من عجائب كتب التاريخ ومن الغرائب البشرية فإنك لو بحثت في كل التاريخ
لن تجد الأسماء الخالدة إلا للقادة وصفوة المجتمع في كل زمان ومكان ... بمعنى
يستحيل أن تجد معركة فيها أسماء الجنود إما لأعدادهم الكبيرة أو لعدم توثيقهم لكن
المعنى في كل التاريخ أن دائما الأضواء والأهمية تسلط على القائد الحاكم الرئيس
الوالي ... وقد أكدت لنا قصص التاريخ وقصص المعارك الحربية حقيقة ثابتة راسخة لا
نقاش ولا جدال فيها وهي "الجندي لا قيمة له" ... سيقولون الجندي والجندي
الأخر وصفوفهم يشكلون القوة وجبهة الصد ورأس حربة الهجوم وووو كلها ترهات وأكاذيب
وذكاء استغفال الغير ... الحقيقة التاريخية ويظهر أنها حتى أبدية تقول لك
"النصر للقائد والتاريخ للقائد فقط ولو مات في حربه مليون أو 50 مليون
إنسان" ... ولذلك لا أحد يعلم كم عدد مئات الملايين والمليارات من الأنفس
البشرية التي احتضنهم قاع الأرض ومقابرهم ولا أحد علم أو يعلم عنهم شيئا إلى يوم
القيامة لكن من قادهم سجل أسمه أو خلدت معركته هزيمة كانت أو نصرا ... وكان الجنود
في غابر الأزمنة يدفعون دفعا إلى الحروب كرها وإجبارا أو طمعا في الغنائم ونادرا
ما كانت الحروب تتم عن قناعة وهذه العملية بالمناسبة لا دخل للأديان فيها على
الإطلاق ؟
لو بحثت في تاريخ الحروب التي وقعت ما بين البشرية منذ القدم وإلى
يومنا هذا سنكتشف أن ما بين 85% إلى 90% من مجمل أعدادها فقد حدثت في قارة أوروبا
وحدها و 10% إلى 15% موزعة بين أصقاع الأرض في كل مكان ... ولو حللت أسباب معظم
الحروب منذ القدم وصولا إلى أيامنا هذه ستكتشف أن الأسباب كانت جدا تافهة وقرارات
الحرب خرجت من عقول أطفال ... لكنها تحدث لأن من يموت في المعارك ليس أبناء القائد
ولا أولاد الحاكم ولا من نسل السلطان إنهم مجرد رعاع من رعيته يرميهم في جهنم
الحرب ... مع الإنتباه أن التاريخ القديم لم يكن هناك تعويضات حرب وتأمينات
إجتماعية تحارب أنت وحظك أنت وشطارتك فإما الموت أو كسب ما تقع يدك عليه ومن ثم
تبيعه فيكون هذا هو مكسبك ؟
في سوريا اليوم أصف الوضع أن لو هناك كتاب قصص المسلسلات والدراما
والسيناريو فإنهم لن يحتاجوا إلى ابتكار أو تأليف القصص للأعمال الفنية ... فما
حدث في الحرب الأهلية السورية كافية جدا أن تضمن لك مسلسلات وأفلام بمعدل 4 أعمال
مختلفة ما بين مسلسل وفيلم سينمائي × السنة = 48 عمل فني × 100 سنة = 4.800 عمل
فني ... وبالتالي هذا الرقم يعتبر جدا تافه مقابل مئات آلاف القصص الواقعية
الحقيقية التي تدمي القلوب من شدة فظاعتها ... إنها حرب المرتزقة بامتياز لا يوجد بريء
بينهم كلهم مجرمون وكلهم أياديهم ملطخة بدماء الأبرياء لم يسلم منهم لا طفل ولا
إمرأة بريئة مسكينة ولا عجوز ذلته الأيام ذل الكافرين ... كل ذلك حدث عندما فرت
الإنسانية والقيم والمبادئ وحلت محلها شريعة الغاب وفطرة البقاء على قيد الحياة
مهما كان الثمن ... لا شأن للإسلام وشريعة الله في الحرب السورية على الإطلاق وكذب
ثم كذب من يقول لكم عكس ما أقول لقد كانت أقذر حقبة تاريخية في التاريخ العربي
والإسلامي لم يشهد لها التاريخ قط من هول ما ارتكب فيها من جرائم ... ولو حللت
الوضع ستكتشف أن الفقرة الأولى من موضوعنا هذا تطابق تماما هذه الفقرة فإن كل من
يقتل لا قيمة لا إسم لا أهمية له لكن قائده تم توثيق إسمه وكبار عصابة هذه الحرب
وثقوا وكتبت أسمائهم بدم الخنازير "أجلكم الله" من هول فظائع جرائمهم ...
إسأل هذا أو ذاك لما كل هذه الحروب ؟ لم كل هذه الضحايا ؟ لم كل هذه الخسائر ؟ ...
لن تجد إجابة واحدة مقنعة سوى أن من في السلطة قد جن جنونهم وتربع الشيطان فوق
رؤوسهم فملأ صدورهم الغرور وكل منهم يظن أنه على حق ولا أحد على حق ؟
كررتها وأعيدها "لقد شاب وجهي من هول ما أقرأ وما تقع عيني عليه
وأينما التفت يمينا وشمالا شكرت وحمدت ربي أن خلقني مسلما موحدا به سبحانه ثم أن
خلقني مواطنا كويتيا ينعم بوطن يعمه الخير والنعم من كل حدب وصوب وتسخير ما بعده
تسخير من المولى عز وجل في ظل حكام سخرهم رب العالمين لشعبهم وفي خدمتهم متواضعين يملكون الكثير من
طيبة القلب" ... إن هناك فئة من البشر نوعية ثقافتها السطحية لا تعرف أن تعيش
إلا في ظل أزمات وصراعات وقال وقيل تعشق من يهينها ويضعها في حجمها الطبيعي ... تتلذذ
بالإهانات ولا تخرس السنتها إلا بعد تجلدها سياط العقوبات والجزاء والتعنيف
والتوبيخ ... بدليل أن هناك نوعية نساء أنجاس وذكور أوباش لا يتلذذون في خلوتهم
إلا بالضرب والإهانة وتحقير الكرامة وهذه هي "السادية" ؟
السادية مرض نفسي يصيب اضطراب الشخصية بدرجتين
1- السادية القاتلة : وهي ممارسة الضرب والتعذيب أثناء الممارسة لجنسية
ويتلذذ المريض إما بضربه للضحية أو أن يكون هو الضحية وبعد انتهاء النشوة الجنسية
يعود إلى طبيعته المعتادة ويتلذذ بمشاهد أثار الضرب التي خلفتها كامل العملية
فتصنع له خيالا لا يفارقه ويكون جذابا مغريا في أقرب وقت ممكن .
2- السادية المعتدلة : وهي حالة مرضية شديدة الضرر النفسي على صاحبها
يفرزها المريض من خلال بث الرعب والخوف في النفس المقابلة ويتلذذ بالإيذاء النفسي
للآخرين عبر الشتم والسب والإستفزاز للآخرين دون حتى سابق معرفة ودون مبرر معقول
وبالمناسبة هذه الحالة بالذات "حسب ما قرأت" فإنها تعيش ما بين مرض
السادية ومرض انفصام الشخصية .
فلا يظن أحدكم أن كل من يراه في العمل في المنزل في الشارع في أي مكان
أنه عاقل ومتزن سواء كان ذكرا أو أنثى ... فهناك من تجلده بضع كلمات لتعيده إلى
رشده وهناك من يحتاج إلى جلد السياط حتى يعرف حجمه ... ومع الأسف الشديد أرى
الكثيرين في وقتنا هذا يحتاجون إلى جلد السياط لا جلد الذات وهذا هو دواء من يتعمد
استحقار عقله وتغييبه من أجل صناعة عظمة واهمة وبطولات مزيفة ؟
هذا زمن كثرة الخراف وقلة الذئاب
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم