السنة كالشهر والشهر كالأسبوع
والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة !!! ماذا يحدث ؟ ... يموت عزيز غالي يغسل ويصلى
عليه ويدفن وتبلغ مدة حزه أهله إن كانوا مخلصين أسبوع أو أسبوعين !!! ماذا يحدث ؟
... يهيم بها حبا وتهيم به عشقا سنتين أو 5 ويحدث الطلاق وكأن كل هذا الحب والعشق
كان وهما من خيال فهوى !!! ماذا يحدث ؟ ... أمر ومسألة الغالبية يشعرون بها
ويتهامسون فيها ويتحدثون عنها سرا وعلانية سرعة الوقت ومرور الأيام وضعف المشاعر
وإن وجدت فهي مشاعر وقتية قد يكون دافعها الغريزة الجنسية ... وموت الحبيب أخ أو
أخت إبنة أو زوجة أبن أو جد تحدث الربكة خلال 4 ساعات ثم ينتظم الأمر تلقائيا
بمراسيم الدفن والعزاء 3 أيام وهي عادة ألفناها من آباؤنا الأوليين ... ثم سرعان
ما يتم نسيان الميت !!!
سمي الإنسان لنسيانه وهناك تعريف
يستند إلى كتاب الله الكريم أن الإنسان كلمة مأخوذة من الإنس{ معشر الجن والإنس }
وفي مفردة أخرى أية من القرآن الكريم { فلن أكلم اليوم إنسيا } ... إذن أصل الإسم
ذكر في القرآن لكن بداية الخلق أطلق الله سبحانه على أول خلقنا بشرا ( صفة ) ثم
سماه آدم{ إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين }{ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا
لآدم فسجدوا إلا إبليس } ... إذن التسلسل الزمني بشرا ثم آدم ثم إنس ثم إنسانا ...
ويقول ربكم { وخلق الإنسان ضعيفا } وهو بالفعل كائن ضعيف هش لو العصب الصغير الذي
لا نعطيه قيمة في أسنانه إلتهب لصاح الرجل الشديد كما يصيح الطفل الرضيع من شدة
ألمه ؟
إن ما يحدث من شبه إنعدام الوقت
وقيمته وسرعة مرور الأيام نابع من سرعة إيقاع الحياة بمعنى أدق ... تقطع الإتصالات
والإنترنت وطائرات وسيارات وكل كل مظاهر الحياة المتقدمة التي تعيشون فيها ... تلقائيا ستعودون إلى
ماضيكم والشعور بطول الوقت والأيام بل وستعود العلاقات الإجتماعية إلى ترابطها
وتلاحمها ... فثبت علميا أن الوقت والتاريخ وشروق وغروب الشمس والليل والنهار
ثابتا لم ولن يتغيرا ... بل كل ما تغير أو حدث التغير فيه هو ناتج من الإنسان نفسه
وبفعله هو ومن صنعه هو ... لذلك تقضون ساعات أمام التلفزيون والكمبيوتر
والموبايلات والسينما ووو ثم تقولون كيف ذهب يومنا هكذا مستغربين !!! وأيضا في
أعمالكم لا تشعرون بالوقت لأنكم تحت التكييف وكثرة الموظفين فتشعرون بالملل
وتنظرون إلى ساعاتكم متى يحين موعد بصمة الخروج عكس من يعمل في نفس العمل فلا يشعر
إلا والوقت قد انتهى ... إذن السبب
الرئيسي ينقسم إلى قسمين الأول ذكرته سابقا وهو عامل التطور الصناعي والتكنولوجي
ومدى وكم الترف البشري الذي يعيش فيه { إنّا كل شيء خلقناه بقدر } ؟
السبب الآخر هو أن هناك نعمة من رب
العالمين سبحانه جلت قدرته أن يصل الإنسان إلى العلم بقدر وبحدود وليس بالمطلق ...
علم غريب جعل العالم مخدرا سهل تغير مشاعره ولا عجب أن تموت حتى الأحاسيس بنعمة لا
تدركا أغلب العقول ... فما خلقت الأرض إلا لتفنى في نهايتها ولا خلقنا إلا لسبب
لنكافأ أو نجازى عليه في الجنة أو الناس ... وبالتالي كلما اقتربت الساعة أي يوم
القيامة { يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي } فإن هناك أحداثا
عظيمة ستجري مثل الكوارث والزلازل والحروب والقتل العشوائي وكثرة الظلم والفواحش
والزنا وما إلى ذلك ... كلها تستلزم نفوسا وعقولا شبه ضعيفة قوية النسيان حتى تستطيع أن تكمل
وتستوعب وتنسى وتنهض حتى إذا أتت كارثة أخرى تبلدّ الناس ... بدليل نحن في وقتنا
وزماننا هذا عندما حدثت مصائب سوريا تأثرنا جميعا تأثرا بالغا واحتدم النقاش
والخلاف بشكل عنيف ... واليوم ماتت مشاعرنا وعادي جدا نتناول غدائنا أو عشائنا على
رؤوس مقطعة ودماء تسيل ... بل حتى السوريين أنفسهم تعودوا على الأمر بشكل كبير جدا
وأعتقد أنهم يعتقدون يقينا أنهم مجرد أموات لا أحياء ؟
أما فيما يخص المشاعر والأحاسيس
العاطفية فهناك سبب رئيسي بتغيرها وهو أن المعروض أصبح أكبر من المطلوب ... أي في
بداية التسعينات وما قبل ذلك في الثمانينات والسبعينات وأنت راجع بالتاريخ كانت
المرأة أو البنت لا ترى ولا تعرف إلا أقربائها ... ومنذ خلقها بيعت أو سجلت لابن
عمها وهذا فكر أباؤنا وأجدادنا والسابقون المتخلفون ... فكانت البنت منذ سن 12 سنة
تعرف كل أسس وواجبات المنزل ويتم تزويجها في سن من 12 إلى 14 سنة حيث البلوغ ...
وكانت البنت التي تصل إلى سن 20 سنة تعتبر عانس وهذا استلالا على عدم وجود انفتاح
ولا تطور ولا أي من هذه الأشياء ... عكس أيامنا هذه فالأفلام الإباحية متوفرة على
كل جهاز بيد كل أكرر وأؤكد كل منكم + مواقع التواصل الإجتماعي ومئات وملايين مواقع
التعارف ... فأصبحت المشاعر سهلة تعيش وتموت ثم تعيش وتموت وهكذا بمعنى حب يموت ثم
يأتي حب جديد ويحيا القلب ثم يموت ثم يأتي حب آخر وهكذا ... هذا هو المعنى الذي
سقته لكم العرض أكثر من الطلب فأصبحت القيمة رخيصة جدا وفي الماضي المطلوب أقل من
المعروض فكانت القيمة ثمينة جدا ؟
الإنسان الذي عمّر الأرض هو نفس الإنسان الذي سيدمرها
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم