2016-04-06

ما هو الفرق بين الشريفة والساقطة ؟

هناك سؤال طرأ في عقلي وهو من يحدد شرف ونزاهة البنت أو المرأة ؟
هل تربيتها ؟ هل قناعاتها ؟ هل ثقافتها ؟ هل أصلها وفصلها ؟ هل المستوى المعيشي ؟ هل الثراء الفاحش ؟ هل الفقر المرعب ؟ هل الدولة والحكومة وتشريعاتهم الغبية أو فسادهم ؟ هل الكوارث التي قد تنجم عن طريق الزلازل والكوارث أم الحروب الأهلية ؟ هل هل هل المهم أن هذا السؤال أخذ لأيام يدور في فلك مخيلتي ... فقلت قبل أن أجيب على هذا السؤال اذهب للقمة من الناس وانظر في أحوالهم ثم اهبط إلى القاع وانظر لأحوال المنسيين ... وعلى مدى أكثر من 5 أيام جلت وبحثت في المنتديات والمواقع وأقرأ من هنا وهناك ... ثم عبر اليوتيوب جلت في سوق المتعة والدعارة في بعض الدول العربية والأجنبية ؟ 

أثناء البحث ومشاهدة البرامج الوثائقية التي تفتح أسرار عالم المتعة وبيع الأجساد رأيت ملكات جمال ذوات قوام يسر الناظرين وذوات وجوه لا تملك إلا أن تقول سبحان الخالق الذي خلق وصور وأبدع ... لكنهن فتيات ليل فتيات يقفن عارضين أجسادهن للمتعة والبيع في الشارع في الممرات في المحلات في المراقص والبارات في كل مكان ... وهناك أسعار متفق عليها وهو بالفعل سوق ترتفع أسعاره في موسم وتعاود النزول في المواسم العادية ... بل أن البرازيليات تعلموا اللغة الإنجليزية خصيصا لكأس العالم الذي أقيم في 2014 استعدادا لاستقطاب الجمهور الذي حضر لمشاهدة المباريات ... انظر كيف أن الأمر غير عادي وتجارة وعصابات ومافيا ؟ 

سألت نفسي : ما الفرق بين ملايين بنات الهوى وبين الفتاة العادية الشريفة العفيفة ؟
هل أنت تقارن العاهرات بالشريفات المحصنات ؟
انتظر يا هذا فمواضيعي لا تصلح لأصحاب العقول المتخلفة
 لنضع ولنصنع المقارنة ولنرى الفرق
الساقطة : تملك قوام وجمال وقلب ومشاعر وأحاسيس وأنوثة طاغية وتتمنى الإستقرار وتعرف أحدث صيحات الموضة وأخر صرعات المكياج والتسريحات في العالم ولديها أهل وأهلها ذو أصول بل ويفتخرون بأصولهم ؟ 
الشريفة : تملك قوام وجمال وقلب ومشاعر وأحاسيس وأنوثة طاغية وتتمنى الإستقرار وتعرف أحدث صيحات الموضة وأخر صرعات المكياج والتسريحات في العالم ولديها أهل وأهلها ذو أصول بل ويفتخرون بأصولهم ؟
 إذن ما الفرق بين من نسميهم هذي عاهرة وهذه عفيفة وكلاهما أنثى في كل شيء ؟
الساقطة : تعرضت لظروف قاهرة مذلة مبكية مما أجبرها أن تبيع من جسدها ولحمها وتتعرض للبيع فتقول إحداهن : كلما انتهى مني أحد الزبائن أدخل للحمام وأبكي تحت الماء ثم ألعن هذه الدنيا آلاف المرات وتمنيت أن لم أخلق أو أن أموت اليوم قبل الغد ... وظروف من نسميهم بالعاهرات غالبا ما تكون اليتم أو انفصال الوالدين ورفض كل منهم رعاية الأبناء والفقر  مجتمعاتهم ... بل هناك مجتمعات عربية وأجنبية صنفتها الأمم المتحدة أن شعوبها يعيشون تحت خط الفقر بأقل من 5 دنانير كويتي شهريا ... بالإضافة للأسباب كالحروب الأهلية والإقليمية التي خلفت مآسي وكوارث وقتلى وجرحى ومعاقين ومقعدين ويتامى ولاجئين ... وطبيعي جدا جدا أن تجد أسر لا تجد قوت يومها أو أن تأكل وجبة واحدة في اليوم فتبيع الفتاة جسدها ثم يجد الأهل قوت يومهم أو للصرف على علاج والدتها أو أو المهم أنها أسباب قاهرة وواقع مؤلم ومبكي لمن ملك قلب حقيقي ... الفقر الحقيقي لم يجعل للناس كرامـــــــــات وسحقهم سحقا كالوباء القاتل ؟

العفيفة : تعيش النساء في أوطان مستقرة سياسيا واقتصاديا لا حروب ولا زلازل ولا كوارث تعمل وتتقاضى راتب أو متزوجة وتجد من يعيلها بالإضافة إلى أن دينها ومجتمعها يرفضان الزنا والإنحراف ... المهم أن وضعها يختلف كليا عن أوضاع أي بنت ليل وأفضل بكثير مما نتخيل ... بل الساقطة الحقيقية هي من تبيع جسدها وهي بأفضل حال وتقدم متعة الجسد من أجل أن تواكب الموضة من موبايل وسيارة وعلاج تجميلي للأسنان والسفر وما غير ذلك من توافه الأمور ... ولا علاقة بالأصل والفصل في هذه المسألة على الإطلاق ؟ 

تخيلوا أن تتبدل الأوضاع من حال إلى حال بكم فتصبح العفيفة على الكارثة فكم ستصمد أمام المآسي ؟ 
الأب والأخ والزوج وابن العم وابن الخال جميعهم أموات ولا حكومة ولا مال ولا علاج ولا طعام ولا رفاهية ولا موبايلات ولا ماركات ولا ولا ولا فهل ستموت من الجوع أم تنظر لأبنائها وهم يتضورون جوعا وبكاء أم ستعلن استسلامها للأمر الواقع ؟؟؟ !!! ؟؟؟ هذا سؤال أترك إجابته للجميع ولحد يسوي روحه عبقري وعنتر بن شداد ؟
 أقول ما سبق وأنا أتمنى أيضا لكل من يقرأ هذا الموضوع أن يسأل نفسه هذا السؤال
يبلغ تعداد سكان الكرة الأرضية اليوم أكثر من 7 مليار نسمة ... فطوركم وغدائكم وعشائكم وموائدكم العامرة في كل يوم وفي كل ليلة ... كم مليار نسمة يحلم فيها ويتمناها يوميا ؟؟؟ أيضا أترك الإجابة لحضراتكم 

قد قتلتكم المظاهر وحب الشهوات والحرص وأشد الحرص على كلام الناس وإطرائهم ومجتمع غارق بالرياء والنفاق لذلك أنتم دائما في صدمات ممن حولكم وصراعات على من يكون الأحسن والأفضل ... فاعتقد الأرعن أنه أخر رجل على كوكب الأرض وظنت التافهة أنها أجمل نساء الأرض وأخرهن ... فوصل بكم مرض النرجسية والغرور والكبر أن تحرقوا رواتبكم على توافه الأمور وتخلقون لأنفسكم الأعذار لما تفعلونه ... فتدمر مفهوم الإستقرار والزواج فأصبح الأغبياء يعتقدون أن الزواج هو مجرد لحظة فراش وسينما ومطاعم ورومانسيات ... وتحول مفهوم الصداقة الحقيقية إلى من هو الأذكى أولا ومن يربح أخرا ... فأصبحت العقول هـــــــــواء فارغة من أي معلومة ومن أي ثقافة ومن أي حكمة وعبرة فأصبح استغلال العقول أسهل ما يكون لأن نفوس أصحابها جعلوها مطية لشهواتهم ... والأمانة ضاعت والصدق تبخر ومرضى الإيجابيات والسلبيات صدقوا هذه الكذبة وهم يهربون من الواقع الفاضح المؤسف المرير ؟
 اتقوا ربكم فإن لم تتقوه وتتعظوا مما يجري حولكم وما سيجري فالقبور أولى بكم


دمتم بود ...


وسعوا صدوركم