هل هناك فرق بينك وبين عمر ابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب ؟
حتما وبالتأكيد ستقول نعم وأين الثرى من الثريا ومن أنت حتى تقارن
نفسك بعظماء الإسلام ... حسنا رد جميل وبدون ذكر أو تعليل الأسباب لأنه سيكون سردا
ومدحا لن ننتهي منه ؟
وهل في الجنة هناك فرق بينك وبينهم ؟
في الآخرة وتحديدا في الجنة أسأله سبحانه أن يجمعنا وإياكم ومن يقرأ
سطوري هذه فيها أجمعين ... في الجنة هل هناك أيضا فرق بينك وبينهم ؟ لا تقول نعم
وإلا سقطت في الجهالة ... لأن في جنة الخلد لا توجد أنساب ولا توجد فروقات ولا
توجد كل المبادئ التي صنعها الإنسان في دنياه ولا أحسن ولا أفضل ... لا حكام ولا
محكومين ولا وزراء ولا مسؤلين ولا قوانين ولا تعديلات قوانين ولا دساتير ولا عيب
ولا عادات ولا تقاليد ... لا شيء مما اعتدنا عليه في دنيانا لا شيء على الإطلاق بل
كل واحد منكم سيكون حاله ووضعه لا يقارن بملوك الأرض وحكامها في أي زمان ومكان في
الدنيا من شدة وعظمة ما سيملكه الفرد الواحد من أهل الجنة ... لا سلطان فوق الجميع
في جنة الخلد سوى رب العالمين وحده لا شريك له ... لا حسد ولا أحقاد ولا ضغائن ولا
كره لا قتال ولا حروب لا خلاف ولا سوء ظن لأن الإنسان في الجنة ليس لديه وقت لكل
ما كان يفكر به في دنياه من كثرة النعم ونوع أنواعها وأشكالها ... إذن في الجنة لا
فرق بينك وبين عمر ابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب رضوان الله عليهم ؟
إن مبادئ الإنسان وقيمه كانت من اختراعه ومن صنعه كانت على حق أم باطل
وهناك من يربط مبادئه بالكتب لسماوية وهناك من يربط مبادئه بالنظريات التي ترتبط
بواقع المجتمع ... ولذلك البشرية قاطبة وفي كل تاريخها وكل الأمم التي سبقتنا لم
تتفق أبدا على أمرا واحدا إلا المسائل
المرتبطة بالموت والحياة ... بمعنى أمرا في الموت والحياة ستجد اتفاق لأن الإنسان
بالقطرة الخلقية يخاف ويهاب الموت ويحب الحياة ولو كان أفقر إنسان على وجه الأرض وهذان
لأمران يدرك الإنسان جيدا أنه لا يستطيع أن يفعل أمامهما شيئا فخضع مجبرا ...
والخلافات الفكرية البشرية ليس أمرا جديدا على الإطلاق فهو أمر أزلي منذ عشرات
آلاف السنين بدليل قتل الأنبياء والرسل وتكذيب بعضهم وزجر وطرد ونبذ بعضهم ...
ولذلك كل ما تعتقدونه وكل ما تظنونه أنه الحق ربما كان هو الحق فعليا وربما كان
باطلا لكن لا تشعرون باستثنــــــاء الكتب السماوية التي نزلت لرسل رب العالمين
لأمما سبقتنا ولأمتنا ... لأنها حقيقة ودليل لا يقبل الشك ولا اللبس ورب العالمين
أرسل الأنبياء والرسل منذرين ومبشرين لعباده عل وعسى أن يتقون ويعودون إلى صوابهم
... وإرسال الأنبياء والرسل كان بسبب أن الناس تمردت على رب العالمين فابتكرت وصنعت
إلـــه وربا يناسبهم فأرسل رب العالمين الرسالات والتحذيرات حتى لا يكون يوم
القيامة أحد له عند الله حجة ؟
إذن مبادئكم هو اعتقاد "وقتي - ظرفي" محدد لوقت معين في
زمان محدد كالعادات والتقاليد حيث اتضح أنها تتغير كل ما بين 50 و 100 سنة ... وفي
زمن التطور والتكنولوجيا المذهلة التي نعيشها أصبحت العادات والتقاليد متغيرة كل
10 سنوات "تقريبا" ... فقبل 20 سنة كان العيد أمرا مقدسا لدى الأسر حيث
يجتمع الجميع "فرضا وإجبارا" واليوم لا ترى أحد إلا ما ندر في المناسبات
الإجتماعية فهذا مسافرا وهذا نائما ... وهذا التغيير الذي سقت واقعه لكم ... فاعملوا
لآخرتكم وليس دنياكم فكل من عليها هو ضيف جئتموها عراة وتغادروها حفاة عراة ؟
مبادئكم في صراع ما بين الخزعبلات واليقين لا أحد يستطيع أن يتحكم
بوقتها ولا يتكهن بنهايتها
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم