تعرض الأب لأزمة قلبية فهب له أبنائه
لمساعدته وهذا أمر طبيعي ... لكن أخيهم الأكبر تصدى لهم ومنع أي منهم من أن يتدخل
في حالة والدهم ... على أن يتكفل هو أي الأخ الكبير برعاية وعلاج والدهم مهما كان
الثمن ... الأخوة يثقون بأخيهم الأكبر فتركوا الأمر له ؟
أدخل الأب إلى أحد المستشفيات
المتخصصة في بلدهم وبعد الكشف والفحوصات الشاملة والأشعة المنوعة أكتشفوا أن الأب
بحاجة عاجلة لإجراء تبديل في شرايين القلب وبأسرع وقت ممكن ... اعترض الإبن وبشدة
وحذرهم من أن يقوموا بأي عملية أو بأي إجراء وإلا سيتقدم بشكوى جنائية ضد كل
الأطباء والطاقم الطبي ... وطلب منهم بأن يبقوه تحت رعايتهم ريثما ينتهي هو من
إنهاء إجراءات السفر لعلاجه في الخارج ؟
سأله الأطباء : إن كنت لا تثق بنا
فلما جأت بوالدك لدينا ؟
أجابهم : حتى يكون تحت ملاحظتكم
ورعايتكم وهذا واجبكم ... وحتى أتمكن من السفر به إلى الخارج فأنا لا أثق في
عملياتكم الجراحية ؟
خضع الأطباء للإبن ولم يتمكنوا من
إجراء أي عملية جراحية للأب وظل الأب على الأجهزة والمراقبة لقرابة الـ4 أشهر حتى
ساءت حالته الصحية بشكل كبير جدا ... فاتصلوا بالإبن وطلبوا منه بأن يوقع على كتاب
بأن الإبن هو من رفض أي عملية جراحية للأب وأنه هو من أخر العلاج وأنه هو المسؤول
عن أي تردي للحالة الصحية للأب ... وقع الإبن على هذا الإقرار ؟
في أثناء تلك الفترة حدثت مشادات بين
الأخوة مع أخيهم الكبير وقالوا له : نحن نملك المال الكثير بل نحن أثرياء فما هو
السبب وراء منعك لإجراء أي عملية لوالدنا ؟
أجابهم الأخ الأكبر : هؤلاء الأطباء
مشكوك فيهم وأنا سألت عنهم واتضح لي بأن عليهم عدة شكاوى كثيرة ... ووفرت عليكم
عشرات الآف من المبالغ التي يمكن أن نتكبدها جميعا وأخيرا استطعت أن أتيكم
بالموافقة والسماح لوالدنا بالسفر للخارج للعلاج ؟
بعد 4 أشهر من تدهور الحالة الصحية
للأب تم تسفيره للخارج للعلاج ... وهناك اكتشفوا بأن الحالة قد تدهورت بشكل خطير
وقالوا للإبن : لو وافقت على إجراء عملية تبديل الشرايين لوالدك لما احتجتنا على
الإطلاق والآن والدك يحتاج إلى زراعة قلب ... وزراعة القلب مكلفة جدا وعليك
الإنتظار لأن هناك المئات بانتظار زراعة القلب حتى وإن كانوا قادرين على الدفع ...
أما من لا يملكون المال فهم بعشرات الآلاف وربما بالملايين الذين يحتاجون إلى
عمليات زراعة قلب جديد ... وتلك العمليات تحتاج إلى متبرعين والمتبرعين في تلك
الحالة هم الأموات حديثا ممن وقعوا على نقل ووهب أعضائهم للغير أو للمرضى المؤكد
وفاتهم مثل أمراض السرطان والكلى وغيرها من الأمراض ؟
قال لهم الإبن : حسنا اتركوا تحت
رعايتكم حتى نجد له قلب ونحن نثق بكم وبرعايتكم وإن استمر وجود والدنا لديكم أكثر
من سنة ؟
الأطباء : يا عزيزي نحن لسنا في فندق
حتى نسمح لوالدك البقاء دون حسم الأمور بالإضافة إلى أن هناك مرضى يستحقون غرفة
والدك ... عد به إلى بلدك وإذا توفر القلب الجديد سنبلكم على الفور ؟
الإبن : كلا ولن أسمح لكم وسأقاضيكم
غدا في المحاكم ؟
خضع الأطباء والمستشفى لتهديدات
الإبن وظل الأب تحت الأجهزة والمراقبة قرابة 7 أشهر ... ثم توفى الأب وعاد الإبن بأبيه
وتم دفنه ؟
الحقيقة هي أن الإبن الأكبر قد حول
كل ثروة والده بإسمه بموجب توكيل عام مع الرهن وحق البيع للنفس عندما كان الأب في
المستشفى في بلده ... وتعمد تأخير علاج والده حتى تسوء ثم يتوفى والده ثم يستولي
هو على ثروة والده ؟
بعد الوفاة وهدوء الأوضاع اكتشف
الأخوة بأن أخاهم الأكبر قد استولى على كل ثروة والدهم بموجب التوكيل الممنوح له
من والدهم ؟
رفعت القضايا وثبت بأن التوكيل صحيح
وأن الأب لم يكن يعاني من أي خلل في الذاكرة أو بالإرادة ... وعلل الأخ بأن ما
فعله بناء على أمر من والده ... وأن في البداية كانت ثروتهم تعادل عدد 8 عقارات
وأنها الأن تتجاوز أكثر من 24 عقار بموجب التوكيل وأنه كان يبيع ويشتري ويقترض
ويرهن دون أي كتاب من والده بل كانت بأوامر شفوية من والده ... وأنه يعرض الصلح
على إخوانه بأن يرجع لهم نصف الثروة في مقابل الصلح والتنازل عن القضايا ؟
وافق الأخوة على هذا الصلح بعدما
علموا بأن القضية التي رفعوها ذاهبة إلى الخسارة وأغلقت القضية وتمت مقاطعة الأخ
الأكبر وأبنائه وزوجاته للأبد من قبل الأخوة والأسرة ؟
الأخ الأكبر بعدها بـ5 سنوات أصيب
بفشل كلوي وأصيب بالضغط والسكر وابنه وقع أسير المخدرات ؟
لا يفرح الظالم بظلمه ولا يتلذذ
بطغيانه فكم من صبور وصبور رأى عجائب الأيام ماذا تفعل بخصومه وبمن ظلموه فقال :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم لا شماتة اللهم لا شماتة اللهم لا
شماتة ... يا ترى من يسرقون المناقصات بذكائهم الشيطاني هل يعتقدون بأنهم سينجون
باستغلالهم أو بسرقة أموال الشعب ؟
ما أوقحك يا ابن آدم برغم ضعفك
اللعين تتحدى نار الجحيم
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم