2021-12-03

أفضال الكويت على حُكّام ودُول وحُكومات 3

 

عُمان - إمارات ساحل عُمان – الإمارات التسعة 

حتى تفهم كيف نشأت الإمارات قبل 50 سنة لا أكثر وتحديدا في 1971 ... لا بد أن نعود للوراء لمعرفة كيف انهارت الإمبراطورية العمانية التي كانت مشيخة الإمارات التسعة أحد رعايا السلطنة العمانية نعم صحيح ما قرأت التسعة وليس السبعة ... ففي عام 1507 احتل البرتغاليين مدينتي "مسقط وصحار" وبعض المدن الأخرى واستولوا على مضيق هرمز وأقاموا قلعتهم لتكون مكان دفاع ورصد للبرتغاليين ... وقد ذاق أهل عمان الذل ولهوان على يد البرتغاليين فظهر "ناصر بن مرشد اليعربي" من نسل "ملك سبأ" ذوو المرجعية القحطانية ... فالتف الناس من حوله وبايعوه إماماً على عمان في سنة 1624 فولدت دولة اليعاربة ثم قام الإمام "ناصر بن مرشد اليعربي" بتوحيد البلاد بمحاربة البرتغاليين إلى عام 1649 ... ومن انتصاراته تحرير "جلفار - رأس الخيمة" في 1633 ثم وقعت صراعات في الحكم كثيرة ما بين عزل وقتل حتى وصل الحكم إلى "البوسعيدية" في سنة 1744 بعدما حرروا عمان من الاحتلال الفارسي الذي دام 12 سنة وتحديدا من سنة 1737 إلى 1749 ... وفي عهد الحاكم السادس السلطان "سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي" في سنة 1807 بدأ تأسيس عهد "الإمبراطورية العمانية" وأخضع الجميع بحكمه واكتسح مساحات جغرافية واسعة جدا ... وقتها لم يكن هناك لا قطر ولا إمارات ولا بحرين الكل واقع تحت سلطة الإمبراطورية العمانية وأطلق على تلك الشعوب على أنهم من رعايا الإمبراطورية بـ "شعوب ساحل عمان" ولم يكن لأي مشيخة فيها أي لقب رسمي "شيخ - أمير" وكان هذا الأمر جدا محظور في عرف وحكم البلاط الإمبراطوري العماني لأن منحهم أي لقب يعني اعتراف رسمي بمشيختهم وهذا لم يكن ولم يحدث نهائيا ... وبعد وفاة مؤسس الإمبراطورية "سعيد بن سلطان" دب الصراع بين أبنائه وقسّموا الإمبراطورية عندما احتكموا بالرأي والقرار لبريطانيا التي كانت تهيمن على المنطقة فانقسمت الإمبراطورية إلى قسمين "أسيوي من الجزيرة العربية - أفريقي زنجبار وجزر القمر وما حولهم" ... مما أدى إلى إضعافها وحدوث تمرد واسع في مناطق نفوذ الإمبراطورية وفقدانها لمساحات واسعة جدا من إمبراطوريتها حتى خسرت أكثر من 70% من مساحة الإمبراطورية ... حدث هذا بسبب صراع الحكم بين أسرة الحكم ما بين قتل وانقلاب وإخضاع وتنازل على مدى عقود حتى وقعت ثورة ظفار سنة 1965 بعهد السلطان "سعيد بن تيمور البوسعيدي" وهو والد السلطان "قابوس بن سعيد" الذي توفى في 2020 ... وقابوس الذي انقلب على والده "سعيد بن تيمور" وأسقطه من الحكم في سنة 1970 وأبعده عن البلاد وعاش في "بريطانيا - لندن" وفي لندن وبعد وصوله إليها بسنتين توفي "سعيد بن تيمور" ودفن هناك وتحديدا في "مقبرة بروكود" التي تعتبر أكبر مقبرة في المملكة المتحدة ... بعد تولى ابنه "قابوس بن سعيد" الحكم بعد الإنقلاب على أبيه لجأ إلى إيران طالبا دعمها ضد الثورة في بلاده فأرسل له "شاه إيران" العتاد والأسلحة وأكثر من 3.000 مقاتل ... الأمر الذي أدى إلى عداء عربي وخليجي واسع النطاق ضده بسبب إقحام إيران في المنطقة العربية والثورة كانت تطالب بطرد بريطانيا من عمان ووقتها كان الفكر والعقيدة الشيوعية منتشرة انتشارا واسعا في المنطقة العربية ... كانت هذه الفقرة مختصرة جدا عن كيف نشأت عمان وكيف نهضت وأصبحت امبراطورية وكيف ضعفت بسبب كثرة الإنقلابات في بيت الحكم "من بيت اليعربي إلى بيت البوسعيدي" حتى أصبحت "سلطنة" ذات مساحة صغيرة مقارنة مع عظمتها القديمة مما أدى إلى حالات تمرد كثيرة وواسعة في مناطق نفوذها ... وسنأتي لاحقا كيف منعت الكويت سقوط حكم "البوسعيدي" ؟

ولادة الإمارات التسعة

ما بعد سنة 1850 بدأت تتشكل قبائل ذات أصول عمانية في منطقة جنوب غرب الإمبراطورية العمانية القديمة ثم أصبحت مشيخة ثم تعددت المشيخة ثم أصبحت المشيخة إلى إمارة ثم دب الخلاف فيما بينها وجميعهم كانوا تابعين رسميا لسلطنة عمان وبريطانيا كانت تحكم الجميع والجميع تحت الحماية البريطانية وبعض تلك المشيخة كانت مشيخة ذات أصول عربية وبعضها كانت مشيخة من أصول إيرانية ... وتحديدا من "بلوشستان" في إيران الملاصقة مع أفغانستان وباكستان ... وبعد صراعات هذا وذاك احتكموا لبريطانيا التي وقعوا معها معاهدة صلح ملزمة لمدة 30 سنة بدأت في سنة 1853 حتى سنة 1892 فتم تجديد اتفاق المصالحة وسمي آنذاك بـ "الإمارات المتصالحة" بـ 9 إمارات عقد اتفاقها في سنة 1952 ... وهذه الإمارات كانت تضم كل من "أبوظبي - دبي - قطر - البحرين - الشارقة - عجمان - الفجيرة - راس الخيمة - أم القوين" وكل إمارة كان يميزها علم يمثلها كرمز لمشيختها ثم علم واحد يجمعهم ويمثلهم جميعا "انظر للأعلى" ... وفي 1968 أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الإنسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في موعد حددته نهاية سنة 1971 ... وفي 18-2-1968 بعد إعلان بريطانيا نيتها الإنسحاب وبطلب من حاكم مشيخة أبوظبي "زايد بن سلطان آل نهيان" عقدت مشيخة "أبوظبي - دبي - قطر - البحرين - الشارقة - عجمان - الفجيرة - راس الخيمة - أم القوين" اجتماعها التاريخي في مدينة دبي ... على أن يعلنون استقلالهم الرسمي والنهائي بطلب من بريطانيا بولادة "الإمارات العربية المتحدة - 9 مشيخات" ... فرفضت "البحرين وقطر" هذا الإتحاد بسبب من سيحكم هذا الإتحاد وعلى أي أساس ومن هو ولي العهد وكيف ستكون الإدارة المالية وخلافات عديدة أدت إلى انسحاب عضوين من الإتحاد فأصبحت 7 إمارات بدلا من 9 ... وبشكل محدد كانت قطر تركز بقوة على الإدارة المالية بيد من ستكون أما البحرين فكانت مصرة على أن تكون المنامة هي عاصمة الإمارات وليس أبوظبي ... وفشلت كل المساعي للوحدة وكانت الكويت وممثلها وزير الخارجية الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" مشاركا بفعالية في كل الإجتماعات والمباحثات وكان يدعم توجه البحرين على أن تكون هي عاصمة الإمارات الـ 9 وثبت الوثائق البريطانية التاريخية القديمة بسهولة حجم ووزن وثقل ودور الكويت في استقلال تلك الدول حتى لا تضيع عليهم جميعا الفرصة التاريخية بل كانت الكويت هي المحرك الرئيسي لهذا الإتحاد ... وفي نفس الوقت كان الأمر بمثابة إنقاذا لعُمان من الغضب العربي عليها وفي نفس الوقت موقف الكويت كان حماية ودعم لحكم "البوسعيدي" وهم في أضعف حالاته التي لم يسبق لها مثيلا وخوفا من غدر شاه إيران من استغلال المواقف المضطربة في الإتحادات الـ 9 والضعف العماني ... فقرر المشيخة السبعة المتبقين "أبوظبي - دبي - الشارقة - عجمان - رأس الخيمة - أم القوين - الفجيرة" إعلان اتحادهم الرسمي والدولي بعد انتزاع الكويت التعهدات الدولية بالإعتراف الدولي لاستقلال تلك الدول وتحديدا من قبل "بريطانيا - فرنسا - أمريكا" ونجاح الكويت بتحييد وإبعاد "العراق وإيران" عن الأمر برمته ... وبالفعل أعلن عن هذا الإتحاد بتاريخ 18-7-1971 وبعدها بثلاثة أشهر انظمت إليهم "رأس الخيمة" وأعد وكتب دستورهم الفلسطيني "أحمد عدي البيطار" الذي توفى في دبي بعد إعلان الإمارات بسنتين ... وأعلنت البحرين استقلالها في 15-8-1971 ثم بعدها بشهر أعلنت قطر استقلالها في 3-9-1971 أي الإمارات ثم البحرين ثم قطر في شهر 7 ثم 8 ثم 9 من نفس السنة 1971 ؟

أين دور وفضل الكويت في الأمر ؟

جئنا الأن إلى دور الكويت الذي لم يكن أساسي فحسب بل محوري ومؤثر جدا في هذا الإتحاد ... وأول ملاحظة أرميها بين أياديكم هي أن كل المراسلات التاريخية في "الأرشيف البريطاني" تمتلأ لدرجة صادمة بمرسلات وبرقيات سرية بين سفارات وممثلين بريطانيا في منطقة الخليج العربي عن الكويت ودور الكويت والإسم الأبرز والمُستيّد في كل المراسلات كان إسم وزير خارجية الكويت الشيخ الراحل "صباح الأحمد الجابر الصباح" ... وبدأ دور الكويت في محاولات إقناع سلطان عمان "قابوس بن سعيد" بأن الإمارات المتصالحة التي تحدثنا عنها أعلاه يمكن أن تشكل خطرا ماحقا وتهديدا حقيقيا مباشرا على حكم البوسعيدي كله إن قررت الدخول في حرب ضد السلطنة + صراع الحدود بين السعودية وعُمان كان لا يزال مشتعلا ويمكن أن تشكل السعودية خطرا أكبر إذا ما اشتعلت الحرب وتحل الفوضى في كل مساحات عمان بدليل أن أخر اتفاقية حدود تم توقيعها بين السعودية وسلطنة عمان كانت في 24-3-1990... ناهيك أن سلطنة عمان في تلك الحقبة وتحديدا في "ثورة ظفار" التي دامت 14 عام وتحديدا من سنة 1962 إلى 1975 كانت عُمان في أضعف حالاتها وأضعف اقتصاد وأضعف قرار ناهيك أن الثوار العمانيين بعضهم كان يتدرب في سوريا وفي اليمن الجنوبي ومصر ... وحتى تعرف وتتأكد عن حجم الضعف العماني آنذاك فانظر لمساحة الإمارات اليوم مساحة طاغية يستحيل أن تأخذها "مشيخة أبوظبي" وبهذه المساحات الشاسعة إلا بوجود ضعف عماني لا مثيل له في كل تاريخها السياسي ... زاد من الضعف أكثر هو إعلان بريطانيا الانسحاب من مناطق نفوذها في دول الخليج مما قد تُفتح جبهة حرب أخرى أكثر دموية من ثورة ظفار ناهيك عن أطماع "سعودية ويمنية" بمزيد من أراضي الإمبراطورية العمانية السابقة في وقت أصبح الجميع يمزق الأرض العمانية ويستولي عليها فخسرت 70% من مساحتها العملاقة ... فاستسلمت سلطنة عمان للأمر الواقع ولظروف المنطقة آنذاك وإنقاذا لحكم "البوسعيدي" والتاريخ والعقل والحكمة وأخذت بنصيحة الكويت وبريطانيا التي كانتا تتشاطران نفس الرأي "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" ... وليس هذا فحسب فقد كان هناك المعارض السياسي العماني "غالب بن علي الهنائي" الذي رفض مبايعة "السلطان قابوس بن سعيد" ورفض الإعتراف به كحاكم ولجأ إلى السعودية للعمل من داخلها لإسقاط حكم "البوسعيدي" وقام بجولات عربية واسعة لدعم قضيته واستقبله رؤساء الدول العربية في "مصر وسوريا وليبيا والجزائر" وغيرها لدعم قضيته وإسقاط حكم "البوسعيدي" وطرد بريطانيا من عُمان ... الصورة أعلاه تجمع الرئيس المصري "جمال عبدالناصر" والمعارض العماني "غالب بن علي" في 1964؟

قادت الكويت آنذاك وتحديدا وزير خارجيتها سمو الشيخ الراحل "صباح الأحمد الجابر الصباح" في عهد الحاكمين الشيخين "عبدالله السالم وصباح السالم" حراكا سياسيا استثنائيا بكل المقاييس ويكاد يكون أسطورة من هول ما سطرته الوثائق البريطانية في أرشيفها ... فقام الشيخ صباح الأحمد بجولات مكوكية واسعة النطاق من الكويت إلى أبوظبي إلى دبي إلى قطر إلى البحرين إلى الشارقة إلى عجمان إلى بريطانيا إلى العراق إلى إيران إلى السعودية إلى عُمان وكل تلك الرحلات الكويتية وثقها "أرشيف الوثائق البريطانية" والتي تثبت دور الكويت الرئيسي والفعال بنيل الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين استقلالهم جميعهم حدث بفضل الجهود والمساعي الكويتية ... والتي أدت إلى نجاح الكويت بنيل الإمارات استقلالها وثبيت حكمهم وحكم قطر والبحرين وبعدها بدأت مرحلة أخرى من العمل الكويتي أكثر كثافة من ذي قبل ... وتتحدث الوثائق البريطانية على أن خلاف البحرين وأبوظبي على أن عاصمة الإمارات الـ 9 يجب أن تكون في البحرين بينما رأت أبو ظبي أن التهديدات الإيرانية للبحرين قد تشكل خطرا على الإتحاد بشكل عام لكن عقدت اجتماعات بين الأعضاء الـ 9 في قطر وفي دبي وفي أبوظبي في 1969 ... وكان دور وزير خارجية الكويت الأمير الراحل "صباح الأحمد الجابر الصباح" فعالا بشكل كبير وكبير جدا وهذا ما كشفته الوثائق البريطانية التاريخية والتي سأضع بعضها من باب التوثيق التاريخي للموضوع ... ومنذ أربعينات القرن الماضي والكويت تقف مع الإمارات الـ 9 سياسيا وماديا لكن بعد اعتراف الأمم المتحدة بدولة الكويت كدولة مستقلة ذات سيادة بتاريخ 14-5-1963 في القرار الأممي رقم : 1872 وأصبحت وقتها العضو رقم 111 في الأسرة الدولية ... وقتها انطلقت الكويت بقفزات سياسية نوعية استثنائية في حقبة تاريخية جديدة فبدأت بإنشاء المدارس وتزويدها بالملابس والكتب وكل المستلزمات والمستشفيات والمستوصفات وتزويدها بكل النواقص في الإمارات التي طلبت مساعدة الكويت ... ثم إنشاء تلفزيون الكويت الذي كان يعتبر ثالث تلفزيون في التاريخ العربي الحديث "الكويت - مصر - العراق" وأطلق عليه "تلفزيون الكويت في دبي" في أول بث له تم في سنة 1969 بالإضافة إلى إنشاء محطة إذاعة دبي ناهيك أن الكويت كانت تزود البحرين وقطر وباقي الإمارات بكل ما يحتاجونه ... ولا يستغرب الكثير منكم في معلومة ربما يعرفونها لأول مرة وهي أن رواتب موظفي وزارة الخارجية في بدايات استقلال الإتحاد 7 + 2 كانت تدفعها الكويت من خزينتها ثم شاركتها السعودية بالدفع ثم توقفت الإمارات السبعة وقامت هي بسداد مصاريفها وتمت "عُمان والبحرين" يعتمدان لسنوات طويلة على الكويت بتسديد رواتب هيئاتها الدبلوماسية الخارجية ... بالإضافة إلى أن مشيخة الإمارات قبل استقلالها في كانت تتقاضى مبالغ مالية كمساعدات من الكويت بشكل مباشر وكانت المبالغ تقدم لهم نقدا بحكم أن في ذاك لوقت لم تكن لديهم "بنوك وشيكات وحوالات" ... ولا يمكن إغفال دور الكويت بمساعدة عُمان بالمشاريع التنموية ومساندة حكم "السلطان قابوس بن سعيد" في بدايات سنين حكمه ؟

في توثيق أخر أكثر دقة للأحداث والتواريخ في دور الكويت الرئيسي بولادة الإمارات وفي كتاب للدبلوماسي الكويتي العريق "عبدالله يعقوب بشارة" في كتابه "مشاهدات عبدالله بشارة بين الخارجية والأمم المتحدة 1964 - 1981" الذي صدر هذا العام 2021 فيقول : في أغسطس 1967 قام معالي الشيخ صباح الأحمد بزيارة إلى طهران وقابل الشاه كما قابل وزير خارجيتها أردشير ‏زاهدي وكانت أبرز القضايا التي أثارها الشيخ صباح هي الخليج والبحرين وشعر بأن هناك مجالا للتفاهم‏ ... وصار معالي الشيخ صباح بعد زيارته إلى طهران يعمل على خطين يحاول أن يؤمن لهما مسارا واحدا يؤدي إلى حل ‏المعلقات تشكيل اتحاد الخليج وحل موضوع البحرين مع إيران ... "تشكيل الإتحاد" اتسعت الأفكار نحو تشكيل اتحاد من تسعة إمارات يتشكل من الإمارات السبع بالإضافة إلى قطر والبحرين برزت ‏هذه الأفكار في فبراير 1968 واستكمالاً لتنفيذ هذا المشروع التساعي التقى حكام الإمارات التسع في دبي بين 25-‏‏27 من فبراير 1968 ... وحضر الإجتماع جميع حكام الإمارات وجرت المداولات حول صلاحية المجلس الأعلى المكون من حكام الإمارات ‏التسع والذي سيشرف على شؤون الاتحاد ... ‏وحول هذا الموضوع يسجل المرحوم بدر خالد البدر ممثل سمو الأمير لشؤون الخليج آنذاك في كتابه "رحلة في قافلة ‏الحياة" بأن الكويت رأت إيفاده إلى دبي بعد اللقاء التساعي وأنه قابل الشيخ راشد بن سعيد حاكم دبي ثم قابل الشيخ ‏أحمد بن علي آل ثاني حاكم قطر الذي انتقد اتفاق الحدود بين أبوظبي ودبي وأن المملكة العربية السعودية وقطر ‏تتخوفان من امتداد نفوذ الشيخ زايد بسبب قدرته المالية ... كما ذكر السفير بدر الخالد بأنه قابل الشيخ زايد يوم الخامس ‏من مارس 1968 وكان الشيخ زايد متفائلاً بانضمام الإمارات الباقية للاتفاق الثنائي بين دبي وأبوظبي ... في ذلك الوقت بدأت المواقف تتضح في الميل نحو اتحاد سباعي بين الإمارات المتصالحة وفق التعبير البريطاني دون ‏قطر والبحرين ...‏ وهنا تحرك معالي الشيخ صباح بمبادرة لزيارة المنطقة في 23 من يونيو 1968 قبل اللقاء المقترح للمجلس الأعلى ورافقه في الزيارة السفير بدر خالد البدر ود. وحيد رأفت وكاتب هذه "بشارة" ومن البحرين ذهب الوفد إلى قطر ‏ومنها إلى أبوظبي ومنها إلى دبي حيث تم عقد اجتماع لجميع الإمارات لمناقشة الإجراءات التي يجب اتخاذها مثل ‏اختيار رئيس للاتحاد ومجلس تنفيذي وعاصمة للإتحاد وإقامة الهيئات الضرورية للعمل ... كان التباعد واضحا في غياب الحماس بين الإمارات السبع لتشكيل اتحاد تُساعي يضم البحرين وقطر لمسببات كثيرة ‏أبرزها الإنفصال الجغرافي والتباين في المواقف في مستوى الحياة ... عاد الشيخ صباح والوفد إلى الكويت في 27 من يونيو مرورا بالدوحة والبحرين لإبلاغهما بالحصيلة في دبي ‏وأبوظبي ... ‏عقد المجلس الأعلى للإمارات التسع اجتماعاً في مدينة أبوظبي يومي 6-7 من يوليو 1968 وناقش تشكيل اتحاد مؤقت ‏‏"حكومة الإتحاد" واتفق على الأسماء المقترحة حيث أصبح الشيخ خليفة بن حمد ولي عهد قطر رئيساً لمجلس الإتحاد ‏يعني "رئيساً للوزراء" ... ‏ومن هذا التطور أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية البيان التالي "اتخذ حكام الخليج قراراً بإقامة اتحاد فيما بينهم ‏ومن ضمنه جزر البحرين وأن هذا يعتبر أمراً لا يمكن قبوله من جانب الحكومة الإيرانية إذ تعتقد حكومة الشاه أن ‏تشكيل ما يسمى بالإتحاد وفي الظرف الراهن وبوحي وتخطيط من الإستعمار يشكل امتداداً لسياسته المفضوحة ‏البالية وقد أبرز الإستعجال والتسرع في إقامته طبيعته الإستعمارية وطابعه كأداة مفروضة" ... جاءت هذه الخطوة من إيران لتزيد من قناعة الراغبين في اتحاد يتكون من سبع إمارات لتحاشي المشاكل الإقليمية في ‏بداية عمر الاتحاد ... ‏وفي ضوء هذا الموقف الإيراني المعترض توجه معالي الشيخ صباح إلى بيروت في الأول من أغسطس 1968 ومنها إلى طهران والتقى مع الشاه وحمل انطباعاً إيجابياً حول البحرين رغم بيان وزارة الخارجية الإيرانية المعارض ‏للإتحاد التساعي "تسع دول" ... ‏ورغم هذه التعقيدات عقد مجلس الإتحاد التساعي "رئاسة الوزراء" أول اجتماعاته في الدوحة برئاسة الشيخ خليفة بن ‏حمد آل ثاني بين يومي 8-9 من سبتمبر 1968 واختار الشيخ مكتوم بن راشد ولي عهد دبي نائباً لرئيس المجلس والسيد ‏يوسف الشبراوي ممثل البحرين مقرراً ...  ‏وفي 20-22 من أكتوبر 1968 واستكمالا للإتصالات عقد المجلس الأعلى "للإمارات التسع" اجتماعه في دورته الثانية ‏في الدوحة عاصمة قطر كان يضم جميع الحكام وتم الإتفاق على تشكيل جيش موحد مع حق كل إمارة في الحفاظ ‏على قواتها للمحافظة على الأمن الداخلي ... ‏ويستمر التواصل بين الكويت والمسؤولين في الإمارات التسع لتأمين استكمال الترتيبات الخاصة بالإتحاد‏ ... ثم عقد الإجتماع الثالث للحكام التسعة في مدينة أبوظبي في 10-14 من مايو 1969 وبحث إنشاء مجلس شورى ‏للإتحاد وهنا برز الخلاف على توزيع النسب لكل إمارة فطلب وفد البحرين بأعلى نسبة باعتبار أن البحرين لديها أكبر ‏عدد من المواطنين ولم ينجح اللقاء وتم تأجيل الموضوع ‏... في 21 أكتوبر 1969 سافر الشيخ صباح إلى أبوظبي - للمرة الثالثة - للإجتماع بأعضاء المجلس الأعلى ‏التُساعي خلال اجتماعهم الرابع في مدينة أبوظبي وضم الوفد السفير بدر خالد الخالد ود. وحيد رأفت وكاتب هذه ‏السطور "بشارة" وقد حمل معالي الشيخ دعم الكويت للإتحاد والتأييد المطلق لكل ما يرونه مع استعداد د. وحيد رأفت للإسهام ‏بما يريدونه في الجوانب القانونية "انتهى الإقتباس" ؟‏

ومن أفضال الكويت على الإمارات الأزمة بين "الإمارات وسلطنة عمان" التي كادت أن تحدث صراعا واسعا في 2011 وتكررت في 2019 التي وأدت الكويت الفتنة بين الأشقاء قاد التحرك الكويتي سمو أمير البلاد الراحل "صباح الأحمد الجابر الصباح" طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته ... ومؤسف حقا أن إعلام دبي يحجب الحقائق ولا يذكر أن توسعة "خور دبي" كان سببه الكويت التي قدمت 700 ألف جنيه إسترليني كقرض لتوسعته وتطويره في سنة 1952 ولفقوا الأمر على أن نصف القرض من بريطانيا ونصفه من تجار دبي وكأن دبي في ذاك التاريخ كان فيها تجار ذوو ثقل اقتصادي !!! ... ولا يوجد دور أكثر من أدوار تجار الكويت الذين وجدوا أرضية مناسبة لنمو تجارتهم وكانوا السبب الأول بنهضة دبي عندما تربعوا فيها وأقاموا المشاريع والشراكات الإقتصادية من سنة 1980 ثم قفزت ونهضت دبي عندما كشف الكويتيين استثماراتهم منهم كبار تجار الكويت "الصقر - المساعيد - الغانم - بوخمسين" وغيرهم ... وهل يستطيع أحدا أن ينكر أن الكثير من العمانيين والكثير منهم أصبح إماراتيا هل ينكرون أنهم كانوا يعملون خدما في بيوت الكويتيين وعمال في الأسواق والمحلات التجارية ؟ ... وهنا انتبهوا جيدا ذكرت تاريخ وذكرت عمال وخدم وليسوا عبيدا أي كانوا يعملون بعمل شريف وهذا الأمر بالمناسبة ليس عيبا لكني أسوقه لضرب النفوس النرجسية ... وهل يستطيع المسؤلين الإماراتيين إنكار كم مرة تدخلت الكويت وسعت فعليا للمصالحة في أزمات عاصفة بينها وبين "عُمان وتركيا والمغرب وقطر وإيران" ؟ ... وهل يستطيع مسؤلين الإمارات أن ينكروا الكم المهول من النصائح الكويتية لها بعدم الدخول في أزمات وملفات لا لزوم لها وستؤثر على الإمارات كسياسة وسمعة شعبية وإقليمية ودولية ؟ ... وفي الختام يتضح جليا أن الكويت كانت سيدة أفضال وليس فضلا على الإمارات وحكامها وتاريخا بل كانت الذراع الرئيسي باستقلال الإمارات ونشأتها ونهضتها سواء كدولة وسياسة وحكومة أو من خلال رجال الأعمال الكويتيين ... وليس أكثر من دليل على ما أسوقه إليكم أكثر من اعتراف رسمي علني من وزير خارجية الإمارات الشيخ "عبدالله بن زايد آل نهيان" شاهد تغريدته بتاريخ 21-8-2012 ... ولأن الإمارات علمتنا أنها كل يوم في حال ورأي فهل لا تزال تحفظ وتتذكر حسن صنيع وأفضال الكويت عليها أم اليوم تغير كل شيء ... والحقيقة التاريخية التي يجب أن يتوقف عندها الجميع ووثقتها الصحف والوثائق البريطانية التاريخية القديمة هي أن : الكويت هي صاحبة الفضل الأول بقيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة واستقلالها واستقلال البحرين وقطر ودعم الكويت السياسي والإقتصادي لجميع دول الإتحاد الـ 9 ثم أصبحوا 7 + 2 ... وهذا هو تاريخكم وتاريخنا فإن نفيت أو كذبتنا فإن وثائق الأرشيف البريطاني والكتب التاريخية والشهود والأحداث لن تستطيع أن تكذبها وتكذب توثيقها لدور الكويت بولادة دولكم ... أما شعوبكم الكريمة تصدق أو لا تصدق فهذا شأنهم وشأن من لا يريد أن يبحث ويقرأ ويفضل أكاذيب الكتب المدرسية التي تغسل العقول وتمحي تاريخ عليه من البراهين والأدلة ما يخرس لسان كل كذاب ونرجسي ومزور للتاريخ  ... كان هذا الجزء من سلسلة الموضوع سيرة عمان من الولادة حتى السقوط وولادة الإمارات التسعة ثم أصبحت سبعة واستقلالهم واستقلال البحرين وقطر والدور المحوري للكويت في هذا الحراك المتشعب النادر الحدوث ... وقد يتسائل الكثير منكم أين دور السعودية في تلك الفترة ؟ سؤال صحيح ومستحق ... في تلك الفترة دور السعودية كان ضعيفا جدا بسبب الشعبية الكاسحة للرئيس المصري "جمال عبدالناصر" والذي كان العدو اللدود للسعودية وسعية فعليا لإسقاط حكم "آل سعود" هناك وتحويل السعودية من مملكة إلى جمهورية ... وزج بثلث الجيش المصري في اليمن وأسقط الملكية هناك فتحجم حجم السعودية ونفوذها في المنطقة آنذاك مع الإنتباه أن في تلك الفترة شعبية "عبدالناصر" كانت كاسحة طاغية في الوطن العربي ومن السهل أن يحرك شعب ضد حاكمه أو بالمؤكد جزء كبير من الشعب وهذه النقطة أي نقطة الشعوب تعتبر من التاريخ المؤسف للجهل العربي وسهولة استغلاله واستغفاله وتوجيه وتطويعه ... مما دعى الكويت إلى أن تأخذ بزمام المبادرة فصنعت ما صنعت ونجحت نجاحا باهرا يكاد يكون مستحيلا لكن الجميع اليوم يرونه واقعا ؟


رسائل تاريخية من الأرشيف البريطاني

الكويت. 24 فبراير 1968

زيارة وزير الخارجية الى العراق

أبلغنا في برقية رقم 77 بتاريخ 19 فبراير أن الشيخ صباح الأحمد سيزور العراق في 20 فبراير ... عاد إلى الكويت في 21 فبراير بعد يوم واحد هناك ... من الجدير بالملاحظة من الزيارة انتهز الشيخ صباح الفرصة بحزم لنفي الشائعات التي توحي بتشكيل اتفاقية بين الدول المطلة على الخليج وشدد على أن التعاون ضروري لاستقرار المنطقة وأعلن أن الأمير سيزور العراق في أقرب وقت مناسب ... ومع ذلك أخبرنا بدر الخالد مدير المكتب العام للجنوب والخليج العربي أن الزيارة كانت تهدف إلى إبقاء العراقيين على اطلاع كامل بالمحادثات التي أجراها الشيخ صباح بشأن الخليج في محاولة منع أي معارضة قد يطورونها تجاه الأحداث هناك وكان الشيخ صباح قد أخبرهم أن الكويت لا تريد اقتراح حلول بل ترك الأمر لدول الخليج لاتخاذ قرارها بشأن مستقبلها كان العراقيون قد وافقوا على وجهة النظر هذه .

وزارة الخارجية والتعاون الدولي 8/146




اتصالات سرية عن طريق الحقيبة

الدوحة إلى مكتب خارجي تسلم في

المحفوظات رقم 5 Telno. 17 الادخار

28 يونيو 1968

25 يونيو 1968

موجهة إلى برقية ريزيديني بحرين رقم 16 بافينج المتكررة لتوفير المعلومات للكويت (25 8) ، مكتب فوريرا (278). وكالة البحرين (50 ج) ، دبي (24 8) ، أبو ظبي (268). (3). برقية الكويت رقم 266 تاريخ 22 يونيو إليكم : زيارة وزير الخارجية الكويتي .

وصل الشيخ صباح إلى هنا في 24 جين وغادر صباح اليوم متوجهاً إلى أبوظبي يبدو أنه قد يزور دبي غدا ويعود إلى الكويت في اليوم التالي مع توقف الترانزيت في الدوحة والبحرين ... أخبرني حاكم ديباتي اليوم أن زيارة الشيخ صباح كانت مفيدة للغاية كان الموضوع بالطبع V.A.E. وبدا أنه واثق من أن اجتماع 1 يوليو سيعقد وقال إن البحرين وقطر بفضل الزيارة اتفقتا على المقترحات التالية

للأشهر الستة القادمة من اجتماعات المجلس الأعلى سيعقد المجلس في كل ولاية على التوالي ... رئيس مؤقت للمجلس الأعلى يتم تعيينه خلال هذه الفترة ... سيتم إنشاء مجلس اتحادي للتنفيذ قرارات المجلس الأعلى ... سيتم تعيين مستشار خبير يساعده اثنان آخران لوضع ميثاق في غضون ستة أشهر ... وأعرب نائب الحاكم عن أمله في أن توافق أبوظبي على هذه المقترحات أيضا وأعرب عن أمله في أن يتم الاتفاق الكامل ... إذا افترضنا أن أبوظبي وافقت أيضًا على مقترحات الشيخ صباح فيبدو أن اجتماع الحكام سيعقد حسب الترتيب ولا أطلب الآن من نائب الحاكم القيام بزيارة خاصة لرؤية الشيخ زايد قبل انعقاد الإجتماع ... السيد بويل .





يتبع الجزء الرابع ... قطر - مصر 



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2021-12-02

أفضال الكويت على حُكّام ودُول وحُكومات 2

 

السعوديـــــة

التاريخ الحقيقي يقول للجميع : كذب كُتاب التاريخ من المأجورين أو الذين تم شراء ذممهم الرخيصة بالمال عندما كتبوا وأشاعوا ورسخوا أكاذيبهم بأن الدولة السعودية يوجد لها دولة "أولى وثانية وثالثة" وهذا استغالا للعقول وتدليسا خبيثا وتزويرا فاضحا للتاريخ ... بينما الحقيقة المؤكد تتحدث عن دولة سعودية واحدة تأسست في سنة 1921 عندما أعلن مؤسسها الأول "عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود" نفسه سلطانا على نجد لتأسيس سلطنة نجد التي ظلت قائمة حتى إعلان قيام المملكة العربية السعودية رسميا في 1932 ومن هنا بدأ عمل ومفهوم وواقع الدولة وكيانها ومؤسساتها واعتراف دول الإقليم والعالم بها ... وماذا كان قبل ذلك ؟ لأعطيكم نبذة مخترة في التاريخ القديم لمنطقتنا غفل عنه الكثير الكثير من الباحثين والمتابعين ... نجد كانت منطقة صراعات بين مشيخة القبائل الكثيرة هذا وذاك وتلك المشيخات كانت كثيرة ومتعددة متى ما خرجت عن حدودها كانت السلطة العثمانية التي كانت تحكم العالم العربي والإسلامي تضع كل في حجمه الطبيعي ... والكل كان متأثرا في الخلافة العثمانية سواء حبا أو كرها بدليل أن إسم "تُركي" هو إسم مستمد من تركيا والأتراك وليس له معنى في قاموس الأسماء العربية الصرفة ... ونجد تحديدا كانت منطقة نفوذ لمشايخ كثيرة بقبائل عديدة والعداء بينهم كان شديدا جدا ومحتدما كثيرا ومن يقول أنه كان مسيطرا على نجد منفردا فهو كذاب أشر والخريطة أعلاه توضح وتؤكد حجم مناطق الصراع وعددها وكثرتها ... ولم تكن هناك منطقة واحد يمكن أن يطلق عليها دولة بالمفهوم العلمي السياسي ولا حتى الإفتراضي إنما كانت مجرد مشيخة "مجموعة أفراد يحكمهم ويمثلهم فردا واحدا" ... وقبل سنة 1900 لم تكن هناك عائلة أو قبيلة في نجد تُسيطر على كل مساحة نجد والتي تُقدر بـ 2 مليون كيلو متر مربع وتلك مساحة أكبر بكثير بل من سابع المستحيلات أن تسيطر عليها قبيلة أو عائلة واحدة ومن يفكر أن قبيلة يمكن أن تسيطر على هذه المساحة سيطرة حرة مستقلة أو حتى 10% منها فهو جاهل في تاريخ منطقتنا ... ناهيك أن الصراعات في نجد كانت صراعات قبلية صرفة بحكم أن نجد كانت تحتضن قبائل "عنزة - مطير - دواسر - هواجر - سبيع - تميم - شمّر - سهول - خوالد - عبس - حرب - عتيبة" وغيرهم الكثير كلها قبائل كريمة عزيزة كل منهم يعيش داخل نظام "المشيخة القبلية" بمساحات مترامية الأطراف هنا وهناك نبدأ من سوريا والعراق وتمتد إلى الجزيرة العربية ونجد والحجاز وصولا إلى اليمن من قبائل يتجاوز عددها أكثر من 65 قبيلة ومشيخة ... فأي دولة كاذبة سطرها مزورين التاريخ ممن كتبوا في تاريخ ووقت أصلا لم تكن هناك دولة حقيقية على الإطلاق إلا في الحجاز التي كانت ذات أهمية عالية لأي سلطة خلافة في التاريخ العربي والإسلامي وأيضا كانت تابعة خاضعة كليا لسلطة الخلافة العثمانية في عاصمتها البائدة إسطنبول وقبلها الخلافة العباسية وقبلها الخلافة الأموية كلها فرضت الحجاز عليهم كبقعة طاهرة وقبلة المسلمين التي تحتضن "مكة المكرمة والمدينة المنورة" ؟

في مثال ودليل أخر فإن الأسر العربية الأصيلة التالية "الراشـــد وأفرعهم المبارك والإبراهيم شيوخ حريملاء في نجد وزبير - عائلة الزامل مشيخة جنوب سدير - عائلة الثاقب مشيخة زبير - عائلة الخميس مشيخة الخميسية ومن تجار نجد - وبوعليان مشيخة القصيم - مشيخة المسلّم في قطر - آل بن علي مشيخة البحرين" وغيرهم الكثيرين جميعهم كانوا مشايخ ولهم مناطق نفوذ وسلطة وسطوة فهل تستطيع أن تقول عنهم أنهم كانوا حُكام دول وأقاليم ؟ ... الإجابة بالتأكيد كلا لأنهم أيضا مشيخة من سائر مشايخ الجزيرة العربية لهم مكانتهم وتاريخهم لكن ليسوا دولا ولا ينطبق عليهم مصطلح الدولة بالمطلق ومشيخة ابن سعود كانت مثلهم إلى أن أسس دولته الأولى في 1921 ... وفي توثيق أخر وثقه ضابط المخابرات والعسكري البريطاني "هارولد ريتشارد باتريك ديكسون" في كتابه "عرب الصحراء" والذي صدر في 1949 والذي هو عبارة عن دراسة لفهم القبائل العربية وعاداتهم وأصولهم وباديتهم وأماكن موطنهم وعلاقتهم بين بعضهم البعض فرسم ووثق خريطة القبائل العربية "انظر للأعلى" ... مما يؤكد أن نجد والمنطقة ما هي إلا عبارة "كما أسلفت" عن قبائل متناثرة هن وهناك كل تدير نفسها بطريقتها والكل خاضع للخلافة العثمانية وقبلها العباسية وقبلها الأموية وما قبل الإسلام حتى ... ولو هناك من سيقول "إذن الكويت كانت ليست دولة ومشيختها كانت مثل باقي المشايخ العربية" ... فالجواب سهل للغاية وعلى السائل أن يعود إلى أرشيف الدولة العثمانية ليرى بأم عينيه أن مشيخة الكويت كانت تصارع الخلافة العثمانية لاستقلالها منذ 1850 في وقت لم يجرؤ ابن أبيه في مشيخة الخليج على أن يناكف الدولة العثمانية العلية والكويت وقتها قد رسخت لها حدود برية وبحرية وثقها الرحالة والمؤرخون والوثائق البريطانية القديمة في المنطقة ... وابحثوا في أرشيف الدولة العثمانية والوثائق البريطانية القديمة لتكتشفوا ما يكفي لإثارة دهشتكم ... والكويت في أصلها هي دولة مشيخة لكنها أسست وجودها مبكرا ككيان سياسي ثم إمارة ثم دولة ؟

وكدليل وإثبات أخر متطابق مع نجد أو صحراء نجد فهناك "الصحراء الكبرى" والتي تقع في شمال أفريقيا وتمتد "من صحراء مصر إلى ليبيا إلى الجزائر إلى المغرب" وهي أكبر صحراء في العالم بمساحة تتجاوز أكثر من 9 مليون كليو متر مربع ... ويوجد فيها قبائل ذات صراعات تاريخية وحياتهم ما بين الحرب والغزو والصلح والمصالح مثل "البربر - الطوارق - الأمازيغ - الشلوح - الأوراس - القبائل العربية "أولاد ديلم" الذين ينحدرون من بنو معقل من عرب اليمن" وغيرهم ... خضعوا جميعهم للإستعمار والإحتلال الإيطالي والفرنسي بعد سقوط الخلافة العثمانية ... وتلك سيرة الصحاري في كل مكان على وجه الأرض سكنتها وتسكنها قبائل ومشيخة أو عشائر لكن لا أحد بالمطلق ينطبق عليه مصطلح "دولــــة" مثل صحراء وقبائل نجد لا أحد ينطبق عليه مصطلح "دولــــة" ... لأن الدولة تحتاج إلى تقسيم إداري وتقسيم في نظام الحكم واعتراف دولي أو إقليمي وممثل للدولة خارجيا ودخل وتنظيم اقتصادي رسمي ومصالح مشتركة والكثير ومراسلات إقليمية واتفاقيات رسمية ... ومن يقول كنا دولة فمن كانت حكومتكم ومن هم وزرائها وما هي تشكيلاتها ومن كان وزير خارجيتها أو ممثلها خارجيا وأخرج لنا الوثائق التاريخية التي كانت توقع بينكم وبين الدول والأقاليم فهل عندما يحصحص الحق يخرس مزورون التاريخ !!! ... مع الإنتباه أن في عهد الخلافة العثمانية "التركية" لم تكن تهتم بقلب الدول التي حكمتها بمعنى حكمت مصر فالمهم المواقع الإستراتيجية مثل "الإسكندرية والقاهرة" والموانئ والسيطرة المطلقة على البحار أما صحراء مصر فليست بذات الأهمية مثل القاهرة والإسكندرية فتم تجاهل صحراء مصر وصحراء الجزائر والمغرب وليبيا وغيرها ... وهذا ما حدث تماما بل ويتطابق مع الجزيرة العربية المهم بكل ما هو مطل على البحار من موانئ ودول وعواصم وأقاليم أما نجد والتي هي صحراء وقلب الجزيرة العربية لا تطل لا على بحر ولا موانئ فتركتها للقبائل التي تسكن تلك الصحراء القاحلة ... وهذه غلطة أو خطأ الكثير ممن وقعوا في أخطاء جسيمة في فهم طبيعة الصحراء في أرض العرب أو جزيرة العرب فظن أن المشيخة هي دولة وهذا بالتأكيد غير صحيح بالمطلق ... ومما غفل عنه الكثيرين من القراء والباحثين والمهتمين بأن القبائل العربية والأفريقية الحالية ليست هي أصل القبائل ... بمعنى كانت هناك قبائل كثيرة اختفت وبادت بأمر الله سبحانه مثل قبائل جاهلية العرب مثل "عاد وثمود والعماليق في العراق والشام ... وجُرهُم من اليمن الذين نزلوا في مكة المكرمة ... وطَسَم وجديس وأميم يقال عنهم أنهم أول من نطق العربية وسكنوا في بابل العراق من نسل نوح عليه السلام ... وعبيل ووبار" وقبائل كثيرة نشأت وظهرت ثم بادت وانتهت وتلك حكمة ربكم لا أحد يعرف لها سببا لكن التاريخ القديم سجل تلك الأمم وبعضهم ترك من خلفه أثرا وأثارا وشواهد عديدة ... مثل الحضارات سالفة القرون لا أحد منهم اليوم بيننا لكن أثرهم لا زال باقيا شاهدا عليهم ؟

إن الخرائط التاريخية لا تكذب وإن كذبت الخرائط فلا تكذب المراسلات الرسمية في التاريخ القديم بين الجهات الإقليمية والدولية فيما بينها ... مع شديد الإنتباه أن الخرائط وتوثيق الرحالة يعني أن هناك دولة وحاكم وشعب وحدود ... فعلى سبيل المثال التاريخ الواقعي والحقيقي ففي عام 1765 أثناء حكم أول حاكم صباحي في تاريخ الكويت الشيخ "صباح بن جابر الأول" يقول الرحالة العالم الدنماركي الألماني الأصل "كارستن نيبور" الذي يُعتبر من أقدم الرحالة الأوروبيين الذي تجولوا في البلدان العربية وتقديمه وصفا تفصيلياً لجغرافيا وتاريخ ومجتمعات العرب قبل قرنين ونصف واصفا الكويت نصا ولفظا : الكويت بلد يبلغ عدد سكانها عشرة آلاف نسمة أو أكثر من ذلك بقليل لديهم 800 مركب يعيشون على التجارة وصيد السمك والغوص على اللؤلؤ وأهلها أناس مسالمون وطيبون ويتمتعون بكرم ضيافة كبير "انتهى الإقتباس" ... فهل هناك أي رحالة أو باحث زار أرض السعودية وكتب عنها ووثق رحلته قبل سنة 1900 ميلادية يثبت ويؤكد فيه حقيقة وجود الدولة السعودية ؟ الإجابة : لا يوجد ... وفوق ذلك فقد وثق الرحالة والمؤرخين الكثيرون خريطة الكويت على جغرافيا الأرض كدولة وكيان وحكم وشعب قبل أكثر من 300 سنة ... فهل هناك خريطة عالمية واحدة تاريخية وثقها رحالة غربيين تؤكد وجود السعودية قبل سنة 1900 ؟ الإجابة : لا يوجد ... هل تعرفون لماذا لا يوجد ؟ لأن نجد كان إسم عرفه أهل المنطقة من العرب والأعراب والإقليم ولم يكن إسما عالميا أو مصطلحا دوليا فالعالم وكتب التاريخ كانوا يعرفون "أرض العرب" ثم "الجزيرة العربية" وبسبب وجود الكيان الصهيوني اللقيط خرج المصطلح الجديد والذي سمي بـ "الشرق الأوسط" بعد 1948 من القرن الماضي ... وباستدلال كتب التاريخ والخرائط التاريخية فإنه يثبت لدينا أن عمر السعودية الحقيقي والمسجل والموثق هو 100 سنة فقط وهذا التاريخ ككيان دولة وحدود وتاريخ شعب تحكمه أسرة واحدة وهي أسرة آل سعود + كل الخرائط والوثائق التاريخية السعودية مرجعتها بدأت بعد سنة 1910 وما قبل ذلك فهو محض كذب وافتراء وتزوير للتاريخ ... أما كأسرة حاكمة سعودية وهي "أسرة آل سعود" فقد كانت قبل تأسيس دولتها الحقيقية بحقيقتها هي أسرة مشيخة تغزو هنا وتُهزم هناك في صراع المشايخ في تاريخ نجد القديم ولم تكن لأي مشيخة مفهوم الدولة الحقيقية ... ولذلك التاريخ القديم عندما كان يتحدث عن سيرة شيخ القبيلة هذا أو شيخ العشيرة ذاك كان يوثق سيرة ذاتية ولم يكن يوثق دولة وكيان إقليمي أو دولي وبمفهوم أكثر دقة كان يوثق سيرة مجتمع لتحليل سيكولوجية الإنسان لفهم إدارة الإنسان لحياته وشؤونه وشؤون الأخرين مثل الأفلام الوثائقية التي تشاهدونها عن قبائل الأمازون والقبائل التي تسكن في وسط وجنوب أفريقيا كلها قبائل وليست دولا ... ناهيكم أن كل كل كل تاريخ المشايخ العربية في كل تاريخها كانت مشايخ خاضعة بنسبة مليار% منذ الجاهلية عندما كانت العرب خاضعة للإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانسية وإمبراطورية الحبشية "الأثيوبية" كُلِ حسب موقعه الجغرافي ... وبعد الإسلام خضعت كل القبائل والمشايخ العربية للخلافة الأموية بقوة السيف والقهر ثم الخضوع للخلافة العباسية ثم الخضوع للخلافة العثمانية ثم تابعين اليوم لـ "أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا وأسبانيا" ... أي لا توجد مشيخة واحدة في كل التاريخ الإسلامي كانت مستقلة بذاتها وقرارها حرا الجميع كان خاضعا للإمبراطوريات وللخلافة الإسلامية المتعاقبة مع استثناء الدولة السلجوقية الإسلامية لأنها كانت تُسيطر على الشمال الإسلامي مع بعض العراق والشام بعد ضعف الخلافة العباسية قبل سقوطها ... أما الخرائط المنتشرة في الكتب وفي عالم الإنترنت التي توثق وتسجل تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية فهي محض أكاذيب وتزوير واسع النطاق للتاريخ الحقيقي دافعه ربما تكون "شيفونية مفرطة" وطنية عمياء أو شراء ذمم الكتاب الأفاقين ... واليوم من السهل جدا أن تفتري بمعلومة وتصنع لها خريطة كاذبة أو فيديو وتنشرها لتجدها بعد سنه و 10 سنوات أصبح الكثيرين يتداولونها على أنها حقيقة لأن السواد الأعظم لا يبحث خلفك ولا يتحقق ولا يريد أن يتبين الحق من الباطل ... وعلى سبيل المثال لا يمكنك أن تصدر مجموعة كتب ومجموعة خرائط وتقول كذا وكذا بهدف الكذب وتزوير التاريخ لأن قبلك بمئات السنين خرجت خرائط وكتب وتوثيق تنسف كل أكاذيبك التي تستهدف بها الجيل الحالي والأجيال القادمة بسرد إفك عظيم ... لكن لو بحثوا خلفك بشكل حقيقي فمن السهل أن يكتشفوا كم أنت كذاب لا فرق بينك وبين اليهود الذين كانوا يكتبون التوراة بمزاجيتهم ويفترون على الله الكذب ليكسبوا أموال السحت ؟

في الكويت نتحدث بحقيقة وتاريخنا يتحدث بحقيقة أن في الغزو العراقي على دولة الكويت بتاريخ 2-8-1990 فتقول الحقيقة "فر أي هرب حاكم الكويت وحكومته ولجؤا إلى السعودية لحماية الشرعية الكويتية في الخارج "لمدة 7 أشهر" فقط في عملية تمثل فشل وانهيار سياسي كارثي ولم تتم محاسبة أحد على ذلك نهائيا بل تم تشكيل "لجنة تقصي الحقائق عن أسباب الغزو العراقي" في مجلس الأمة في سنة 1992 وكانت لجنة ضعيفة لأنه مجلس ضعيف ومتواطئ بالرغم من أقوى أسماء الأعضاء فيه آنذاك" ... هل تستطيع أن تقول غير تلك الحقيقة ؟ كلا ... والسبب ؟ السبب هو أن التاريخ لا يُزور ولا يُحرف والحقيقة ليست ملك لك أنت بالأمس أو اليوم بل هي حق للأجيال القادمة لتعرف حقيقة تاريخها بعد 50 بعد 100 سنة إلى ما شاءالله ... في السعودية لم يبقى أحدا لم يعاير الكويتيين بالغزو العراقي تذكيرا خسيسا منذ سنوات طويلة دون أدنى حياء والإسطوانة تعمل ليل نهار على المنتديات قديما وعلى مواقع التواصل حديثا ... ثم سار من سار على خط الجهل والجحود والنكران للكويت ومعايرتها بشكل خسيس لمواقف كريمة تم إخضاعها لرغبات غير سوية ليتلقفها الأوغاد ليكيلون للكويت وقادتها وشعبها أشد الشتائم بأشد العبارات حتى يومنا هذا ... وأنا هنا لست بنازل إلى مستوى الإنحطاط الأخلاقي معاذ الله لكن لنجعل التاريخ والحقائق والوثائق هي من تتحدث ولا شيء غيرها ... فيتحدث التاريخ الحقيقي فيسرد لكم فيقول : مؤسس السعودية الأولى "عبدالعزيز" ووالده "عبدالرحمن" لجؤا إلى الكويت في عهد أمير الكويت الراحل الشيخين "محمد ومبارك الصباح" فرارا وهربا من ابن رشيد الموالي للعثمانيين "الأمير عبدالعزيز بن متعب بن عبدالله الرشيد" ... هرب آل سعود هم وأبنائهم وبناتهم ولجؤا إلى الكويت عبر البحر في شهر 11 من العام 1892 حيث استقبلهم أمير الكويت آنذاك الشيخ "محمد بن صباح بن جابر الصباح - أخو الشيخ مبارك" واستقبل سفن "عبدالرحمن آل سعود وابنه عبدالعزيز" وأسرته بنسائهم وأطفالهم في ميناء الكويت وتولت الشيخة "مريم حمد الصباح" مهمة استقبال زوجة الإمام عبدالرحمن والدة عبدالعزيز "سارة السديري" ... ومكثوا في الكويت 10 سنوات وتحديدا من 11- 1892 إلى 15-1-1902 ركزوا 10 سنوات وليس 7 أشهر كما يعايرنا الكثير من جهلة التاريخ وعديمي الأخلاق ... وتزوج المؤسس "عبدالعزيز آل سعود" مرتين في الكويت الأولى كانت السيدة الراحلة "شريفة صقر الفجري" من الخوالد وتوفيت بعد زواجها بـ 6 أشهر ثم تزوج من السيدة "وضحى بنت محمد بن عريعر" أيضا من الخوالد ... وتم الزواج مرتين على نفقة التاجر والسياسي "يوسف بن عبدالله الإبراهيم" الذي كان خال أولاد "محمد الصباح وجراح الصباح" ... وأسرة آل سعود كانت أسرة فقيرة مفلسة جدا لكن كانت لها أهمية سياسية في بعد النظر للشيخ "مبارك الصباح" ... وعبدالعزيز كان لا يحترم "يوسف الإبراهيم" لأنه كان مواليا للعثمانيين وابن رشيد لكنه كان يقدر ويحترم كثيرا الشيخ مبارك الصباح الذي كان ينادي عبدالعزيز بـ "يا ولدي" وعبدالعزيز كان يخاطبه "يا عمي" لفارق السن والمقامات ... وولد عبدالعزيز ابنه "الملك سعود" في بيت "أسرة العامر" الكريمة الذين كانوا من كبار تجار الخيول العربية وجيرانه كانت "أسرة الحاي" الكريمة من بني تميم ... وتعلم المؤسس عبدالعزيز ما تتيسر له من القراءة والحساب وتعلم في الكويت على الحرب والرماية والبندقية ... وكان يتقاضى "عبدالعزيز وأسرته" مبالغ شهرية من قبل حكام الكويت "الشيخ محمد - الشيخ مبارك" ... ومن الجدير بالذكر أن المؤسس "الملك عبدالعزيز" أيضا كان يتقاضى مبالغ مالية على سبيل المساعدة من تجار الكويت وسوف نأتي لاحقا على مراسلات عبدالعزيز وهو يشكر بعض تجار الكويت وأعيانها ... ومن أصدقاء الملك عبدالعزيز كانت أسر كويتية عريقة كثيرة جدا ومنهم "الرومي - الغانم - العبدالجليل - معرفي - الصقر" والكثيرين غيرهم ... ليس هذا فحسب بل وحتى بعد أن غزا "عبدالعزيز آل سعود" عائدا لفتح الرياض في سنة 1902 بـ 40 رجلا لا يملكون شيئا ... فقد زوده الشيخ مبارك الصباح بـ "أربعين ذلولاً وثلاثين بندقية ومائتي ريال وبعض الزاد" ثم بعد فتح الرياض ظل تجار الكويت وحكامها يزودون "عبدالعزيز آل سعود" لبضع سنوات بالمال والرجال والزاد من الطعام ... وكانت سيرة الرجال الذين يذهبون إلى مناصرة لعبدالعزيز ودعما من الكويت أن يمكثوا معه لمدة عام كامل ثم يعودون ويذهب غيرهم حتى تمكينه من الحكم هناك ... وحسب ما يذكر التاريخ الكويت أن الأسلحة التي تم تزويد "عبدالعزيز آل سعود" كان مصرها تاجر السلاح الراحل "محمد علي معرفي" صديق الشيخ مبارك الصباح وأسرة معرفي غنية عن التعريف فهي في الكويت منذ بدايات سنة 1700 ونعم العائلة ونعم الخُلق ونعم التواضُع ونعم المواقف الوطنية ... لكن ما كان جزاء الكويت وحكامها والكويتيين على صنيع المعروف ؟

غزو السعودية ثم حصارها أكثر من 10 سنوات للكويت 

وقع الغزو السعودي للكويت في سنة 1920 في عهد أمير الكويت الشيخ "سالم بن مبارك الصباح" ثم ألحقه السعودية بحصار اقتصادي للكويت لمدة 10 سنوات بدأ في سنة 1924 إلى سنة 1935 ... ففي اتفاقية العقير التي عقدت في 1922 بعد سقوط الخلافة العثمانية بشكل نهائي قررت بريطانيا ترسيم الحدود بين "الكويت والعراق والسعودية" وهنا انقض ابن سعود "ابن الكويت السابق ملك السعودية الجديد" ليقضم ثلثين حدود الكويت ... مع علمه الوثيق والمؤكد بأن للكويت حدودا جغرافية واسعة وثقها التاريخ القديم قبل 250 سنة من ولادة "عبدالعزيز آل سعود" ويعلم يقينا حدود الكويت أثناء غزواته وفتحه للرياض وقبلها "معركة الصريف" ومع ذلك قضم ثلثين مساحة الكويت ... ليس هذا فحسب بل كشفت الوثائق البريطانية أن بريطانيا قد تدخلت في حل النزاع والصراع بين الكويت والسعودية عندما قام "عبدالعزيز آل سعود" بمحاصرة الكويت لمدة 10 سنوات بالوثيقة المؤرخة بتاريخ 25-6-1935 برقم أرشيف لوزارة الخارجية البريطانية حمل الكود "IOR/L/PS/18/B450" : زعمت الرياض وجود صعوبة في تحصيل الضرائب من مداخيل البضاعة التي تدخل إلى الكويت وطلبت من الكويت جمع الضرائب من بادية نجد بفرض جمارك على بضائعها ... وأصرت على أن تقوم الكويت بالترتيبات الخاصة بذلك الأمر الذي رفضته الكويت باعتباره خروقات لسيادة الدولة ... وفرضت الرياض حظرا شبه كامل على التجارة بين الكويت ونجد وسعت جاهدة للحيلولة دون أن تتم المبادلات التجارية بين رجال القبائل الذين كانوا يشترون لوازمهم من الكويت بوصفها سوقهم التقليدي ... وسعت السعودية إلى تبرير حصارها على الكويت ان التجارة الكويتية تحرمها من دخل جمركي كبير لان سكان البادية يشترون البضائع من الكويت وتترك أسواقها حيث كانت الرياض السوق التقليدية لسكان نجد ... تتطابق هذه الحادثة تماما مع الأطماع التوسعية لـ "عبدالعزيز آل سعود" مع ما فعله بالأشراف الهاشميين في الحجاز حتى أسقط حكمهم هناك بمساعدة بريطانيا له بل وحاصر المدينة المنورة لمدة 10 أشهر وتحديدا في سنة 1925... وتقول الباحثة في التاريخ الكويتي "ابنة الوكيل السياسي البريطاني في الكويت - ممثل الكويت للشؤون الخارجية - زهرة ديكسون" في كتابها الذي صدر في سنة 1956 "الكويت كانت منزلي" : فإن أمير الكويت حينها كان يعتقد أن الحصار تم بإيعاز من الملك عبدالعزيز آل سعود وذلك لخنق الكويت تمهيدا لضمها لدولته الناشئة مما تسبب بفجوة بين الزعيمين أدت في نهاية الأمر إلى حرب الجهراء التي قادها جنود غير نظاميين لابن سعود عام 1920 انتهت بانتصار الكويتيين ؟

التاريخ أيضا يثبت لنا كدليل أخر هو عندما بدأت مضايقات عبدالعزيز آل سعود للكويت بهدف ضمها لمملكته متطابقة تلك الأحداث مع ما حدث في الحجاز لضم المزيد من أراضي الكويت له من خلال جماعة "إخوان من أطاعوا الله" الذين يعتبرون الذراع الأول والأشد في غزوات عبدالعزيز ... فقد حاول ضم المزيد من أراضي الكويت وفشل وحاول ضم الجهراء وصولا لفرات العراق وأيضا فشل و "معركة الجهراء" في 1920 خير دليل تاريخي يثبت نوايا عبدالعزيز تجاه الكويت في صراعاته الكثيرة مع الكويت في كل ما يخص الحدود والأراضي ... فهنا التاريخ ومن وثقوه وشهوده أكدوا غزو السعودية للكويت وحصار الشيخ "سالم بن مبارك الصباح" في "قصر الجهراء" حتى جاءه المدد من الشيخ "أحمد الجابر الصباح" وفكوا الحصار عنهم وهزمت قوات "عبدالعزيز آل سعود" بعدما قُتل من قواته الغازية أكثر من 700 قتيل ... وحصار الكويت من قبل السعودية توثقه الكتب والمراجع والوثائق فمنهم من أكد أنها 10 سنوات ومنهم من وثق أنها كانت 14 سنة من الحصار كان ظاهرها أسباب اقتصادية وباطنها ضم الكويت بأكملها للسعودية ... ثم دَبّ الخلاف والصراع ما بين المؤسس عبدالعزيز وبين رفاق دربه "الإخوان" 1929 في صراع دموي حتى وصل "فيصل الدويش" إلى الحدود الكويتية على بعد 120 كم ... ثم أرسل ابنه "عبدالعزيز فيصل الدويش" سرا بهدف إقناع حاكم الكويت الشيخ "أحمد الجابر الصباح" بالإنضمام إلى التمرد ضد "عبدالعزيز آل سعود" مقابل إرجاع الأراضي الكويتي التي اقتطعها عبدالعزيز في عهد الشيخ "سالم مبارك الصباح" وقد رفض الشيخ أحمد الجابر العرض بسبب تحذيرات شديدة حذرته بريطانيا من مساندة الكويت للمتمردين على عبدالعزيز ابن سعود ... ولذلك المؤسس عبدالعزيز منذ خروجه من الكويت في سنة 1902 وحتى وفاته في سنة 1953 أي 51 سنة لم يزور الكويت إلا مرة واحدة في سنة 1936 وكان في استقباله أمير الكويت الراحل الشيخ "أحمد الجابر الصباح" مما يدلل على حجم الخلافات العميقة جدا بينه وبين مشيخة الكويت ... ومذكرات السياسي البريطاني السابق العقيد "هارولد ريتشارد باتريك ديكسون - H. R. P. Dickson" في كتابه الشهير "الكويت وجاراتها" + وزير المواصلات والأشغال العراقي "صبيح بك نشأت" والأدلة على أرض الواقع تؤكد عن أطماع "عبدالعزيز آل سعود" بضم الكويت إليه لكنه فشل وتمدد حدوده إلى أن تصل إلى "شمال شرق الفرات في العراق" ... ودليل أخر على الأطماع التوسعية هي الصراعات الحدودية بين السعودية وبين كل من "الإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين ومصر والعراق وعُمان" تم حل معظمها بعد وفاة المؤسس عبدالعزيز آل سعود ؟

كل ما سبق لسنا بحاجة للحلف أو للقسم عليه فأهل التاريخ الشرفاء يعرفون أكثر من جيد أن كل ما سبق هي حقائق وكتب التاريخ والمراجع تنسف كل رد يسوقه الكذابين والأفاقين ... لنستخلص أن التاريخ ولست أنا وأعيد وأكرر التاريخ وأحداثه وحيثياته وتفاصيله الدقيقة يقولون : أن ليست للسعودية أي فضل على الكويت بل بالعكس الكويت هي من لها كل الفضل على السعودية ولولا الكويت لما وجدت السعودية اليوم ولولا حماية الشيخ محمد الصباح ودعم وحماية الشيخ مبارك الصباح لما عرف ابن سعود الحكم ولولا شيوخ الكويت ومنحهم الأمان والحماية والرعاية والنصرة والدفاع عنهم لقُتل المؤسس عبدالعزيز آل سعود هو وباقي أسرته جميعا وفنيت للأبد على يد العثمانيين وابن رشيد ... أما ما حدث في 2-8-1990 فشهد سمو الأمير الملكي الأمير "خالد بن سلطان" في توثيقه التاريخي المصور وفي كتابه "مقاتل من الصحراء" أن الكويت لم تكن سوى المحطة الأولى فقط والمحطة التالية كانت ستكون السعودية واحتلالها من قبل طاغية بغداد "صادم حسين" الذي قصف الرياض والظهران واقتحم الدمام أي أن الأمر بالدرجة الأولى كان الدفاع عن المملكة العربية السعودية ... وبدليل أخر أكد ووثق قائد عمليات حرب "عاصفة الصحراء" الجنرال "نورمان شوارزكوف" في كتابه "It doesn’t take a hero" فقال : إن هدفنا بالدرجة الأولى وضع القوة الكافية للدفاع عن السعودية وإفشال أي دخول عراقي لها وحماية حقولها النفطية ثم ننظر في قرار الحرب ونضع لها الخطط والتجهيزات والتعزيزات المناسبة ... ومن يريد التاريخ هذا هو التاريخ الحقيقي المجرد من الجهل والعواطف الغبية فحدود الكويت بلعتها السعودية ومقدراتها خسرتها الكويت بسبب أخطاء سياسية تاريخية وأطماع ابن سعود في كل اتجاه من المنطقة والغزو كان يهدد الجميع ليس الكويت فحسب ... وحملات طاغية بغداد المقبور "صدام حسين" قد شتم واستهزأ وهدد دول وحكام كل من "الكويت والسعودية والإمارات" ... ومن أفضال الكويت على السعودية عندما دب الصراع بين مصر وبين السعودية في ستينات القرن الماضي وكان الرئيس المصري الراحل "جمال عبدالناصر" يشتم علنا "الملك فيصل بن عبدالعزيز" وكان يسعى لقلب نظام الحكم في السعودية وتحويله من ملكية إلى جمهورية ديمقراطية فاسألوا وقتها من كان وراء التهدئة ومن نجح في إعادة العلاقات "المصرية السعودية" ؟ ... الإجابة الكويت هي من كان لها الفضل الأول في عودة العلاقات السعودية المصرية في عهد أمير الكويت الراحل "صباح السالم الصباح" وبجولات مكوكية من قبل وزير خارجية الكويت آنذاك سمو الأمير الراحل "صباح الأحمد" تكللت الوساطة الكويتية باجتماع بين الرئيسين "عبدالناصر وفيصل" في القاهرة وتحديدا في 18-12-1969 ... مع ملاحظة أن في تلك الفترة "الستينات" لم تكن هناك دولا خليجية إنما إمارات لم تأخذ استقلالها بعد إلا الكويت كانت مستقلة وقتها وكانت تتحرك باستقلالية منفردة وبالتأكيد السعودية أيضا كانت دولة مستقلة بمعنى لم يملك أحدا وقتها أي حق بالتحركات السياسية الخارجية آنذاك وعُمان كانت وقتها مهددة بسقوط حكم "البوسعيدي - حكم السلطان قابوس بن سعيد" وسنأتي على ذلك في الجزء القادم وكيف أنقذت الكويت حكم "البوسعيدي" من السقوط ؟

وإذ أذكر القراء الكرام أني في هذه الجزء من السلسلة "لم لم لم" أتطرق ما حدث تفصيليا داخل السعودية إبان حقبة المؤسس عبدالعزيز من صراعات دموية داخلية وتجاوزات شرعية صارخة بل وكارثية لأن هذا التاريخ تحديدا هو من حق الشعب السعودي الكريم وليس من حقنا أن نسرده رغم اطلاعنا الواسع عليه لكني استعرضت ما يخص الكويت وقضايا السعودية الخارجية فقط وحصرا ... واليوم فلا أحد يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء فهناك اتفاقيات رسمية منظمة ومحددة تنم العلاقة بين البلدين والتاريخ تاريخ والواقع الحالي لا يستطيع أن يعيد للكويت أراضيها التي نهبت والكل اليوم واقع تحت الأمر الواقع كل يعرف حجمه وحدوده وكل دولة ولها سيادتها اليوم ... ومن يجهل تاريخه فلا تعتب على خُلقه ومن يُنكر فضلك فلا تأمن له ومن يطعن بالأخوة وروابط الدم والدين فاستعذ بالله منه ومن شياطينه ... الأخوة أفعال والدين أخلاق فهل هناك من شريف يشكر الكويت ولا ينسى لها فضلا أبدا عليه وعلى دولته أم أن تزوير التاريخ وقلب الحقائق والإعلاميين المرتشين أعمى بصائر الحق ... ومنطق وسياسة استصغار الصغار وتعظيم الكبار تختلف من الأفراد إلى الدول والحكومات فهذا المنطق تحتمه التربية ومستواها بين الأفراد والأخلاق بين الحكومات ... أما في مقاييس الدول والحكومات فها هي قطر اليوم الدولة الصغيرة جدا جدا تمثل الولايات المتحدة رسميا اليوم كممثل أساسي لها في أفغانستان وفق ما تم الإعلان عنه في هذا الشهر 11-2021 فلم السعودية الكبيرة لم تمثل أمريكا العظمى في أفغانستان بدلا من قطر فهل في الرؤوس عقول أم فقعات هواء ... وفي ختام هذا الجزء إن كان كل ما سبق لم يدخل في عقلك ولم تعي حقيقته بعد فابحث في الخرائط القديمة والوثائق القديمة والكتب القديمة فهل هناك من أثر لـ "المملكة العربية السعودية" ؟ وإن كنت تجهل تاريخك فهذه مشكلتك أنت ومشكلة جهلك أنت لا مشكلتنا ... وفي الأطماع السعودية في المنطقة اترك الكويت وابحث في تاريخ الحدود بين "السعودية والسلطنة العُمانية - السعودية واليمن" فهل أيضا هؤلاء ليس لهم تاريخ ووثائق وخرائط ؟ 

الوثائق والخرائط التاريخية  

صورة طبعها المكتب الحربي البريطاني في 6-1914 توضح حدود السعودية مع سلطنة عمان الكبرى واليمن وتوضح الصورة في الشمال الأعلى حدود الكويت الإقليمية ... المصدر : أرشيف الوثائق البريطانية مسجلة .. كود : IOR/L/PS/12/2137, f 312


أخر صورة لخريطة رسمية لحدود الكويت جري تداولها رسميا بتاريخ 20-5-1939 من قبل الوكيل السياسي في البحرين "هيو ويتمان - Hugh Weightman" إلى المقدم السير "ترينشارد كرافن ويليام فاول - Trenchard Craven William Fowle" المقيم السياسي في الخليج العربي توضح فعليا الحدود البرية والبحرية الحقيقية لدولة الكويت ... المصدر : أرشيف الوثائق البريطانية مسجلة .. كود : IOR/L/PS/12/2115, f 84


سكرتيرة الحاكم البريطاني لشؤون الشرق "غيرترود بيل" مع المندوب السامي البريطاني "حاكم العراق - بيرسي كوكس" وبجانبه الملك "عبد العزيز بن سعود" ثم يليه على يمينه حاكم المحمرة الشيخ "خزعل الكعبي" وينتهي الصف بحاكم الكويت الشيخ "جابر بن المبارك الصباح" وذلك في مؤتمر أقيم في البصرة ضد العثمانيين عام 1917 م


رسالة من "عبدالعزيز آل سعود" يشكر التاجر الكويتي "شملان الرومي" على مساعداته 



يتبع الجزء الثالث ... عُمان - الإمارات - البحرين  




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2021-12-01

أفضال الكويت على حُكّام ودُول وحُكومات 1

هذه السلسلة من الموضوع تتحدث عن حقبات تاريخية سجلها تاريخ الكويت السياسي والإقليمي ووثقتها الصور والصحف والمراسلات الرسمية بين أطراف خارجية في دول عديدة وبين حكومات الكويت وحكامها وأعيانها وبين الأطراف الخارجية ... والهدف من هذه السلسلة هو توثيق التاريخ السياسي الكويتي بمزيد من الكشف الصادم للدور المحوري والإستثنائي التي لعبته الكويت في تاريخها السياسي ... ليكون مرجعا للحاضر وللقادم من الأفراد والأجيال والمهتمين بعدما رأينا كذبا وتزويرا وافتراء وظلما للتاريخ الكويتي وطمسا للحقائق وإنكار وجحود من الكثيرين لأفضال الكويت وتاريخها السياسي العريق ... وإذ أذكّر للمرة الأخيرة أن هذه السلسة هو سرد "تاريخ ثم تاريخ ثم تاريخ" والتاريخ لا يَحضُر إلا إذا غلب الجهل على العامة واستمرأ الحمقى في غِيّهم وشاب الأمة ضباب العمى واعتلى المنابر الصبية والسفهاء وقاد الإعلام المنافقين والكذابين وأهل الظلال وعبدة المال من عديمي الضمير ... مع ملاحظة أن تواريخ توثيق التاريخ السياسي الكويتي هذا ليس هناك حاكم واحد اليوم يرتبط مع تلك التواريخ وحقباتها التاريخية والأحداث بحكم أنه إما أنه لم يولد بعد أو لم يكن في مقام ومحل المسؤلية والقيادة آنذاك ... لذا اقتضى التنويه . 

الموضـــــــــوع

أبدأ هذه السلسة التاريخية بعظمة ربي وربكم جل جلاله ملك الملوك وجبار الجبابرة لا حاكم ولا ملك ولا سلطان ولا أمير يعلوا أكثر مما قُدّر له الكل خاضع لرب السماوات والأرض صاغرا أو طائعا ... القائل في مُحكم عزيز كتابه العظيم في سورة آل عمران { قل اللهم مالك المُلك تؤتي المُلك من تشاء وتَنِزع المُلك مِمّن تشاء وتُعِز من تشاء وتُذِل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } ... ويقول الحق عز وجل في كتابه الكريم في سورة النساء { لا يُحب الله الجهر بالسوء من القولِ إلا من ظُلِم وكان الله سميعا عليما } وانتبهوا لـ  "إلا من ظُلِم - إلا من ظُلِم - إلا من ظُلِم" ... وإني لأرى أن الكويت قد ظُلمت كثيرا وكثيرا جدا من خلال الكذابين والأفاقين والمنافقين قاتلهم الله بنفاقهم ... ظلموا الكويت بغدرهم وجحودهم وخانوا تاريخها فحجبوا الحقائق المشرفة للكويت وعطاء حكامها وسخاء أهلها وذهبوا ليبحثوا عن كل ما هو ممكن ليُسِيؤا للكويت وضرب سمعتها مستغلين جهل السواد الأعظم من العامة والأجيال التي تعشق السمع وتكره البحث والقراءة ... فإن كان أهل التاريخ وقُرّاء التاريخ من أهل الشرف والضمير وقفوا صامتين عاجزين جبناء مهطعين الرؤوس أذلاء لا أحد يقول كلمة حق في حق تاريخ دوله الكويت ووطنه الذي ولد وعاش وتربى على أرضه فمن أين نأتي بمن يدافع عن التاريخ الكويتي الذي ملأوه الأوغاد كذبا وزورا وطعنا وتحريفا بتاريخنا الذي يشرف الجميع !!! ... إن المسؤلية الوطنية كمواطن وأمانة نعمة رزق الفكر والثقافة تُلزمني أنا كاتب هذه السطور بالكشف عن حقائق لم أود أن أتطرق لها من بين أكثر من 1.700 موضوع سطرتهم على مدونتي هذه ... والذي منعني هي الحكمة والصبر على اللئام والتواضع والترفع عل وعسى أن يخجل هذا أو يستحي ذاك أو أن يهيدهم الله بهداه  لكن من الواضح حقا أننا أصبحنا نعيش في زمن أصبح للوضيع شأنا وللجاهل قدارا وللكذّاب وزنا وللمنافقين رأيا ... وقد نالنا كمواطنين كويتيين منذ سنوات عديدة سيلا من السباب والشتائم بالملايين تملأ مواقع التواصل الإجتماعي وسط صمت حكومي مخزي وغياب مطلق عن الرقابة والرصد والمحاسبة ... لكن أن يتم تزوير التاريخ الكويتي ويُحجب بشكل شبه مطلق فهنا وجب أن نقف ونقول كفى وقد حان الوقت بأن نضع كل في حجمه الطبيعي ونكشف الأوراق ليعرف كلُ حجمه ووزنه وتاريخه لأننا من الواضح نعيش في زمن هذا الجيل لا يفقه "أ ب ت ث" في التاريخ شيئا ... ومن المؤكد أن الملايين لا يعرفون من هي الكويت وماذا فعلت وماذا قدمت ومن صنعت ومن أسست وكيف اليوم الكثير يسخرون منها وكيف ترفعت الكويت بسياستها وتجاوزت الإساءات بالابتسامة والصبر ... إن من مضحكات الأمور ومن خزي وعار الأمم أنها تُنكر عطاء أهل الجود وتتنصل من أفعال الرجال والكرام فتسطر في كتبها وفي احتفالاتها الأكاذيب تلو الأكاذيب ... بهدف صناعة جيل وأجيال من المغفلين والجهلة ليعظموا من شأن من يريدون وينكروا فضل وأفضال الكويت حكاما وحكومة وشعبا عليهم ... وفي هذه السلسلة لا أنا من أتحدث بل التاريخ وأدلته وبراهينه ووثائقه وخرائطه هم من سيتحدثون لكم وسيجيبونكم من هي الكويت وماذا فعلت وماذا قدمت ومن صنعت ومن منعته من السقوط ومن قومت وعززت أركان حكمه ... وأنا هنا أنادي كل كويتية وكويتية من الشرفاء والمخلصين والوطنيين بأن يرفعوا هاماتهم عاليا لأنهم في وطن يحمل من شرف التاريخ وشرف المواقف ما يرفع الرؤوس ويصفع كل جاهل وسفيه بأدلة تغطي الشمس لكثرتها ؟

قبل الغزو العراقي على دولة الكويت كان الرأي العام الكويتي الشعبي والحكومي وحتى حكام الكويت وقياداتها يميلون إلى العراق ميلا عظيما لدرجة أن الكويت بما فيها الأجهزة الأمنية غفلوا وشطحوا كثيرا عن الأمن القومي الكويتي والصحافة الكويتية تنام في أحضان وزارة الإعلام والثقافة العراقية وسط قمع أمني متوحش كويتي في ممارسة ديكتاتورية الرأي الواحد والخط الواحد والتوجه الواحد للقيادة السياسية وللموجة الشعبية العارمة وبالتأكيد هذا كان جهلا وحماقة وتظليلا مارسه السياسيين والأجهزة الإعلامية ... ودون أدنى شك أن صفعة الغزو كانت كافية بأن تعيد إلينا صوابنا لمن يُقدّر إدراك عاقبة الأمور لكن بكل أسف لم يدرك عاقبة الأمور إلا القليل ممن قلوبهم ترتجف على الكويت وأرضها ... فمال من مال وشطح من شطح وقتها كنا نرى أن الأمور يمكن التغافل عنها من باب حرية الرأي والتنوع الفكري وتضارب الأيدلوجيات التي كثيرا ما تتميز به الكويت منذ القدم ... لكن الأمور منذ 15 سنة زادت وبدأت تأخذ منحى أخر مختلف فتحولت الأمور إلى وكأن الكويت تم اختراقها ليس من العراق وليس من إيران فحسب بل حتى من دول خليجية ... وكأنها أمواج تارة تضربنا موجة قطر وتارة تضربنا موجة الإمارات وتارة تضربنا موجة السعودية بل الأمور تمادت ووصلت إلى درجة الولاء المطلق لدول خليجية ... ونشكر مواقع التواصل الإجتماعي التي كشفت عن الهمز واللمز والغمز والصراحة والوقاحة والفجور التي كشفت لنا أن هناك مواطنين يحملون الهوية الوطنية الكويتية "الجنسية" لكن قلوبهم معلقة بالولاء والطاعة لدول خليجية وعربية أخرى ... لكن منتهى الوقاحة أن يخرج الكثير من الإعلاميين والمشاهير لا هم لهم سوى شعبيتهم الزائفة التي يسترزقون من خلالها فيطرحون كل ما هو ممكن للإساءة للكويت ... ولا ينتقون من التاريخ الكويتي سوى كل ما هو مسيء وسيء ليشيعوا للخارج أن هذه هي الكويت مجرد دولة صغيرة وثروة كبيرة ولصوص كُثر وفساد وخمر يتناوله بعض المسؤلين ومواقف مخزية من بعض المسؤلين هذا جاء وذاك قال وهذا فعل وذاك ما فعل وكأن المتحدث والراوي هو أحد ملائكة السماء يعيش بيننا على الأرض كل الناس وكل المسؤلين عيوب إلا هو من المطهرين والمبشرين بالجنة ... وكل العيب على بعض القنوات الفضائية الكويتية التي تتعمد أن تُخفي تاريخ الكويت المشرف بل ويُشرف كائن من يكون فيُنتجون البرامج ضربا في هذا وطعنا في ذاك وكرها في هذا وحبا في ذاك ... انظر كل هذا يحدث في دولة منحتهم الحريات الفكرية لكن المسؤلة وليست المستهترة فيصفق الجهلة والسفهاء على جرأة طرح هذا وجرأة هذه ... والحقيقة هي أن جميعهم شرذمة أوغاد خانوا ضمائرهم ودخلوا في دائرة المنافقين الذين توعدهم ربكم يوم القيامة ؟

لو سألت أي شخص اليوم : هل تعلم أن الكويت الدولة الصغيرة التي تسخرون منها هي من صنعت الدولة السعودية وهي من صنعت استقلال الإمارات التي كانت 9 ثم أصبحت 7 وهي من كان لها الفضل باستتباب الحكم في عُمان وهي من قضت على فتن عظيمة في اليمن والكثير من التحركات السياسية ؟ ... الإجابة الطبيعية ستكون : قهقهة بصرخات كبيرة وسيل من السخرية والإستهزاء من الكويت وحجمها وكيف للصغير أن يصنع الكبير إلا لو كان من وحي خيال مسلسلات الأطفال أو أفلام الفانتازيا !!! ... ظاهر الردود والوضع صحيح لا يمكن لكن للحقيقة رأي أخر ووجه أخر وصدمات كثيرة غابت أو غُيّبت عن العامة من الشعوب التي لا تبحث وتكره الحقائق !!! ... هل قرأت التاريخ بحقيقته وليس بتزوير حكومات دول الخليج لتاريخهم حتى لا يظهروا فضل الكويت عليهم بل أفضال ؟ ... هل بحثت في الخرائط التاريخية والكتب والوثائق القديمة ؟ هل بحثت في الأرشيف البريطاني القديم ؟ هل بحثت في الأرشيف العثماني القديم ؟ ... طالما أنك كنت من المتقهقهين ومن المستهزئين بالكويت فمن المؤكد أنك لم تقرأ حقيقة تاريخ وطنك الكويت "إن كنت كويتيا" ولم تعرف بعد ولم تقرأ تاريخك الحقيقي "إن كنت خليجيا" ... يا سادة يا كرام تاريخ دولكم المسطر في كتبكم في دول الخليج غالبه أكاذيب وحجب بالحقائق ما يدفن مدن وقرى بأكملها حتى يحجبوا عنكم الحقائق والأدلة التي تُثبت وتؤكد لكم أن الكويت الدولة الصغيرة التي تسخرون منها هي من صنعت دولكم وهي من جاءت باستقلالكم ... ولا تستعجلوا معي فخذوا نفسا عميقا وتهيؤا في سلسلة موضوعي هذا عما سأكشفه لكم من حقائق تشيب لها الولدان تضع كل في وضعه وحجمه الطبيعي فكلما طال صبركم تتكشف لكم حقائق ووثائق وأدلة تاريخية صادمة فكونوا من الصابرين معي وكونوا من الشاكرين للكويت وحكامها إن كنتم تحملون ضميرا أمينا ... وفي هذه السلسلة القادمة أستعرض فضل الله أولا ثم فضل الكويت على دول خليجية وعربية ما كنا نريد أن نتحدث عنه ترفعا عن السفهاء ... لكن وقد وصلت الأمور بجهل العامة في الداخل والخارج بتاريخ الكويت وأفضال الكويت بشكل خُرافي كبير ... فإن مرجعيتنا ستكون أولا كتاب الخالق سبحانه وتعالى الذي قال في سورة البقرة { ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير } ... ولأن السواد الأعظم نسي أو تناسى فضل الكويت عليه فإنني أتسلح بقول ربي جل جلاله في سورة الأنفال { إن الله لا يحب الخائنين } ... فلا تنسوا فضل الله عليكم ولا تنسوا فضل الكويت عليكم ولا تخونوا عهدكم ولا تنكروا وطنكم ولولا الله سبحانه ثم هذا الوطن لما كنتم اليوم موجودين في دول تتبجح بنرجسيتها  ولا تنافقوا من مشى في ركب الظلال والجهل والإفتراء ... واتقوا ربكم في يوم توعّد ربكم أهل الكذب والإفك بقوله سبحانه في سورة الجاثية { ويلُ لكل أفّاك أثيم } ... ومن هذه الآيات المباركة أبدأ بسلسلة من موضوع "أفضال الكويت على حُكّام ودُول وحُكومات" مدعما حديثي بشهود وأسماء وصور ووثائق تاريخية وتواريخ محددة بشكل دقيق حتى لا يكون لأحد حجة على ما سوف يتم نشره من أفضال الكويت على حكام ودول وحكومات ... { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } الأعراف ... حفظ الله الكويت أميرا وحكومة والشرفاء والوطنيين من شعبها الكريم ؟


 


يتبع الجزء الثاني ... السعودية


 


دمتم بود ...


وسعوا صدوركم