تعامل تجاري – تعامل إنساني - زوج -
زوجة - حبيب - حبيبه - صديق - صديقة - زميل - زميلة ... هذه تصنيفات العلاقات في
أيامنا هذه وجميعها علاقات قابلة للنجاح والفشل ويمكن استمراريتها إلى الممات
ويمكن أن تنتهي في لحظة ... ومن نعم الخالق عز وجل علينا أن منع الإنسان من أن
يطلع على ما تخفيه الصدور والأنفس وإلا لأصبح من سابع المستحيلات أن يرتبط أي منا
في أي نوع من أنواع العلاقات ولفسدت الأرض من بدايتها ... لأن الإنسان بطبعه وبفطرته دائم التوجس أو الخوف
من المستقبل ومن الضر والشر ؟
في حياتي جلست مع الكثيرين وسمعت
الكثيرين ولا أبالغ إن قلت أن أعدادهم تتجاوز عدد شعر رأسي بأضعاف ... فعرفت أسفل
السافلين وصولا إلى متخذي القرار في السلطة بالنهاية الكل بشر يختلفون في العقول
وفي الطموح وفي نسبة الغرور ومعدلات الخير والشر لدى كل منهم ... وما يراه الناس
في العلن طبيعي أن يكون هو عكس حقيقة ما يجري ويحدث خلف الأبواب المغلقة أو في
السر ... فلكل منا عالمه الخفي نعم عالمه الخفي عالم لا يراه إلا من تختاره أنت أو
أنتي للولوج إليه أو السماح لمن تريدون بالدخول إلى عالمكم الخفي ... هذا ما صنعته
بنا حياة التكنولوجيا التي جعلت من مشاعرنا مؤقتة وأحاسيسنا قابلة للتغيير في
لحظات وكأننا بشر مجانين أو آلات صناعية يكسوها اللحم والشعر بجماله وقبحه ... حيث
يمكن أن نضحك على تغريدة معينة وبعدها بثواني يمكن أن نحزن على تغريدة أخرى ثم
نقول شر البلية ما يضحك !!! ما أتفه ما وصلنا إليه ؟
إن علاقات اليوم قد اختلفت إختلافا
كليا وكل منا في رأسه حاكم وإمبراطور وكل يدعي العلم والمعرفة وكل يتفاخر بعقله
وميزانه والكل يدعي الحكمة والكل يعتقد أنه سيد الصبر ... والحقيقة المأساوية هي أن الغالبية لا يعرفون
شيئا ولا يفقهون شيئا ولو حللت عقلياتهم لوجدت أغلب الناس عقولهم متخلفة متوقفة
عند زمن وأد البنات في جاهلية العرب ... يقول الشاعر والفيلسوف العملاق الراحل / جبران
خليل جبران : مأساتنا هي أننا نتزوج ولا نحب نتكاثر ولا نربي نبني ولا نتعلم نصلي
ولا نتقي نعمل ولا نتقن نقول ولا نصدق ؟
لماذا كرهتم القرائة والإطلاع ؟
لماذا كرهتم العلم والمعرفة ؟
لماذا ماتت قناعتكم وتدّعون القناعة ؟
لماذا تفاهاتكم طغت على عظائم الأمور
؟
لماذا خلقتم حكاما طواغيت في قلوبكم
؟
لماذا لم تعد الأرض تسعنا من هول
أحقادنا ؟
إلى متى وأنتم تلوكون الناس بألسنتكم
كرها وحقدا ؟
ألا تستحون وأنتم لا تحملون من كم
الثقافة إلا توافهها ؟
أيتها الغبية الساذجة هل تتوقعين
حبيبا وعشيقا ؟
أيها الأبله المعتوه هل تعتقد بأنك
أخر ذكور الأرض ؟
لن تنالوا ما تحلمون فيه طالما في
قلوبكم أمراض وأحقاد كرها وعداء وسواد تغلغل إلى عقولكم فاعتقد أتفه الناس أنه من
خيرتها وظنت أتفه النساء بأنها حورية الجنة على الأرض ... أو تظن أن لا بديل لك ؟
لا يا بل هناك الخراف بالآلاف ... أو تظنين بأنك ملكتي مهجته وفؤاده لا أيتها
الشمطاء فما أنتي إلا مأدبة غداء سيتناولها ثم سيبحث عن مأدبة العشاء الأخرى ... هل
رأيتم ماذا صنعتم بأنفسكم وأنتم تجهلون وتعتقدون بأنكم عالمون ... تفاهة العلاقات
في أيامنا هذه وهشاشتها يتزامن ويتوافق مع تفاهة وهشاشة العقول والنفوس ... والعلاقات
أقصدها أيا كانت ومهما كانت ولو كانوا زوجين ... فإذا عدتم لفطرتكم ولبشريتكم
سيعود للذهب بريقه أما إذا استمريتم في جهلكم وغروركم الأرعن فلا يلومن أحدكم إلا
نفسه ؟
هنيئا لكم أقنعتكم وهنيئا لكم جهلكم
ونفاقكم فقسوة ما صنعتم سيعود عليكم وكل سيناله الألم كل بمقدار قسوته أو غدره أو
ظلمه ... إنها مسألة وقت لا أكثر والأغبياء من يظنون أن توقيت الوقت المقصود هو
شهرين أو سنة ... يا لا مصيبتكم يا لا جهلكم مما هو آت لكم ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم