2017-04-19

الدكتوراه الدينية ... تجارة العاجزين ؟

الدكتوراه : هي أعلى شهادات التخصّص في مجال ما وغالباً ما تسبق بمرحلة الماجستير وتليها مرحلة الأستاذ التي تمثل الاختصاص الدقيق ... ويجب على طالب الدكتوراه أن يأتي بنقطة أو بحث لم يسبقه أحد إليه من قبل من حيت الفكرة والمضمون والإكتشاف في التخصص ... وكلمة "دكتوراه"جذورها تعود إلى المسيحية المبكرة حينها كان مصطلح "الدكتور" تشير إلى تلاميذ المسيح أي آباء الكنيسة ؟
خرجت الشهادات العلمية منذ مئات السنين للعلم وتخصصاته وليس للأديان السماوية والتي حاول اليهود والمسيحيين من أن يحولوا أديانهم إلى شهادات وتخصصات لكنهم فشلوا ... والفشل ناتج على رفض المجتمعات الغربية من إدخال الأديان في العلم بالإضافة إلى رفض المجتمعات الغربية الإعتراف بالشهادات العلمية ذات التخصصات الدينية ... مما أدرى إلى فشل الدراسات اللاهوتية المسيحية التي لا تزال تحاول فرض سياسة الأمر الواقع والدراسات اليهودية فشلت فشلا ذريعا فأحصرت اليهودية في معابدهم مع محاولات هنا وهناك لجعلها دراسات عليا ... لكن المسلمين نجحوا نجاحا باهرا عظيما بتأسيس الفساد وكيف لا وهم تاريخيا هم جهابذة الفساد والحيلة بلا منافس ... فأصبح الدين دراسة علمية نجاح ورسوب ثم دراسات عليا ثم دكتوراه كله في تخصص الدين الإسلامي ... لكن وبالرغم من عشرات السنين وآلاف حملة الدكتوراه وآلاف من حملة الماجستير في الدراسات والتخصصات الإسلامية هل تغير شيء ؟ هل تطور شيء ؟ هل أصلح حال المسلمين ؟ هل قدموا شيئا نفع البشرية... حتما وبالتأكيد لا !!! لماذا ؟ لأن الهدف لم يكن الدين نفسه لأنه أصلا جاء كاملا مكملا غير ناقص ولا يحتاج لبليغ بل كان الهدف هو : لقب دكتور + الراتب المميز + الوجاهة والسمعة الإجتماعية + هيمنة التيارات الإسلامية والتأثير على صانع القرار السياسي في الأوطان العربية ... فاستحدثوا أقساما وفروعا لا تعد ولا تحصى في دراساتهم حتى يبينوا للعامة أنه يستلزم الدراسات العليا وفي الحقيقة أن كل ما ابتدعوه كان فسادا علميا صارخا غلف بالشرع ؟ 

كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الكويت
هذه الكلية مهمتها أن تخرج المتخصصين في الشؤون الإسلامية ... هل كل طلبتها هم حفظة القرآن الكريم والحديث ؟ كلا ... هل كل طلبتها ضالعين ومحترفين في اللغة العربية وقواعدها وأصولها ؟ كلا ... هل كل طلبتها وأساتذتها يملكون أقل مبادئ اللغة العربية وهي الخـــط ؟ كلا ... إذن من هم وماذا يفعلون ؟ لا شيء سوى الحصول على لقب جامعي وضمان وظيفة براتب يبدأ من ألف دينار = أكثر من 3.200 دولار وما فوق ... وهي بالأساس يجب أن يتم نسفها وتغييرها لتكون : كلية اللغة العربية ودراساتها ... لأن أصل الإسلام والقرآن هي اللغة العربية بشكل دقيق وصرف قرائة وكتابة وخطا وتشكيلا وقواعد ومعاني مفردات ومعانيها التاريخية وبعد أن تتأصل وتصبح محترفا في كل جوانب اللغة العربية أدخلك في الدين حتى تعي وتفهم كل كلمة وكل جملة وكل سورة في القرآن الكريم ... أما الأحاديث النبوية أكانت صحيحة أو مشكوك في سندها فليس مهما طالما المصدر كان البخاري ومسلم وابن ماجه والترمذي ... وإن قيل لهم : يا إلهي ماذا تفعلون ؟!!!؟ سيقولون نحن أمة الخليج العربي الذي عرفنا الثراء والترف قبل 70 سنة فقط تطورنا وتقدما فأصبحنا ننافس الأزهر الذي بدأ بجامع سنة 972م فتحول من مسجد إلى كيان مقدس لا يجوز المساس به وعلى الجميع تقديسه ... والكل يتاجر بالدين والكل لا يعرف ماذا يصنع والكل مغرورا متفاخرا بنفسه معتقدا "ظنا وجهلا" أنه يقدم خدمات عظيمة للإسلام وأن الله قد سيره وقدره لخدمته ... بدليل ارتفاع مستوى التطرف والإرهاب في مصر في عقر دار الأزهر الذي عجز أهلها وهم ينددون ويستنكرون بالإرهاب وأزهرهم عبر تاريخه أخرج أكثر من 200 فتوى باستباحة قتل المسيحيين ومعاداتهم ... مثل كبار مشايخ الدول الخليجية الذين يدافعون عن الإسلام وعندما خرج تنظيم داعش الذي أنا أسميه "تنظيم الكفـــــار" لم يخرج شيخ واحد يكفرهم والكل تمايع في الألفاظ فهذا يقول عنهم خوارج والأخر يقول عنهم فئة ضالة !!! ولا يزال تفريخ طلبة الدكتوراه مستمرا وفق ما رسم ووضع لهم والويل لمن يخرج علينا ... ولذلك لا نزال أمة الجهل لا زرعنا ولا صنعنا وكل حملة الدكتوراه وكل حملة الشهادات العليا عاجزين من أن يصنعوا زرا في ثوب أو سحابا في عباءة ولتستمر مسرحية تجارة الدين وصناعة الوجوه المرموقة في المجتمعات التي ألفت واستأنست وتوددت للنفاق وتبادل الأقنعة ؟ 

أخرجتم عشرات الملايين من طلبة الأزهر وكليات الشريعة وأخرجتم مئات الآلاف من الأئمة وآلاف من تسمونهم "دكتور" عبر سنوات طويلة ... فماذا قدمتم للبشرية بعلمكم المزعوم ؟ بل ماذا قدمتم لأمتكم بشهاداتكم العليا ؟ أفيدونا فنحن الجاهلون وأنتم العالمون ونحن لكم شاكرون " إن " استطعتم الرد بشكل علمي وليس بهرطقاتكم التي ألفناها نحن وآباؤنا الأولين ... أم أن ديننا يختلف عن دينكم أم هو دين واحد ورب واحد وقبلة واحدة ... طاقات جبارة وظفت لغسل الأدمغة وليس لصناعة الإنسان ونهضة الأمة وكل مذهب وله طريقة تأثير على العقول ... لذلك حسرتي على أمتي كانت وسوف تبقى إلى أن أموت واااا حسرتا واااا أسفاه على أمة لا في الفقر مبدعين ولا في الثراء منتجين ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم