2014-05-16

الملحدون وحرية الفكر ؟


الملحد هو الإنسان الذي لا يؤمن بوجد الله ولا يؤمن بالرسالات السماوية ولا يعتقد ولا يصدق الأنبياء والرسل ويعتمد في نظرياته على الفيزياء والكيمياء الكونية وأن هذا الكون لم يخلق بغعل روح أو كيان ... وغالبا ما يكونون الملحدون شديدي الذكاء أو شديدي الغباء فلا وسطية بينهم ... وقد قرأت كثيرا مما كتبه ويكتبه الملحدون من نظريات عن الخالق وعن الإسلام وعن العقيدة وعن نظريتهم في الكون ... فكانت نظريات تخالف الواقع وبعض النظريات تعمدت كشف حقيقة العلماء العرب كيف تمت محاربتهم وتعريتهم أمام العامة ؟
 الملحدون طالما أنهم لا يؤمنون بالله سبحانه فهم كفرة والمسألة لا تحتاج إلى إفتاء أو ذكاء ... لكنهم في جهة أخرى من بعض نظرياتهم يقولون شيئا من الحقيقة وتحديدا فيما يخص العلماء والفلاسفة العرب ... فذهب بعض مشايخ الدين إلى التحذير من الفلاسفة لأنهم أي المشايخ بأن الفلاسفة ربما تزيغ عقولهم وتذهب إلى الماورائيات الميتافزيقيا وهي النظريات التي بدأت بالفلسفة وانتهت بعلم الماورائيات والتي تعتقد وتحلل نظريات واعتقادات لأمم سابقة وصولا إلى حتى الحيوانات وطبيعة الأرض ... وبالتأكيد ترهيب العامة من تلك العقول الفلسفية كان له أثرا سلبيا وهو التعتيم المتعمد على عقول الناس ... فليس من حقك أبدا وتحت أي ظرف من أن تمنع الفكر أيا كان فكر سليم أو فكر شاذ في أي مجال ... فهناك بشر غيرك وعقول غيرك من حقها أن تقرأ وتفهم وتستوعب وتميز الصح من الخطأ ولست وصيا على خلق الله ماذا يقرؤون وماذا لا يقرؤون ... والكثير من علماء العرب أو الذين ينتسبون إلى تاريخ العلماء العرب المتخصصين في الطب والكيمياء والفلسفة وغيرها من العلوم كانوا أصحاب عقول وفكر ... غالبيتهم اتهموا في عقولهم وفي نواياهم وحتى في أخلاقهم وشككوا حتى في عقيدتهم وعلى سبيل المثال :

1-     ابن المقفع : عبد الله بن المقفع 145هـ ... كان مجوسياً فأسلم وعرّب كثيراً من كتب الفلاسفة وكان يتهم بالزندقة ؟
2-     الخوارزمي : محمد بن موسى الخوارزمي 232هـ ... وهو المشهور باختراع الجبر والمقابلة وكان سبب في حل مسائل الإرث وقد حورب ورفضت علومه وقتها من الأئمة وقتها وقالوا أنهم ليسوا بحاجة لعلومه بسبب أنه الخوارزمي كان من كبار المنجّمين في عصر المأمون والمعتصم الواثق وكان بالإضافة إلى ذلك من كبار مَنْ ترجم كتب اليونان وغيرهم إلى العربية ؟
3-     عباس بن فرناس 274هـ ... فيلسوف وموسيقي ومغنٍو منجّم نسب إليه السّحر والكيمياء وكثر عليه الطّعن في دينه واتهم في عقيدته وكان بالإضافة إلى ذلك شاعراً بذيئاً في شعره مولعاً بالغناء والمُوسيقى ؟
4-     ابن سينا : الحسين بن عبد الله 428هـ ... عالم في الطب والفلسفة وبليغ الرأي والحجة قيل أنه من القرامطة الباطنية كان هو وأبوه من دعاة الإسماعيلية وكان لا يعترف بالأئمة ويجادلهم في عقيدتهم وأنهم أكثروا غلوهم في الدين وكأنهم قد احتكروا الشرع لأنفسهم ؟

بعدما سبق هناك تأكيد منذ الماضي وإلى يومنا هذا بتعمد بسياسة
 ( عدم التفكير – ممنوع التفكير )
لذلك وأجزم بأن رجال الدين لا يستطيعون مواجهة أصحاب الفكر والرأي ... وأتذكر أني قد تحدثت مع رجل متخصص في الفلسفة فيقول : ماجستير في الشريعة ودكتوراه في الشريعة فما هذه الشرعة التي تنتج وتمنح ألقاب علمية ؟ إن القرآن ثابت والسنة النبوية ثابتة ولا يمكن أن تغير فيها شيء فعلى ماذا تمنح أعلى الدرجات العلمية بل أن الدرجات العلمية استحدثت لكثرة الأبحاث العلمية وكثرة التخصصات وأصلا ليست هناك عند بلاد الكفار دكتور في الإنجيل ودكتور في التوراة فإلى متى هذا التخلف ؟ انتهى حديث الدكتور المتخصص في الفلسفة ؟

صدق الرجل فيما قاله بل أصلا أنا كنت على يقين من أن هناك عقول مغلقة تحاول وتتعمد أن تغلق العقول التي من حولها ... لكن تكنولوجيا اليوم جعلت طيور الظلام تقف عاجزة تماما أمامها فالتكنولوجيا في أيمنا هذه جعلت من الصغار عبيد لأجهزتهم وما فيها من مواقع إباحية وصور شاذة وعالم منفتح ... فوقف وعجز وأدرك بعض المتخلفين بأنهم أمام أمر من سابع المستحيلات مكافحته أو منعه ... ولا يزال العالم العربي أسير لأوامر المنع والحضر وكأن الشعوب هم الأطفال وكأن أسياد المنع هم الآباء ... فتبا لآباء منعوا ولم يوجدوا البديل وتبا لسياسات تمنع ولم تحاول حتى مكافحة الشذوذ الفكري بالصناعات وبالعلم وبالتطور وبالإنفتاح الفكري حتى باتت أمة العرب أسيرة وخاضعة لصناعات الغرب ؟   

الملحدون لا أود مناقشتهم وكل ما أملك هو أني أدعو لهم بالهداية والبصيرة النافذة قبل فوات الأوان ... وأنت لم تخلق هكذا صدفة والكون لم يوجد صدفة وكل شيء كان بقدرة خالق ومن صنع الخالق عز وجل ... صدّقتم أم لم تصدقوا فلا أملك من أمر أنفسكم شيئا والله يهديكم ... وذكائكم جميل لكنه ذكاء شيطاني مع الأسف الشديد ؟ 

من أسباب تقدم الكثير من الأمم أنها تركت لمن يشاء بأن يفكر ويقرأ ما يشاء ويعتقد بمن يشاء ... فلماذا أغنى أغنياء الأرض اليوم بأرقامهم القياسية لا يوجد بينهم مسلم واحد ؟ اتركوا عنكم أرقام أثرياء العرب فهذه أرقام مضحكة مقابل ما يملكه الأثرياء الغير مسلمين ... ولماذا دول الغرب تتمتع بالطقس البديع وبالجو الجميل وبالمناظر الساحرة وبأمطار مستمرة وبثلوج خطيرة .... ونحن نتمتع بحر شديد وغبار قاتل فهل هم يحبهم الله ونحن لا يحبنا سبحانه ؟ حشا لله سبحانه ... إنها مسألة لا دخل لها بالفكر ولا بالعقيدة لكن يستخلص منها الحكمة ويراد منها أن تفكر وتفكر وسوف تفكر إلى أن تموت ... هذا إن أردت أن تعيش كإنسان حقيقي أو أن تموت وأنت مؤجرا عقلك لمن لا يستحق ؟

ليس من حقكم الحجر على الفكر فلولا الفكر لما تقدمت أمم أنتم اليوم لهم عبيد


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم