في زمن الجاهلية أي ما قبل الإسلام
كانت أمة العرب تنقسم إلى قسمين في الولاء والطاعة ... الأول كان تابعا ومحسوبا
على الدولة الفارسية والثاني كان تابعا ومحسوبا على الروم ... وفي ذاك الزمان كان
العرب يملكون فصاحة بليغة وهذه البلاغة خرجت من أجل المال ... كمن يسترزق من حكمته
وشعره عند الملوك ومواليهم من الأمراء الذين يولون على مناطق متعددة وشاسعة ...
وكان الزنا عرف متعارف عليه وكانت المرأة لا قيمة لها لدرجة أنها كانت تورث أي
تعتبر من ضمن الأشياء التي تركها زوجها أو أبيها التي واجبة التوزيع ... والمرأة
العزيزة كانت من تملك المال والثروة أو من لديها عزوة وأخوة من أهل القوة والشدة
والسطوة ... إلى أن من الخالق عز وجل علينا بنعمة الإسلام وأكرمنا ربنا سبحانه
بنعمة القرآن الكريم وبرسولنا أطهر وأشرف خلق الله – عليه الصلاة والسلام – فنظم
القرآن مستقبلنا وأكرم المرأة وأنصفها ؟
لكن ومع ظهور الإسلام والشريعة استمر
العرب ببعض جاهليتهم ولم يتركوها مثل الزنا المحلل والمباح ... نعم الزنا فقد ثبت
أن كتب التفسير حدث فيها هرج ومرج وفوضى وحقائق وتجني والكثير من الصح والكثير من
الخطأ ... فالعرب كما أسلفت كانوا فطاحله في اللغة ولهم فصاحة لسان لا تجاريهم
فيها أي أمة لدرجة أنكم لو قرأتم نوعية حديث الجاهلية ومفرداته لتأكدتم أنكم من
الصعب جدا في أيامكم هذه أن تفهموهم أو حتى أن تستوعبوهم ؟
في الماضي وفي الإسلام قسمت النساء ونكاحهن
إلى
الزوجة : هي التي كانت تتزوج على
كتاب الله وسنة رسوله بمهر وشهود وولي وإشهار وعرض وقبول ؟
الجارية : هي خادمة المنزل وكانت
تنكح من قبل سيد المنزل بلا أي صفة شرعية نهائيا ثم تطورت الأمور فأصبحت بدل
الجارية جواري ثم الحرملك أي دار الجواري الخاصين بالملك أو الأمير أو الثري ...
ينكح سيدهم من وما يشاء ووقتما يشاء ومن تحمل منه فتلد بنتا فلا يعترف فيها ولا
بابنتها وتستمر جارية إلى أن تموت وإن ولدت ولدا أو غلاما فإن مالكها يتزوجها
ويعترف بها وبولدها فترث منه بعد مماته ... وهذا الأمر استمر طويلا لمئات السنين
بما فيهم أمير المؤمنين هارون الرشيد وولاة الأمور والعامة من الناس ... فهل
ملايين المسلمين في الماضي وفي العهد الإسلامي من أمير المؤمنين إلى العامة كلهم
زناة ؟؟؟
السبيه : هي المرأة التي تسبى أي
تؤخذ في المعارك والحروب والغزوات فيموت رجالها أو يؤسرون فتخيّر إما أن تقبل أن
تكون جارية فتنكح وقتما يريد من أسرها أو حتى أمير المؤمنين وإن رفضت فإنها تباع
في سوق الرقيق والعبيد والذي استمر هذا السوق من أيام الجاهلية إلى الإسلام إلى
حتى 100 سنة ماضية تقريبا وهو أقدم سوق ومهنة في التاريخ البشري كله ؟
ما ملكت أيمانكم : { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }المعارج 30 - هي المرأة التي
ترضى وبموافقتها على المعاشرة ولا تكره على ذلك فإن كرهت اعتبر زنا ... كاليتيمة
والفقيرة والتي تحتاج إلى رعاية فترعى وتحسن العشرة والمعاشرة وبرضاها ... مثلما
هو القانون في أوروبا وأمريكا اليوم متى ما وافقت المرأة على المعاشرة حق لك
معاشرتها وفي أي لحظة تقول لك توقف فيجب عليك أن تتوقف وإلا أصبحت جريمة يعاقب
عليها القانون ؟
إن التاريخ واضح وصريح ومعروف والأمة
الإسلامية كان فيها من الفلاسفة ما تشيب رؤسكم منهم ومن علمهم ومنطقهم ... وما
العالم الفيلسوف ابن رشد وهو : أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد
بن رشد ( 520 هـ - 595 هـ ) واشتهر باسم ابن رشد الحفيد وهو فيلسوف وطبيب وفقيه
وقاضي وفلكي وفيزيائي أندلسي ... كان ذوو عقلية لا توصف وحورب فكره فجمعوا كتبه
بالمئات ومخطوطاته بالآلاف فحرقوها ... مثلما كان الصراع الفكري والدموي بين
الأمويين والعباسيين وراح ضحيته أكثر من 600 ألف قتيل مسلم ... الثورة العباسية هي
إحدى أشد الثورات تنظيماً في التاريخ وقد احتاج إعدادها إلى سنين طويلة من التخطيط
البعيد والتآمر على الخلافة ... ولتنفيذها قام العباسيون بمجازر رهيبة لم يعرفها
العرب في كل تاريخهم القديم من شدة قسوتها وفظاعتها إلا ما حصل من قبل التتار
عندما احتلوا بغداد ... نعم في التاريخ الإسلامي عشرات الملايين من الحكم
والنظريات والإجتهادات والحقائق التاريخية التي لا تقدر بأي ثمن كلها حرّقت حتى لا
تصل إلى الأجيال القادمة ... وكلها إما كرها بكاتبها وإن كان على حق أو خوفا على
حكم أو ملك من تمرد الرعية عليه ... وإلى يومنا هذا يتم التفسير كل حسب رأيه
واجتهاده حتى وصلنا إلى أن نعتد ونثق بما قاله الشيخ الفلاني أو العالم العلاني
... والأصل في أي مرجع هو الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة + ما وجدنا عليه
آبائنا يفعلون وأقصد أبائنا من بعد الإسلام وليس في الجاهلية ... ولا تجادلني ولا
أجادلك بيني وبينكم كتب التاريخ وفي الإسلام وما كان يجري فيها ... فلو طبقت عليهم
ما يتم تطبيقه اليوم لأصبحوا كلهم زناة ؟
إذن من هي الزانية في عهدهم إن كانت
حياتهم كذلك ؟
الزانية هي من تزني وهي على ذمة رجل أي المتزوجة
ما سبق هي حقائق تاريخية يستحيل
إنكارها وموثقة ومعروفة وأهل الدين الحقيقيين العارفين في بواطن الأمور وحقيقتها
يعرفون ذلك حق المعرفة ... لكنهم لا يستطيعون أن يعترفوا بها أو أن يعلنوها للعامة
خوفا على الأمة من أن ترتد عن الإسلام وأن تدب الفوضى في الأمة والمجتمع ... مثل
زواج المسيار الذي يحرمه الكثيرين بجهالة ودون فهم حقيقي ... بدليل أن أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – تزوج بامرأة ( مسيار ) وكانت تسكن في
منطقة ( السنح ) على أطراف المدينة المنورة وكان يذهب إليها وقتما يشاء وبعلم
الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – ولم ينهه عنه ... والمسيار هو أن المرأة
تتنازل عن كافة حقوقها الزوجية بغرض منعها ومنع الرجل من الزنا والحرام ويقام
الزواج بشهود ومهر وعرض وقبول ونفس ما يقوله رجل الدين في الزواج العادي هو نفس ما
يقوله في زواج المسيار تماما وحرفيا ... وإن حملت المرأة من زوجها في المسيار
يعتبر ابن حلال وليس ابن زنا ويحق له أن يرث مثلما يرث أخوته ... والفرق بين المسيار والزواج العادي بأن المسيار منتقص الحقوق لظروف الزوجة أو الزوج والزواج العادي مكتمل الحقوق من حق المبيت والمصرف والمأكل والمشرب وحقوق الزوجه بعد الطلاق وما إلى ذلك ... والقاعدة الأزلية
في أصل الزواج هي : الزواج بنية الطلاق حرام ... أي يقول الرجل في نفسه أتزوج
فلانه كم شهر ثم أطلقها واتزوج غيرها هنا ثبتت النية وثبت التلاعب بالمرأة وهذا ما
لا يجوز على الإطلاق ؟
الأصل أن تنكح المرأة بعلمها وبرضاها
وبموافقتها لا بالإكراه ولا بالخداع وإن رفضت أو تمنعت فيصبح زنا ... ومن يخالف ما أقول فليجيب
على نفس السؤال الذي سقته سلفا
هل الناس في العهد الأموي والعباسي
والعثماني ممن طبقوا ومارسوا نكاح الجواري والسبايا وما ملكت أيمانهم من أمير
المؤمنين إلى أصغر مزيون عندهم هل كانوا زنــــــــاة أم كان نكاحهم نكاح شرعي وصحيح ؟
ملاحظة هامة
هذا الموضوع اجتهاد وليس إفتاء
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم