عندما قامت الاحتجاجات السلمية في البحرين كانت أمر مشروع بل الغريب لماذا تأخرت إلى كل هذا الوقت لكنها وللأسف الشديد تحولت من ثورة سلمية ضد الظلم إلى ثورة إسقاط النظام البحريني وهذا ما أدى إلى تحطيم كل مطالبهم السلمية في بداية الأمر ... وما نتج عن ثورة انقلاب الحكم بدعم واضح من إيران مما عززت الظروف لخدمة النظام البحريني من قبل دول مجلس التعاون وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية بتدخلهم سياسيا بإجبار الولايات المتحدة الأمريكية على الحديث إيجابيا مع ما يحدث وعسكريا من خلال حماية المراكز الحيوية البحرينية ومياهها الإقليمية ... خمدت الثورة واعتقل رؤوسها وفر البعض منهم وبدأت حرب الانتقام البحريني ضد من شارك وعاون وساهم وفكر وخطط لمحاولة الانقلاب وهذا أمر جدا طبيعي في كل دول العالم عندما يحدث مثلما حدث في البحرين ؟
لكن ؟
بعد أن هدأت الأمور لماذا لم يبادر النظام البحريني والحكومة البحرينية على الانطلاق بسرعة باتجاه الإصلاحات السياسية والاقتصادية في البحرين ؟ لماذا أصبح هاجسهم وجل اهتمامهم هو ارتفاع وتيرة العناد وتصلب المواقف ؟ لماذا لا يبادرون يد بالإصلاح ويدا بتطبيب الجراح ؟ هل تعتقدون أن التجاهل والحل الأمني هو حل ؟ نعم هو حل لكنه حل مدمر لأنه يربي ويحتضن الأحقاد حتى تصبح كالمارد القابع داخل القمقم ما إن تفتحه حتى ينفجر في وجهك ... وفي ثورتهم الأولى خدمتكم الأسباب لكن أتعتقدون أن الأسباب والظروف يمكن أن تخدمكم طول الوقت ؟؟؟
من حق المواطن البحريني أن يتمتع بحرية الرأي والممارسة والعقيدة ، ومن حقه على الحكومة أن توفر له الوظائف وأفضل المستشفيات والعلاج وأفضل المدارس والتعليم وأن تعزز داخل قلوبهم الروح الوطنية والمشاركات الشعبية المشتركة بين أبناء الوطن الواحد دون تمييز ودون تفضل عليهم ؟
واسألوا أنفسكم إخواننا في حكومة البحرين :
إن كنتم تعتقدون أن هناك فئة من شعبكم ارتمت في أحضان إيران وأن ولائها لطهران فأنتم السبب الأول والرئيسي في ذلك لأنهم لم يجدوا راحة الصدر والحضن الوسيع لديكم ... فتلقفتهم خيوط عنكبوت طهران المسمومة بكل صدر رحب وطبطبت على ظهورهم وواستهم ... ولا يقول لي أحد منكم إنها عقيدتهم لالا
يا ساده يا كرام
لو افترضنا إنها عقيدتهم كان الأجدى والأولى أن يكون ولاؤهم إلى العراق وتحديدا للنجف وكربلاء وعلماؤها بل أن إيران يجب أن تكون تابعة للعراق لأن لب وقلب الشيعة في العراق وليس في مكان أخر .
المشكلة تكمن في مسؤلين في كل الدول العربية أن عقلياتهم توقفت منذ وقت طويل وتوقف معها الإبداع ولم تعد قادرة على الاستيعاب والتطوير ومحاكاة وفهم الجيل الحالي لذلك يحدث الصدام وتتفاعل المشكلات وتتطور الأمور وتكبر الأحداث .
مشكلة حسني مبارك أنه ركب ريح الغرور وصولجان الاستهزاء معتقدا أن من خرج في الثورة هم ( أجلكم الله ) حفنة كلاب ورعاع وصعاليك فتهاوى ملكه بطريقة دراماتيكية سريعة فإذا هو اليوم خلف القضبان ... وبالتأكيد لا أشبه حاكم البحرين بطاغية مصر وشتان ما بين الماء العذب والماء المالح ... لكن أنا شخصيا أثق بطيبة وحكمة القيادة البحرينية لكني أركز بكلامي إلى بطانتهم وإلى مستشاريهم فهم رؤوس المصائب في كل الأوقات والأزمنة ؟
فخامة أصحاب القرار في البحرين :
افتحوا أبوابكم لرعيتكم وانزلوا الشارع وحاوروهم واسمعوا منهم فشعبكم مثقف على درجة عالية ويستوعبكم فاستوعبوه واحضنوهم وافتحوا خزائنكم لرعيتكم فإن للمال لعنة وبيدك تستطيع أن تجعل منه بركة واسحبوا البساط من تحت أقدام أعدائكم وعززوا الولاء في بحرينكم فأنتم منهم وهم منكم وادفنوا الكراهية والبغضاء فيما بينكم واطووا صفحة الماضي فإن الذي بينكم وطن يستوعبكم جميعا فاربطوا عليه وشدوا من أزره ولا تجرحوه وتقطعوه فإن بيدكم أجيال قادمة إما أن تخرج شاكرة لكم على أماناتكم أو تخرج بأعلى الصوت تلعنكم إلى يوم الدين ونحن نعلم أنكم من نسل طيب شجاع أصيل كريم ذو قلب رءوف فارأفوا بهم فأنتم محاسبون عليهم يوم العرض العظيم ( يوم يقول الإنسان يا ليتني كنت ترابا ) ؟
ادفنوا البحر ووسعوا من أرضكم وأعطوا شعبكم الأراضي والمنازل وامنحوهم القروض الميسرة وإلا أعطوهم بدل سكن لائق ومحترم ومن لا يجد وظيفة فيمنح بدل وظيفة يكفيه الحاجة ومد اليد وابنوا المستشفيات والمدارس ولتكن نهضة من اجل مستقبل أجيالكم القادمة ومن أجل بحرين جديد .
المطالب كثيرة ومشروعة ولا تمييز ما بين سني أو شيعي لأن المسألة مرتبطة بالإنسان واحتياجاته وأدميته وكرامته
لا حاجه أن أذكر بأن أمنكم من أمننا ولن نرضى ولن نقبل بأي حال من الأحوال أن تتدخل الخيوط النجسة الإيرانية في شأنكم الداخلي ولكن لا تعطوا الحجة أو المبرر لعدوكم أن يتصيد عليكم أو أن يزيد من جرعة التخدير لمن هم مخدوعون فيه فبادروا واسبقوا كي تأمنوا وتستقروا .
حفظ الله البحرين حكومة وشعبا من كل مكروه
دمتم بود ....
وسعوا صدوركم