نبذة عن تاريخ اليهود في الكويت
يكننا القول ان اليهود الذين سكنوا الكويت كلهم أوجلهم من العراق اما تاريخ اقامتهم في الكويت فترجع خطوطه حينما احتل ( صادق خان ) البصرة عام 1776م ... التي اخليت من سكانها وبعضهم من اليهود حينها ارتحل قسم منهم شمالا ومنهم من قصد الكويت فاستقروا بها ... وعلى مر السنين اصبح لهم وجود تجاري من خلال تجمع يحمل اسمهم هو ( سوق اليهود ) الذي يعد من الاسواق القديمة والمهمة ويقع بالقرب من مسجد السوق على مقربة من سوق التجار ... الذي اصبح فيما بعد سوق خليل القطان ثم قيصرية بن راشدان قبالة موقع المدرسة المباركية القديمة التي تم بناؤها عام 1911م ... كان معظم النشاط فيه هو بيع الاقمشة والالبسة وهو ما اشتهروا به بالاضافة الى بيع السجاير والتبغ ( التتن ) محصلة ما تقدم تؤكد وبشكل قاطع غير قابل للشك او الجدل ان يهود الكويت كانوا يتمتعون بقدر كامل من الامان اكثر ما تمتع به يهود اوروبا آنذاك ... وعاشوا بمطأنينة مع جيرانهم لا يتدخل بأمورهم أحد كما ان استقرارهم هذا مكنهم من شراء وتملك العقار بحرية تامة ومن دون عوائق او عراقيل .
80 عائلة ومعبد لليهود
كما كان وبالاضافة الى السوق حي خاص سكنوه هو ( فريج اليهود ) قرب سوق الصاغة موقع البنك التجاري حاليا سكنته ما يقارب الثمانين عائلة ... ويختلف لباس اليهود عن الآخرين بانهم كانوا يلبسون رداء يربط وسطه بحزام يدعى ( زبون ) ويعتمرون الطربوش اليهود الذين سكنوا منطقة شرق قبل حكم الشيخ مبارك قرب سوق الصاغة كان لهم معبد موقعه خلف فريج الجناعات وفي الكنيس ركن خاص منفصل للنساء وبالاضافة الى السوق والحي ... والمعبد كانت هناك مقبرة خاصة بهم في منطقة شرق ... مما يدل على ان فترة اقامتهم لم تكن عابرة بل امتدت امدا طويلا ويتراوح عدد اليهود بين مائة ومائتين فرد يعيشون في الكويت ولكن الاغلبية رجعت الى العراق وقسم قليل الى الهند ... ولقد زاول بعض اليهود نفس مهنة اسلافهم في تصنيع وترويج الخمور في الكويت ومن روايات كبار السن ان من امتهن هذه الصنعة كانوا يقومون ببيع الحليب ايضا للايهام والتضليل ... فمن يريد حليبا يضع عملة معدنية من فئة صغيرة في وعاء الحليب ( الدله ) اما اذا كانت فئة كبيرة فالمراد بها الحصول على (ام الكبائر ) وتبقى الدله حيث لم تكن القناني الزجاجية قد شاع استعمالها انذاك ... القاسم المشترك الاعظم وهم سيئوا السمعة ( اليهود ) بسبب ما عرف عن تقطير المشروبات التي يعاقرها بعض المسلمين خفية من الحاكم وخشية منه ... ومن اليهود هناك تاجران غنيان اما الباقي فمعظهم بائعو اقمشة وصاغة ومن التجار اليهود الاغنياء هم صالح محلب صاحب اول مصنع ثلج عام 1912م وكرجي ساسون ومنشي الياهو وكانوا يتعاطون التجارة والصيرفة ... يتضح ان الامور قد ساءت مما حدا الشيخ سالم المبارك (الحاكم التاسع) بعد توليه الحكم في فبراير 1917م ان يضع حدا لهذه الممارسات لما عرف عنه من شدة التدين ... تزامن من ذلك تكليف الشيخ صباح بن دعيج ( صباح السوق ) الاشراف على امور الامن فكان يجوب الاحياء والاسواق يقظا صارما ... وان ما قيل وشاع وتداول عن تهجير اليهود وطردهم من الكويت لا يقابله مستند او نص يركن اليه ولكن امورا اقليمية وعالمية ساعدت على مغادرة اليهود والرجوع الى العراق منها بداية الحكم الملكي في العراق والعلاقة الجيدة التي عرف فيها الملك فيصل الاول بشخصيات يهودية منها وايزمان وساسون حسقيل الذي اصبح وزيرا للمالية في العراق ... فمن نافلة القول ان فترة خروجهم من الكويت امتدت حوالي عقد من الزمن شمل فترة العشرينات كلها من القرن الماضي .
قصة الأخوين صالح وداود وعلاقتهما بالغناء الكويتي
يجرنا الحديث ونحن نتناول موضوع اليهود في الكويت لذكر الاخوين صالح وداود الكويتي وعلاقتهما بالتراث الفني الكويتي تاريخ صالح الكويتي وشقيقه ولد صالح بن يعقوب بن عزرا الملقب ( بالكويتي ) عام 1905م ... وكانت هجرة ابيه الى الكويت من بغداد وهو بالاصل من يهود ايران كما ولد شقيقه داود عام 1910م وكان سكناهم في فريج اليهود ... عشق الاخوان العزف والغناء ومنذ ان عرفا الحياة وقضيا طفولتهما وشبابهما ثم شيخوختهما ارواحا طائرة في سماء الطرب منذ نعومة اظفارهما ليصبح هواية ومهنة مقلدين بذلك مطربي الكويت الذين يشاهدونهم في مناسبات الفرح والاعياد وقد تمكن صالح من العزف على العود وعمره 10 سنوات فادهش عزفه قريبا لهم كان زائرا للكويت من الهند يتعامل مع والدهما بالتجارة فارسل للصبيين عودا وكمانا ... في تلك الاونة انتشرت الاسطوانات وبدأت اجهزة الحاكي تنتشر في بعض البيوت حتى ظهرت في المقاهي قبيل الحرب العالمية الاولى وتحديدا عام 1912م ... كانت طريقة التعلم ( سماعية أي يسمح فيحفظ ) في تلك الايام اذ على الهاوي الفتى التواجد في جو موسيقي يستمع فيه الى العزف والغناء حتى تعلق الانغام في ذهنه ومن ثم تبدأ محاولته في ترجمة ما حفظه على عزف الآلة صالح على الكمان وداود متخصص بالعود وقد استطاع صالح على الكمان وداود على العود ان يبلغا من المهارة في العزف والغناء ما مكنهما عند رجوع العائلة الى البصرة عام 1928م من العمل مع المطرب محمد القبنجي الذي كان فيها لتقديم حفلات موسيقية فقد شكلا فرقة موسيقية من خلالها برزت اغان اخذت طريقها الى الشهرة ومنها اغنية ( قلبك صخر جلمود ) التي غنتها سليمة مراد وهي من لحن الصبا اقدم المقامات العربية ... سمعت الاغنية ام كلثوم فاعجبت بها ايما اعجاب وغنتها ثم سجلتها على اسطوانة حازت نجاحا منقطع النظير بعد ذلك اسس الاخوان معهدا صغيرا لتعليم العزف واصول الموسيقى ... واضافا اشارات يضعانها فوق النوتة المكتوبة حروفا للدلالة على طول القوس او قصره بالنسبة الى الكمان وسرعة الضرب او بطئها بالنسبة الى العود
شاهد هذا الموضوع الأكثر تفصيلا
تعرفوا على الأخوين صالح وداوود الكويتي ؟
http://q8-2009.blogspot.com/2014/01/blog-post_14.html
سوق اليهــــود
زاول اليهود المقيمون في الكويت مهنة وحرفة التجارة وامتلكوا امولا طائلة وكان لهم سوق خاص عرفوا به في بداية العشرينيات بداخل المدينة بالقرب من القيصرية يعرف بسوق اليهود وقد تخصص هذا السوق ببيع الاقمشة التي يستوردونها على حسابهم من الهند وبريطانيا ... وكانت تباع في ذلك السوق انواع عديدة ومختلفة من الاقمشة اتخذت اسماء شعبية يعرفها اهل الكويت القدامى ولم تعد هذه التسميات متداولة حاليا ذلك لطغيان الحضارة الا ماندر منها ومن هذه التسميات التي كانت تباع في سوق اليهود بالكويت شاش - جيت - رش المطر - امريكن - لاس - نيسو - ابريسم - بافته - خشم البلبول - ازقرنات - جين - وغيرها من التسميات ... وقد ورث تجارة اليهود ابناءهم وعودوهم منذ طفولتهم على العمل بالتجارة فكان اباؤهم يملكون المحلات التجارية ... اما الابناء فكانوا يبيعون الاقمشة عن طريق حملها والتجوال بها في الاسواق والاحياء لكنهم رغم ذلك لم يسلموا من اذى الاولاد من ( الفرجان ) ومطاردتهم ورميهم بالحجارة وبعثرة اقمشتهم في الطرقات .
غشهـــم
لم يقتصر عمل اليهود في هذه الصنعة فقط بل هناك عدد اخر من اليهود كان يعمل في تصنيع الذهب وبيعه وكان لهم بضعة محلات في سوق الصاغة القديم وقد عرف عنهم عدم النزاهة في تصنيع وبيع الذهب فكانوا يغشون وكان الناس لايثقون بهم ولا بطريقة عملهم فهم دائما ما يتحايلون ويتلاعبون في عيارات الذهب وقد كشف امرهم عدة مرات .
عائلاتهــــم
كانت الجالية اليهودية كبيرة ومتقاربة في العمل وحتى في السكن وكان يبدو عليهم التلاحم والتقارب فهم كالعصبة الواحدة لا يتفرقون ... ومن أهم وأكبر العائلات اليهودية التي كانت مقيمة في الكويت في الماضي : عائلة محلب - عائلة ساسون - عائلة صموئيل - عائلة حصغير - عائلة يعقوب - عائلة الياهو - عائلة عزرا - جماعة صالح .
فرقة عـــزرا
هناك عائلة من اليهود استهواها الطرب والعزف على الآلات الموسيقية وهي عائلة ( عزرا يعقوب الربين ) وكان عزرا هذا من تجار اليهود في الكويت إلا أنه يهوى الطرب والعزف على آلة القانون وكان ابنه الذي عرف بـصالح الكويتي من مواليد الكويت عام 1901م ... وقد أجاد العزف على آلة العود منذ صغره وتبعه أخوه داود الكويتي وهو أيضا من مواليد 1903م بالعزف على آلة الكمان وكونا مع والدهما فرقة موسيقية ... وكانت تستدعى للبيوت التي اتخذها البعض في الماضي للطرب والهوى في منطقة ( الميلة ) بالمرقاب وتحديدا موقع وزارة التربية السابق والمنطقة التجارية التاسعة التي تضم أسواق الاقمشة ... كما ان هناك مقبرة خاصة لليهود لاتزال بعض معالمها باقية حتى الآن في منطقة شرق .
أرض الميعاد
تواجد اليهود في الكويت لم يستمر طويلا وذلك لاسباب عديدة منها دورهم في نشر الفساد الخلقي وتصنيع وبيع الخمور والغش التجاري لذلك اصبح وجودهم غير مرغوب فيه من اهالي الكويت فهم اصحاب خداع وغدر وفساد وقد عرفوا بأسوأ من ذلك منذ القدم حتى وقتنا هذا لم يدم وجودهم طويلا فصفوا اعمالهم تدريجيا وبدأت هجرتهم مع نشوب الحرب العالمية الثانية الى ارض ميعادهم .
مشاكلهم
كثرة المشكلات بسبب اليهود وانتشر الربا والفساد والخمر المصنع لديهم لهذا اصبحوا منبوذين رغم انهم منبوذين اصلا عند المجتمع الكويتي وغيره من المجتمعات ... وبات عدم الارتياح الى وجودهم امرا مسلما به وقد سبقت هجرتهم عن الكويت امور ومشكلات تناقلها الناس منها مقتل احد ابناء اليهود ورميه في البحر ويذكر ان امه كانت تولول وتصرخ على فقد ابنها وهي تقوم ( أغيد ابني ) اي اريد ابني وكانت لهم لكنه ولهجة خاصة فهم ينطقون حرف الراء غينا مثلا كلمة أروح ينطقونها ( أغوح ) وهكذا ... وقيل انه في احدى المرات بينما كان الناس جالسين في احدى المقاهي اذ بأحد اليهود يمر بهم ويلقى السلام عليهم فلم يرد أحد السلام إلا أحد كبار السن وعندما أخبروه بأن من ألقى السلام يهودي لحق به وأمسكه طالبا منه إرجاع السلام اليه وهذه قصة واقعية ... بعد كل هذا الكره الذي صنعه هؤلاء والذين عرفوا بخبثهم ولعنتهم كان من الطبيعي عليهم ان يحزموا أمتعتهم ويبحثوا عن مكان آخر ... فالمواطن الكويتي لا يتقبل أن يكون أحد الكويتيين يهوديا فالأمر صعب جدا بالنسبة له رغم أنهم عاشوا وولدوا وتعلموا هنا في الكويت إلا أنهم ظلوا منبوذين رغم مرور الزمن الا ان مقبرتهم لا تزال موجودة شاهدة على وجودهم في منطقة الشرق وهنا صورة لقبر أحدهم، تبدو عليه رسومات خاصة بطقوس ديانتهم ... وبرواية عيسى فهد الغانم لجريدة القبس الصادرة بتاريخ 8-11-2008 في مقالة صفحات من الذاكرة " أن أول معمل للثلج في الكويت جلبه اليهودي صالح محلب عام 1912م وموقعه على البحر وبالقرب من الجمرك القديم" ... وفي رواية أخرى سمعتها من كبار أهلنا أنه ذكر بأن اليهود في الكويت خرجوا من الكويت بعد انتفاض العرب تجاه مشكله فلسطين وحرب 1948م وخاصة بعد غليان الشارع العربي وبما فيهم الكويتي تجاه ما يحدث في فلسطين .
بعض العوائل اليهودية التي أقامت في البلاد وعلى مدى عقود من الزمان هي
عائلة محلب
عائلة ساسون
عائلة صاموئيل
عائلة عزرا
عائلة يعقوب
عائلة اليامو
وجماعة صالح
تاريخ دولة الكويت الصغيرة يوازي من ناحية الأحداث تاريخ الدول الكبيرة تاريخيا
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم بس