أعترف سقطت كل توقعاتي بالشأن السوري وتفاؤلي بقرب سقوطه في أول 3 أشهر من هذا العام ... وبعد بحث دقيق وجدت أن السبب الحقيقي لطول أمد ما يجري في سوريا بين الجيش
السوري الحر من جهة وبين النظام العفلقي العفن من جهة أخرى ... هم الجهاديين الذين
أتوا من الكويت والسعودية وقطر والإمارات وليبيا والعراق وغيرها من البلدان ؟
هؤلاء الحمقى السذج تركوا أوطانهم
وأموالهم وأولادهم ونسائهم وأهاليهم وهبوا للجهاد في سوريا ... وكأنهم ذاهبون
لتحرير المسجد الأقصى من أنجاس الصهاينة والمغتصبين ؟؟؟
لكن بغبائهم وكالعادة هم لا
يعرفون أنهم مكنوا بشار الجحش من الحكم أكثر ... وأنهم بتوافدهم على سوريا قد
جعلوا الغرب يفكر ألف مرة قبل أن يدعمهم ويغطيهم عسكريا من أجل تقدمهم ؟
هل يعني ما قلت أن الأمر متوقف على
الغرب ؟؟؟
نعم هو كذلك فعليا وحقيقيا ؟
ففي الجهاد أثناء الحرب بين البوسنة
والهرسك في أوائل التسعينات من القرن الماضي ... ذهب المئات بل الآلاف من الشباب
العربي للجهاد هناك لنصرة إخوانهم في الإسلام من البوسنيين ... ولم يفعلوا شيئا
ولم يحققوا أي انتصارا يذكر أو حتى يسجل لهم ... بل من حسم هذه الحرب هي الولايات
المتحدة الأمريكية وحلفائها في أقل من 15 يوم فقط لا أكثر ؟
وأنا أسأل الجهاديين والأذكياء فقط ؟
مالي لا أرى رجلا منكم يجاهد في
بورما ؟
أليست الدولة التي صرفت عليها عشرات
الملايين من أجل فقط الدعاية الضخمة لها بغية فتح باب التبرعات لها ؟ وكنتم
تتباكون عليها وتدعون من على منابركم من أن نناصرها ونمد لها يد العون ؟
إنه يا سادة سوق الدين يباع ويشترى
فيه بأبخس الأثمان ... وقوده السذج والمغفلين من المتبرعين الذين لا يعرفون أين
تذهب أموالهم ولا حتى يهتمون لها ... هم أصحاب مبدأ
( حطها براس عالم واطلع منها سالم )
وكأن اليوم فعلا وحقيقيا يوجد لدينا
علماء دين يشار إليهم بالثناء والبنان ؟؟؟
إني أتحدى ثم أتحدى ثم أتحدى ... أي
رجل من مشاهير الدين والتقوى ... ممن لديهم شعبية تنافس شعبية أشهر الفنانين
والفنانات من أن يحرض على الجهاد لتحرير الأقصى وبنفس وتيرة الدعاية لبورما
ولسوريا ... لم ولن يجرؤا على فعل ذلك لأنهم وببساطة كل أزمات المسلمين هم
المستفيدون منها ... ابحثوا خلف الأموال لتكتشفوا عجب العجاب وما تشيب له الولدان
... وأنتم أيها الأغبياء ادفعوا التبرعات للخارج ... وقلوبكم العمياء وأذانيكم
الصماء لم تلتفت على حال أسرة كويتية فقيرة أو أسرة من البدون منكوبة أو سجين عليه
من المال الشيء البسيط ؟
في ثمانينات القرن الماضي كان الأمير
الراحل / جابر الأحمد الصباح في رحلة رسمية إلى سوريا ... فأراد أن يشاهد المناظر
والطبيعة في سوريا فأسكنوه في منطقة الزبداني ... وفي ليلة قطعوا
الكهرباء عن مكان إقامته فارتبك الحراس ... فجاء على الفور أحد من الرئاسة السورية
واعتذر لسموه عن هذا الخلل الخارج عن إرادتهم ... معللا ذلك بفقر الدولة السورية
وعدم وجود الأموال الكافية لتوزيع الطاقة ... فتبرع سموه بكذا مليون لسوريا ... إنه
الإبتزاز والإستغلال والوقاحة وسوء الضيافة ؟
أنتم كذلك كنتم تذهبون لديارهم فيتم
استغلالكم وأنتم تعلمون وتبتسمون ... تبا لعقولكم ما أسخفها ؟
الوضع في سوريا دخل في المجهول ...
ولن يتم تسليح المجاهدين لأنهم وببساطة لا يريدون صناعة حركة طالبان أخرى خصوصا
أمام سيدة العالم أو من تحكم العالم
( إسرائيل )
إلا إذا قامت إسرائيل بضرب
إيران فتؤخذ سوريا مع إيران ... وهنا تكمن المشكلة في روسيا وحليفتها الصين وخلط
الأوراق ... مرتبط الوضع في الشرق الأوسط مع ما يحدث اليوم من استفزازات لكوريا
الشمالية وإعلانها حالة التأهب القصوى لاحتمال ضرب القواعد الأمريكية هناك ؟
الأمر أكبر من شعوبنا ومن دولنا ومن
سذاجتكم ومن خزعبلاتكم ... لكن الأكيد أن هناك المزيد من التغيير قادم للمنطقة
وأنظمة ستزال ودول ستتقسم شاء من شاء وأبى من أبى ... وأقربها أكراد العراق والتي
أتوقع في أي يوم وفي أي لحظة من أن يعلنون استقلالهم عن العراق بشكل كامل وتام ...
فهم لديهم أمنهم وجيشهم وحدودهم وعلمهم الخاص ونشيدهم الوطني الخاص وجماركهم
ومطارهم الدولي وكل شيء مستقل ؟
شكرا لمشايخ الدين محترفين الأزمات
أرقصتم ألسنتكم فنفضتم جيوب الأغبياء ؟
شكرا للحكومات أخرجتم مئات الملايين
للخارج والداخل غارق بالفقر والبؤس ؟
شكرا لمن تبرع لسوريا فقد أثبت بأنك
مجرم تعرف الفقير في بلدك وتجاهلته ؟
شكرا أيها الجهاديين عززتم حكم بشار
الجحش وخذلتم قدسكم وهذا هو تاريخكم ؟
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء
منا يا رب العالمين
دمتم بود ....
وسعوا صدوركم