2014-08-07

ما وجدت القوانين إلا للضعفاء فقط ؟


أول من فكر وسن ووضع القوانين بين الناس في تاريخ البشرية هو حامورابي
(حامورابي بالأكدية تلفظ أمورابي وتعني المعتلي )
حكم بابل بين عامي 1728- 1686  ق . م ... وهو سادس ملوك مملكة بابل القديمة أو بلاد ما بين النهرين في عام 1790 ق.م ... والقوانين التي كانت بداية قوانين الأرض كانت تختص بحل المنازعات كالإعتداء والسرقة وتعويض المتضرر وحقوق وواجبات الأفراد وغيرها ... واشتهرت بقوانين العين بالعين والسن بالسن ... ونظرا لقلة الناس آنذاك وبساطتهم فكانت كل مواد قوانين حامورابي هي 282 مادة أو قانون ... تطور الزمان واكتشف الإنسان مناطق واسعة وكبيرة من الكرة الأرضية ووقعت معارك وحروب مات بسببها مئات الملايين وولدوا المليارات وتقسمت الأراضي وأصبحت دول ... وزادت وتطورت قوانين البشرية إلى يومنا هذا فأصبحت كل دولة لها قوانينها الخاصة بها تطبق على مواطنيها ومن يقيم على أراضيها ؟

القوانين والتشريعات لا تصدر في دول العالم كله إلا من خلال 3 نماذج واقعية
1-      الحاكم بشكل مباشر .
2-      الحكومة بشكل مباشر .
3-      الحكومة ومجلس تشريعي .

وضعت القوانين البشرية لتحقيق العدل والمساواة بين العامة من شعوب الأرض ويتولى هذا الأمر مجموعة من القضاة والذين يعتبرون هم صفوة أي مجتمع ... في سالف الأزمان كان يتم اختيار القضاة من هم أكثر الناس أدبا وحسن سمعة ونظافة ذمة وأكثر حكمة وذكاء ... وفي زماننا هذا يتم اختيار من ينجحون في دراسة مواد القوانين المختلفة بالإضافة إلى حسن السمعة والسلوك لكن ليس الأكثر حكمة وليس الأكثر ذكاء ... وفي الماضي والحاضر وحتى في المستقبل فإن القضاة في كل العالم ليسوا ملائكة منزهين أو معصومين من أي خطأ ... وفعلا التاريخ الحديث يخبرنا بأن هناك المئات أعدموا ظلما وهناك مئات الآلاف سجنوا ظلما ؟

قسّم العالم نظريــا إلى 3 أقسام 
1-      العالم الأول : هي الدول التي تتمتع بتطور تكنولوجي كبير ووفرت حياة كريمة لشعوبها وهى الدول التي تعتمد على الرأسمالية في حكمها مثل أمريكا وفرنسا وانجلترا وغيرها .
2-      العالم الثاني : هي الدول التي من أنصار التجربة الاشتراكية والرافضة لأفكار دول العالم الأول مثل ( الاتحاد السوفيتي )  روسيا حاليا وكوبا وإيران وكوريا الشمالية وغيرها .
3-      العالم الثالث : هي الدول التي تشهد نمو بطئ ولا يوجد بها تتطور تكنولوجي ومعدلات بطالة مرتفعة وعدم قدرتها على استغلال الموارد الطبيعية بها مثل دول الخليج ومصر والسودان والأردن وباقي الدول العربية دون أي استثناء .

في عالمنا العربي والذي يسمى بالعالم الثالث توجد لكل دولة عشرات الآلاف من التشريعات والقوانين لكل وزارة وهيئة ... والتوقعات تشير إلى أن القوانين في الدول العربية مطبقة بنسبة 35% فقط من إجمالي ما تملكه من قوانين وربما أقل من هذه النسبة بكثير ... ويتم استثناء الأسر الحاكمة وكبار التجار وكبار السياسيين من تلك القوانين بنسب مرعبة وخطيرة تصل أحيانا لنسبة 100% في دول العالم الثالث العالم المتخلف ... وكمثال على هذه الاستثناءات 
1-      سرقة موارد وأراضي الدولة جهارا نهارا .
2-      عدم دفع مستحقات الدولة .
3-      عدم تطبيق الأحكام القضائية عليهم .
4-      استعباد بعض البشر والظلم والجور عليهم .
واقع القوانين العربية فعلا وحقيقة لا تطبق على الكبار وإنما تطبق على الصغار من عامة الشعوب ... بل هناك دول ممنوع بأن ترفع قضية على أسماء معينة هم وزوجاتهم وأولادهم بل من الأساس أوراق الدعوى القضائية لا تطبع ولا تقبل في المحكمة ؟

كم نسبة العدل المطبق في عالمنا العربي ؟
شكرا لهم إن كانت النسبة تصل إلى 30% ... والمفارقة المضحكة والمؤسفة في نفس الوقت أن ديننا هو الإسلام الذي خرج وتأسس على مبدأ العدل وحق الحقوق ورفع الظلم ؟
من ينتظر العدل في الدنيا وعلى الأرض فهذا إما محظوظ أو أنه جاهل ... العدل هي كلمة وصفة حصرية وإسم من أسماء الله الحسنى جل جلاله وعظم سلطانه ... فعدل رب العالمين هو الحق بعينه من عدل العبيد من خلقه ؟
وجدت القوانين للضعفاء من عامة الناس ومحظورة على خاصتهم وحتى القانون الدولي هناك دول تسحق تحت القوانين الدولية وهناك دولة لا يجرؤ قلم القانون على حتى مخاطبتها ؟
  
لا يفرح بالظلم إلا كل مغرور وجاهل وسفيه
لا يفرح القضاة بأحكامهم لأن أكثر من نصفهم هالكـــون في النار


العالم يصدر لنا ما يخدم البشرية ونحن نصدر لهم التخلف وما يدمر البشرية


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم