2024-11-11

الدراما التركية سحقت العرب والعرب في الفشل مستمتعون ؟

 

هناك حقائق في الدراما التركية كثيرا لا أحد يعلم عنها شيئا ولأني ممن يتابعون عن كثب كافة أنواع صناعة الدراما في "الصين وكوريا الجنوبية واليابان ونيجيريا والأمريكية والألمانية والفرنسية والتركية" ... فإني أعلم كثيرا وكثيرا جدا عن تلك الصناعة من خلال رؤية المتابع والناقد والمفكر والباحث ولدي الخبرة الكافية بتمييز العمل الفني الجيد من السيء ... ولذلك في الخليج لا توجد صناعة دراما إلا في الكويت حصريا لكن حالة النقص الخليجية سوقوا لأنفسهم كذبة أنه توجد صناعة دراما في الخليج والحقيقة أنه لا توجد صناعة دراما إلا في الكويت فقط وحصريا وما دونها فهي مجرد بدايات ومحاولات ... والدراما الكويتية قد انتهت بالفعل منذ أكثر من 20 سنة والسبب أن الجميع سطحيين والجميع لا يملك صناعة حقيقية للدراما من ناحية الفكر والرؤية والتوجه والسياق الدرامي وفشل الأفكار وسطحيتها ... أما الدراما المصرية والتي هي أقدم من الدراما الكويتية فهي ليست في انحدار بل في انحطاط حتى وصلت الدراما المصرية أنها اليوم تعرض مسلسلاتها من خلال القــــاع بسذاجتها وسطحيتها وتفاهتها ... أما الدراما السورية فهي كانت الأفضل واليوم أصبحت قروبات من كبار السن في حالة تعبر عن مدى فساد الفن في سوريا ولبنان ومدى إفلاسهم الفني ... وبالتالي كذب ثم كذب من يقول أو قال أنه توجد صناعة دراما في عالمنا العربي فلا توجد صناعة بل ولا يفقهون "أ ب ت ث" في فهم الصناعة ومنفصلين تماما عن عظمة صناعة الدراما في العالم المحترف ... وحتى الدراما المغربية والتونسية للأسف دخلوا في حظيرة الفشلة كما في الدراما الكويتية والمصرية والسورية ؟

من الحقائق التي يجهلها الكثيرين منكم أن الدراما التركية هي الوحيدة في العالم التي صنعت ولا تزال متمسكة بنهجها بأنها الدراما الوحيدة في العالم التي تصور وتسجل وتصنع وتبث الدراما في مدة زمنية لكل حلقة من ساعة ونصف إلى ساعتين ونصف ... وهذا معدل يخبرك أن كل مسلسل تركي بـ 30 حلقة = 4 أو 5 مسلسلات عربية مجتمعين ... وكل حلقة واحدة من مسلسل تركي = جهد وعمل وإنتاج فلم عربي كامل ... وهذا يعني أن الطاقة المستخدمة في الدراما التركية تسجل جهد وطاقة استثنائية لا يمكن بالمطلق أن تنفذها أي شركة إنتاج مصرية أو كويتية أو سورية أو لبنانية مجتمعين ... الأمر الأخر والذي غاب عنكم أن لا أحد منكم يعلم أن كثير من النصوص الدراما التركية يشارك فيها أطباء علم النفس وهناك مسلسلات أنتجت من خلال قصص نفسية حقيقية وهناك دراما تم دمج أكثر من شخصية نفسية في حالة من دمج السلوك البشري في عملية معقدة لا يمكن توصيفها إلا أنها حالة نفسية صرفة صنعت سيناريو القصة أو الحكاية ... ولذلك من المهم أن تعلموا بأن كل مسلسل يحقق نجاح كبير جدا فإن أبطال المسلسل الرئيسيين لا يُمنحون مسلسلا جديدا إلا بعد مرور ما لا يقل عن سنتين ... وهناك حديث بأن أبطال المسلسلات تفرض عليهم شركات الإنتاج بمراجعة الأطباء النفسيين حتى يتأكدوا من أنهم عادوا طبيعيين بعد انتهاء المسلسل وفي نفس الوقت حتى يتقبلهم المشاهد في شخصيتهم الجديدة في عملهم الجديد ... وأما من ناحية الشليلة أو قروبات الفساد الفني وواقع كل ممثل وله ممثلين يحتكرهم لصالح أعماله أو شركات الإنتاج تجامل كبار الممثلين تقديرا لتاريخهم فيجب أن تفهموا أن هذا السلوك أو النهج لا وجود له مطلقا في صناعة الدراما التركية ... فهم يصنعون صفوف من الممثلين ولا يُسمح باحتكار كبار الممثلين للصناعة ولم ولن يسمحوا أحد من كبار الممثلين باستغلال قواعد الإنتاج أو انتهاك تلك الصناعة ... ولذلك هم يصنعون مسلسلات في 7 أو 9 حلقات لنجوم جدد لرصد مدى إبداعهم الفني أولا ثم مدى تقبل المشاهد لهم ... ولا توجد دراما في كل الوطن العربي استطاعت أن توظف الأطفال في الأعمال الدرامية بمساحة كبيرة ومؤثرة جدا جدا كما فعلت وصنعت الدراما التركية وهؤلاء الأطفال بديهيا يجب أن تعلم أنهم يصنعوهم للمستقبل ... ولا أحد من الممثلين الأتراك من الصف الأول والثاني يتحدث عن تاريخه أو يتفاخر بمسيرته وحتى في الحوارات الشخصية لأنهم يعلمون مقدما بأن شركات الإنتاج ستقصيهم وستركنهم جانبا والمجتمع التركي أصلا يشمئز ممن يقيّم نفسه أو يتفاخر بمسيرته لأنهم وببساطة تجرعوا من نرجسية السياسيين سواء في البرلمان أو في الحكومة ... ولا أحد بالمطلق في الوطن العربي يستطيع مجراة أو منافسة الأتراك بصناعة الدراما التاريخية من قوة تلك الصناعة وما تحتويه من أزياء ولوكيشن وسيناريو وأحداث مترابطة متماسكة وكمية رجال وخيول وصناعة مقاتلين مدربين بمستويات عالية إلخ ؟

هناك تنافس ما بين صناعة الدراما "التركية والهندية والأمريكية والكورية" وبكل تأكيد الأفق والقدرات الأمريكية لا تزال هي التي يطمح ويسعى "الهنود والأتراك والكوريين" لمجراتها ... لأن الأمريكان يصرفون بجنون على أعمالهم بعكس شركات الإنتاج الهندية والتركية والكورية التي لم تصل شركة إنتاج واحدة لمستوى كبار المنتجين في أمريكا ... والدراما الهندية في "بوليوود" لا تزال هي الأولى في عالم صناعة الدراما التي لا أحد ينافسها مطلقا في "الرقص الجماعي" وصناعة كليبات أو اسكتشات جماعية باهرة المشاهد والإبداع لأنهم أصلا لديهم مدارس ومعاهد متخصصة في هذا المجال لدرجة الإحتراف والدراما الهندية أثبتت بجدارة أنه لو تم الصرف عليها أكثر ستنتج أعمالا خُرافية مدهشة الإبداع  ... كما لا أحد ينافس الأتراك بقوة وبراعة تقمص الشخصية أو الكراكتر بإبداع منقطع النظير ولا أبالغ أبدا لو قلت لكم أنه احسب أنت كم مرة بكيت بحرقة في حياتك اجمعهم كلهم فهذا = بكاء ممثلة تركية واحدة في مسلسل واحد فقط من فرط تقمص الشخصية بكل صادم لنا جميعا ... ومن سلبيات الدراما التركية أنها لا تزال عاجزة عن صناعة خط يتفرد بصناعة الكوميديا ... والدراما في كوريا الجنوبية أفقها في صناعة الدراما يفوق أفق الهنود والأتراك بمعنى أنه في كوريا الجنوبية عادي جدا يصنعون مسلسلات توصف رئيس البلاد على أنه كذاب ومحتال وفاسد وبعميق الصناعة الدرامية والسبب أن مستوى الحريات لديهم في هذا المجال أعلى وأكبر من غيرهم ... وناهيكم أن في كوريا الجنوبية يستطيعون انتهاك الأديان والعقائد في سياق الدراما بعكس الهنود والأتراك باستثناء إن كان الإنتاج من "نتفليكس" ... ولذلك يجب أن يعي الجميع لماذا الكثير من المشاهدين في الوطن العربي هجروا مشاهدة الأعمال العربية التي لا تحاكي سوى مساكين العقول ومحدودي الأفق ... فاحترموا عقولكم ولا تسلموها لمن لا يحترمها ممن يقال عنهم "ممثلين عرب" ... رغم وجود بعض الممثلين العرب ممن يملكون مواهب جبارة ومحترمة لكنهم في سوق نخاسة الفن العربي في كذبة الفن العربي في صناعة "مخدرات العقول" ... في الخارج يصنعون الدراما الحقيقة بكل إبداعاتها وعند العرب لا يفقهون شيئا إلا بصناعة جيوبهم بأموال المغفلين ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم