الخليجيين هم أثرياء الشرق الأوسط
وبلا منافس وهذه حقيقة لا مجال لإنكارها على الإطلاق ... بالأمس كنا فقراء جدا
لدرجة أن الغالبية العظمى كانت تعيش على التمر والماء والطحين والحياة كانت صعبة
وشاقة لدرجة لا يعلمها إلا الخالق عز وجل ... في تلك الفترة وتحديدا ما قبل عام
1940 – 1950 كان الخليجيين يعملون بشتى أنواع المهن خباز حداد نجار خادم عامل على
السفن وغيرها الكثير من المهن اليدوية المبارك بها ... والحياة الأسرية كانت في
قمة البساطة والزواج كان جدا متواضع ولا يجب أن نغفل بأن أن غالبية الناس وقتها
كانوا في جهل كبير جدا ... وكان وقتها هناك شخصيتين لا يجرؤ أحد على جدالهم أو
تكذيبهم أو عدم الطاعة لهم وهما الحاكم ورجل الدين ... فالحاكم كان يشكل ولي الأمر
ورجل الدين كان يشكل طريق السلامة من شرور الدنيا ؟
تطورت الأيام وتقدم الزمان وظهر
النفط اللعين وتوسعت التجارة وجرت الأموال في الخليج كما تجري مياه الأنهار التي
لا تعرف التوقف أو النضوب ... وتغير الناس وتغيرت الأنفس وزاد البغض والكراهية
والحسد بين الناس فتمرد الابن على أبيه والبنت على أمها وقطعت صلة الأرحام وتفرقت
القبائل والعوائل
( إلا من رحم ربي )
وفضت بكارة العادات والتقاليد فتمرد
عليها من تمرد وتحايل عليها من تحايل فضربت في عرض الحائط وكل له عقله وما يعتقد
به وليفعل ما يشاء ؟
وقبل لا أنتقل إلى لب وصلب الموضوع
يجب الإشارة والتأكيد بالحق واليقين بأن نفس تلك الأموال اللعينة هي نفسها كانت
تساعد ملايين الفقراء في شتى بقاع الأرض وتكفل اليتامى وتبني المساجد وتساعد
المحتاجين ... وحديثي موجه لفئة أصبحت اليوم هي فئة العــــار على دولها ومجتمعها
ودينها وأخلاقها ؟
هناك فئة غريبة عجيبة أنفسهم خبيثة
وروائحهم كريهة وعقولهم مجرمة وضمائرهم عفنة ... هؤلاء أينما توجد مأساة تجدهم
حاضرين ظاهرهم النور ومساعدة الفقراء وباطنهم يتربع بداخله إبليس وأعوانه ...
تجدهم يهبون لنجدة المنكوبين من هول الفاجعة التي وقعوا بها ويقدمون المساعدات
ويقدمون المال والغذاء والعلاج نهارا ... وفي الليل يتباحثون فيما بينهم وبين
الديوثيين من أجل استغلال أعراض المنكوبين والمفجوعين والموجوعين فإما بالحرام
بمقابل مادي وإما بالحلال وفق زواج المسفار أو المسيار أو المتعة ... فهتكت الأعراض
واستبيحت الأجساد ولعنة الله على الفقر وعلى من كان السبب حتى أصبحت بعض النساء
كالجاريات وكالعبيد وكالسبايا على يد بني جلدتهم ومن نفس دينهم ؟
أنا حقيقة لا أعرف كيف تطوعهم أنفسهم
حتى يستغلوا تلك الأعراض ؟ هم يقولون أنهم ذاهبون للجهاد ( المزيف ) أو للإطلاع
على أحوال اللاجئين أو لمساعدة النازحين ... فما هي نوعية هذه الأنفس الخبيثة التي
تتحول بلحظات إلى أنفس حيوانية لا تعرف ولا تفكر ولا ترى إلا ما تسول لهم أنفسهم
الخبيثة للنيل من أعراض من جار عليهم زمانهم ؟
قد يقول قائل : طالما زواجهم في
الحلال لا أحد حجة عليهم ؟
إن القاعدة الفقهية الخاصة بالزواج
تقول
الزواج بنية الطلاق أو بنية اللهو أو
العبث فهو حرام وغير جائز ... ومن يجيزه فهو رجل دين إمعة وفاسد ؟
احذروا وانتبهوا كثيرا وجيدا الثورات
والحروب والكوارث والجهاد الكاذب المزيف قد أنتجت انحرافات أخلاقية شديدة وعظيمة
... فأصبح هناك من تسترزق من لحمها حتى تطعم أبنائها أو تعيل أهلها بعدما راح
معيلهم إلى التهلكة سواء بالحق أو بالخداع ... والدول التي لجئوا إليها هربا من
الطغيان هي أساسا دول فقرة والبطالة أكلت وحطمت شبابها فزاد فوق فقرهم فقرا أشد من
فقرهم ... حتى رأينا الضعف والهزل ضربت الكثير منهم وصولا إلى حد المجاعة والله
المستعان ؟
أوجع قلبي رجل سوري كبير مسن عندما
قال
الكلب لو تم حبسه على الأقل يطعموه
بإشارة إلى حجم الحصار المفروض عليهم
والجوع الذي ينهش جسده وجسد أهله ؟
أيها الناس ما ترونه على شاشات
التلفزه من كوارث ومآسي أخوة لنا بالدم والدين لهي آيات عظيمة من رب كل شيء سبحانه
... فاتقوا ربكم على ما أنتم به من نعمة الأمن والأمان ومن نعم الطعام والشراب
والصحة والعافية ... ولا يأمن أحدكم مكر الله إن مكر الله لأمر عظيم ... وربما
أنتم اليوم في خير وغدا يكون حالكم كحال أهل سوريا وربما أشد وأمر ؟
قد كنا في الكويت في خير كثير ... ثم
حدث الغزو العراقي الغاشم فضربت علينا الذلة والمهانة والفقر ... ثم رفع عنا
المولى عز وجل الذل ونصرنا وعاد لنا كل خير الدنيا بفضله سبحانه ... فإياكم
والغرور وإياكم أن تنسوا ما مضى ؟
أما أنتم يا أصحاب الأنفس الخبيثة
فتأكدوا بأن لكم حساب شديد وعسير عن رب لا يغفل سبحانه
والله يا جحش سوريا لو كان لديك عرض
وشرف لما أهنت وبعثرت الشرف السوري في الوحل
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم