قطــــــــر
هناك خصلة في كل مشيخة قطر سواء الراحلين أو الحاليين أو حتى القادمين وهي أن أسرة الحكم وتحديدا حكام المشيخة يتميزون بحبهم باحتكار أموال الدولة ولا تُنفق إلا من خلالهم ... بدليل أن قطر عندما كانت من ضمن دول اتحاد الإمارات "أبوظبي ودبي وعجمان والفجيرة وأم القوين والشارقة ورأس الخيمة والبحرين" جميعهم كانوا اتحاد واحد قبل استقلالهم عن سلطنة عمان ... مشيخة قطر كانت تهتم بالمال وتحتكر المال في حالة تعبر عن حب السيطرة وكأنه كان عرفا بدليل أن كل إيرادات الدولة القطرية كانت في حساب شخصي في عهد الأمير الراحل "خليفة بن حمد آل ثاني" والذي توفي في 2016 ... وباستدلال أخر وحتى في ظل وجود الدستور القطري الحديث ولو نظرنا إليه وتحديدا في المادة 17 منه والتي تقول نصا "المخصصات المالية للأمير وكذلك مخصصات الهبات والمساعدات يصدر بتحديدها قرار من الأمير سنويا" ... أي لا أحد في قطر ولا أي جهة قضائية أو رقابية أو برلمانية يحق لها أن تسأل كم وكيف ولماذا ؟ ... أقول ما أقول لأنه السبب في أصل موضوعنا هذا والذي بدأت فصوله في 1963 عندما بدأت حركات قطرية معارضة تطالب بالعدل والمساواة وحقوق المواطنين وعدم احتكار أموال النفط والغاز بيد حاكم البلاد وتوزيع الوظائف في الدولة وفق الكفاءات لا الولاءات متأثرين وقتها بالتطور الذي حدث في الكويت بعد دستور 1962 ... حدث هذا في عهد الأمير السابق "أحمد بن علي آل ثاني" والذي فيما بعد تم الإنقلاب عليه وغادر إلى بريطانيا ومات هناك ... وأما ما حدث من حراك شعبي من أعيان قطر كبارها وصغارها قادهم المعارض القطري المعروف "ناصر بن عبدالله المسند" وهو والد "الشيخة موزه" والدة أمير قطر الحالي سمو الشيخ "تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني" والشيخة "موزة المسند" ترعرعت ودرست في الكويت لأكثر من 13 سنة وتحديدا من سنة 1964 إلى 1977 ... والأسر ذات قوة النفوذ في التاريخ القطري هم "آل ثاني - المسند - الكواري - العطية" ولا قصورا في القبائل والعوائل لكننا نتحدث عن قوة النفوذ والتأثير السياسي في الحكم ... وبسبب تلك الثورة والمعارضة الشرسة هاجر "ناصر المسند" ووالده وأسرتهم إلى الكويت في أوائل 1964 وعاد ناصر المسند وبعض من أسرته إلى الدوحة في 1977 وبقي منهم من بقى في الكويت ورفض العودة إلى الدوحة ... وتلك المسألة لم تكن وليدة الصدفة بقدر ما كان تحرك سياسي تم بهدوء بعيدا عن الإعلام بالتنسيق بين الشيخ "عبدالله السالم الصباح" وبين أمير قطر آنذاك "أحمد بن علي آل ثاني" ... بتحرك سري قاده وزير الخارجية الأمير الراحل "صباح الأحمد" فأطفأت الكويت فتنة كادت أن تحرق قطر وكل كبار السن في قطر ممن عاصروا هذه الفترة من المطلعين يعرفون أكثر من جيد هذه الحقيقة بما فيهم الشيخة الفاضلة "موزة المسند" ابنة المعارض الأشهر في قطر ... وتلك المعلومة الموثوقة جدا تلقيتها من أحد الثقاة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من ناحية تفاصيل التحرك الكويتي الصامت ... هذا الفضل الأول من الكويت على قطر وأما الفضل الثاني فلا أكثر من موضوعنا هذا في الجزء الثالث منه وبفضل الكويت وحكامها وكبار مسؤليها نالت قطر فرصتين لا تقدران بثمن ... الأولى عندما نجحت الكويت بصناعة "الإمارات العربية المتحدة التسعة" وعقدوا أول اجتماعاتهم في الدوحة وتنصيب قطر رئيسة للاتحاد ... والثاني عندما فرط عقد الإجتماع والإتحاد بين الإمارات التسعة فأمّنت الكويت لقطر خروج أمن واستقلال هادي فأصبحت قطر دولة مستقلة ذات سيادة ... لا تنكر ولا تناقش ولا تتحجج بالكتاب هذا أو ذاك بل ارجع إلى "أرشيف الوثائق البريطانية" لترى بنفسك عجب العجاب وعد إلى كبار الثقاة ممن هم لا يزالون على قيد الحياة ؟
أما الفضل التاريخي الثالث على قطر فالحمدلله أن الكل عليه اليوم شهودا عيانا جهارا نهارا وهو موقف الكويت الأكثر من مشرف في أزمتها الخليجية مع "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" عندما حاصروا قطر لأكثر من 4 سنوات ... فهل حفظت قطر للكويت طيب المعروف والصنيع ؟ الإجابة بأدلتها تقول لنا : كلا لم تحفظ قطر أي معروف بل وعادت وتآمرت على الكويت كثيرا وكثيرا جدا في مواقف يملؤها الخزي والعار كلها مسجلة وموثقة بالإسم والتاريخ ... وتحديدا موقف قطر ما بعد تحرير الكويت بمناصرتها لطاغية بغداد وبعد الإطاحة به وموقف قطر في 2011 - 2012 2013 والربيع العربي التي كانت الكويت من ضمن مخططات قطر لإسقاط نظام الحكم في الكويت ... وليس موضوعي هذا مواقف قطر المخزية تجاه الكويت فقد تناولته كثيرا في مدونتي هذه لكن موضوعنا أفضال الكويت على حكام ودول وحكومات ... وبالتأكيد لا أحد في قطر اليوم يجرؤ على ذكر سبب تنازل أمير قطر السابق الشيخ "حمد بن خليفة آل ثاني" عن الحكم لصالح ولده الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" في 2013 وهل للكويت دور فيما حدث ؟ وماذا حدث قبلها بأسبوع وقبل مراسيم نقل السلطة بساعات ؟ الإجابة عند أصحاب الشأن وهم أحياء يرزقون في الدوحة ... لكن الأكيد أدركت قطر ولو متأخرا أن الكويت ليست كما كانوا يعتقدون ؟
مصــــــــر
مصر لا تحتاج إلى كثير من الحديث والتوضيح ولا أود الخوض كثيرا في الملف المصري إلا في نقطتين حاسمتين الأولى : هل تجرؤ الحكومة المصرية أن تظهر وثيقة رسمية تاريخية واحدة تثبت أن مصر منحت الكويت شيئا بالمجان منذ سنة 1945 أي قبل 76 سنة وحتى يومنا هذا ؟ ... ولا أحد يجيب بموقف مصر تجاه الكويت أثناء الغزو العراقي فهذه مواقف مدفوعة الثمن وليست بالمجان شهد عليها السفير المصري في واشنطن "عبدالرؤوف الريدي" وقائد القوات المصرية المشاركة في حرب "عاصفة الصحراء" اللواء "محمد علي بلال" ... وهذه بعض من أفضال الكويت ناهيكم عن تقديم الكويت شهدائها الأبرار في حرب مصر ضد الكيان الصهيوني في 1967 + 1973 والتي بعد ذلك خانت مصر العرب والشهداء وذهب الرئيس المصري "محمد أنور السادات" منفردا لتوقع معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني المحتل ... اما النقطة الثانية لماذا النرجسية المصرية تتكبر وتتعالى من حقيقة معلومة تاريخية أن مجلس قيادة الثورة المصري والذي نفذ انقلاب 1953 وأطاح بالملكية "الملك فاروق الأول" قد عرضوا على الشيخ "عبدالله الجابر الصباح" أن يكون ملكــــا على مصر خلفا للملكية المصرية ؟ ... ولماذا تم حجب الصحف والمجلات من الأرشيف المصري لصحف 1952 أو الصحف التي سربت أخبار عن عرض مصري بتولي الشيخ "عبدالله الجابر الصباح" مُلك مصر ؟ ... ولماذا تم استقبال الشيخ "عبدالله الجابر الصباح" استقبال مهيب وكأنه ملكا فعلا من قبل مجلس قيادة الثورة شخصيا وعلى رأسهم "محمد نجيب وجمال عبدالناصر" على الرغم من أن الشيخ "عبدالله الجابر الصباح" آنذاك لم يكن مسؤلا في الكويت بمعنى لا يحمل منصب سياسي ... ولماذا قلدوه "وسام إسماعيل" الرفيع جدا الذي لا يتقلده إلا الرؤساء والملوك وكبار الشخصيات وقد تقلده أيضا الرئيس الأمريكي الراحل "أيزنهاور" ؟ ... ولماذا كان الشيخ "عبدالله الجابر الصباح" في مطار القاهرة مودعا ملك ليبيا "محمد السنوسي" برفقة "محمد نجيب وجمال عبدالناصر" فهل يودع الملك إلا ملكا مثله ؟ ... وفي نقطة أخيرة لماذا مصر لا تذكر أفضال الكويت عليها من قروض ومساعدات وهبات ؟ والأهم من الأموال لماذا مصر في احتفالاتها بحرب اكتوبر لا تذكر شهداء الكويت الذي ارتوت أرض مصر بدماء شهداء الكويت الأبرار ؟ ... ولا أريد أن أزيد أكثر لأن مواقف الكويت المشرفة تجاه مصر أكبر من أن يتم حصرها ببضعة سطور فبارك بمن شكر الكويت وشعبها وغفر الله لمن جهل عطائها ؟
وسام إسماعيل الرفيع في مصر 1952
شاهد الصور التاريخية للشيخ عبدالله الجابر وهو في مصر بعد الثورة وليس قبلها لأن قبل الثورة لا يجرؤ "محمد نجيب وجمال عبدالناصر" أن يستقبلوا أو يودعوا ضيوف مصر نهائيا
يتبع الجزء الخامس .. فلسطين - لبنان
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم