لو أردت أن أجرد تصريحات الحكومة منذ 1982 إلى 2018 أي خلال أكثر من
35 سنة لاكتشفت بكل أريحية وسهولة كم الأكاذيب والوعود الزائفة التي أطلقها وزراء
الحكومات المتعاقبة ... نعم أكاذيب لأن الوعد الذي لا يرتبط بفعل يعتبر كذب في
مفهوم وعرف الحكومات وفي عرف العلاقات الشخصية تعتبر الوعود لتي لا يتم تحقيقها
أوهام ... وحكوماتنا ووزرائنا باعونا الأوهام وسطروا الأكاذيب وكل ذاك حدث ويحدث
وسيحدث في ظل وجود مجالس أمة تطبعت بطبع الحكومات ... وأصبح أمر طبيعي أن يقول
النائب عكس ما يفعل بل وأصبح النائب هو من معاول هدم المجتمع الكويتي بفساده الذي
أصبح فاقدا للحياء ... أقول ما أقول وقد ضقت ذرعا وأنا أرى سياسة دخيلة علينا
أدخلوها عقول الشياطين وهي صناعة الباطل والإبتزاز والإستغلال على حساب المال
العام ... أموال عامة تبعثر هنا وهناك ومسؤلين يرسمون ابتسامات عريضة وكأن المال
الذي يصرفونه هو مال آبائهم وأجدادهم يقيمون الحفلات من المال العامة ويقيمون
موائد الطعام في أفخر الأماكن من المال العام ... وسياراتهم من المال العام
وهواتفهم مجانية ووقودهم مجاني ومزايا مالية لوظائفهم لا يحلم فيها رواد الفضاء وديكورات
مكاتب وأثاث وفق خيالهم وبمبالغ خيالية ومن المال العام أيضا ... حتى وصلنا إلى أن
ما يصرفه 3 وزراء كويتيين حاليين = ما يصرفه أكثر من 30 وزير في الحكومة المصرية
الحالية ؟
إنها أموال عامة يا عبد الدنيا وأموال سحت في بطون من يستحلها دون وجه حق أو يصرفها
ببذخ على ملذاته تحت أعذار وحجج لا يصدقها سوى عديمي الضمائر ... حتى وصل الأمر أن
الموظف الكويتي صدق كذبــــــة أنه فعلا يستحق مكافئة أعمال ممتازة !!! وكيف لا
يصدق ومبالغ الأعمال الممتازة تتراوح ما بين 3.000 إلى 6.000 دينار مرمى تحت أقدام
مسؤلين الدولة بلا حسيب ولا رقيب ... فظن الموظف الكويتي أنه أعجوبة زمانه ومعجز
الألمان واليابانيين بعمله فوصل الأمر أنه يحتج ويهدد بالإضراب إن لم يحصل على
قيمة الأعمال الممتازة التي تتراوح ما بين 300 إلى 700 دينار !!! ... وقمة الفساد
بل والسرقة العلنية أن في نفس الهيئات ووزارات الحكومة تتكرر نفس الأسماء كل سنة دون
أن يلاحظ أحد على تكرار نفس تلك الأسماء وتجاهل عشرات الآلاف ... ليصبح المسؤل
المباشر كأنه أمير المؤمنين يتفضل على موظفيه ويختار من يشاء ليمنحه من عطاياه
أدام الله ظله وقدس الله سره فصنعت الحكومة من الصعلوك أمير زمانه !!!
وزارات تعلن أن لا أعمال ممتازة لمن يقل عملة عن 180 يوم ووزارة تقول
لمن يقل عمله عن 150 يوم ... ثم بسبب حرب النفط الدولية التي الكويت شاركت فيها
ومنينا بخسائر موجعة لم تجد حلا سوى أن تلف وجهها إلى شعبها وتوجه ألمها إليهم
ليتحملوا إثم لا دخل ولا شأن لهم فيه ... فأعلنت عن حالة تقشف وهي كاذبة وخرج وزير
ماليتنا ليسطر علينا خطاب شيوعي ويطرق أجراس الخطر ويصدح بجملته الشهيرة
"الموس على كل الروس" ... ولتخرج بعدها الحكومة بتصريحات شد الحزام
والمواطن يجب أن يتحمل مسؤليته تجاه الوطن والأمر وصل العظم وكلام وتصريحات في
غاية الفشل ومعيب وفاضح بل ومن مارس 2017 لا أعمال ممتازة لـ 54 جهة حكومية وزمن
الصرف والبذخ قد ولى ... لنكتشف وبمعنى أكثر وضوحا لأكتشف أنا أن الكويت تسير على
بركة الرحمن وخالية من رجال الدولة الحقيقيين الذي يتحملون صدق مسؤلياتهم وصدق
قسمهم ويواجهوا أنفسهم قبل أن يواجهوا العامة ... ثم زاد الطين بلة اعتلاء رئيس
مجلس الأمة "مرزوق الغانم" منبر الخطابة ليظهر علينا وكأنه أحد الأنبياء
الصالحين جاء نذيرا وبشيرا للعالمين محذرا الشعب الكويتي من خطر داهم يطرق أبواب
الكويت !!! ... فأطلق هرطقاته تزبد وارتعد انتفض وزأر فقال جملته الشهيرة
"حولوا المواطن من أجير إلى شريك" !!! فتطابق الفكر الشيوعي بين وزير
ماليتنا "الأقرع" مع رئيس مجلس أمتنا "التاجر" ولم يحمل أحدا
منهم فشل أو فساد الحكومة أبدا ولا حتى لو 1% ... العيون تلقائيا اتجهت إلى جيوب
المواطنين إلى الشعب الذي وفق مصادر وزارة العدل الرسمية هناك أكثر من 900 ألف ضبط
وإحضار ومنع سفر على كويتيين ومقيمين ... وصدق البعض تلك المسرحية التي تواطأ
تواطؤا واضحا مباشرا بين رئيس مجلس الأمة مع الحكومة ضد المواطن الكويتي ... وفجأة
وبلحظة وبقدرة قادر تناسى السيد رئيس مجلس الأمة المناقصات الحكومية التي انهمرت
على شركات أسرته وصديقه وزير ماليتنا السابق !!! ... ويظنان أنهما يملكان ذكاء خارقا
ويملكان فصاحة البلبل الصداح لكنهما في الحقيقة لم يعرفا بعد وحتى يومنا هذا أنهما
فضحـــــــا الحكومة أمام الشعب الكويتي بأنها حكومة تعرف كيف تصرف ببذخ ولا تعرف
كيف توفر وتصنع وتنتج وتحقق أعلى معدلات الدخل للدولة ... ولا يعرفا أيضا أنهم
فضحــــــا أعضاء مجلس الأمة الذي كانوا يجلسون كالطبول التي لا تخرج أصواتا إلا
بالضرب عليها حسب الحاجة ؟
اليوم وفي 2018 ارتفعت أسعار النفط ولحست الحكومة كلامها عن التقشف
وربط الحزام وعاد الصرف والبذخ الأهبل ... وعادت مكائن وزارة المالية بصرف الأعمال
الممتازة لكل جهات الدولة الـ 54 بقيمة تتجاوز أكثر من 300 مليون دينار على
الموظفين والمسؤلين "المرضي عليهم" فقط وحرمان أكثر من 250 ألف موظف
كويتي منها بمزاجية وقحة لا تعرف الحياء ... كل ذاك يحدث تحت مرأى ومسمع هيئة
مكافحة الفساد التي أصبحت هي أيضا هيئة عالـــــــة علينا وكأن كل ما يحدث ليس
فسادا أبدا بل هي أمور مشروعة وكأن القوانين هي كلها مقدسة وصحيحة ... وعاد ديوان
الخدمة المدنية يوظف الأجانب بسرية وكأنه عمل مخابراتي وعاد الفساد كما كان ...
واسكت واصمت واخرس جميعهم لا يعلم وهم يعلمون وكلكم لا تفهمون وهم فقط من يفهمون ...
كل ذلك حدث ويحدث ليس لمبدأ وليس لهدف وطني وليس لمصلحة الأجيال القادمة كلا وأبدا
فقط من أجل أسعار النفط ليكون المبدأ هو إذا ارتفعت أسعار النفط فمرحبا للفساد والصرف
والبذخ وإن هبطت أسعار النفط فليس لنا إلا جيبك أنت أيها المواطن التعيس ... قريش
بالشيراتون عادي سحور في برج الحمرا عادي مائدة إفطار من أرقى المطاعم عادي فواتير
بالآلاف وعشرات الآلاف عادي ... ليش عادي ؟ لأن المسؤل مو دافع من بيت أبوه ولا من
جيبه مال عام طــــز فيه اصرف وسجله على بند النثريات اصرف ودونه على بند
المصروفات ولا أحد يرجع مبالغ من الميزانية المخصصة له اصرفوها كلها بأي شكل ؟
أنا أحلف وأقسم وأراهن وأتحدى أكبر عقل في الحكومة وقياداتها أن مبلغ
يتجاوز 7 مليار دينار = 23 مليار دولار تصرف سنويــــا ليس لها أي داعي فقط أموال
وضعت تحت عقول إما غبية أو فاسدة يبعثرونها يمينا وشمالا دون وجه حق ودون فكر مبدع
... ومن يخالفني هذا تحدي مفتوح الوقت لكائن من يكون لأثبت لكم بالأدلة والأرقام
أن أكثركم في مناصبهم ما هم إلا عالــــــــة على الكويت وأهلها وكذب ثم كذب ثم
كذب من يقول أنه يخاف الله في تلك الأموال ؟
بئس البدع التي ابتدعتموها وبئس الفساد
الذي صنعتموه وبئس الحرام الذي جعلتموه حلالا
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم