة انتخابية واحدة" وعدلوا مواد الدستور وطوروها ... فالنهضة العمرانية لا قيمة لها دون نهضة الحريات المسؤلة مثلما لا فائدة من نهضتك أو سياحتك وأنت دولة مغلقة ... لا تستهزؤا بالطاقات الشبابية التي تحت أيديكم ولا تفرطوا بترف ثرواتنا التي تحت أيدينا ولا تسخروا من العقول الجبارة التي يحملها الكثير من الكويتيين ولا تحاربوا وطنية الكويتيين ولا تحبطوا معنويات الشباب الكويتي ولا تخذلوا طموحاتهم برفعة وطنهم ... ولا تأمنوا للفاسدين ولا تصدقوا الكاذبين ولا تجلسوا الأفاقين على مناصب القيادة ولا تجعلوا من النكرات قياديين فوق الشرفاء العباقرة ولا تحكموا على الناس من أشكالهم أو ثيابهم ... ولا قيمة لأسرة الحكم الصبـــــاح دون الكويت وشعبها والكويت وشعبها ليسوا كويتيين دون حكم الصبـــــاح ... فهل أدركتم صدق مقالي هذا أم تنتظرون وقوع المحظور كما وقعت الكارثة في 2-8-1990 ؟ ... نحن بحاجة ماسة وملحة لتغيير الفكر السياسي بانفتاح وجرأة استثنائية وتغيير الحالة الإجتماعية السخيفة وتغيير النهج الإقتصادي العبيط والنظرة السطحية للمستقبل بنظرة عبقرية ... والشخصانية المريضة يجب أن تتخلصوا منها ولا يجب أن تكون لكم أهداف سوى للكويت وشعبها والشعب يجب أن يتخلص من بعض جهله ولا يجب أن يعشق سوى وطنه ... العالم أصبح متغيرا وسريعا بسرعة جنونية ولن يحمي الكويت إلا أن تكون دولة مؤسسات ودولة قانون حقيقية تطبق قوانينها على الكبير قبل الصغير على الأثرياء قبل الفقراء تجر الفاسدين جر الذليل المهين إلى ساحات القضاء ... تعزل القاضي الفاسد والمسؤل المرتشي وتسجن الشيخ والمواطن والتاجر كلهم على حد سواء ... وتلك مسؤلية نظام الحكم في الكويت الحالي "بارك الله في عمره" ومن سيأتي من بعده لـ 100 سنة قادمة على الأقل والشعوب تُقاد ولا تقود ... ولكم في ماليزيا واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية العبر والمواعظ التي تكفي أن تفهمكم كيف تحول الشعب الجاهل إلى مثقف والبليد إلى طاقة والإستيراد إلى التصدير والفاسد إلى صالح ... والحكم الذي يلتف حوله شعبه والشعب الذي يلتف حول حكامه فما من قوة على وجه الأرض تستطيع إسقاطه وحكم الصباح يمتلك هذه النعمة وهذه الفضيلة والأفضلية فماذا ننتظر للتغيير والتطوير ؟
حفظ الله الكويت أميرا وشعبا من كل مكروه وأدام الله علينا نعمة حكم الصباح ما حيينا ... اللهم آمين






دمتم بود ...


وسعوا صدوركم