الحشود التي حضرت إلى ميدان الاحتلال هي حشود تشبه الحشود التي كانت تحضر لخطابات الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر والذي يعتبر عهده من أسوأ عهود مصر على الإطلاق ... فقد سلم مصر لرجال المخابرات الذين بطشوا بالشعب المصري البسيط بطشا ما بعده بطشا ... وجن جنون عبدالناصر بالثورة فأراد إسقاط النظام الملكي السعودي آنذاك عبر إرسال ثلث الجيش المصري فرابط في اليمن حتى مات في أرض اليمن من مات وعاد من عاد فكان جنون السلطة لا أكثر ... مات عبدالناصر وجاء السادات ومات السادات وجاء حسني مبارك وانتهى حسني وجاء محمد مرسي بترتيب من العسكر المصري ؟
محمد مرسي فهم جيدا العقليات والنفسيات المشحونة في مصر من البسطاء والغلابة فعزف على أوتار آهاتهم + أن الدولارات الكويتية والقطرية والإيرانية فعلت سحرها + الاتفاق المسبق مع الجيش المصري والذي يعرف تماما أن الأمور كانت ستفلت من أيديهم بشكل خطير إذا ما نجح أحمد شفيق ... فكان من الطبيعي محمد مرسي الذي هدد وتوعد بالشهادة في حال تزوير الانتخابات أن يكون هو الرئيس المصري ؟
الإخوان المسلمين صعد نجمهم وسيطروا على مصر سيطرة كاملة وحتى لو أعيدت الانتخابات البرلمانية فإنهم الأغلبية لا محالة ؟
لكن ؟؟؟
ألا يعرف هؤلاء أن الشعب المصري بين عشرات الأجيال شعب لا يدين بالولاء إلا لمن يصدق معه ؟ بمعنى أن مصر كانت تحت الاحتلال البريطاني المطلق ومع ذلك الشعب المصري ليس كالشعب المغربي الذي يتفنن باللغة الفرنسية متأثرا بالاحتلال الفرنسي ... ومر على مصر من قبل الاحتلال البريطاني الحكم العثماني ومع ذلك لا يوجد من يتحدث التركية على سبيل المثال لا الحصر ... ومن حكم الملكية إلى الجمهورية ويا قلبي لا تحزن هو هو الشعب المصري المليء بالتناقضات منها السعيدة ومنها التعيسة ... لكن الحقيقة التي يجب أن تقال أن سذاجة المصرية هي هي كانت وما تزال وسوف تبقى ... أي بكلمتين وبدقائق معدودة يمكن أن تغير وجهة نظر 1000 شخص وبسهولة ؟
محمد مرسي ارتكب خطأ سوف يدفع ثمنه هو وجماعة الإخوان ثمنا باهظا وكبيرا جدا وأيضا هذا الثمن سيكون إرثا ثقيلا على من سيأتي بعدهم ... وهو أن محمد مرسي مسح وألغى مؤسسات الدولة المدنية وجعل من الشعب هو الأمر الناهي وإرادته فوق كل شيء وأي شيء ... وهذا فعل المجانين والمخابيل ومن لا ينظرون لأبعد من أرنبة أنوفهم ؟
على مر تاريخ البشرية هاتوا لنا شعب اتفق على أمر واحد ؟ حتى المصطفى – صلى الله عليه وسلم – لم تتفق عليه قريش وقتها ... فكيف تلغى مؤسسات الدولة المدنية التي تنظم حياة الشعب وتعطي لكل ذي حق حقه تكافئ المجتهد وتعاقب المخطئ ... لتجعل فقط فقط ناخبيك فوق فوق الدولة بل كيف تلغي أكثر من 55 مليون مواطن مصري منهم من هو معترض على الإخوان ومنهم من هو رافض كل الوجوه التي وضعت أمامه ؟؟؟
كذب ثم كذب من يقول أننا لا نريد الخير لمصر العامرة فهي تاريخ من سابع المستحيلات أن يلغى إلى أن يقضي الله بأمر كان مفعولا ... لكن استغباء العقول وتسخيفها وتجاوزها أمر لا نقبله مطلقا وأبدا ... وتاريخ الإخوان المسلمين تاريخ مليء بالتناقضات والخيانات والعمالة للغرب وللأوطان ... وما فوزهم جاء إلا بعد أن ضحوا بالمغفلين والسذج ممن اعتقدوا أن هذا هو الإسلام بعينه ... بل تأكيدا على ما أقول أن كل ميادين الجهاد التي كانت في أفغانستان والبوسنة والهرسك وغيرها لم يتدخل فيها الإخوان لا من قريب ولا من بعيد ... وإن كان لهم دور فقد كان دورا هامشيا بعيدا من أي تدخل فعلي خوفا على مخطط وصولهم إلى السلطة وفعلا كانوا أشد ذكاء من الطرف الأخر فوصلوا أخيرا إلى مبتغاهم ؟
مصر تحت حكم الإخوان بشكل مطلق وأعتقد أنه آن الأوان للبالونه الكبيرة أن تنفجر ويتناثر هواؤها ... سوف نرى ماذا سيفعل مرسي في مصر وماذا سيفعل الإخوان بمصر وأنا أعرف مسبقا ماذا سيحدث من شواهد وتوقعات كثيرة لكن سوف ترون ماذا ستفعل الإرادة الشعبية التي فعٌُلها مرسي بعد أن ألغى دور الدولة ومؤسساته ... ومع الأسف أتوقع أن الثمن سيكون باهظا وكالعادة الثمن سيدفعه المواطن المصري البسيط هو نفسه الذي يهتف لمرسي ويصفق له اليوم ؟
بكره نعأد جمب الحيطة ونسمع الزيطة
تبا لك يا إسرائيل كم أنت ذكية وتبا لكم يا .... كم أنتم أغبياء
دمتم بود ....
وسعوا صدوركم