أنانية النفس ولغة المصالح وذكاء
الشياطين بمن يحق أكبر قدر من المكاسب الدنيوية متعدد الأنواع والأشكال ... قوة
العلاقات وتعددها وسطوة النفوذ ... دواوين تتسابق بعدد زوارها ومرتاديها ... سطوة
المتشددين وبلوغهم لكل مفاصل الدولة وحجم تأثيرهم على القرار ... عدم الإعتراف
بالخطأ وتبرير الأسباب للمخطئ دون النظر لحجم خطؤه ... النسيان السفيه لجرائم
ترتكب ... القتل على الهوية والطائفية ورماد القبلية ... التفاخر الجاهلي الذي جعل
السواد الأعظم منكم سبة في جبين باقي الأمم ... انهيار دول عربية شفيقة بسبب سوء
الإدارة وكم الطغيان ... وغيرها من الأمور التي جعلتنا نفقد إنسانيتنا أو بمعنى
أدق يفقد الكثير إنسانيتهم ويضعون ضمائرهم تحت أقدامهم ... إنسانية أصبحنا نعجب أن
نراها في مكان ما في وطن ما في وقت ما والأصل أن نعجب لوحشيتنا لا أن نستغرب
لإنسانيتنا ؟
شاهدوا الفيديوهات التي هي أساس
موضوعنا هذا
بعد هذه الفيديوهات وأنا أراها جلست
أتسائل بيني وبين نفسي
لماذا هم يعرفون كيف يفرحون بأبسط الأمور ونحن عاجزين ؟
لماذا هم يفرحون إذا ما تطايرت الموسيقى الراقية ونحن تعبس وجوهنا ونحاربها وكأن
القيامة قد قامت ؟ لماذا هم يشجعون السعادة والفرح ونحن نحارب كل ابتسامة بريئة ؟
لماذا هم يحسنون الظن بكل اثنين اجتمعوا علانية ونحن نشكك بهم بأسوأ أنواع ودرجات
الشك ؟ لماذا الجهل نسبته أكبر من نسبة الفهم والعلم والثقافة ؟
هل أنتم بشر وهم خلق جديد ما عرفناه
؟ هل أنتم أشرف خلق الله وهم أقذر خلق الله ؟ هل أنتم أهل الأصل والفصل وهم العبيد
من يباعون يشترون بأبخس الأثمان ؟ هل أنتم أهل الشرف والنزاهة وهم أهل الخسة
والدنائة ؟ هل أنتم أهل وأسياد الإنسانية وهم أهل القمع والظلم والوحشية ؟ هل هل
هل ؟
لا تتسابقون في شهركم الكريم على
العبادة والصلاة وتسطير درجات التقوى في شهر واحد وأنتم في 11 شهر أهل الجور
والظلم والبهتان ... إن الله سبحانه لا أحد من عباده يتفضل عليه وفي نفس الوقت
يستحيل أن يوجد من يتقن التمثيل على رب العباد سبحانه ... فسبحانه يعرفكم فردا
فردا ويعرف ماضيكم المخزي وما تكنه صدوركم من خير وشر ... وإني والله لأعجب من
حفنة أعرفهم هم أسفل السالفين يسطرون أدوار الشرف والنزاهة في هذا الشهر الفضيل
... أعجزتم أن تكونوا أوفياء لإنسانيتكم ؟ يا ابن آدم أيا كنت وأيا كان أهلك
ومنصبك : ما لك تكون كالطفل في مرضك وكالمرأة في ألمك وكالعبد في مالك ؟ أبعافيتك التي أنعم الله بها عليك تتجبر على عبد مثلك وتتكبر على خلق مثلك !!! ما أوقحك من عبد جاهل سفيه
كل المسلمين وجميعهم ولا أستثني أحد
منهم على الإطلاق قد عجزوا بنسبة 100% من أن يكونوا على أخلاق سيد الخلق محمد ابن
عبد الله - عليه الصلاة والسلام - ولو بنسبة 20% ... فهل عجزتم على أن تكون
الإنسانية قبل دينكم وقبل طائفيتكم وقبليتكم ؟ إن عجزتم فلا تستحقون أن تكونوا
بشرا ولا تستحقون أن تكون لكم أوطانا آمنة ؟
اللهم إرفق بقلبي وثبتني على آدميتي
وإنسانيتي فإن ملكتهم عبدتك بأقصى وأفضل ما أستطيع ... ولن أوفيك حقك وقدرك أبدا
فعطاؤكم وكرمك فاق عطاء وكرم جميع خلقك ... والحمدلله أن جعلت الجنة والنار بمقياس
رحمتك التي وسعت كل شيء .
بشر ليس لديهم مبادئ وقيم لا يختلفون عن أي حيوان
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم