وصلني واتساب من أكثر من طرف في موبايلي عبر الواتساب "صوت"
رجل واضح أنه كبير بالعمر يفند ويعقب على موقف رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم تجاه
وفد الكنيست الإسرائيلي ... الأمر طبيعي جدا وهذا حق الرجل الطبيعي لا خلاف ولا
جدال أن كل يدلي برأيه كيفما يرى الموضوع وفق مستوى ثقافته وخبرته ... فاكتشفت أن
المتحدث غبي لدرجة استغربت كيف لكل من وصلهم هذا التسجيل لم ينتبهوا لغباء المتحدث
!!! فيقول معقبا على مرزوق الغانم : هناك أكثر من 3.500 هيئة وجمعية يهودية في
العالم مهمتهم رصد كل ما يكتب وينشر عن إسرائيل أو اليهود ويقومون بالرد عليه ...
ويكمل المتحدث الأهبل فيقول : يا مرزوق ألا تعلم ماذا فعل اليهود بأيسلندا ؟ لقد
كانت تعيش في طفرة مالية ثم جعلوا أيسلندا مديونة بأكثر من 450 تريليون دولار
"انتهى حديثه" ... طبعا حديث واسترسال لا يصدقه سوى مساكين العقول
وفقراء الثقافة لأن الجمعيات والمنظمات اليهودية في العالم من سابع المستحيلات أن
يصل عددها إلى 3.500 منظمة ولا حتى 100 ... وعلى ذلك أتحدى كائن من يكون أن يأتيني
بأسماء 100 منهم بتفاصيل عنهم وتاريخ إنشائهم وأهدافهم وهل هم مستمرين أم اندمجوا
أو توقفوا ؟ ... وأما أيسلندا مديونة بـ 450 تريليون دولار أي 450 ألف مليار دولار
فهذا رقم يصلح للأطفال قبل نومهم لأن كل استثمارات دول العالم + كل موجودات النقد
في جميع دول العالم + كل ديون دول العالم "مجتمعين" لا يصلون إلى 100
تريليون دولار ... والحقيقة أن ديون أيسلندا ليس 450 تريليون دولار ولا 450 مليار
دولار بل 93 مليار دولار وفق إحصائية 2016 والتي تحتل أمريكا الدولة الأولى عالميا
بحجم ديون خارجية تتجاوز 19.2 تريليون دولار ... مثل المساكين الذين صدقوا الكذبة
التاريخية أن "عائلة روتشيلد - اليهودية" تملك ثلث الكرة الأرضية وتملك
700 تريليون دولار وتملك ثلث المياه العذبة في العالم !!! ... ألم يخلق الله في
رؤوسكم عقول أم كانت عقولكم ناقصة أم تبرعتم بها أم ماذا حل بعقولكم حتى تصدقوا كل
ما يكتب وينشر في كل مكان !!!
من المهم أن كل ما يلفت انتباهك أن يكون أمرا غير مألوف بالنسبة لك أي
شيئا تراه غريبا من الطبيعي أن تتوقف لحظات دقائق ساعات أيام تفكر وتحلل حتى تعرف
حقيقته ... كفكر "الخيــــال" هو التفكير بطريقة وبأسلوب لم يفكر به أحد
غيرك أنت تراه ممكنا وكل من حولك يرونه مستحيلا وإن سردته لهم تحول المستحيل إلى
منطقي بالنسبة لهم ... مثل مبدعين الأفكـــار فإنهم يفكرون بطريقة وبأسلوب مختلف
كليا عن باقي البشرية بالرغم أنهم من نفس الجنس والخلق لكنها قدرات تدعمها الموهبة
"الربانية" ... الجميع يلبس ثيابا تستر عوراته "الرئيسية" في
الجسم والبعض يتفنن بإبداع لبسه وأناقته نساء كانوا أو رجالا فالأناقة لا تعرف
جنسا أو صنفا إلى الآن والأمر طبيعي جدا ... لكن الغير طبيعي في كل من تقع أعينكم
عليهم في العمل في الشارع في المجمعات والأسواق هو "العقـــــل" وقوته
وثقافته وإبداعاته وطريقة عمله وتفكيره هنا يقع الإختلاف ... اختلاف استثنائي
وبصميم ولب البشرية كافة أن نكون متطابقين في الأعضاء مثل : اليد والأذرع والأرجل
والقلب والكلى والكبد ووو ... ومختلفين في الأشكال والقوام والجمال والطباع
والأذواق في المأكل والمشرب والملبس والآراء والنقطة المهمة مختلفين في مستوى
الثقافات ... ومهما بلغت من العلم والمعرفة والثقافة أو الجاه والمال أو المنصب
والنفوذ أو الملك والسلطان فإن الطبيعة البشرية من سابع المستحيلات أن تتفق على
رأي واحد ... أكرر من سابع المستحيلات أن العالم أو البشرية أو حتى أبناء الوطن
الواحد يتفقون على رأيا واحدا أو رجلا واحدا ... بدليل أن البشرية كافة منذ آلاف
السنين وإلى يومنا هذا وحتى قيام الساعة "لم ولن" يتفقوا على إله واحد
ولا نبي ولا رسول واحد ولا حاكم ولا حكومة واحدة ولا حتى أشهر مشاهير الأرض ؟
الطبيعي أن نختلف ومن الطبيعي جدا أن كل من يقرأ ما أكتبه وأنشره أن
لا يتفق معي بنسبة 100% ربما 90% وربما 50% وربما يتفق معي بنسبة 100% في
"بعض" ما أكتبه ... أما أن يتفق معي دائما وأبدا فحتما هناك أمرا غريبا
أو أمرا خاطئا أو تطابق شاذ غير مألوف ... ولذلك عليكم في أي أمر ينقل إليكم أن
تفكروا به أو تحللوه قبل أن ترسلوه لكائن من يكون فإن رأيت أن الأمر منطقي أو قابل
للتصديق فانشر وانصح أو تجاهل الأمر برمته أو على الأقل ابحث عن الأمر ... وليس
بالضرورة أن يكون الكل في توجه واحد يعني أن تكون أنت مع توجههم ... ولو كنا هكذا
فما الفرق بيننا وبين العبيد المسلوبين القرار والإرادة والدواب ناقصين العقل
وضعيفين الحيلة ؟!!!؟
فكر قبل أن يخرج الحديث من فمك وانظر قبل أن يشطح عقلك واصمت إن لم
تجد إجابة فقد سبقتكم في الحماقة وتعثرت كثيرا ... إلى أن لقنت نفسي دروسا قاسية
وأخضعتها لعقاب شديد حتى أيقنت كما قال الحكماء : ليس كل أبيض طحينا وليس كل ما يلمع ذهبا ولا كل ما يبرق فضة والرداء
لا يصنع راهبا واللحية لا تصنع مؤمنا .
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم