هناك مسألة الكثيرون لا يريدون أن
يقتنعوا بها ولو انطبقت السماء على الأرض وهي : أنهم يعتقدون أنهم هم فقط من بد كل
البشرية على صواب والباقي هم على خطأ وضلالة ؟
إن اليهودي يرى أن دينه هو الحق
والمسيحي يرى أن دينه هو الحق والمسلم يرى أن دينه هو الحق واعكس ما أقول على مئات
الملايين والمليارات البشرية من كل ديانة ... وضف عليهم مئات الملايين ممن يعتقدون
بعقائد مختلفة يعتقدون أنها هي الحق دون غيرها ... وضف عليهم عشرات الملايين أيضا
ممن لا يعتقدون ولا يعترفون بأي دين ولا بأي عقيدة بل ولا يعترفون أصلا بوجود الله
سبحانه ... وكل ما سبق هو واقع ثم واقع ثم واقع موجود على أرض الواقع ومنتشر في كل
أصقاع الأرض ... وعندما تشاهد عقائد شاذة تقول في نفسك ما هؤلاء الأغبياء ؟ هم
أيضا من تقول عنهم أغبياء يقولون عنك أنك غبي ودينك وعقيدتك خطأ وغباء ؟
إذن ماذا نفعل هل نشهر سيوفنا ونخرج
وننتشر لنقاتل كل من هم ليسوا على الإسلام ؟
كلا .. لأن الأمر اللاهي قال : لكم
دينكم ولي دين ؟ وانتهى الأمر
حسنا وماذا لو شتموا رسولنا الكريم –
عليه الصلاة والسلام ؟
لنكن واقعيين وليبتعد الكثير عن
الحماقة ... لو كان هناك أحد من أسرتك أو من عائلتك قام بعمل إرهابي في دولتك
وأساء بهذا العمل الإرهابي لعائلتكم ولأسرتكم أشد الإساءة فماذا ستفعلون ؟ المنطق
يقول أنكم ستجتمعون وستناقشون الأمر وتخرجون بأمرين لا ثالث لهم وهما : إما أن
تؤيدوه بما فعل وتتحملون انتقام الدولة والمجتمع منكم فردا فردا ... أو أنكم
تعلنون برائتكم مما فعل ابنكم جهارا نهارا وربما تتبرؤون منه ومن صلة رحمه بكم إلى
يوم الدين في كافة أنواع وسائل الإعلام ؟
حسنا إذن ما بالكم بمن يسيء لدينكم
وشريعتكم وعقيدتكم كلها ؟ لماذا أنتم وأسركم وعوائلكم وقبائلكم وحكومتكم ودولتكم
كلها صمتت صمت القبور عنه وهو يسيء جهارا نهارا وترون بأم أعينكم الإرهاب وسفك
الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء ؟
ماذا تقصد ؟
أقصد كل شخص من دولنا العربية
والإسلامية أفتى وحرّض عبر أي وسيلة من وسائل الإعلام سرا وعلانية وشارك بالمال أو
السلاح أو بالنفس في إزهاق الأرواح في العراق وسوريا ... أليس أنتم السبب المباشر
؟ أليست حكوماتنا أيضا تتحمل بالدرجة الأولى المسؤلية المطلقة ؟ أفبعد القتل
والنحر والتفجير والقهر والإهانة والمكر والذل النذل أفبعد هذا تلوموا من يشتمنا
ومن يشتم رسولنا – عليه الصلاة والسلام - ؟ أفبعد كل هذا وأنتم المسلمون أنفسكم
الذين تصفونهم بالفئة الضالة أو الخوارج أو الإرهابيين الآن انتبهتم إلى أن
إسلامكم تمت المؤامرة عليه وتم تشويهه على مستوى العالم بأسره !!!
ألم نقول لكم بأن هؤلاء ما هم إلا
إرهابيين ؟
ألم نصرخ كي تصححوا الخطاب الديني
وانحرافاته ؟
ألم تقرؤا عشرات الآلاف من التنبيهات
والتحذيرات ؟
ألم نحذركم من هؤلاء الخوارج ؟
فماذا فعلتم ؟ وماذا صنعتم فعليا
وعلى أرض الواقع وليس حديث الأغبياء والمعتوهين ؟
لا شيء ثم لا شيء ... والسبب هو أنكم
فعليا ترتعبون من الإسلام الراديكالي المتطرف تخافون من المتطرفين حتى لا يقوموا
ويكونوا على قلب رجل واحد فيعيثوا بأوطانكم فسادا وقتلا ودمارا متحدين أنظمة الحكم
قاطبة وعلنا ... لكن فليذهبوا إلى العراق وسوريا فالأمر هناك عادي هناك لا قيمة
للإنسان فنصدر مجانينا وننعم بعقلائنا ... مثلما تركتموهم في الماضي يعيثون فسادا
وقتلا وإرهابا في أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك ... والمحصلة بعد كل هذا
الصمت والتخاذل والسماح والعفو والمغفرة ؟ الإسلام وشرعتنا هما الضحية فأصبح الدين
الإسلامي هو الدين الأول على المستوى العالمي الذي يوصف بالدين الإرهابي والمسلمون
هم في أعلى قائمة الإرهابيين المطلوبين في كل مكان على هذا الكوكب ؟
وهل تقبل بشتم رسولك الكريم ؟
هذا سؤال غبي تماما يردده كل سفيه
وجاهل ... فاليوم لو بحثت في عشرات الملايين في مواقع الإنترنت لوجدت أن هناك
عشرات الآلاف وربما الملايين يشتمون محمدا ابن عبد الله ليل نهار ... ويضعون عشرات
الصور وعشرات المقاطع من الفيديو وهم يحاجونا فيها بقتل الأبرياء تحت كلمة ( الله
أكبر ) فيقولوا أهذا دينكم ؟ فترد أنت بأن هؤلاء هو خوارج ولا يمثلوني ولا يمتون
لإسلامنا بأي صلة ... فيرد عليك إذن فلم أنت هنا ؟ إذهب أنت بنفسك لهم وقل لهم ما
تقوله لنا أو إذهب وقاتلهم إن كنت أمينا معنا فيما تقول ... فيصمت المسلم وينتصر
الطرف الأخر وهكذا تستمر النقاشات العقائدية بانتصار المنطق الواقعي على الفلسفة
الفكرية ؟
تاريخيا وأنا متأكد تماما مما أقول :
أن كل الحركات الجهادية أو التي تزعم الجهاد الإسلامي ما هم إلا خونة أوطان
ومرتزقة وهم صنيعة أجهزة المخابرات الدولية أعمم وأقول كلها ولا أستثني أي تنظيم
منهم أيا كان ... نعم كلهم خونة وخوارج ومرتزقة وكلهم خدم وعملاء للكيان الصهيوني
المسخ ... بدليل أنهم يحمون الكيان الصهيوني ولم يجرؤ أي نجس منهم على إطلاق طلقة
واحدة باتجاه إسرائيل ولو بالخطأ ... بل أن كل معارك المجاهدين لم يستطيعوا حسم أي
قضية أساسية التي ذهبوا من أجلها بل كان الحسم كالمعتاد من أمريكا والغرب ...
والأغبياء لم يسألوا أنفسهم لماذا لأن من يقودونهم هم تجار مال وتجار دم فباتوا
اليوم محترفين في هذه الصناعة الخسيسة ؟
الخطأ خطؤنا والعار عارنا والمصيبة
مصيبتنا وهي مسلمون خونة ومرتزقة شوهوا إسلامنا وجلبوا الإسائة لرسولنا وأشرفنا
وأطهرنا – عليه الصلاة والسلام – وكلنا وقفنا كمتفرجين عليهم لا حول لنا ولا قوة
وكل حكوماتنا متواطئة مع هؤلاء المرتزقة ... فكيف تلوموا الكفار وهم لا يعلمون
شيئا عن أصل وحقيقة إسلامكم ومدى نظافته وطهارته ؟
يقول الحق سبحانه في سورة الأنعام
وهو بمثابة الأمر
ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله
فيسبوا الله عدوا بغير علم
المسلمين وحكوماتهم ومشايخهم مطالبون
اليوم بأسرع مما تتصورون بتصحيح الإنحرافات الكارثية التي وقعت في الشريعة ومحاربة
وضرب المتطرفين دون النظر لأسمائهم وكشف حقائقهم للعامة ومحاسبتهم علانية عل وعسى
أن نحمي الأجيال القادمة من هؤلاء المنافقين والخوارج وتصحيح نظرة العالم الخارجي
للإسلام بشكل عام وتعزيز الوسطية وجعلها فرضا وجبرا على كائن من يكون ... وإن
استمر هذا الخجل الوقح فإننا جميعا سندفع ثمن هذا التواطؤ ؟
شنوا حربكم ضدهم في الداخل والخارج دون رحمة ودون هوادة قبل أن يشنوا حربهم ضدنا وبحربكم ضد هؤلاء الخوارج حماية للأوطان ولأنظمة الحكم
وللشعوب وقطعا للطريق على مخططات الغرب الخبيثة لتقسيم المنطقة القادم والغالبية
يعتليها الغرور والكبرياء القاتل ؟
محمد بأبي أنت وأمي يا رسول الله
مكانتك محفوظة في القلب وراسخة في الوجدان لا يضرها كل ناعق ونابح ولو تكالبوا
علينا وأصبحوا كزبد البحر ولا نملك بضعفنا هذا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل
بحكوماتنا التي سمحت وأطلقت الخوارج كالكلاب المسعورة يشوهون الإسلام تارة ويشوهون
شريعتنا ورسولنا تارة أخرى ؟
قبل أن تلوموا الكفار لوموا أنفسكم
وحكموا عقولكم وكفاكم مطية لمخطط مكشوف
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم