في وقتنا الحاضر ليس هناك شك من أن
صورة رجل الدين قد تم تشويهها والإساءة لها بشكل لم يسبق إليه مثيلا ... بل عندما
تم إسقاط نظام صدام حسين عفن اللحود في عام 2003 حدث انقسام كبير بين رجال الدين
فمنهم من حرض على الجهاد في العراق ضد الأمريكان وهناك من عارض هذا التحريض ... وما
بين هذا وذاك ضاع الكثير من الجهلة الذين راحت حياتهم دون فائدة في ما يعتقد بأنه الجهاد
ضد الأمريكان ... واليوم يحدث نفس العنف والتمرد والتسويق الإعلامي المرتزق بين ما
يحدث اليوم في سوريا والعراق ... كل ما سبق لا شك بأنه أساء بشكل كبير جدا لصورة
رجال الدين وكبار المشايخ والعلماء ( إن وجد أصلا علماء ) ... والناس اليوم لم تعد
تثق برجال الدين بسبب الحثالة الذين أساؤا وتاجروا باسم عقلاء وحكماء الدين فاختلط
الحابل بالنابل ؟
أنا معارض لرجال الدين وهذا ليس سرا
... ومعارضتي ليست نابعة من أني علماني أو ليبرالي أو تنويري أو أو أو كلا ولا شيء
منهم ... لكن لقناعتي بأن الخطاب الديني برجال قد خطف الأمة الإسلامية منذ عقود
وسنوات وجعلتنا أمة متخلفة فلا علم ولا صناعة ولا اكتفاء ذاتي ... وكل المكاسب
المعنوية والمادية أصبحت كالأنهار تصب في جيوب من يفترض بهم أنهم الزاهدون
العابدون المتقون لنكتشف بعد ذلك بأنهم المنافقون الأفاقون المحرضون المجرمون (
إلا من رحم ربي ) ... وفي مجمل ما أعتقد ورغم ما نحن فيه بسبب بعض رجال الدين
المجرمون المنافقون إلا أني لا أدعوا إلى سحق رجال الدين وإقصائهم بشكل كلي إلا من
كان منهم من المحرضين والدكتاتوريين والمجرمين ... فالدين لله سبحانه ولم يجعل له
وكلاء من بعد رسله عليهم الصلاة والسلام ...
فنحن اليوم وكأفراد بحاجة إلى رجال دين عقلاء حكماء يقودون ولا ينقادون يتواضعون
ولا يترفعون يأخذوا من هزائمنا وانكساراتنا العبر والحكم ؟
من هم التنويريون ؟
هي حركة ظهرت قديما في أوروبا وفي
عام 1820م خرجت تلك الحركة لتؤسس علم جديد بمنطق جديد بفكر جديد يقوم على حرية
العقل وتأسيس المنطق متحررا من أي قيود وأي سطوة دينية أو إلاهية ... ويجب أن يكون
العقل حرا ولا يجب أن يتم توجيهه من قبل شخص أخر ولا يحق لدين أو لأي رجل دين بأن
يأمرني أو يفرض علي ما يجب أن يعمل وما لا يجب أن يعمل ... بل حتى وجود الإله أو
الرب من عدمه هي مسألة قابلة للنقاش ولا يوجد حضر أو منع ؟
التنويريون يدخلون ويتسللون إلى عقليات
بعض المساكين تحت حجج أن مشايخ الدين طغوا وتكبروا وتجبروا وأنه آن الأوان كي نقف
في وجوههم ويجب أن تتحرر الدولة والنظام من قوتهم وجاذبيتهم وسطوتهم ... ويجب أن
تتغير المناهج الدراسية التي تحول العقول البشرية إلى عقول حيوانات لا فائدة منها
ليتخرجون بعد ذلك ويقفون في طوابير وكأنهم عبيد قد تم صقلهم من خلال مناهج تعليم
متخلفة ... ويسردون مفردات في غاية الذكاء ويجمعونها في جمل في غاية الدقة لتشكل
بعد ذلك طلقات مؤثرة تسرق العقول من أول نظرة ... يظهرون بأقنعة العقلاء المثقفين
الناصحين وهم في حقيقة الأمر خبثاء غايتهم تدمير المجتمعات وتفكيكها ليصبح مجتمعا
لا قيمة له ولا أخلاق له ؟
لكن اسألهم
هل أنت ملحد أم مؤمن ؟ وبماذا تؤمن ؟
الملحد : هو الإنسان الذي لا يؤمن ولا يعترف بوجود
الله سبحانه وتعالى ؟
التنويريون لا يؤمنون نهائيا بالحجاب
ويحق للمرأة أن تتعرى وتذهب وتأتي وتسافر وتعاشر من تشاء فهي حرة فيما تصنع ولا
يحق لرب أو مخلوق بأن يوجهها أو يفرض عليها أمرا ... لاحظ ودقق أن المرأة دائما
هي النقطة التي يحارب الإسلام من خلالها ؟
التنويريون لا يعترفون برسول الله –
صلى الله عليه وسلم – ويضحكون ويستهزئون على الأحاديث الكثيرة التي وردت عليه أفضل
السلام والتسليم ... مثل قصة الإسراء والمعراج وطائر البراق وغيرها بل هم لا
يعترفون بالأحاديث الشريفة بحجة أنها مضى عليها أكثر من 1.400 عام وأنها أحاديث
جاءت لتضحك على عقولكم ؟
أيهـــا النـــــاس
توجد أخطاء نعم ... يوجد رجال دين
أساؤا لديننا وتاهت الأمة بسببهم نعم ... الخطاب الديني خطف وسيطر على الدولة نعم
... أموال التبرعات والصدقات يتم العبث فيها وأحيانا سرقتها أو تحويلها للإرهابيين
نعم ... مناهجنا تعيسة متخلفة نعم ... يجب مكافحة الفكر الديني المتشدد والمتطرف
نعم ... بل أنا مع كل ما هو يقد يصل بنا إلى وجود دين معتدل عقلاني حقيقي يحارب الإرهاب والتطرف
... دين لا ينتهك حرمات المسلمين ويزهق أرواح الأبرياء ... دين لا يزيد من معانات
الفقراء فيجعلهم أشد فقرا وذلا ... ديننا الإسلامي أكبر وأجمل وأعمق وألذ مما
يصوره لنا حثالة تجار الدين الذين جعلوا من كل مسلم في الخارج إرهابي لمجرد أنه
مسلم ؟
أيها التنويريون : أنا كاتب هذه
السطور أؤمن بالله الفرد الصمد الذين لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا ... ومؤمن
بما جاء به رسوله محمد ابن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين – عليه الصلاة والسلام
– فإن كنتم لا تؤمنون فلا أملك إلا أن أدعوا لكم بالهداية والبصيرة النافذة قبل
فوات الأوان ؟
بعدما سبق لا أقول أكثر مما قلت
وأختمها بأن أحذركم من التنويريون : فإنهم عقليات تتسلل إلى قلوبكم وعقولكم لا
يؤمنون برسولكم وكثيرا منهم لا يعترفون بالله سبحانه وتعالى ... يستغلون جهل الأمة
ويرتكزون على الضعف الذي نحن فيه بسبب رجال دين كانوا وما يزالون وسوف يبقون هم
سبب تخلفنا وانهزامنا ... يحرضون المرأة على التمرد والإنفتاح حتى تكون سلعة رسمية
للبيع والشراء كما في أوروبا وأمريكا التي جعلت من المرأة كالحمام العمومي كل من
يأتي فيفرغ حاجته ثم يمضي فيأتي غيره وغيره وغيره ... هم يردون المرأة العربية
هكذا والحرب لا تزال مستمرة على الإسلام وعلى حجاب المرأة وعفة وطهارة المرأة
المسلمة برغم ما فيها من شوائب لكن تبقى المرأة المسلمة أكثر عفة وطهارة من كل
نساء العالم ... فاحذروا التنويريون الملحدون ألا هل بلغت اللهم فاشهد ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم