في الكثير الكثير من الدول العربية
والخليجية تبدأ الرواتب من 30 و 50 دينار كويتي = 240 دولار أمريكي ... وهذه تعتبر
رواتب شهرية تصرف في مقابل أجر نظير عمل ... وفي المغرب المرأة لديهم تعمل بوظيفة
عامل قمامة مع تقديري الشخصي لهذه المهنة وأيضا في المغرب نتيجة المشاكل
الإجتماعية وما نتج عنه من انحرافات واسعة ممن تم تشريع قانون في المغرب بموجبه
ينسب الطفل لأمه وليس لأبيه ... وبالرغم من هذه الرواتب المتدنية للغاية إلا أنه
بالرغم من ذلك تجد عشرات الآلاف لا يجدون عمل !!! لقد شاهدت برامج وأفلام وثائقية
حقيقة مجردة من أي عبث إعلامي عن الكثير من المجتمعات العربية تروي وتكشف عن حجم
المعاناة وكوارثهم وحكاياتهم مع الفقر ؟
تقول إحدى الفقيرات في دولة عربية ما
لا أتذكر في حياتي أني رأيت يوما سعيدا !!!
ويقول أخر
أحيانا أفكر بالإنتحار
ولا أعرف سبب وجودي في هذه الحياة !!!
في أيامنا هذه هناك الملايين من
يتنعمون بالخيرات ونعم نحمد الله ونشكره سبحانه وتعالى على ما أنعم وما تفضل به
علينا ... لكن في الجانب الأخر هناك أيضا الملايين الذين لا يجدون ليس الأكل
والحياة الكريمة كلا وأبدا بل لا يجدون حتى كراماتهــــم ... وكيف يجدون كراماتهم
وقد استبيحت أعراضهم وتم استغلال النساء الفقيرات من الناحية الجنسية بأبشع صور
وأشكال الإستغلال ... نعم الفقر هتك الأعراض جهارا نهارا والكل يعلم هذه الحقيقة
المرة والكل صامت عنها ولا دخل للعادات والتقاليد ولا دخل للإسلام بها ... فالفقر
كان أكبر وأشد فرضا وواقعا على أي وكل شيء والحكومات تعلم وتتجاهلهم عن عمد وعن
قصد ؟
إن غالبية الحكومات العربية تعمدت
صناعة الجهل وأفسحت المجال للفقر بأن يتربع بيننا ونتيجة ذلك خرج بيننا عشرات
الملايين من بني جلدتنا أخوة وأخوات لنا جاهلين لا تعليم ولا ثقافة ولا دراية ...
بل الكثير منهم كبر وكبر معه الحقد على المجتمعات والحكومات فانتهج طريق السطو
المسلح والسرقة وهذه نتيجة طبيعية ... والكثير من بنات الفقراء وشديدين الفقر
انتهجوا سياسة بيع الأجساد والراغبين بالمتعة من أجل أن تصرف على نفسها وعلى
أسرتها ... ولا حظوا كل هذا يحدث والكل يعلم عنه مواطنين وحكومات ... فالمواطنين
كانوا على الفقراء أشد قسوة من الأثرياء ومن الحكومات وقال بعضهم : خلصونا من
هؤلاء فهم سرّاق ومجرمين وشواذ جنسيا وأصبحوا عوامل هدم لعادات وتقاليد المجتمع
!!! والحكومات سعيدة بهؤلاء فهي تستخدمهم كأدوات سياسية في لعبتها القذرة فتارة
تهدد خصومها بهؤلاء الفقراء الذين يمكن أن يرتكبوا أي فعل أيا كان بحق خصومهم
وصولا إلى القتل ... وتتعذر الحكومات بأنها دول فقيرة لا موارد لها لكن سياسييهم
من كبار الأغنياء والأثرياء من سرقاتهم لأوطانهم ... وما بين هذا وذاك ضاع
الملايين فتسلل للفقراء تجار الدين فوجدوا كتلة بشرية يمكن التلاعب بها ويمكن
توجيهها إلى أي طريق يشاؤون وبأبخس الأثمان ... والفقير المنعدم لا يحتاج إلى
الكثير من الوقت لإقناعه بعمل أي شيء فهو يجد نفسه بأنه من الأساس مدمر ولا توجد
أي صفة له في الوجود وبالتالي يوافق على فعل أي وكل شيء ... بدليل عشرات الآلاف من
الذين ذهبوا للقتال في كل مكان ... وأيضا في دول الخليج الغنية والثرية إلى درجة
الجنون أيضا يوجد فيها فقراء بل وفقراء لدرجة بيع الأعراض ... لكن الإعلام لا يجرؤ
على تسليط الضوء عليهم وإلا كان مصير القناة الإعلامية أو الصحيفة الإغلاق والعقاب
الشديد ؟
ذل الفقراء قنبلة موقوتة وكارثة لو
انفجرت فإن الثمن سيكون باهظا لدرجة موجعة ومؤلمة للجميع فالقلوب قد ملأت وفاضت
... والظلم الذي تعرضوا له وصل إلى مرحلة وثمن لا يمكن تحمل ثمنه ... فالأمور
فعليا وحقيقة وصلت إلى بيع وشراء الأعراض فأصبح كالسوق تطلب ما تشاء فتجد ما تريد
كبيع النساء في أيام الجاهلية ... وتجار الدين يعملون ولا يكلون في هذا السوق
وتجار الأزمات يعملون ولا يملون والحكومات تتفرج والسلطات الأمنية تعلم عنهم وعن
كل ما يحدث وتقف عاجزة والقضاء يحكم على الفقراء بأحكام مشددة بطريقة تنم عن ظلم
القضاء وفساده وجهله في تلك المجتمعات ... والكل يعلم لكن الكل لا يعترف ولا يريد
أن يعترف والضحايا حدث ولا حرج ؟
مؤسف جدا وموجع أيضا جدا أن نرى
مسلمين تنهمر دموعهم من شدة الذل وقهر الفقر لهم ومن قسوة المجتمع عليهم ... فلو
كنت أنت مكانهم فقط تخيل وتصور ماذا سيكون حالك أنت وأسرتك ؟ فلا معنى للدين ولا
معنى للقيم إن لم تترجم فعليا على أرض الواقع فعليا وعمليا ؟
يسرقون ثروات الشعوب ويدمرونهم ثم
يطالبون باحترامهم وبحديث العقل والمنطق !!!
فعلا وحقيقة هناك ناس حتى الحلم
الطبيعي أصبح عليهم ممنوع ولا يجوز ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم