تبلغ عدد الطائرات التي تقلع وتهبط
حول العالم بشكل يومي بأكثر من 30 ألف طائرة × 365 ( سنة ) = 10.950.000 مليار
رحلة سنويا ما بين مدنية وعسكرية ... وهذا الرقم المهول من الرحلات اليومية حول
العالم سجلت نقل أكثر من 2 مليار نسمة لعام 2013م ... لذلك عندما تسقط أي طائرة في
العالم وخصوصا إذا ما كانت طائرة عملاقة فإنها لا تعتبر رقم مهم ولا أمرا كارثيا
في مقابل 30 ألف رحلة تقلع وتهبط حول العالم ... وبالتالي نذهب إلى الإعتقاد
واليقين بأن صناعة الطائرات وبروتوكولاتها الملاحية ومراقبتها وأمنها وسلامتها حول
العالم موثوق فيها بنسبة 100% ... ولو سقطت في كل يوم 10 طائرات لذهبت عقولنا
تلقائيا إلى الإعتقاد بأن هناك عمل إرهابي متفق عليه مسبقا وذلك لشدة أنظمة
المراقبة وحماية الطائرات ؟
الطائرة الماليزية المفقودة من تاريخ
8/3/2014 لو أنها قد تعرضت للسقوط أو للإنفجار في الجو لكان الأمر جدا عادي وطبيعي
... طائره وسقطت وبعد سنة أو عدة سنوات ستأتي تقارير المحققين لتكشف أدق أدق
تفاصيل تلك الحادثة أو هذا العمل الإرهابي ... وعدم المبالاة أو الإهتمام الوقتي
هو أن أمن وسلامة الطيران حول العالم ضخم جدا ومعقد بشكل أخطبوطي وعدد طيران
العالم أكبر من أن تتوقف الحياة من أجل طائرة واحدة أو طائرتين بركابهم أيا تكن
جنسياتهم وأيا تكن هوياتهم أو صفاتهم ؟
إلا أن الطائرة الماليزية صعقت
العالم بلغز وقف العالم بأسره عاجزا وحيّر أكبر خبراء الطيران ... والسبب يعود إلى
أنه من تاريخ 8/3 وإلى كتابة هذه السطور لا أحد يعلم عن مكان هذه الطائرة وما حدث
لها وما هو مصير ركابها الذين كانوا على متنها وعددهم 227 راكبا و12 من طاقمها في
الرحلة الدولية المجدولة بين كوالالمبور وماليزيا وبكين ... مع العلم أن هذه
الطائرة من نوع بوينغ 777-200 أي أنها
كبيرة وليست صغيرة حتى تختفي بهذه السهولة الصاعقة لكل أنظمة الحماية والسلامة
الدولية للطيران ... وقد شاركت أكثر من 37 دولة في عمليات البحث والتمويل والإسناد
والتي استخدمت فيها أحدث ما توصل إليه العالم من أجهزة وتقنيات بمشاركة الطائرات
والغواصات والسفن وغيرها ... ولما لا عندما نعلم بأن الطائرة الماليزية المفقودة
تحمل ركاب ورعايا 15 دولة وهم : أمريكا واستراليا وفرنسا والصين وماليزيا وروسيا
وهولندا والهند وإيران واندونيسيا وأوكرانيا وتايوان ونيوزلندا وكوريا الجنوبية
وكندا ... ووصلت تكلفة البحث عن هذه الطائرة بأكثر من 50 مليون دولار ؟
تحرك واستنفر في تحليل وفك لغز
الطائرة الماليزية المفقودة كل من اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA )
والمحققين الفدراليين في كل من أمريكا والصين وفرنسا وغيرها والخبراء المتقاعدين
في المخابرات الأمريكية ( CIA ) والإعلاميين المحترفين في فك ألغاز الجرائم والكثير الكثير من
الصحفيين والمختصين من كل حدب وصوب ... وقيل أنه كان على متن الطائرة المفقودة
إيرانيين مشبوهين وقيل أنه كان على متنها أهم علماء صينيين لديهم اختراعات كانت
ستغير من وجه العالم وقيل أن الطائرة في قندهار الأفغانية وقيل أن الطائرة في
قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية الواقعة في بريطانيا وقيل وقيل وما أكثر ما قيل ...
ولا يزال اللغز صاعقا على الجميع وباءت كل محاولات البحث بالفشل ومصير الطائرة
وطاقمها وركابها أصبح مجهولا ؟
هناك جهات تعرف الحقيقة لكنها تخفيها
عن العالم عن عمد وعن قصد ... وهذه الجهات هي المخابرات الدولية التي تكشف وتتجسس
عن كل شي سيارات طائرات سفن دول ومطارات وأشخاص وحكومات وشركات ورؤساء دول ... هذه
الأجهزة المخابراتية وما تملكه من أجهزة رصد ومراقبة وتابعة وأقمار صناعية وعشرات
الآلاف من العملاء حول العالم ... هم يعرفون الحقيقة ويعرفون أين مكان الطائرة
بالتحديد لكن لا يكشفون عنها لأسباب لا نعلمها ... لأن الكارثة الأكبر ستكون إذا
عرف مكان الطائرة ... فكيف اختفت ؟ ومن أخفاها ؟ وسبب الإختفاء ؟ وما هو مصير
ركابها وطاقمها ؟ وأسئلة كثيرة جدا مما فتح الباب على مصراعية لدى شراكات صناعة
الطائرات بتوفير أجهزة متطورة يتم دراستها لتركيبها على الطائرات الحالية
والمستقبلية تسجل كل ما يدور في الطائرة في مقصورة القيادة وحتى بين الركاب وتزويد
الطائرات بأجهزة تحدد مكانها بكل دقة مع منع كائن من يكون من التحكم بهذه الأجهزة
من ناحية التعطيل أو الإغلاق ؟
ولا يزال العالم ينتظر حل وكشف لغز
اختفاء الطائرة الماليزية
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم