2017-04-26

الفرق بين القانـــون والبالـــون ؟

القانون : هو أحد قوانين علم الاجتماع الأساسية التي لها أهمية حيث لا يستطيع المجتمع أن يعيش إذا كان كل أفراده يفعلون ما يروق لهم دون مراعاة لحقوق الآخرين أو إذا كان أعضاؤه لا يعترفون بأن عليهم التزامات معينة في مواجهة بعضهم بعضًا ... والقانون هو الذي يقرر القواعد التي تحدد حقوق أي شخص والتزاماته وهو الذي يضع الجزاء وكيفية تطبيقه من قبل الحكومة على كل من يخالف القواعد التي وضعت ويظهر كيفية تطبيق الحكومة لتلك القواعد والجزاءات .

القانون في الدول المتقدمة والمتحضرة
لاحظ سقت العنوان الفقرة بـ "المتقدمة" أولا والسبب أنها ما كانت لتكون دولا متقدمة عالميا لولا أنها احترمت قوانينها ... والقوانين والدساتير ليست كتابا مقدسا بل هي بالأساس تشريعات وأسس لصناعة نظام حكم أو نظام مجتمعي يتفق عليه الأغلبية ... وتكمن الثقافة المجتمعية وحرص صناع السياسة الحقيقيين على مدى دقة التزامهم وتمسكهم بالقانون ولذلك ومنذ أكثر من 120 سنة مضت تقدمت أوروبا ونهضت أمريكا ... وبعد كل تلك السنين أصبحوا يحكمون نصف العالم ومن ضمنهم منطقة الشرق الأوسط حكما حقيقيا والأدلة تحتاج لعدة أجزاء ولا أنتهي منها ... ولذلك تجدهم دولا مستقرة متناسقة ومتجانسة فيما بينها بسبب قوة صناعاتها المهولة والمرعبة والنجاح الباهر الذي حققوه في صناعة أجيال تعرف قيمة القانون وتحترمه ... ولذلك الأمر جدا عادي أن يصل لمنصب وزير من قدم أو لجأ إليهم قبل 30 سنة وطبيعي أن يصبح رئيس دولة من كان جده عبدا يباع ويشترى فأصبح الحفيد رئيس أكبر دولة في العالم وهو باراك أوباما ... كل ذلك حدث ويحدث وسوف يتكرر حدوثه لأن الجميع اطمئن لسلامة تطبيق القانون وانصهرت المعتقدات والعادات والتقاليد المتخلفة في المجتمع الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور ... ولا أحد يعتقد أن ما صنعوه تم وكان بسهولة كلا وأبدا بل كانت هناك حملات عنصرية شديدة التأثير لكن إرادة المجتمع كانت أكبر وأقوى لشغفها ورغبتها الشديدتين بالتغيير والنظر للأمام وللمستقبل ولأبنائهم وليس للوراء والتخلف والجهل وكأن الله ما خلق غيرهم بشرا ... ولذلك هم اليوم أهل الأمم وأهل الزراعة والصناعة والعلم والتكنولوجيا والطب والدواء والتقدم بل هم أهل الحضارة التي نفعوا وعلموا البشرية كافة ... ويكفي أن تعلموا الآن وفي سنة 2017م هناك أكثر من 400 ألف طالب خليجي يدرسون ويتعلمون في أوطانهم ... القوانين ما وضعت إلا للتطبيق واحترامها حتى وإن كنت غير مقتنع بها فتغييرها لها قنواتها البرلمانية والتشريعية لا ثروتك ولا نفوذك ولا إسمك ولا أصلك ولا فصلك يستطيعون تحريك حرف في سطر من قانون ؟

القانون في الدول المتخلفة
القانون في الدول المتخلفة ما وضع إلا لعامة الشعب والفقراء والمغلوب على أمرهم وفي كل قانون تجد أشهر كلمة في العالم العربي والإسلامي ألا وهي " ويستثنى " هي الكلمة التي جعلت القانون أحقر منطق يمكن أن يفرض عليك فأوجدوا البديل للقانون ألا وهي " الواسطة " وهي مخدر كوكايين وهيروين ومورفين القانون التي تكسر ألف قانون وتنتهك أمانة المجتمع وتجعل القانون في خبر كان ... فتجد في العالم العربي تناقضات ما أنزل الله بها من سلطان وكمثال لا الحصر : تجد أبناء كبار مسؤلين الدولة أو أبناء الحكام لا توجد عليهم أي أخطاء ولا حتى مخالفة مرورية واحدة طيلة 40 سنة حتى ظن السفهاء من يتسترون عليهم أنهم ملائكة الله في الأرض لا يخطؤون ... ومثال آخر : عشرات الآلاف من سرقات أراضي الدولة تتم جهارا نهارا بوضع اليد دون دفع فلسا واحدا عليها ... ومثال آخر : مسؤل سارق فاسد يخرج برائة لماذا ؟ لأن هناك خطأ إجرائي في القضية أو ثغرة قانونية كما ابتدعوها أهل القانون فذهبت الأموال العامة أموال الرعية في جيب السارق رسميا باسم الأعور الدجال السيد " القانون " ... فأين القانون ؟!!!؟ وطبيعي جدا تجد في بعض الدول العربية القاضي مرتشي وفاسد والضابط مرتشي والطبيب فاسد والوزير محترف بالسرقات وشيخ الدين يقبض أثمان كذبه وبهتانه والرعية والمجتمع يعرفهم بالأسماء لكن أمرهم مغلوب ... وبعض الرعية ليسوا أغبياء لكنهم يعرفون إن نهضوا وثاروا فإن مصيرهم كمصير سوريا وليبيا واليمن وغيرها ... ولذلك القانون في معظم الدول العربية هو بالـــــون " تفاخية " جميلة الألوان تسر الناظرين لكن هواها قاتل مميت فاسد ... مجتمعات لا تعرف كيف تتعايش فيما بينها وكل دولة وكل مجتمع يملك من العنصرية والجهل ما إن رميته على أهل القبور لنهضوا من شدة رائحة العقول والأنفس العفنة ... حتى أصبحت المجتمعات العربية لا يكفيها كل أطباء علم النفس في كل أصقاع الأرض والسبب ؟ تناقضاتهم في القانون ... الكل يريد قانون يناسبه وكأنه حاكم الدولة والكل له رأيا وكأنهم ابن رشد والفرابي والفرزدق وابن خلدون وابن سينا اجتمعوا في منزل واحد !!! وعندما كرهوا بعضهم بعضا واشتدت الأحقاد غافلهم الفاسدون وعاثوا فسادا بأوطانهم فجعلوا القانون طبلـــة ترقص عليها كل راقصات أوطانهم كل ضربة ولها معنى وكل " دوم " ولها ثمن وكل " تك " ولها حساب ... والمضحك في جهلهم أن هناك من لا يزال يصدق تجار الدين وتجار الديمقراطية وتجار البرلمان و 90% من حياتهم معلقة بالإستيراد من الخارج أي لو قطعت الدول المتقدمة والمتحضرة عنهم صناعاتهم لعادوا خلال سنتين فقط إلى زمن أبو جهل وأبو لهب ومرحبـــــــــــا قانــــــــــــــــون !!! { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد .
مرحبا بكم في عالم البالــــون المتخلف الذي عجزت ملياراتنا وثرائنا وإعلامنا من ترقيع وتجميل حقيقتنا المخزية وواقعنا الذي جعلنا مهزلة وأضحوكة الأمم التي تعرف معنى وحقيقة القانون فآمنت به فصنعت أجيالا نقف أمامها كالأقزام ولا نستحي من كم فسادنا وجهلنا ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم